أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - ممحند الحسن الركيك - اللسانيات بين البحث العلمي الرصين وشطحات رشيد بن عيسى















المزيد.....

اللسانيات بين البحث العلمي الرصين وشطحات رشيد بن عيسى


ممحند الحسن الركيك

الحوار المتمدن-العدد: 6579 - 2020 / 5 / 31 - 01:31
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


اللسانيات بين البحث العلمي الرصين وشطحات رشيد بن عيسى
0- سياق المقال :
ما كنا لنتشجم عناء إضاعة الوقت للرد على شيخ عجوز ،أصيب بالخرف والهذيان مثل المدعو رشيد بنعيسى المتشيع ،لو لم يقدم نفسه كعالم في اللسانيات... وما كنا لنرد لو لم يلبس رشيد بن عيسى عباءة العالم اللساني ظاهره التخفي في محراب العلم،وباطنه تصريف خلفية إيديولوجية عروبية شيعية سخيفة. منذ عودته إلى الجزائر ورشيد بنعيسى السليط اللسان يسب ويشتم ويوزع التهم ذات اليمين والشمال متهما البعض بحزب فرنسا التي احتضنته لأكثر من 49 سنة،بعد أن أصبح غير مرغوب فيه في بلد المليون شهيد بسبب-والعهدة على الراوي- المذهب الشيعي الذي اعتنقه منذ أن كان طالبا في سوريا سنة 1962،وتارة يهاجم الحراك الذي أنهى العقدة الخامسة لبوتفليقة...ما كانت كل هجوماته على رجال السياسة الجزائرين السابقين و رجال الدين ولم يسلم من لسانه السليط حتى الأموات من الصحابة وأزواج النبي ،ما كان يهمنا شتمه ليزيد بن معاوية،في مقابل تمجيده وبكائه على الحسين وصراخه وعويله ولطم وجهه وإسالة دمائه وكل ما يرتبط بطقوس الشيعة... لو لم يمتط صهوة العالم اللساني ويسمح لنفسه بتمرير مغالطات لسانية لا أساس لها من الصحة دون أن يلتزم بأخلاقيات البحث العلمي النزيه،جاعلا من اللسانيات قميص عثمان للتحريض ضد الباحثين والمناضلين الأمازيغ، والزعم أن الأمازيغ شعب فينيقي وأن مصطلح "بربر" كلمة مصرية وليست إغريقية ،فضلا عن شطحات بهلوانية وخرافات لسانية يعتمد فيها الإثارة لإقناع العامة والبسطاء بحفرياته التي سرقها من الباحث علي فهمي خشيم ،الذي كان يكتب مرغما لتلبية طلب الكولونيل معمر القذافي،كما مارس البلاجيا plagiat والقرصنة من مواطنه عثمان سعدي الذي وهب حياته للهجوم على الأمازيغية والباحثين في اللسانيات الأمازيغية. عقود من الزمن والذئاب تعوي فاستأنست الأمازيغية الضاربة عمقها في تاريخ شمال افريقيا إذ عوى رهط خشيم وسعدي.اعترف دستوريا بالأمازيغية وأصبحت لغة رسمية في المغرب والجزائر وظلت شامخة ومستمرة فيما انزوى كل من علي فهمي خشيم وعثمان سعدي ورهطهما في صقيع النسيان.
استنادا إلى سياق ودواعي نشر هذا المقال ،الذي يروم نسف ترهات رشيد بنعيسى ،الذي يوظف اللسانيات لخدمة ايديولوجيته السخيفة ،ارتأينا تأطير هذا المقال من وجهة نظر فيرناند دو سوسير الأب الروحي للسانيات والعالم اللساني نوام تشومسكي الذي تربع على عرش اللسانيات منذ أكثر من 60 سنة.
