أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مريم الحسن - عن ثقافة الإنترنت و علاقتها بالإحتجاجات و الثورات: الربيع العربي نموذجاً















المزيد.....



عن ثقافة الإنترنت و علاقتها بالإحتجاجات و الثورات: الربيع العربي نموذجاً


مريم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 6577 - 2020 / 5 / 29 - 14:43
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


تمهيد

الإعلام و مكانته في العصر الراهن
مما لا شك فيه و صار أمراً جلياً , لكل متابعٍ مراقب أو دارسٍ مهتم , أن الإعلام بات يحتل في حياتنا اليومية حيزاً مهماً, و ما برح متوسعاً فيها بشكل سريع بات معه متداخلاً في جميع تفاصيلها , لا سيما في العقود الأخيرة , بعدما تطوّر بشكل لافتٍ تماهياً مع التطوّر العلمي و التكنولوجي , اللذين يُعتبران من أهم دعائمه المؤسِّسة , و من أبرز العوامل المُساهِمة في تطوّر أدائه و تجدّد تقنياته , من حيث أنهما عزّزا حضور وسائطه بين الناس بشكل كثيف و سرّعا من انتشارها بينهم , فصارت المعلومة بفضله متاحة بسعر زهيد لأيٍ كان , و منتشرة بين أفراد المجتمعات كافة على اختلاف شرائحهم العمرية و توزع مستوياتهم الاجتماعية.

كما أن الإعلام منذ ظهور وسائله المرئية ,ما برح محط اهتمام الباحثين و الدارسين , وموضوعاً للنظريات الاجتماعية و الثقافية , من حيث هو لاعب بارز, و عامل مؤثر في مختلف الميادين الحياتية على كامل أصعدتها , الاجتماعية و الثقافية و الاقتصادية و السياسية و حتى الأمنية , و ذلك لما يُمثله من حيث هو أداة بثٍّ ضخمة , تضخّ على مدار الساعة كميات هائلة من الإعلانات و المعلومات و أيضاً الأخبار التي تديرها و توجّها على الأغلب, تحالفات عميقة جمعت ما بين قوى سياسية متنوعة و تكتلات اقتصادية كبرى , كانت و لا تزال على ما يبدو , هي من تُهيمن على سوق العمل الإعلامي , محتلةً عبره مركز الصدارة في عملية تشكيل وإعادة تشكيل الرأي العام , و بالأخص في عصرنا الراهن , بعد أن اجتاحت وسائط الإعلام , على اختلاف أنواعها و تقنياتها الحديثة, حياة كل فرد في مجتمعاتنا و باتت في متناول أيدي الجميع ومنتشرة في أغلب الدور على امتداد المعمورة.

تطوّر الإنترنت و ظهور الإعلام البديل
و مما بات معلوماً أيضاً , أن الأعلام , من حيث هو وسيلة تواصل و اتصال (أقطابها المرسل و الرسالة و المتلقّي و قناة الإرسال) , لم يعد مقتصراً في عصرنا الحالي على نموذجه التقليدي ( أي الصحف و الإذاعة و التلفاز), و التي تعتبر جميعها وسائل اتصال أحادية الاتجاه , من حيث احتكارها لدور المُرسل و عدم قدرة متلقيها على التفاعل مع رسائلها بشكل كاف , بل بات أيضاً اليوم يمتلك أوجه عديدة , تنوعت مظاهرها ووسائطها, لتشمل إلى جانب نموذجه التقليدي , وسائل الاتصال الرقمية على اختلاف أنواعها1 , لا سيما بعد النقلة النوعية التي انتقلها الإنترنت , من الجيل الأول (ويب1.0) إلى الجيل الثاني (ويب2.0) ,و هي نقلة أتاحت للمتلقي فرصة التفاعل الإعلامي المباشر مع ما يتلقاه من رسائل, إعلامية و غير إعلامية, لا بل أيضاً منحته فرصة نوعية و ثورية ما كان ليحلم بها , إذ جعلت منه الحدث و صانع الخبر في آن , و مكنته من أن يصبح مشاركاً فاعلاً في خلق الحدث السياسي و توجيهه , و عاملاً ضاغطاً في تشكيل الرأي العام والتأثير عليه.

فعلى سبيل المثال, من تجلّيات هذه الفرصة الثورية التي منحها جيل (الويب 2.0) لجمهور مستخدميه, و كأقرب شاهدٍ حي على ما بات يمتلكه الفرد ( المستخدم للإنترنت) من قدرات غير مسبوقة من حيث سرعتها و قوة تأثيرها في تشكيل الرأي العام , وتوجيه الحدث السياسي, وإحداث التغييرات الكبرى فيه , ما شهدناه من أحداثٍ جللٍ تنوعت مظاهرها ما بين انتفاضات شعبية , وتظاهرات ضخمة أدّت إلى تغييرات سياسية فاصلة , و أحداثٍ دموية عنيفة, عاشها أكثر من بلد عربي في فترة ما اصطُلح على تسميته سياسياً وإعلامياً "بالربيع العربي".

