أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - حسن أحراث - عمال امانور، أولا وأخيرا..














المزيد.....

عمال امانور، أولا وأخيرا..


حسن أحراث

الحوار المتمدن-العدد: 6579 - 2020 / 5 / 31 - 04:44
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


تتساقط أمامي العديد من الأفكار، وتحثني على الكتابة بالكثير من التودد والإغراء. وتوالد هذا الزخم من الأفكار ليس غير نتيجة لخصوبة الواقع وثرائه، بالمغرب وخارجه. أحيانا، أعجز عن الكتابة كرقابة ذاتية. لأن مجال التواصل المراقب لا يسمح بكشف جميع الأوراق، أي مجالا لا يتيح إمكانية التحليل العميق والتعبير الحر. فيكفي أن تثير بعض "الحقيقة" لتُكفَر وتُدان وتُلام، وقد تُعتقل أو تُغتال. وفي أحيان أخرى، أخجل من نفسي؛ فكيف تستقيم الكتابة الآن إذا لم تتناول معاناة ومعركة عمال امانور بطنجة وتطوان والرباط. إن الكتابة السياسية الملتزمة ليست ترفا أو تعابير إنشائية عاطفية في مناسبات أعياد الميلاد أو السفر أو الزواج أو الوفاة، إنها مواقف طبقية منحازة وبالكامل الى المستغَل أو الى المستغِل.
طبعا، عمال امانور عنوان عريض لوضع سياسي واقتصادي واجتماعي كارثي يخنق عمالا آخرين في مناطق أخرى؛ ومعركتهم البطولية التي تجاوزت أربعة أشهر في ظل التكالب الفظيع والصمت الرهيب للجهات التي تتحمل مسؤولية استمرار القتل البطيء للعمال وعائلاتهم، أم المعارك. إنها "البداية" والنهاية، لأن انتصارها انتصارنا و"فشلها" فشلنا. وليتحمل المناضلون مسؤولياتهم من مختلف مواقعهم...
إن الكتابة عن عامل واحد هنا أو هناك يعد دعما لجميع العمال. والكتابة المطلوبة هنا بمعنى التعريف بالقضية وفك الحصار عنها وتسجيل التضامن والدعم وفضح الاستغلال والاضطهاد الطبقيين وبالتالي المتابعة النضالية، بل الانخراط في المعركة سياسيا وطبقيا...
ومن مسؤولية المناضلين مواكبة أوضاع العمال في كل مكان. لأنه بتضافر الجهود نتجاوز الانتقائية في التعاطي مع المعارك العمالية وكذلك الارتباك الذي يؤثر سلبا على العلاقات الرفاقية التي يجب أن تحتكم الى العطاء النضالي المتواصل وليس الى الصورة النمطية (الكاريزما) المكتسبة، عن جدارة أو بدونها، من الماضي العتيق. ومن تحصيل الحاصل أن من يناصر قضية العمال لا يمكن أن يتجاهل القضايا المجتمعية الأخرى (الفلاحون الفقراء والطلبة والمعطلون والمهمشون...).
ومسؤولية المناضلين النقابيين أعظم، لأنهم معنيون بحث تنظيماتهم النقابية على مؤازرة معارك العمال، وخاصة المعارك المحاصرة، وفي مقدمتها معركة عمال امانور، وذلك من منطلق الفهم السديد للصراع الطبقي. فليس مناضلا من يصمت من داخل حزبه أو نقابته أو جمعيته إذا لم يرفع صوته عاليا ليناصر قضايا العمال وباقي الكادحين، بل ولينخرط فيها… والخطير أن النظام يسعى وزبانيته من هيئات سياسية وقيادات نقابية وجمعوية، الى تقديم ملحمة امانور كدرس لإرغام العمال على تقديم الولاء والرضوخ للأمر الواقع الذي تفرضه الباطرونا، بما يتماشى ومصالحها الطبقية.
لقد "شبعنا" فشلا، لننتصر ولو لبعض المرات... لنجعل الأمل حيا والمستقبل متاحا... وبدل أن نفتري على الذاكرة بدواعي أو أخرى، لنقل الحقيقة المُرة ولو مرَة ولنفضح خدام النظام والمتواطئين معه. ومن يسكت عنها يعبر عن انتمائه الى خندق النظام عاجلا أو آجلا...
والإحساس المفرط بالمسؤولية الفردية لا يبرر غياب المسؤولية الجماعية، بل هو عينه دعوة الى كافة المناضلين للانخراط في البناء الجماعي لصرح الذات المناضلة القادرة على بلورة الأشكال النضالية المناسبة وممارستها. لقد زال الغموض واللبس اللذان سادا لردح من الزمن، وافتضح أمر الأيادي القذرة المشوشة التي غذت ذلك (ما يدوم غير الصح). ونكرر أنه آن الأوان ليس لرسم معالم طريق المستقبل النضالي لشعبنا، بل للانخراط فيه...



#حسن_أحراث (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشهيد عبد الله موناصير يطرق أبوابنا
- ذكرى انتفاضة ماي 1968
- الجبهة الحاضرة/الغائبة
- الإضراب عن الطعام..
- باقة ورد ممنوع
- دوائر الممنوع..
- رمضان ومعركة الشهيدين..
- يعرفوننا أكثر مما نعرفهم..
- فاتح ماي في عام كورونا
- في ذكرى الشهيد محمد كرينة
- الصمود أو الانهيار
- بعض مضحكات ومبكيات السجن..
- رسالة مفتوحة الى الميلودي موخاريق
- كفى من الفرص الضائعة!!
- الصمت
- شيء عن الحجر القمعي سنة 1984
- المناضل اليوم..
- عمال -أمانور- بطنجة وتطوان والرباط
- أن نتذكر في بحر النسيان بعمق -CORONA VIRS-..
- رضوان العيروكي: رفيق آخر يرحل..


المزيد.....




- سلم رواتب المتقاعدين في الجزائر بعد التعديل 2024 | كم هي زيا ...
- الصين تفرض حياة تقشف على الموظفين العموميين
- “زيادة 2 مليون و400 ألف دينار”.. “وزارة المالية” تُعلن بُشرى ...
- أطباء مستشفى -شاريتيه- في برلين يعلنون الإضراب ليوم واحد احت ...
- طلبات إعانة البطالة بأميركا تتراجع في أسبوع على غير المتوقع ...
- Latin America – Caribbean and USA meeting convened by the WF ...
- الزيادة لم تقل عن 100 ألف دينار.. تعرف على سلم رواتب المتقاع ...
- “راتبك زاد 455 ألف دينار” mof.gov.iq.. “وزارة المالية” تعلن ...
- 114 دعوى سُجلت لدى وحدة سلطة الأجور في وزارة العمل في الربع ...
- رغم التهديد والتخويف.. طلاب جامعة كولومبيا الأميركية يواصلون ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - حسن أحراث - عمال امانور، أولا وأخيرا..