1- الصوسيرية : القطيعة الابستمولوجية مع أدْلجة اللغة وخرافة رجال الدين
ظلت الدراسات اللغوية منذ أفلاطون إلى حدود ظهور كتاب "cours de linguistique générale " للعالم اللساني فيردناند دو صوسير (1913-1875)F. de Saussure منضوية في إطار الفلسفة وعلم الكلام والأصول والمنطق،الأمر الذي أدى إلى تشويه بعض الحقائق العلمية وتسريب بعض الترهات من الثقافة الشعبية المتداولة لدى العامة كالزعم أن اللغة العبرية هي أم اللغات وأن اللغة العربية هي لغة أهل الجنة...بيد أن ظهور كتاب صوسير ،الذي شكل هزة خلخلت مختلف العلوم الإنسانية،سيحرر اللسانيات من تلك الشوائب والانطباعات الذاتية محدثا بذلك قطيعة ابستمولوجية مع الدرس اللساني التليد متبنيا منهجا بنيويا صارما في تحليل الظاهرة اللغوية وتمحيصها معلنا عن مرحلة جديدة في الدرس اللساني عنوانها الصرامة المنهجية ودراسة اللغة ، في ذاتها ومن أجل ذاتها وليس خدمة لنزعة عرقية أو طائفة دينية كما هو ديدن المهلوس رشيد بنعيسى .أكد صوسير على دراسة اللغة دراسة سانكرونية والنظر إليها بوصفها بنية أوقطعة شطرنج دون أن نتوسل إلى عناصر خارجية والتي من شأنها أن تشوش على مسار البحث العلمي الموضوعي.واللغة عند صوسير هي بالمفهوم الواسع أي تلك اللغة الطبيعية التي يتكلمها ابناء البشر بصرف النظر عن عرقهم ولونهم.ومعنى ذلك أن صوسير يساوي بين جميع اللغات الطبيعية ولا يرى اي فرق بينها.وهو ما جعله يوجه معالم الهدم إلى حراس المعبد القديم وتقويض تصورهم العنصري القائم على عنصرية اللغة الراقية واللغة المنحطة وبالتالي هدم التمايز بين اللغة واللهجة التي يعتبرهما نظاما تواصليا واحد.وقد كتب صوسير في هذا الشأن في الصفحة 378 من كتابه السالف الذكر:
« Il est difficile de -dir-e en quoi consiste la différance entre une langue et un dialecte, surtout souvent un dialecte porte le nom de langue, parce qu’il a produit une littérature »
وقد سلك مسلك صوسير العديد من السوسيولسانيين الذين رفضوا الاختلاف بين اللغة واللهجة السائد بين العامة وغير المختصين على اعتبار أنه تمايز قائم على الحكم الانطباعي، وأن اللغة هي نفسها اللهجة.وتبعا لجون كالفي calvet ف" اللهجة ليست سوى لغة محطمة سياسيا،أما اللغة فليست سوى لهجة نجحت سياسيا ".وقد زكت المدرسة الامريكية هاريس وتشومسكي) والسوسيواللسانيات ( Labov) هذه العلاقة البنيوية والوظييفية بين كلا النظامين السيميائيين،حيث يرى أن العلاقة بينهما ( اللهجة واللغة)هي بمثابة علاقة الكل بالجزء أما فيشمان فيفضل استعمال مصطلح نوعية variété بدلا من المصطلحات التقليدية.
لقد قاد اشتغال فيردناند دو صوسير خلال العقد الأخير من القرن التاسع عشر على علاقة القرابة بين بعض اللغات الأوربية واللغة السانسكيرتية والاشتغال في إطار الدراسات المقارنة، التي ابتدأت مع العالم البريطاني وليام جونز منذ(1913-1875) ، إلى تجاوز التصور الفيلولوجي القديم الذي وجه له انتقادات لاذعة منذ الصفحة الأولى من كتابه "المحاضرات".
" L’histoire des sciences du langage avait passé par trois phases successives avant de reconnaître quel est son véritable et unique objet "
2- ترهات رشيد بن عيسى تحت مجهر اللسانيات الحديثة :
إن المتتبع لفيديوهات رشيد بن عيسى-التي يقدمهاحول قضايا لسانية لاسيما تلك التي تتعلق باللغة الإمازيغية وفصيلة الأفروأسيوية يؤكد، مما لا يدع مجالا للشك، أن الرجل لم يطلع على أبجديات اللسانيات.فإذا كان صوسير قد حسم في مجموعة من القضايا البديهية التي أضحت من المسلمات التي تم صوغها والاتفاق عليها من قبل جمهور علماء اللسانيات منذ أزيد من قرن من الزمن،فإن رشيد بن عيسى،الذي مافتئ يطلق الكلام على عواهنه،على شكل زفرات شفوية إنشائية لا تستند لا إلى إحالات علمية ولا إطار لساني ولا تقر بها أية مدرسة لسانية ( من وظيفية وتوزيعية وتوليدية) مستغلا وفرة وسائل التواصل الاجتماعي،أقول إن رشيد بن عيسى بأضاليله هذه إنما هو بمثابة حاطب الليل الذي لا يبالي بما يحمل هل هو خشب أم أفعى. فزعمه أن القبايلية لهجة فينيقية وليست أمازيغية يجعلنا نطرح سؤالا عن مصداقية الرجل. فالقبايلية نوعية ضمن نوعيات متعددة تنتمي إلى اللغة الأمازيغية ، اللغة الأولى والأصلية لساكنة شمال إفريقيا .