ففي هذه الفترة التي امتدت من نهاية العام 2010 إلى ما بعده بسنوات ( و ربما ما زالت و لم تنتهِ بعد, بحسب ما نشاهده من استمرارٍ للانتفاضات في أكثر من بلد) انطلقت شرارة احتجاجاتٍ سياسية , و انتفاضاتٍ شعبية واسعة في أكثر من بلد عربي , وصل الأمر ببعضها للأسف إلى حد العنف المسلح و لا يزال , و لعب الإنترنت فيها ,لا سيما وسائل التواصل الإجتماعي مثل الفايس بوك و تويتر و اليوتيوب , الدور الحاسم في انتشار صداها حول العالم , و الترويج لشعاراتها, و أيضاً في تنظيم مظاهراتها , مما أدى إلى تمددها وانتقالها بشكل سريع و ملفت من بلد إلى آخر, و في وقت قصير جداً يُعد قياسياً نسبةً إلى ما لو كانت هذه التظاهرات قد حصلت في وقتٍ آخر ما قبل ظهور الإنترنت , أو إذا ما كان اعتُمِد فيها فقط الأساليب التقليدية للترويج لشعاراتها, و حشد الرأي العام الدولي من حولها , و تعبئة الناس سياسياً للانضمام إليها و التظاهر في صفوفها.

الفرضيات المرتبطة بنشأة "الربيع العربي"
هذه السرعة المذهلة التي انتشرت فيها تظاهرات "الربيع العربي", كما أن الدور الذي لعبته وسائل التواصل الاجتماعي في إيصال أصوات المتظاهرين إلى أسماع مختلف المسؤولين حول العالم, بالإضافة إلى التطورات السياسية و الأمنية الكبرى التي نجمت عن تداعياتها, لا سيما نجاح بعض الاحتجاجات في إسقاط بعض الأنظمة السياسية و غيرها من تطورات أمنية عنيفة أدت إلى تدمير بعض البلدان العربية و انتشار الإرهاب فيها , و منها حول العالم, كلها مظاهر فرضت نفسها كأحداثٍ خارجة عن سياق المتوقع , و مفاجئة في تفجّرها , ما لفت اهتمام الباحثين و الدارسين لها, و أدار النقاش بينهم حول ما إذا كان الإنترنت هو العامل الحاسم و اللاعب الأبرز الذي أدّى إلى تفجير صاعق هذه الاحتجاجات؟ مع كل ما أتاحه للشارع العربي من فرص غير مسبوقة للتعبير عن رأيه السياسي الذي طالما كان مقموعاً؟ أم أن ما حصل و سُمي "ربيعاً" ما هو إلا خطة غربية, دُبّرت في ليل المؤامرة, و أُعطِي الضوء الأخضر لانطلاقتها بأسلوب ذكي استفاد بشكل كبير من التطور التكنولوجي واستغله لتوجيه الرأي العام العربي بحسب مصالح القوى الاستعمارية؟ أم أن الأمر برمته ما هو إلا نتيجة حتمية لعوامل عربية ذاتية متراكمة (سياسية و اقتصادية و اجتماعية و ثقافية) أرهقت صبر المواطن العربي, وأثقلت كاهله على مر السنين, حتى وصل الأمر به و بها إلى مرحلة القشة التي قسمت ظهر البعير , و أن ما حصل كان سيحصل عاجلاً أو آجلاً , بوجود الإنترنت أو المؤامرات أو من دونهما؟

الأسئلة المطروحة أعلاه كلها أسئلة مشروعة و محقة في طرحها, و هي قابلة للنقاش و البحث , و قد تناولها العديد من الباحثين و الدارسين في العديد من المقالات و الدراسات التي نُشرت في أكثر من وسيلة إعلامية و مجلةٍ بحثية على مدار تسع سنوات من عمر هذا الحدث العربي الذي أسماه البعض " ربيعاً" و أسماه آخرون "جحيماً". غير أن ما يعنينا في هذا المقال هو السؤال المتعلق بدور الإنترنت و مساهمته , عبر إعلامه البديل, في تسريع ظهور هذه الاحتجاجات و توسيع رقعة انتشارها بين البلدان العربية. لذا اعتمدناه موضوعاً للبحث وانطلقنا في رحلة الإجابة عن أسئلته من الفرضية التي بنيناها على الشكل التالي :

إنّ التطوّر التكنولوجي , لا سيما ظهور جيل الويب2.0 ( بالإضافة طبعاً إلى عوامل أخرى عديدة  سياسية و اقتصادية و اجتماعية لن يتطرق لها المقال إلا بشكل وجيز) قد أوجد ثقافةً جديدة عامة, ساهمت في خلق بيئة و ظروف مناسبة أدّت إلى هدم جدار الحذر و الخوف من هيبة القوانين و السلطة , وسرّعت الخطوات نحو خلق وعي جديد شبه متمرد لدى جيل الشباب المُستخدم للإنترنت , كان من تجلّياته تلك الاحتجاجات التي شهدها الشارع العربي مطلع العام 2011 , والتي عُمِلَ على الترويج لها و لشعاراتها بوتيرة مكثّفة ضاغطة غير مسبوقة , ما كانت لتكون ممكنة لولا تطوّر الأنترنت, وتبني مستخدميه لثقافةٍ أرستها تطبيقاته , و باتت السِمة المميزة لعصرنا الراهن.

