أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - فهد المضحكي - العلاقات الدولية و«الكورونا»














المزيد.....

العلاقات الدولية و«الكورونا»


فهد المضحكي

الحوار المتمدن-العدد: 6578 - 2020 / 5 / 30 - 11:36
المحور: ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
    


يحدثنا التاريخ عن أحداث جلل وفارقة تغير مجرى الدول والعلاقات الدولية والثورات الكبرى من أيام «ثورة العبيد» وحتى الآن، هذا غير الأزمات الاقتصادية الطاحنة التي اعقبت الحرب العالمية الأولى والثانية، بجانب التطور في علاقات الانتاج والاكتشافات العلمية والثورات الصناعية الكبرى التي نعيشها متمثلة في عصر الذكاء الصناعي والتواصل بين كل البشر في جميع انحاء الكرة الارضية، عبر شبكة الانترنت، بل والتفاعل بين كل ثقافات العالم من خلال التواصل الاجتماعي، ما جعل العالم الآن قرية واحدة؛ تتأثر معاً بأي حدث يقع في أحد انحائها.

ومن هذه الأحداث ستكون محنة فيروس كورونا في بداية عام 2020 من القرن الواحد والعشرين، احدى الكوارث التي سيتغير بالتأكيد مجرى التاريخ بعدها عما كان قبلها في ترتيب العلاقات بين الدول وبعضها وداخل الدولة الواحدة، مع صعود اقطاب أخرى تؤثر في المنظومة السياسية والاقتصادية والاجتماعية العالمية، ويجتهد الكثير من الكتاب والمفكرين في رصد واستقراء ما سيحدث بعد مواجهة محنة فيروس كورونا.

وفي هذا السياق كتبت د. كريمة الحفناوي (المصدر مجلة الهدف الرقمية): لقد كشفت محنة فيروس كورونا عن هشاشة النظام العالمي السائد منذ نهاية الحرب الباردة في التسعينات من القرن الماضي، وانه لابد من تشكيل نظام عالمي جديد لمواجهة التحديات التي تواجه وتهدد البشرية على المستوى الصحي والاقتصادي والاجتماعي، حيث اصيب الاقتصاد العالمي مع امتداد أزمة الفيروس بالشلل التام نتيجة الاجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول.

وكشفت ايضاً جائحة الفيروس الوجه القبيح للسياسات النيوليبرالية للرأسمالية المتوحشة والمعسكرة، والتي استمرت عقب الأزمة المالية العالمية 2008 في انتاجها التعسف وتقليص الانفاق على الخدمات وعلى رأسها الرعاية الصحية، والتي كانت من نتيجتها هشاشة وضعف المنظومة الصحية قبل وفشلها في عدد من الدول في مواجهة «كورونا».

ولننتقل لمأساة اشد نتجت ايضاً عن سياسات الدول الكبرى في إطار استنزاف ثروات ونفط الدول النامية، وفي القلب منها المنطقة العربية، وهي مأساة اللاجئين والنازحين نتيجة للصراعات والحروب والعدوان من قبل الولايات المتحدة الامريكية من جهة، والكيان الصهيوني من جهة ثانية.

في نفس الوقت الذي عجزت فيه النظم الصحية للدول الرأسمالية الكبرى عن مواجهة عدو غير مرئي، شرس ويفتك بالانسان نتيجة لتقليص ميزانية الصحة والخدمات، تصدمنا الاحصائيات الخاصة بالانفاق العسكري لتلك الدول الكبرى، فنجد في الولايات المتحدة الامريكية حجم الانفاق العسكري سنوياً 750 مليار دولار، وميزانية الحلف الاطلسي تريليون دولار اما حجم الانفاق العسكري للاتحاد الأوروبي (29 دولة) يبلغ 650 مليار دولار، هل يمكن ان تستمر هذه السياسات بعد محنة فيروس كورونا؟ أم سيتم اعادة النظر في اولويات الانفاق وتكون الاولية هي الانفاق على الصحة والرعاية الطبية والبحث العلمي والحفاظ على البيئة من أجل حق الانسان في الحياة، لا سباق تسلح من أجل تدمير الحياة؟

فيما يتعلق بالولايات المتحدة الامريكية لنرَ معاً كيف تصرف رئيسها ازاء محنة فيروس كورونا، لقد تصرف بعقلية التاجر وكيف يحقق مزيداً من المكاسب السياسية والاقتصادية، ولكن انقلب السحر على الساحر، حيث تبوأت امريكا المركز الاول بين دول العالم من حيث عدد الموتى والاصابات، وعجزت وفشلت امكاناتها الصحية في مواجهة الفيروس، فمن بداية الكارثة تصرف التاجر ترامب من منطق ان «الارباح قبل الانسان»، وتأخر كثيراً في فرض قرارات العزل والحجز واغلاق اماكن التجمعات، لان ذلك يسبب خسارة اقتصادية.

