أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيد طنطاوي - محمد حسونة.. وداعًا رئيس تحرير شارع قصر العيني














المزيد.....

محمد حسونة.. وداعًا رئيس تحرير شارع قصر العيني


سيد طنطاوي
(Sayed Tantawy)


الحوار المتمدن-العدد: 6579 - 2020 / 5 / 31 - 07:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أخبار، أهرام، جمهورية، هلال، روزاليوسف.. ذاك الهتاف الشهير الذي ارتبط ببائعي الصحف، الآن يُمكن أن تُضيف إليه محمد حسونة ليكون الهتاف: "أخبار، أهرام، جمهورية، هلال، روزاليوسف، محمد حسونة، ليبقى تخليدًا لرجلٍ ليس صحفيًا لكنه قرأ كل الصحف، وكان بوصلة رؤساء التحرير والقراء، إنه محمد حسونة الجزار صاحب آخر كشك جرائد بشارع قصر العيني.
لم يكن "حسونة"، مجرد بائع صحف مر على المهنة العريقة، لكنه كان علمًا يعرفه أرباب الصحافة في شارع قصر العيني، الذي يضم مؤسسات عريقة وأخرى حديثة، من نحو روزاليوسف ودار الهلال والمصري اليوم وغيرهم.
لا يمكن لأي رئيس تحرير في كل إصدارات هذه المؤسسات أن يتجاهل "حسونة"، بل كان بعضهم يترجل من مكتبه ليستشيره ويأخذ برأيه خاصة في حِرفة "العنوان البيّاع"، الذي يخطف عين القارئ، ويُعجل بنفاد النسخ، فمنهم من كان يعتبره مركز دراسات تسويقية للصحف.
كان لـ"حسونة" عين صحفية لا تكتب، لكنها أيضًا لا تُخطئ، يعرف الأعداد الخاصة لكل إصدار وكيف يهتم بها، ويعرف أيضًا أعداد الاحتفاء بالشخصيات ويعرف كيف يُروجها، ففي ذكرى عبدالحليم حافظ وأم كلثوم يعرف كيف يُهندس فرشته، وفي الأحداث السياسية يستطيع أن يُحدد لك النسخ التي ستنفد أولًا.
فرّشة جرائد حسونة، كانت أشبه بمدير فني ومنفذ اجتمعا لتصميم غلاف مجلة عريقة وبديعة، يرص منشيتاتها حسب أهميتها، مع مراعاة الحس الجمالي في الترتيب، لذلك كان طبيعيًا أن يتخذه الصحفيون ترمومترًا للأداء، والغريب أن "حسونة"، كان مشجعًا لشباب الصحفيين أكثر من رؤساء تحريرهم فحينما كان يقرأ موضوعًا صحفيًا كان يشيد بكاتبه وحينما يراه في الشارع يذكر له مقاله ويُفنده، ويطلب منه أن يكتب المزيد.
إذا مررت يومًا على فرشته وسألته عن جريدة "س" مثلًا، لأنك لم تجدها، تجده يخرجها لك من آخر الصف مطوية فتستغرب لما وضعها في هذا الموضع، وحينما تنظر إليها تعرف بعين الصحفي أنك لو نظرت لها 100 مرة ما فكرت في إكمال قراءة عناوينها وليس مجرد التفكير في شرائها.
"حسونة"، كان علمًا من أعلام شارع قصر العيني، عن يمينه كانت "روزاليوسف" المؤسسة الأقرب إلى قلبه، وخلفه دار الهلال والمصري اليوم، لم يكن هناك صحفي في هذه المؤسسات لا يعرفه، بل كان مصدرًا لأفكار كثير من الصحفيين، لذلك كنا نعتبره رئيس تحرير شارع قصر العيني، الجالس على كرسيه الثابت، فلم تغيره مواقف السياسة ولا اضطراباتها، لم يزحزحه البرد القارس ولا الحر الشديد، وفي أكثر الحالات سوءً كان يتوارى بين عمودين لدقائق ويعود، فظل ثابتًا كرأس حربة صحفية راسخة في مكانها.
الآن رحل "حسونة"، متأثرًا بإصابته بفيروس كورونا، لكنه قبل الرحيل كان حريصًا على الرحيل مبتهجًا، إذ حكى لي الزميل الأستاذ عصام عبدالجواد، رئيس تحرير روزاليوسف السابق، أنه التقاه قبل أسابيع قليلة من وفاته، وأخبره أنه يُفكر في تجديد مقبرة والده، لكن الذي لم يكن يُدركه "حسونة" أنه كان يزينها ليرحل إلى مأواه الأخير في زينة.
وداعًا محمد حسونة الجزار.. رئيس تحرير شارع قصر العيني.



#سيد_طنطاوي (هاشتاغ)       Sayed_Tantawy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمنيتي رصاصة
- بسم الجوكر والتتش وروح الفانلة الحمرا: يعيش أحمد فتحي
- بسم الجوكر والتتش ورح الفانلة الحمرا: يعيش أحمد فتحي
- لا تبكِ على بيض -ممشش- ولا -غنيم- محشش
- -صلاح- اللاعب من صلاح الرعية
- -سيرة أبو شمام-
- -الممر- ضاق علينا.. نظرة ومدد يا وطن
- إلى الدكتور خالد منتصر: -إنما للهبد حدود-
- مروة قناوي ..-يتيمة الابن-
- -نبيهاليا- ..رايحين على أرض النخيل
- -ياسر رزق ..اغسلها وتوكل-
- ..ويظل المذيع يكذب حتى يُكتب عند الناس -قرموطًا-
- -السيسي والطيب- ..ومعركة -أنت عارف وأنا عارف-
- القول المفيد في جرائم -تركي والخطيب- ..الأزمة في السياسة
- ..وهل يليق بالصحفيين إلا النضال؟
- معتقلو الفسحة ..عيطي يا بهية على القوانين
- إلى الموهوب إبراهيم عيسى: -حمرا -
- في حب النيل وشيرين
- -عبدالناصر- .. كبيرهم الذي علمهم النصب


المزيد.....




- -إسرائيل تنتهك قوانينا.. وإدارة بايدن لديها حسابات-.. مسؤولة ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته في محيط مستشفى الشفاء بغزة لل ...
- موسكو تدمر عددا من الدبابات الأوكرانية وكييف تؤكد صدّ عشرات ...
- مفتي روسيا يمنح وسام الاستحقاق لفتى أنقذ 100 شخص أثناء هجوم ...
- مصر.. السفيرة الأمريكية تثير حفيظة مصريين في الصعيد
- بايدن يسمي دولا عربية -مستعدة للاعتراف بإسرائيل-
- مسؤول تركي يكشف موعد لقاء أردوغان وبايدن
- الجيش الاسرائيلي ينشر فيديو استهدافه -قائد وحدة الصواريخ- في ...
- مشاهد خراب ودمار بمسجد سعد بن أبي وقاص بمخيم جباليا جراء قصف ...
- قتيل بغارة إسرائيلية على جنوب لبنان والمقاومة تقصف شبعا


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيد طنطاوي - محمد حسونة.. وداعًا رئيس تحرير شارع قصر العيني