إن المجال لا يسع لبسط كل نماذج من حماقاته وشطحاته اللغوية التي يقوم بتمريرها في قنوات اليوتيوب. إن وضع كل ما يقوله بنعيسى تحت مجهر اللسانيات الحديثة ستبين أن الرجل لا يمت بصلة بإواليات البحث العلمي ،لاسيما اللسانيات التي تعتبر أقرب العلوم الإنسانية إلى العلوم الصلبة في الدقة والموضوعية.ونترك للباحثين اللسانيين تقويم ظاهرة رشيد بن عيسى وإخضاعها لمجهر المنهج اللساني الحديث الذي يدرس الظاهرة اللغوية دراسة نسقية محايثة دون تشويهها ومسخها بمعتقد إيدلوجي سخيف أو نزعة دينية كما هو شأن رشيد بنعيسى المسكون بالطائفية.
عمل صوسير على تجاوز فرضية النحو التقليدي والفيلولوجيا التي تتسم بالانطباعية والذاتية وأحكام قيمة التي أساءت كثيرا إلى البحث اللساني، وخلص الدراسة من ترهات رهط رشيد بن عيسى رغم أنه لا مجال لعلماء الفيلوجيا مع بنعيسى الذي لم يقم بسوى إعادة ما كتبه متعصبون وشوفينون سبقوه في الهجوم على الأمازيغية.كما قام صوسير في مطلع محاضراته على حصر موضوع اشتغال الباحث اللساني تفاديا لأي انزلاق أو انفلات قد يفضي به إلى متاهات وخلاصات لاهوتية.لذلك نجد صوسير يلح، في أكثر من موضع،على أن الموضوع الوحيد والحقيقي لعلم اللغة هو اللغة ذاتها ولأجلها ليس إلا.
ولكي يتأتى له ذلك اعتمد منهجا بنيويا استقصائيا ينطلق من المتن وإخضاعه للوصف الشامل والملاحظة الدقيقة بغية الوصول في نهاية التحليل إلى صياغة نظرية عامة قابلة التطبيق على جميع اللغات البشرية، بفضل هذا المنهج البنيوي العلمي الدقيق الذي أرسى صوسير دعائمه وتمكن صوسير من تقويض مزاعم اللغويين الانطباعيين الذين يصدرون أحكام قيمة انطلاقا من انتقائهم لعينات محدودة. علاوة على كل الإصلاحات التي قدمها صوسير لكي يستقيم البحث اللساني ،أعطى صوسير الأولوية للمنطوق على المكتوب : بعد اشتغاله الطويل على أسرة اللغات الهندو-أروبية وبحكم تخصصه وتشبعه بالمنهج الفيلولوجي،في صورته التاريخية والمقارنة، خلص صوسير إلى نتيجة مفادها أن دراسة اللغة وأشكال التواصل اللفظي، في مستوى الكتابة، لا تؤدي إلى نتائج مقنعة، لأن المنطوق لا يجسد حقيقة اللغة. ومن ثمة ينبغي على الباحث أن يأخذ بعين الاعتبار اللغة المتكلمة وكل النوعيات المحكية. لقد كرس الفيلولوجيون حياتهم في الاشتغال على النصوص الأدبية والدينية القديمة وأهملوا اللغات الحية والمتداولة من قبل أفراد العشائر اللغوية. وكان من نتائج اهتمام المقاربة الانطباعية بالاكتفاء بدراسة نصوص لكتاب مشهورين وجعلهم النموذج الأرقى ، كبير الأثر في إهمال كل ما ينتج شفويا. ولتجاوز كل هذه الطروحات اللاعلمية أولت اللسانيات الصوسيرية عناية خاصة باللغات الشفوية معتمدة في ذلك على حجتين دامغتين:
-الكلام سابق على الكتابة، وهو بالتالي أكثر الأشكال التواصلية فهما وإدراكا.