ثقافة الإنترنت (أو الثقافة الرقمية)

إرهاصاتها الأولى
طرح باحثان أميركيان هما "جون أركيلا" و"ديفيد روزفلت" في كتابهما المعنون "انبثاق سياسة المعرفة" الصادر عام 1999 نظرية "الحرب المعرفية الافتراضية"، ومفادها أن حروب المستقبل يجب أن تواكب التحولات الاجتماعية العميقة في بُنى المجتمعات. وبالتالي فإن إدارتَها الرئيسة ستكون إعلامية، وليس عسكرية. فالإعلام ميزة فيزيائية، ولا فرق بينه وبين الطاقة والمادة. فمن السذاجة الاستمرار في قبول التعريفات التقليدية للإعلام، على أنه "مرسل" و"مستقبل" و"أداة اتصال"، فهذه مجرد عناصر. أما القيمة الرئيسية فهي لـ "الرسالة" التي يمكن عن طريقها خوض الحرب عبر الشبكات العنكبوتية. فحروب الغد لا يكسبها من يملك القنبلة الأكبر، بل يربحها ذلك الذي يمتلك "الرسالة الفُضلى" ويقدر من ثم على الإخبار بها.2

و يقول الكاتب جوني جونز, في مقال له نشره عام 2011 في مجلة الاشتراكية الأممية التي يصدرها حزب العمال الاشتراكي البريطاني, : «  لقد منح الإعلام الإجتماعي فرصاُ هائلة للهواة والمحترفين لصنع مدوناتهم وجرائدهم، وأثر في حیاتھم تأثيراً كثيراً ، ولكي ندرك حجم هذا التأثير علينا تتبع التغير في طبيعة الإنترنت، وأثر تطبيقاته على الحركات الإجتماعية. فقد شهد العقد الماضي تزايداً رهيباً في الدخول إلى الإنترنت. إذ يقدر أحد المواقع أن استخدام الإنترنت منذ عام 2000 حتى عام 2010 قد تزايد من 360 مليون شخص إلى ما يقارب 2 مليار شخص وهم ثلث البشرية تقريباً. » 3

ثم يضيف لاحقاً في نفس المقال : « ويمكن أن نؤرخ لهذا التوسع الهائل للإنترنت وتطور الإعلام الاجتماعي بعام 1996 حيث تكونت مؤسسة تسمى (تحالف المواطنين الداعمين للإنترنت). وكان هذا التحالف یناهض بنود مرسوم أصدرته الحكومة الأمريكية عُرِف مرسوم آداب التواصل, وهو مرسوم يهدف إلى منع نشر ما يسيء للآداب العامة من أجل حماية الأطفال في المنتدبات العامة على الإنترنت، وهذا بعني أيضا عدم نشر مقاطع من روايات ( بها ألفاظ خارجة ). ولقد رأى التحالف أن المرسوم الحكومي خطر يُهدّد الإنترنت نفسه، من حيث أنه حر وغير مركزي » 4

ومما جاء في دفاع هذا التحالف أمام دائرة العدل الأمريكية, كان قولهم أن : « خلال هذا القرن تميزت وسائل الإعلام خاصة الإذاعة والتلفاز، بأن عدداً قليلاً من المتحدثين يُخاطب جمهوراً سلبياً، لكن هذه الطريقة تتغير الآن عبر الشبكة العنكبوتية، التي سوف تسمح لمئات الملايين من الأفراد بالتعامل على مستوى قومي وعالمي غير مسبوق. فقد استبدل الإنترنت الميادين العامة واللافتات و البيانات والجدال، ومكّن المواطنين من المشاركة في الحوارات الوطنية، ونشر الجرائد وتوزيع بيانات إلكترونية على العالم أجمع. وأتاح لهم التواصل مع جمهور أوسع بشكل غير مسبوق. كما مكّن المواطن العادي من الوصول إلى المعلومات من جميع أنحاء العالم »5

بعد هذه المرافعة, اعتبرت المحكمة العليا الأمريكية المرسوم الحكومي غير دستوري , منتصرة بذلك لصالح الدعوى المقامة ضد المرسوم من قبل تحالف المواطنين الداعمين للإنترنت , و بهذا الحدث تكون ثقافة الإنترنت و أنصارها قد سجّلوا أولى انتصاراتهم, و أسسوا القاعدة المتينة التي عليها ستقوم قيم هذه الثقافة الجديدة, و منها ستنطلق لتنتشر حول العالم كمميزات ثورية لثقافة كونية جديدة, لا سيما ميزة حريتها اللا مركزية و اللا محدودة. فكما هو معلوم فإن الإنترنت تقنية أمريكية خالصة, تديرها و تتحكم بخوادمها , مع كل محتوياتها المعرفية و بيانات مستخدميها , شركات أمريكية حصراً, و حين تنتصر ثقافة هذه التقنية في معركتها الأقوى على أرضها الأم , تكون قد اكتسبت بذلك شرعية أممية ستُعبّد الطريق لها واسعاً أمام الترويج لسوقها و تسريع انتشارها و تبنّيها حول العالم لا سيما مع حلول العام 2004 الذي فيه قفز الإنترنت قفزة ثورية بانتقاله من الجيل الأول إلى الجيل الثاني المعروف باسم الويب 2,0..

