أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - خليل عيسى - بشير والسيّد والصندوق














المزيد.....

بشير والسيّد والصندوق


خليل عيسى

الحوار المتمدن-العدد: 6580 - 2020 / 6 / 1 - 12:36
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


(ميغافون)

هناك قراءة من موقف "حزب الله" للمفاوضات مع صندوق النقد موجودة بقوّة عند قوى سياسية من المنتفضين  مثل "حركة مواطنون ومواطنات في دولة" تقول بأنّ الأخير لم يكن يريد الدخول بمفاوضات مع صندوق النقد لأسباب "إديولوجية". ترى هذه الحركة بأنّ صندوق النقد بشروطه إنّما يهدّد "حزب الله" فالأخير بما للولايات المتّحدة من تحكّم بقراراته هو اداة أميركية مباشرة. ولكن لم تمض أيام بعد ان اعتبر نعيم قاسم أن صندوق النقد هو "أداة استكبارية" حتى عاد حسن نصرالله واعطى الموافقة على بدء المفاوضات مع الاخير "ما دامت بلا شروط". حدث هذا تحديدا بعد يومٍ من طلب ايران قرضا من البنك الدولي بقيمة 5 مليار دولار لاول مرة منذ عام 1962.
لكنّ قراءة شربل نحّاس هذه تقلب الواقع رأساً على عَقِب. صحيح أنّه عندما توقّفت الحكومة عن دفع اليوروبوندز باتت الحاجة الى الدولارات هائلة وصارت بالتالي حاجتها لصندوق النقد مبرمة. لكن اذا كانت حكومة الواجهة التي يرأسها البروفسور والمُدارة من قبل حسن نصر الله وبري وعون تعرف أن توقّفها عن دفع اليوروبوندز، من دون وجود خطة، سيرمي بها في أحضان صندوق النقد "الاستكباري"، لماذا قامت بأخذ قرارها هذا؟ يعتبر هذا الرأي بأن قرار الحكومة هذا كان خطأ تمّ ’الإيقاع به‘ لتصبح فريسة شروط صندوق النقد. لكنّ الواقع هو أنّ رؤية "حزب الله" على حقيقته، أي بما هو لاعبٌ استعماري ينتمي في قراره الاستراتيجي للخارج بشكل ناجز -عكس باقي الزعماء اللبنانيين- يفصح عن  تفسير مغاير جذريا لما حصل. إذ على الرغم من التوافق مع الولايات المتّحدة على الاتيان برئيس المخابرات العراقية منذ عام 2016 الايراني الولاء مصطفى الكاظمي رئيسا للوزراء، فان إدارة ترامب لم توافق على اعطاء ايران قرضاً من صندوق النقد أو أن تخفّف العقوبات. لقد جعل هذا من مصلحة الايرانيين زيادة الضغط على الاوروبيين لكي يضغط هؤلاء  بدورهم على إدارة ترامب من اجل رفع العقوبات.
وسط كلّ هذا لماذا يكون التوافق الايراني مع "الاستكبار الاميركي" حلالا في العراق وحراما ً في لبنان؟ إنّ القراءة الاديولوجية الوحيدة هنا هي اعتبار أنّه ثمّة عوائق "مبدئية" تعيق تعامل "حزب الله" مع صندوق النقد. الاديولوجيا الحزبللهية الوحيدة التي وُجدت يوماً لتبقى كانت ما تقرّره طهران بأنّه سيخدم مصالحها الاستعمارية. هذا يعني أمراً واحداً: أنّ "حزب الله" هو من دفع حكومة البروفسور للتوقف عن الدفع ثم الذهاب الى صندوق النقد من أجل أن يُحَوِّل المجتمع اللبناني بأسره، أيّ جميعنا، بأرزاقنا، بأولادنا واقربائينا وأموالنا المتبخّرة كمودعين، بطعامنا ومستقبلنا، الى ورقة ضغط اضافية بيد ايران من خلال مفاوضات الاخيرة مع صندوق النقد. لقد ’أقحم الخارج في الداخل‘ بقرار من "حزب الله" وحده لا غير.
تجويع اللبنانيين، وهو العنوان الذي يرطن حسن نصر الله في خطاباته الاخيرة ضدّه، إنّما هو تحديداً السلاح الذي اختار الاخير استعماله من وراء البروفسور في المعركة التي يخوضها حتى موعد الانتخابات الاميركية. لماذا سيتورّع "حزب الله" عن فعل هذا بشعبه حين لا تتوّرع الحكومة الايرانية نفسها عن تجويع شعبها أمام شراسة العقوبات لانّها تصرّ على اقامة برنامج نووي سرّي؟ لهذا كلّه أيضاً يتمّ قمع منتفضي 17 تشرين بشكل وحشي في المناطق التي تسيطر فيها الاحزاب "الشيعية" كما حصل مع بشير أبي زيد رئيس تحرير جريدة "17 تشرين". لهذا أيضاً  كرّر السيّد بان 17 تشرين هي رهان اسرائيلي. الانتفاضة هنا كما في العراق هي تهديد أكثر من جدّي لسلطة ملالي ايران. وحسن نصر الله المنسجم مع رؤيته للمعركة لا يرى فرقاً بين ايران ولبنان والعراق. أما صندوق النقد بشروطه حول مكافحة التهريب مثلا والتي سيرفضها "حزب الله " من وراء المنابر والتي ستحكم على المفاوضات بالفشل الاكيد، فلن يكون هو ما سيهدّد حقا سلطة وكيل إيران في لبنان. لكن ما سيهدّد اللبنانيين هو اضاعة الوقت الثمين في أثناء كل هذا. التهديد الحقيقي كما يقول نحّاس محقًّا سيكون في بقاء حكومة الواجهة. لقد نجحت هذه الاخيرة في أمرٍ وحيد وهي أن تُحوّلنا عباداً وحجرا، الى بارودٍ اير اني في مفاوضات السيّد الفاشلة مسبقا مع صندوق النقد، كرمى لعيون خامنئي.   



#خليل_عيسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن تفاهة العنف اللاثوري في الانتفاضة
- الثورة ليست مجرّد ثأر
- ملاحظات على انتقاد المصارف مقابل تبرئة السلطة السياسية من مس ...
- أمّ الفقير تصيح: فلتسقط السلطة الوبائيّة
- مجيء العقاب وسُبُل الخلاص في زمن الوباء
- لا ما نُحبَط، لا ما نُحبَط: استعادة المبادرة الثوريّة
- أين اختفى شعار «كلّن يعني كلّن»؟
- رحلة الوعي المزدوج
- الخارج والداخل في ثورة تشرين
- طرابلس أو الوطنية اللبنانية الجديدة
- إنقلاب خميني وفكر ياسين الحافظ بعد أربعين عاماً
- في دعوة رياض الترك إلى انطلاقة ثورية جديدة
- حول تبرير الخطف عند نخبة الإسلام السياسي الحاكم
- إيران والوصفة السلفادورية في العراق
- بورجوازية حزب الله و-السلسلة-
- سقوط القمّة العربيّة الإيراني
- السياسة اللبنانية والعَبَث المتعدد بالمرأة
- نسبيّة-حزب الله-وطريق التحول العراقي
- في نقد نقّاد الترامبية
- نحو إمبرياليّة أميركيّة بجناحين نوويين


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - خليل عيسى - بشير والسيّد والصندوق