أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - لا بد من خطة إنعاش للبلدة القديمة من القدس















المزيد.....

لا بد من خطة إنعاش للبلدة القديمة من القدس


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 6577 - 2020 / 5 / 29 - 11:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من الواضح بان الأوضاع والظروف الصعبة التي تعيشها البلدة القديمة من القدس بفعل اجراءات وممارسات الإحتلال الأمنية والشرطية وعمليات الإغلاق وتقييد الحركة والحواجز الأمنية والشرطية الثابتة والمتحركة،شلت الى حد كبير الحركتين التجارية والإقتصادية في البلدة القديمة من القدس...ولكن رغم كل ذلك كان التاجر المقدسي يقاوم ويصمد،ويحافظ على وجوده ورباطه،ويشكل شوكة في حلق المستوطنين والإحتلال،الساعين لتهويد البلدة القديمة،والتي تشكل بوجودها البشري والتجاري والسياحي والإقتصادي والديني حاجز الصد الأمامي أمام المحاولات الصهيونية الرامية الى تغيير الوضعين القانوني والتاريخي للمسجد الأقصى والسعي لتقسيمه مكانياً،تمهيداً لتنفيذ مخطط اقامة الهيكل المزعوم ....ولكن هذا الصمود وهذا الوجود تعاظمت المخاطر عليه بفعل انتشار جائحة " كورونا" تلك الجائحة التي دمرت الحركة التجارية والإقتصادية بشكل كلي، وقد اضطرت الكثير من التجار الى إغلاق محالهم التجارية،أو التي منعت من العمل بفعل تلك الجائحة للخروج والبحث عن مصدر رزق لهم،وهذا راكم الكثير من الديون والأعباء المالية على التجار،لكونهم لا توجد لهم جهة راعية او حاضنة،تعمل على تعويضهم عن خسائرهم والأضرار التي لحقت بهم....ولعل القطاع الأكثر تضرراً من غيره في هذا الجانب،هو قطاع التحف الشرقية " السنتوارية"،المرتبطة والمعتمدة أعمالهم على الحركة السياحية والمعطلة حتى اللحظة الراهنة.
هؤلاء التجار والعاملين في هذا المجال،يضاف لهم العاملين في المطاعم والمقاهي السياحية يتجاوز عددهم ال 400 تاجر ومستفيد،يتركز اغلبهم في منطقة باب الخليل والباب الجديد وسوق الدباغة.
من يدخل الى البلدة القديمة من القدس ويصل الى سوق الدباغة وباب الخليل،ويتطلع ويتفرس في وجوه اصحاب المحلات التجارية، الذين يأتون فقط من أجل تهوية محلاتهم والإطمئنان عليها ،وجزء منهم يتسلى بلعب ورق الشدة او احجار النرد..لفترة لا تزيد عن ساعة او ساعتين ومن ثم يقفلون محلاتهم التجارية...ولا يعرفون متى ستنتهى معاناتهم،والى متى سيكونوا قادرين على الصمود والبقاء،فهم بالكاد يتدبرون امورهم الحياتية في الأوضاع الطبيعية،فكيف سيصبح الوضع مع استمر الإغلاق وعدم وجود آفاق قريبة لعودة الحركة السياحية ???.....
ما العمل وما هي المخارج..؟؟