ثورة الويب 2.0
يقول الكاتب ليف جروسمان في مقالٍ نُشر في مجلة التايمز عام 2006 , أي بسابق أربع سنوات فقط على بدء احتجاجات "الربيع العربي " : «  إن الويب 2.0 هو قصة القوة الكبيرة الناجمة عن القلة، والمتولدة عن مساندة الآخر دون مقابل، بطريقة لن تغير العالم فقط، بل ستغير الطريقة التي يتغير بها العالم (…) إنه ثورة حقيقية و فرصة لبناء نوع جديد من التفاهم الدولي ليس عبر علاقات السياسيين و العظماء, بل عبر المواطنين البسطاء » كما أن جوس هاندز الخبير في شؤون التواصل قال عن الويب 2.0 في العام نفسه : « إن العصر الرقمي يمكن أن يكون مدخلا إلى فعل تواصل واسع، يمنح نفسه آفاقاً جديدة من المعارضة والمقاومة والتمرد. إنه مملكة "الجماهير" التي أظهر ويب 2 قوتها ». وعن زخم هذه القوة السياسية التي تكتنزها تقنية الويب 2.0 وقابلية استثماراها من قبل القوى العظمى و علاقتها المباشرة بمصالح السياسة الأمريكية, قال جيمس جلاسمان, المسؤول الحكومي الأمريكي السابق , في مؤتمر عقدته شركَتَي غوغل و فايس بوك : «  إن الإعلام الإجتماعي سوف يمنح الولايات المتحدة ميزة كبيرة في حربها على الإرهاب (…) فقد قلت منذ زمن, إن تنظيم القاعدة يأكل غذائنا على الإنترنت». 6

أما ما ميّز جيل الإنترنت الثاني عن جيله الأول فهو : 1) سهولة استخدامه , إذ أنه لا يحتاج إلى أي سابق خبرة أو معرفة تقنية, و هذا ما يُمكّن أي شخص بسيط المعرفة من استخدامه بسهولة . 2) قلة كلفته المادية, إذ لا يتطلب أكثر من اتصالٍ بالإنترنت و جهاز محمول بسيط. 3) إنسانية فكرته و جاذبيتها, فهي قائمة على مبدأ مشاركة المعلومة, و تشبيك التواصل الإنساني حول العالم. 4) تسهيله وصول مستخدمه إلى المعلومة , إذ أن أغلب تطبيقاته قائمة على مبدأ مشاركة الرسائل أو الصور, وميزة عنونتها بعنوان عام مشترك يُسهّل وصول باقي المستخدمين إليها, مثل ميزة "الهاشتاج" التي راجت كثيراً طوال احتجاجات الشارع العربي مثل : #تونس , #مصر , #ليبيا , #سوريا, #جمعة الغضب..إلخ7.

مظاهر الثقافة الرقمية و نشأتها
فتح انتقال الإنترنت إلى جيله الثاني باب المهارات و الفرص الإبداعية واسعاً أمام شريحة الشباب من مستخدميه. فمن بين التوصيات التي خرج بها أول مؤتمر عُقد حول تقنيات الجيل الثاني عام 2004  « أن يقوم التطبيق الرقمي بالتعامل مع الإنترنت كمنصّة لا غير, و أن يتعامل مع المستخدم لا كمستخدم فقط بل كمُطوِّر أيضاً, و بأن تكون البيانات و لا شيء غيرها هي قوة التطبيق الدافعة , أما شكل التطبيق و طبيعته, و ملامحه الرئيسية , فيتم تحديدها بواسطة المشاركين أنفسهم ».8 و هذا ما يُعد تطوّر نوعي في شكل و طبيعة علاقة المستخدم بالأنترنت, إذ بعدما كان مستخدم الجيل الأول مجرد متلقٍ سلبي لا يملك إي قدرة تفاعلية مع محتوى ما يتصفحه على مواقع الشبكة العنكبوتية , تحول مع الجيل الثاني إلي مساهمٍ فعّال في تطوير تقنياته, و متفاعلٍ نشط قادرٍ على تشكيل محتوى المعلومة و التأثير في ترتيب أولويتها وفي تصنيفها من حيث أهميتها, و توجيهها أو تطويعها بحسب حاجاته و رغباته.

هذا النقلة النوعية في مجال التصفح الرقمي, أدّت إلى خلق شريحة مجتمعية جديدة , تقع بيئة عالمها الفكري و الإبداعي و جزء كبير من تفاعلها الاجتماعي ضمن حيز الفضاء الافتراضي اللا محدود جغرافياً, و في مدن واسعة من التقنيات و التطبيقات التي فتحت الباب واسعاً أمام شريحة الشباب للخروج من حدود بيئتهم الثقافية المحلية الضيقة , إلى فضاء آخر متعدد الثقافات و متشعب المعتقدات ومتنوع العلاقات لا يمتلك كمادةٍ تعبيرية مشتركة, يجمع بها شمل جمهوره من حوله, سوى لغة العولمة و ثقافة التغرب عن الذات . « فالعولمة ليست مجرد مضمون اقتصادي فحسب, بل هي مضمون ثقافي/ إعلامي أيضاً, يُراد فرضه على العالم غير الغربي بوسائل اتصال جماهيرية متعددة و معقدة ومتطورة, يُشرف عليها و يديرها خبراء متخصّصون في الترويج لها (Schiller,H,1992 )9». حالة التغرّب عن الذات التي خبرها أغلب متصفحي جيل الإنترنت الثاني, أحدثت تغيراً عاماً في سلوكهم الإجتماعي و الثقافي على أرض الواقع , نجم عنه ولادة ثقافية جديدة خرجت عن حدود المتعارف عليه في مجال فهم و تعريف الثقافات. إذ بدت متمردة في طبيعتها و متفلتة من كل محاولات ضبطها في قالب تعريف الثقافات التقليدي.