- الطفل يتعلم الكلام ولغة قومه ابتداء من السنة الثانية والنصف، بينما لا يتعلم مبادئ الكتابة حتى السنة السابعة أو السادسة. إن أنظمة الكتابة لا يمكنها أن تقوم إلا باعتمادها على وحدات اللغة المتكلمة، حيث تستند في ذلك إلى الأنساق الصوتية من قبيل المقطع، النبر...
نجنح إلى القول،من خلال هذه العجالة اللسانية،إن إخضاع ما يبثه رشيد بنعيسى في بعض قنوات اليوتوب وإخضاعها لمبادئ وضوابط اللسانيات الحديثة تجعل الباحث اللساني الموضوعي ينفي صفة بروفيسورفي اللسانيات عنه.لأنه في حالة تناف وتناقض وتنافر وشروذ مع كل أنتج في اللسانيات الحديثة منذ كتاب "المحاضرات"مرورا بنظريات المدرسة الوظيفية بمختلف تشعباتها وصولا إلى النظرية التوليدية بمختلف تياراتها.
3- إتباث عراقة اللغة الأمازيغية واستقلالها في ضوء الأركيولوجيا وبارمترات الفونولوجيا اللاخطية
( دحض خرافة رشيد بنعيسى " الأمازيغية لغة فينيقية ")
لسنا في حاجة لتكرار بعض القضايا العلمية التي تهم علاقة القرابة la généalogie بين الفصائل اللغوية مثل الفصيلة الأفروأسيوية(السامية -الحامية) والفصيلة الهندوأوربية وغيرها من الأسر اللغوية.لكن الثابت أن جميع اللغات البشرية تشترك في الكليات اللغوية الفطرية والنحو الكلي والفرضية الفطرية(تشومسكي)النحو العام (ديكارت) والنحو العام العقلي (مدرسة Port royal).ولا شك أن الباحث النبيه الذي يروم ربط جسور ابستمولوجية بين محتلف حقول المعرفة البشرية، من خلال الاشتغال على مفهوم الكليات، سيلاحظ أن اللسانيات ليست وحدها من تناولت هذا المفهوم،بل استفادت من الفلسفة وعلم النفس المعرفي والبيولوجيا والفيزياء والرياضيات.لقد حاولت مقاربات لسانية متحت من الفلسفة العقلانية (ديكارت)بناء أنحاء عامة وكلية تقول بامكانية تطبيقها على جميع اللغات الطبيعية.إن الدارس لتركيب اللغات العالمية وبنيتها المورفو-فونولجية وحتى المعجمية سيجد بدون شك أوجه التشابه والتقاطع بينها.ويبدو أن "البروفيسور" رشيد بنعيسى-الذي يدعي أن "موقل"Mmuql" بمعنى "نظر" من "المقلة" في العربية،وبالتالي ادعائه تارة أن القبايلية والشاوية لهجات عربية قديمة،وتارة أخرى يرجعها إلى اللغة الفينيقية- جاهل لمفهوم لكليات الفطرية التي تشترك فيها جميع اللغات البشرية.ولنفرض جدلا أن فرضيته صحيحة.فهل يمكن ارجاع الأمازيغية إلى اللغة الفرنسية من خلال تشابه الجذر الأمازيغيkrz والفعل الفرنسي creuser .
لعمري إنها لسخافة لسانية تلك التي يزعم فيها "البروفيسور" رشيد بن عيسى أن تقبايليت وتشاويت وتاشلحيت ... لهجات عربية وفينيقية ناكرا وجود اللغة الأمازيغية التي كانت اللغة الأولى في شمال إفريقيا ومنها تفرعت النوعيات الأمازيغية.إن العمى الإيديلوجي أعمى بصيرة هذا الشخص الذي يعيش انفصاما هوياتيا وتناقضا سيكولوجيا.فهو يقدم تارة نفسه قبايليا أصيلا،وتارةأخرى يدعي أن نسبه من آل البيت.
كل القرائن الأركيولوجية والمعطيات اللغوية والأنطروبولوجية والوثائق والمصادر التاريخية وحتى التحاليل الوراثية تؤكد أن الأمازيغ هم الأوائل الذين استوطنوا شمال أفريقيا ،وأن اللغة الأمازيغية أعرق لغة في حوض البحر الأبيض المتوسط،وأنها اللغة الوحيدة التي لازالت حية ومتداولة فيما باقي اللغات التي عاصرتها ماتت كلها (الفنيقية، المصرية القديمة...). لا شك أن الاكتشاف العلمي الباهر الذي توصل إليه علماء الأركيولوجيا الأسبوع الماضي، المتمثل أساسا في ما سيعرف في أدبيات الحفريات والأركيولوجية بـ "إنسان يغود"، سيخلخل مجموعة من المسلمات، وسيجعل من المغرب خاصة، وشمال إفريقيا عامة، مهد الحضارة الإنسانية.