اما على مستوى الدول الأوروبية فإنها اكثر تضرراً من حيث عدد الاصابات والوفيات بسبب اجتياح فيروس كورونا لهذه الدول، وكان من الطبيعي ان تتواصل دول الاتحاد الأوروبي مع بعضها البعض وتتعاون من أجل مواجهة جائحة كورونا، ولكن كشفت الجائحة في بدايتها عن ملامح الوجه القبيح للرأسمالية الكبرى التي تحمل الانانية والفردية ومحاولة الانكفاء على الذات في حل الأزمة.

وعلاوة على ذلك، فان السياسات النيوليبرالية التي ثبت تبنيها لسياسات اقتصادية واجتماعية زادت من اتساع الفجوة الطبقية لدى الشعوب بين الاغنياء والفقراء، وقلصت الانفاق على التعليم والبحث العلمي والصحة لصالح زيادة الانفاق العسكري، فكانت النتيجة العجز في مواجهة ازمة فيروس كورونا وفقدان حياة عشرات الآلاف من البشر، بل والتسبب في أزمة اقتصادية عميقة، فهل ستستمر هذه السياسات دون تغيير لتحقيق العدالة والمساواة والحياة الكريمة للمواطنين وتحقيق الحريات السياسية المرتبطة بالحريات الاجتماعية.

تساؤلات كثيرة تطرحها حفناوي وتعتقد أنه سيجاب عليها في المستقبل القريب، ومن المؤكد ان الحال لن يبقى كما هو، وان العالم سيتغير بعد محنة كورونا، حيث لن يستمر القطب الواحد للرأسمالية المتوحشة المعسكرة في الهيمنة والسيطرة وفرض مصالحه بالقوة والهيمنة على العالم، وستبزغ اقطاب أخرى على رأسها الصين لنشر وسياسات جديدة، تعتمد على المنفعة المتبادلة والتشارك والتعاون مع الحفاظ على سيادة الدول وستكافح الشعوب من اجل تحقيق العدالة الاجتماعية، وتوفير حقها في الحياة والمعيشة الكريمة، وستجبر حكومات دولها على توفير ميزانيات كافية للصحة والتعليم والبحث العلمي والسكن الصحي والغذاء وتوفير فرص العمل، وستراجع بعض الدول سياستها الاقتصادية لتعود إلى الاعتماد على الانتاج الزراعي والصناعي للاكتفاء الذاتي أولاً، ثم زيادته من اجل التصدير والتبادل التجاري.

العالم في رأيها ورأي الكثيرين بعد محنة فيروس كورونا لن يكون كما كان قبل المحنة، ولكن لن يكون هذا سهلاً، وستستمر الصراعات من أجل محاولة الرأسمالية المتوحشة لمزيد من توطيد دعائم حكمها والدفاع عن سياستها ومصالحها، الامل دائماً في الشعوب الحرة التي تكافح من اجل عالم افضل.



#فهد_المضحكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- «كورونا» والحديث عن تفكّك الاتحاد الأوروبي!
- أثر «كورونا» على الاقتصاد الخليجي
- بمنأي عن -كورونا-.. العلمانية قانون طبيعي للحياة
- العرب وتداعيات -كورونا-
- هيلين بولاك
- فوائد فيروس كورونا
- فشل الإدارة الأمريكية في امتحان «كورونا»
- إخفاق العولمة في زمن الكورونا!
- كورونا وإشكالية الخرافات والشائعات!
- كل التقدير للمرأة في يومها العالمي
- عن تقرير -توفير مستقبل لأطفال العالم-
- حروب -العثمانيين الجدد-
- كامل شيّاع
- مخاطر تزايد حجم الدين العالمي!
- صفقة القرن!
- العنصرية الحديثة!
- من أجل عام أفضل في 2020
- محمود عزمي
- الغزو التركي لليبيا!
- حول انتفاضات الشعوب


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- جائحة الرأسمالية، فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية / اريك توسان
- الرواسب الثقافية وأساليب التعامل مع المرض في صعيد مصر فيروس ... / الفنجري أحمد محمد محمد
- التعاون الدولي في زمن -كوفيد-19- / محمد أوبالاك


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - فهد المضحكي - العلاقات الدولية و«الكورونا»