من أبرز سمات هذه الثقافة الجديدة أنها افتراضية , بحيث أن أغلب عواملها المؤثرة في مظاهرها الثقافية تتجلى فعلاً في العالم الافتراضي. غير أن استمرار وجود عناصرها الفاعلة و المنتجة لها على أرض الواقع , أدّى إلى حصول تزاوج ثقافي فعلي ما بين عالمين متناقضَين ,عالم الواقع المحلّي المضبوط ثقافياً وجغرافياً, و عالم الواقع الافتراضي المتفلّت من حدود الأعراف الثقافية و غير المحدد لا لغوياً و لا جغرافياً. هذا التزاوج ما بين الثقافتين أثمر عن عميلة تشبيك معقّدة ما بين قيم الواقعَين المتلاقِيَن, و أدى إلى زيادة حجم التفاعل المتبادل بينهما , لذا لم يعد التأثير باتجاه واحد و حكراً على العنصر المقيم فعلاً في عالم الواقع , و هو المُنتج والمُشكّل لعنصره المقيم في عالم الافتراض, بل صار عنصر الافتراض أيضاً فاعلاً و مُشكّلاً لعنصره الواقعي الذي أنتجه , و هذا ما نتج عنه : أولاً, تغيّراً واضحاً في سلوك الفرد الإجتماعي , المتأثر حكماً بسلوكه الافتراضي. و ثانياً, بروز حالة من وعي جديد عند الأفراد على أرض الواقع, تجلّت تمرداً على كل ما اعتبروه مخالفاً لكينوناتهم الافتراضية المستحدثة, أو قديماً منتمياً إلى قيم عالم وعيهم السابق , أي عالم واقعهم الحقيقي , الذي نبذوه و انفضّوا عنه , و لو بشكل جزئي , و منه انطلقوا إلى عالمهم الافتراضي.

مميزات الثقافة الرقمية

أرضها الصلبة
يقول (Thompson, J,1995 )10 : « من أهم خصائص الإنترنت التي تميّزه إلى حد بعيد عن غيره من وسائل الاتصال أخرى هي إتاحة الفرصة لمستقبلي السلع الثقافية بكافة أشكالها الاستفادة منها في أي وقت و في أي مكان يشاؤون (Extention of availability in time-space ). فطبيعة عمل الإنترنت القائمة على تخزين المعلومات و المعارف تمكّن المستهلك من الاستفادة منها في أي وقت يشاء و أي مكان يريد, و ذلك بخلاف السلع الثقافية التي تنتجها مؤسسات الاتصال الجماهيرية التقليدية (الإذاعة و التلفاز و السينما) المتقيدة بزمان و مكان محدّدين11». فماذا سيحدث مثلاً لمنتج ثقافي ما , معروض في وقت محدد في وسائل الاتصال التقليدية , إذا لم يشاهده أو يسمعه الجمهور في الوقت المخصص له؟ بحسب ثومبسون فإن هذا المنتج سيخسر قيمته من دون أن يحقق أهدافه. على عكس ما لو كان معروضاً في الإنترنت فأن قيمته ستحافظ على ثباتها لا بل ربما قد تصبح قابلة للازدياد مع الوقت, هذا بالإضافة إلى أن أهدافها ستكون قادرة على التحقق أكثر من مرة. أقرب مثال على هذه الميزة ما حصل في احتجاجات الشارع العربي , إذ أن الفيديوهات و الصور التي نشرت خلال الاحتجاجات ظلت في متناول المهتمين على مدار الوقت, و كانت تزداد قيمتها كل ما زاد عدد مشاهداتها و كلما تم مشاركتها من قبل الناشطين على صفحاتهم و هذا ما أعطاها قيمة مضافة ساهمت في ترويجها و الترويج لمحتواها (حتى لو كان المحتوى مفبركاً).

هذا بالنسبة لأهم ميزات الإنترنت , أي قوة سلعته و مادته المحافظة على ثبات قيمتها و المستمرة في تأثيرها. فمادا عن أهم مميزات الثقافة الرقمية؟ و بما تتميز الشخصية الرقمية أو الافتراضية ؟