في ضوء هذا الاكتشاف العلمي الباهر، أود أن أثير قضية علمية أساسية مؤداها أن اللغة الأمازيغية أقدم لغة في حوض البحر الأبيض المتوسط وأعرقها.
استنادا إلى المنهج اللساني المقارن، وفي ضوء ما توفره اللسانيات التوليدية من مفاهيم كونية (PCO مثلا)، ونظرا لكون اللغة الأمازيغية، بفروعها اللغوية، لازالت تحتفظ بأشكال لغوية قديمة وموغلة في القدم (المقطع الأحادي، الجذر الأحادي)، فإننا نجزم بأن اللغة الأمازيغية هي أقدم لغة في المجموعة الأفرو-أسيوية.
لدعم هذا الرأي سأقدم المسوغات والقرائن اللغوية الآتية:
• لازالت الأمازيغية تحتفظ ببعض الجذور الأحادية مثل "فعل الكينونة" (g) و"المقطع الأحادي".
• تغطي الجذور الثنائية جزء أساسيا من المعجم الأمازيغي المتداول، ولازال المتكلم الفطري لهذه اللغة يستعملها بشكل مطرد.
• الصامت الثاني للجذر الثنائي في الأمازيغية غير مكرر كما هو الحال في العربية Kr (قم،) مد= مدد. لكن الأمر ليس كذلك بالنسبة للصامت الأول حيث توجد صوامت أولى مضعّفة. وفي هذه الحالة، لا يجوز فك الإدغام في الأمازيغية.
• ثمة جذور على شكل (AAB) كما هو الحال في السريانية (م م د) وفي الأمازيغية (RˇK(، بيد أن مثل هذه الجذور لا تقبل فك الإدغام في هذه اللغة، وهو ما يؤكد حقيقة الأصل الثنائي، ويثبت، في المقابل، أن الإدغام في العربية والساميات هو نوع من التوسع والزيادة لحق الجذر الثنائي.
• لا يمكن أن نتنبأ بفرضية انقراض الجذر الثنائي في اللغة الأمازيغية، كما هو شأن اللغة العربية وباقي اللغات السامية؛ لأنه يشكل وحدة معجمية وصرفية أساسية.
• الجذر الثنائي خاصية مورفوفونو-معجمية ووحدة أساسية في الأمازيغية، ويندرج ضمن الخصائص التي تتميز بها الأمازيغية عن اللغات التي تقوم، في بنائها الصرفي والمعجمي، على الجذر.
• نظام الجذر (سواء كان ثنائيا أو ثلاثيا أو رباعيا) نظام ثابت لا يقبل التوسعات والزيادات كما هو الحال في العربية والساميات.
• ثمة جذور ثنائية تتشكل من صامت أول وحرف علة (,bˇy,lˇy)، يشترط في الصامت الأول أن يكون مضعّفا، يحظر وجود متتالية جذرية من قبيل: C1C2C1 في جميع الفروع الأمازيغية عدا حالات السببية مثل SRS.
• يعتبر الجذر الثلاثي الجذر الأكثر اطرادا في الأمازيغية، في حين يلاحظ قلة الجذور الرباعية (snfl) وانعدام الجذر الخماسي.
4- خلاصة :
الأمازيغية نتاج لغوي من نتاجات الإنسان العاقل وتطوره في الزمان والمكان. بعد انتقاله من كائن رامز إلى كائن لغوي، كانت الأمازيغية هي الأداة التواصلية التي استعملها إنسان جبل يغود، واستمرت قرونا من خلال أبناء و أحفاده وستستمر رغم تراهات رشيد بن عيسى وكل من يناصب العداء للأمازيغية.
أستاذ اللسانيات المقارنة
شعبة اللغة وآدابها
- كلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس- فاس
جامعة سيدي محمد بن عبد الله



#ممحند_الحسن_الركيك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - ممحند الحسن الركيك - اللسانيات بين البحث العلمي الرصين وشطحات رشيد بن عيسى