الشخصية الافتراضية
أهم ما يميّز الثقافة الرقمية و يجعل منها عامل جذب لا يقاوم , ويعزّز من نسب الإدمان عليها هو ما منحته لمستخدمها من امتيازات تحوّلت مع الوقت إلى سماتٍ عامة باتت تُميّز ,على الأغلب , شخصية كل فرد ينتمي لها. هذه السمات بحسب كلٍّ من (Bellamy, A, and Hanewicz, C, 2001 )12 و (King, 1996 )13 هي :
1. شخصية حرّة و ذات قدرات معرفية قابلة للتطوّر و الازدياد . إذ أن مرونة التطبيقات الرقمية أتاحت لمستخدمها قدرة التنقل بسهولة في فضاء عالمها الرحب, و أيضاً حرية الذهاب بمعرفته و معلوماته من خلالها أنى رغب و ذلك بمجرد الانتقال من موقع إلى آخر أنى و متى شاء, ليلاً أو نهاراً و من أي مكان تواجد فيه.
2. شخصية اجتماعية تمتلك شبكة واسعة من المعارف غير مقيدة بحدود الطبقية الاجتماعية و الجغرافيا الثقافية. فتطبيقات الثقافة الرقمية منحت المنتمي لها فرصة تُعتبر نادرة على أرض الواقع , إذ أنها سمحت له بتوسيع دائرة معارفه و تطوير علاقاته الاجتماعية مع الآخرين على كافة المستويات , المحلية و الإقليمية و الدولية , بغض النظر عن خلفيات هؤلاء الآخرين السياسية و الاقتصادية الإجتماعية و العرقية و الجنسية.
3. شخصية متعددة الجوانب و مفرطة في النشاط و الفاعلية (Hyperpersonal Aspect ). و ذلك بما أتاحه الاتصال الإلكتروني لها من إبرازٍ لقدرات من الصعب إبرازها في الاتصال المباشرة بحكم القيود المفروضة على الفرد في هذا النوع من الاتصال, و بما أمدّها به الويب2.0 من تقنيات و قدرةٍ على إبراز المواهب و الإبداعات عبرها.
4. شخصية عابرة للحدود و قابلة في أي لحظة لأن تتميز بصفات الشخصية الكاريزماتية أو الشعبوية. إذ أن تقنيات الثقافة الرقمية سمحت للفرد بالقفز فوق الحدود الجغرافية التي تفصل بينه و بين الآخرين, و هذا ما أتاح له فرصة التلاقي بسهولة مع من يشاركونه أفكاره و مصالحه و هواياته و خلفياته الاقتصادية و السياسية و الفنية, و للتواصل معهم في شأنها و إدارة النقاشات حولها وصولاً حتى درجة إنشاء تحالفات عابرة للحدود , تدعم قضاياها و تناصرها.
5. شخصية المنتمي إلى الثقافة الرقمية شخصية شبه مجهولة تقريباً. فالتقية الرقمية أتاحت لمستخدمها القرصة لأن يُقدم نفسه للآخرين بحرية و من دون قيود, و هي حرية تعطيه مجالاً رحباً لتقديم نفسه للآخرين بأكثر من طريقة , و ليلعب أكثر من دور, و تخوّله القيام بأمور لا يقوم بها عادةً في المناسبات العادية أو في عالم الواقع, و عليه, فإن الاتصال إلكتروني عبر الإنترنت حسن بشكل كبير بعض الخصائص و الصفات الإنسانية غير المرغوبة بها و التي يتجنب الفرد عادةً إظهارها في حياته الواقعية , فسمح له الاتصال الإلكتروني بإخفائها و عدم إبرازها , إذا ما أراد, لأن طبيعة الاتصال الإلكتروني تتّسم في كثير من الأحيان بالغموض, و هذا ما يجعل الفرد يشعر بحالة من اللا تعيين في شخصيته (Anoymous). و يجعل منه شبه مجهول الهوية للآخر.14

ارتباط الثقافة الرقمية باحتجاجات الشارع العربي

هذه الثقافة الكونية الجديدة التي وُلدت من رحم تزاوج قيم عالم الواقع مع قيم عالم الافتراض , وكان من نتائجها تغيراً ظاهراً في سلوك الفرد الاجتماعي , و تحولاً نوعياً في وعيه المعرفي , و إعادة تشكيل بعض السمات الخاصة بشخصيته الواقعية (لا سيما ازدياد نسبة الثقة بالنفس عند البعض المعتدل, و تضخم حجم " الأنا" المرضية عند البعض الآخر) هو برأينا ما ساهم فعلاً (طبعاً إلى جانب عوامل أخرى محلية عديدة منها السياسي و الاقتصادي و ثقافي) في تسريع ظهور احتجاجات الشارع العربي , وهو ما سرّع من انتشارها و تمددها و خروجها عن سيطرة السلطات لتطال أكثر من بلد في وقتٍ قصير .

ونحن نرى أيضاً, و كنتيجةٍ حتمية للتفاعل الحاصل بين قيم هذه الثقافة الرقمية المستجدة و قيم ثقافة الواقع الحقيقي, فأن اختلاط الرؤى عند الفرد (المُحتج) المتأثرة بشكل كبير بزخم القوة الإعلامية للمواد الثقافية و السياسية المعروضة بشكل مكثف في التقنيات الرقمية, بالإضافة إلى خلط هذا الفرد ما بين شخصيته في فضاء الافتراض و بين شخصيته على أرض الواقع, هو ما أجّج أُوار هذه الاحتجاجات لتشتعل أكثر, و أوصل بعضها إلى مرحلة التطرف في التمرد و في غلو الشعارات , و قاد جزءاً غير بسيط منها نحو التفلت من كل ما هو عقلاني و إنساني .

و برأينا أيضاً أن هذا الخلط ما بين قيم الواقع و قيم الافتراض, هو ما دفع ببعض المحتجين إلى انتهاج العنف سبيلا, و أوصلهم إلى درجة تدمير بلدانهم ( أي واقعهم الحقيقي المناقض أو شبه المناقض لواقعهم الافتراضي), و ذلك في محاولة عنيفة منهم للفصل ما بين شخصيتهم على أرض الواقع و شخصيتهم في فضاء الافتراض ,عن طريق قتل شخصية الواقع بتدمير واقعها الذي يحتويها و يحتوي سيرتها و تاريخها بكامل مآسيه الاجتماعية و السياسية , و أيضاً بكل تفاصيل تناقضاته الثقافية.

فهذه التناقضات الثقافية حين اجتمعت مع رغبة الفرد بتدمير واقعه ,لا سيما في حالات التطرف العقائدي, تولّد منها رغبة أخرى أكثر عنفاً و تطرفاً من سابقتها, تبدّت في مَيل البعض إلى حسم واقع هذا التناقض الثقافي عن طريق محوه و إعادة تشكيل سماته من جديد بما يتلاءم مع وجه ثقافي واحد لا غير موجود فيه, و ذلك من خلال إلغاء و قتل الآخر المغاير ثقافياً. و هذا ما تمظهر في محاولات فرض البعض واقعاً ثقافياً أحادي اللون, تجلّى إرهاباً فرض حضوره على مسيرة الاحتجاجات, التي قامت على الأقل شعبياً, لأهداف أخرى مغايرة تماماً لما وصلت إليه نهاياتها , و هذا ما ساهم في أخراجها عن أهدافها و إجهاضها, ومن ثم آلت الأمور إلى ما هي عليه الآن في كامل الشارع العربي و المنطقة العربية.

خاتمة

إلقائنا الضوء على ظاهرة الثقافة الرقمية و ارتباطها باحتجاجات ما اصطلح على تسميته بــ "الربيع العربي" , لا يعني نفينا لأي أدوارٍ أخرى لعوامل أخرى أساسية ارتبطت هي أيضاً بدورها , جنباً إلى جنب مع ظاهرة الثقافة الرقمية , في ظهور و انتشار و تطور احتجاجات الشارع العربي, تلك التي عرفت بدايتها مع نهاية العام 2010 و التي على ما يبدو ما زالت مستمرة إلى يومنا هذا, لكن بشكل متقطع و بزخم أقل مما عرفته في مطلع العام 2011 .

أما عن هذه العوامل الأخرى التي ساهمت , إلى جانب الثقافة الرقمية , في إشعال أُوار الفوضى العربية المستمرة منذ تسع سنوات . فما عاد خافياً على أحد أن البلدان التي شهدت سيول الاحتجاجات الغاضبة في شوارعها , عرفت عقوداً من الركود في مشهد واقعها السياسي , و غياباً تاماً لمظاهر تداول السلطة فيها. و هذا ما أنتج منظومات فسادٍ و نهبٍ تجذّرت في كامل مؤسسات الدولة, فأرهقت كاهل الشارع العربي , اجتماعياً و اقتصادياً و سياسياً, و أخرجته عن طور صبره و قبوله لسلطة الدول التي نهش الفساد عدالتها. فكان من مظاهر هذا الرفض ما شهدناها من ردات فعلٍ شعبية غاضبة ثارت علي واقعها الراكد و المقموع في محاولةٍ منها لتغييره, غير أن مجريات الأمور و تطوراتها و فوضويتها أخرجت الأمور عن سيطرة الشارع الغاضب و فتحت الباب واسعاً أمام اللاعبين الدوليين للتلاعب باحتجاجات الشارع العربي و لتوجيهها وفق مصالح و أهداف و إرادة القوى الاستعمارية المتخفية خلف قناع المجتمع الدولي.

فمما هو معلوم و ما عاد خافياً على أحد, أن السياسة الدولية لا سيما الإمبريالية منها و منذ انتصارها في الحرب العالمية الثانية, ما انفكت طامعة و طامحة بالسيطرة على كل ما هو خارج عن نطاق سيطرتها و تحكمها, و هي لا تفوّت فرصة تراها مناسبة لإحكام قبضتها على من تفلت منها إلا واغتنمتها و لعبت فيها كامل أوراقها و بكامل نفوذها الثقافي و الأمني و الاقتصادي, و العسكري , و هذا ما فعلته السياسة الاستعمارية في أحداث احتجاجات الشارع العربي, ففما تبيّن و أظهرته الوقائع , و أيضاً الوثائق , أن هذه الأحداث و تطوراتها ما كانت إلا لعبة السياسة الدولية الكبرى , ومعركتها الوجودية الحاسمة, و المسرح القتالي الذي يتم عليه تصفية الحسابات ما بين قواها العظمى , الآفل منها و الصاعد , و فيه تجري عملية التسلم و التسليم ما بين نظامَين دوليّيَن متصارعَين, واحدهما قديم اهترأ و بدأ يلفظ أنفاسه, وثانيهما مستجد يزحف ببطء على حطام سابقه .

أمر التطرق لهذه العوامل السياسية و الحديث عن أدوارها و أهدافها لم يكن من ضمن خطة و أهداف هذا المقال , خاصة و أننا كنا قد كتبنا فيها أكثر من مرة و فصلنا عن أمرها الكثير منذ ظهور التداعيات العنيفة الأولى لما عُرف بـ "الربيع العربي" . لذا اكتفينا في هذا المقال فقط بتناول الجانب الثقافي لهذا الحدث , لا سيما الرقمي منه, و ذلك لأننا استنتجنا أنه لعب دوراً نفسياً مهماً في بروز و خروج هذه الاحتجاجات , ولا سيما في زخم حضورها الإعلامي . و هو ما حاولنا تبيينه من خلال هذا المقال الذي كنا قد انطلقنا فيه من فرضيةٍ ربطنا فيها ما بين الثقافة الرقمية و بين تسريع ظهور احتجاجات الشارع العربي و تمددها , و هو ما حاولنا إثباته بالبراهين المستقاة من كتابات المتخصصّين في مجال الاتصالات و الحقل الاجتماعي , و من مقالات أخرى سابقة تناولت هذا الحدث من الجانب نفسه. هذا بالإضافة إلى قراءتنا الشخصية لهذا الموضوع , أي الحدث العربي و ارتباطه بظاهرة الثقافة الرقمية. و ذلك لسبَبين : أولهما متعلق بالثقافة الرقمية نفسها لأننا من مستخدمي الإنترنت و من المدونين فيه. و ثانيهما مرتبط بالحدث العربي موضع البحث , كوننا راقبنا أحداثه و احتجاجاته بتفاصيلها, و كنا من بين من تابعوها و كتبوا فيها أكثر من مقال.

هوامش:
1- عن موقع الحوار المتمدن , http://www.ahewar.org/debat/nr.asp , بحث من إعداد مريم الحسن بعنوان " الوساطة و الإعلام : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير ,http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=623348 , نُشر بتاريخ02/01/2019 , (أتطلع عليه بتاريخ 17/05/2020).
2- عن موقع المعهد المصري للدراسات , https://eipss-eg.org , بحث من إعداد د. أسامة عكنان بعنوان " دور الإنترنت في الثورات العربية" , https://eipss-eg.org/دور-الإنترنت-في-الثورات-العربية/ , نُشر بتاريخ 02/09/2019 (أتطلع عليه بتاريخ 17/05/2020).
3- عن موقع الحوار المتمدن, http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=259803, مقال لجوني جونز بعنوان "حول العلاقة بين الإنترنت والثورة", ترجمة نصر عبد الرحمن, نُشر بتاريخ 20/05/2011 , ( أتطلع عليه بتاريخ 17/05/2020).
4- المرجع السابق.
5- المرجع السابق.
6- المرجع السابق.
7-عن موقع المعهد المصري للدراسات , https://eipss-eg.org , بحث من إعداد د. أسامة عكنان بعنوان " دور الإنترنت في الثورات العربية" , https://eipss-eg.org/دور-الإنترنت-في-الثورات-العربية/ , نُشر بتاريخ 02/09/2019 (أتطلع عليه بتاريخ 17/05/2020).
8- عن موقع الحوار المتمدن, http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=259803, مقال لجوني جونز بعنوان "حول العلاقة بين الإنترنت والثورة", ترجمة نصر عبد الرحمن, نُشر بتاريخ 20/05/2011 , ( أتطلع عليه بتاريخ 17/05/2020).
9- د. حلمي خضر ساري, ثقافة الإنترنت : دراسة في التواصل الاجتماعي, دار مجدلاوي للنشر و التوزيع ,عمان -الأردن , 2005 , صفحة 193 , و انظر أيضاً : Schiller, H, (1992) Mass Communication and American Empire. Oxford : West View Press
10-Thompson, J. (1995) The Media and Modernity : A Social Theory of the Media. Cambridge: Polity Press
11-د. حلمي خضر ساري, ثقافة الإنترنت : دراسة في التواصل الاجتماعي, دار مجدلاوي للنشر و التوزيع ,عمان -الأردن , 2005 , صفحة 27 .
12-Bellamy, A, and Hanewicz, C, (2001) « An Exploratory Analysis of the Social Nature of Internet Addition » , Electronic Journal of Sociology. Vol.5, N°, 3 March
13-King, A. (1996) Is The Internet Addictive,´-or-Are Addicts Using the Internet ? http://www.http:rdz.stjohns.edu/storm/iad-html
14-د. حلمي خضر ساري, ثقافة الإنترنت : دراسة في التواصل الاجتماعي, دار مجدلاوي للنشر و التوزيع ,عمان -الأردن , 2005 , صفحة 29- 30 .



#مريم_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الاستشراق و إدوارد سعيد و خطاب النقد التقويضي
- سؤال الزمان
- الشاهد اللغوي الحيّ على جمال كلام العرب - الجزء الثالث
- الشاهد اللغوي الحيّ على جمال كلام العرب - الجزء الثاني
- الشاهد اللغوي الحيّ على جمال كلام العرب - الجزء الأول
- الأنظمة التعليمية و تأخر النهوض في البلدان العربية: متى عُرف ...
- وباء
- أحاديث على جدار الوقت
- فيروس ناراياما
- فايروس
- من هي المرأة العربية؟
- الساميون الأوائل : موطنهم الأول و لغتهم الأم
- سراب وطني
- مؤامرة
- البدوي
- الباب
- صدام الحضارات و حرّاس الثقافات
- اللحظات الأخيرة...
- ولادةُ رؤية ...
- الجمال


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مريم الحسن - عن ثقافة الإنترنت و علاقتها بالإحتجاجات و الثورات: الربيع العربي نموذجاً