نحن ندرك بأن قضية انعاش الحركة التجارية والإقتصادية في البلدة القديمة وتعزيز الصمود فيها للتجار والمواطنين وبالذات تجار التحف الشرقية " السنتوارية "،خشب ،خزف،مصدفات ومطرزات وأشغال يدوية والمطاعم والمقاهي المرتبطة بها،اكبر من قضية توزيع طرد غذائي او صحي أو دفع مبلغ مالي 3000 دولار لمرة واحدة، وهي اكبر أيضاً من قدرات وإمكانيات الغرفة التجارية ومؤسسات السلطة الرسمية ووزارتها المرتبط عملها بالقدس ......ولذلك هي تحتاج الى خطة انعاش بالمعنى الشمولي تشارك فيها الغرفة التجارية والمرجعيات والوزارات ذات الشأن والعلاقة بالقدس ومنظمة التحرير......ومسألة الحفاظ على هوية المدينة وعروبتها واسلاميتها،وبالذات البلدة القديمة منها،والتي هي محط أنظار واطماع دولة الإحتلال والجمعيات التلمودية والتوراتية،تلك الجماعات في ظل حالة الإغلاق لتلك المحلات في فترة إنتشار جائحة " كورونا"...أصبحت تؤدي شعائرها وطقوسها وصلواتها التلمودية والتوراتية في منطقة سوق الدباغة...حيث مخاطر التهويد والضياع تتهدده.
نحن لا نريد لتجارنا في البلدة القديمة أن يتحولوا الى متسولين وشحادين...وبالمقابل لا نريد ان نستمر في حالة البكاء والتشكي والتذمر، فلا بد من وضع خطط عملية وآليات تنفيذية....تمكن من بقائهم وتعزيز صمودهم....ولذلك لا بد من مطالبة السلطة الفلسطينية والحكومة الأردنية من دعوة المؤسسات العربية والإسلامية من جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والصناديق واللجان العربية والإسلامية المشكلة باسم القدس، لكي تتحمل مسؤولياتها في الحفاظ على الوجود العربي الفلسطيني المقدسي في قلب البلدة القديمة،والتي تستهدفها صفقة القرن الأمريكية بالضم والتهويد،فالقدس التي يتغنى بها الجميع،ويقولوا بأنه لا يمكن التخلي عنها،والتي تعقد المؤتمرات والندوات باسمها،وكذلك تجمع التبرعات والمساعدات باسمها ولصالحها،وتخرج المظاهرات والمسيرات نصرة لأهلها،والمخصص يوم لنصرتها إستناداً للدعوة التي اطلقها الإمام الراحل الكبير آية الله خميني بجعل الجمعة الأخيرة من كل شهر رمضان،جمعة لنصرة اهل القدس،وهذا الشعار الذي رفعه الخميني،يجب ان يترجم الى فعل على أرض الواقع،والقدس يجب أن تبقى فوق التجاذبات والخلافات السياسية والمذهبية،فالقدس يفترض أن توحد لا ان تفرق،ومن يريد ان يعمل لصالح القدس واهلها بعيداً عن لغة المصالح ،يجب أن يرحب به،ولذلك أرى من الهام والضروري بأن توضع خطة إنعاش للبلدة القديمة على المستوى الداخلي بتكثيف الزيارات والسياحة الداخلية اليها،ضمن برامج وخطط يجري تنسيقها مع شعبنا وأهلنا في الداخل الفلسطيني،بحيث من يأتي من أجل الصلاة او زيارة الأماكن الدينية أو التسوق،يكون ضمن برنامجه زيارة الأسواق المهددة بالإغلاق في البلدة القديمة والشراء من تجارها ،ولو على صعيد ضريبة تعزيز صمود سواء كان بحاجة او لم يكن.
أما على الصعيد العربي والإسلامي،فالخطط والبرامج لدعم المقدسيين وتعزيز صمودهم،وبالذات تجار البلدة القديمة منهم،سواء لجهة تسويق وبيع منتوجاتهم في تلك البلدان،من خلال معارض أو أسواق داعمة تقام لذلك،او عبر الشراء الألكتروني ومن خلال مواقع خاصة تنشىء لهذا الغرض،أو تبني دعم مشاريع محددة لهؤلاء التجار،بالعمل على إحياء حرف مهددة بالإنقراض مثل النحاس،الفخار،الأدوات التراثية والمطرزات وغيرها،فإنه لا بد بشكل عاجل وملح أن تكون خطة إنقاذ وطوارىء، لجميع تجار البلدة القديمة،والذين لا يتجاوز عددهم 1400 تاجر،ولكن تكون الأولوية لتجار الحرف المرتبطة بالتحف الشرقية " السنتوارية" وما يرتبط بها من مطاعم ومقاهي وخدمات سياحية،بحيث يخصص للإربعمائة تاجر مبلغ مالي الف (1000 ) دولار شهري لمدة من 3 – 6 شهور،تتبناه دولة عربية او إسلامية،على سبيل المثال شهر السعودية وشهر قطر وشهر الكويت وشهر الإمارات وشهر ايران وشهر ماليزيا وشهر تركيا واخر اندونسيا...الخ. ومن بعد ذلك يصار بقرار عربي – إسلامي وضمن ما يسمى بدول منظمة التعاون الإسلامي، بتخصيص مبلغ شهري ل 1400 تاجر في البلدة القديمة 500 دولار أمريكي كتعزيز للصمود والوجود في البلدة القديمة.
ما نحتاجه في القدس وبالذات البلدة القديمة منها،لكي نعزز من وجودنا وصمودنا والبقاء في قدسنا وعلى أرضنا،وعدم تسارع عمليات التهويد وتسرب المحلات التجارية،او إغلاقها وهجرها، الى مسكوفيتش عربي او فلسطيني او إسلامي واحد،فمسكوفيتش الصهيوني يضخ أكثر من مليار دولار سنوياً لتعزيز الإستيطان في القدس والسيطرة على أراضيها وممتلكاتها،وأمة تقول أنها تزيد عن مليار ونصف مليار،ألا يوجد فيها مسكوفيتش واحد،ينقذ مسرى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وقبلة المسلمين الأولى من مخاطر التهويد والضياع..؟؟.
فلسطين - القدس المحتلة
29/5/2020



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التمرد على بلطجة اليانكي تدشين لعصر جديد
- في العيد .....ما الجديد ...؟؟ ضم وتهويد و -كورونا- وتطبيع
- في ذكرى يوم القدس العالمي،النظام الرسمي العربي حرف البوصلة ع ...
- السياسة الإنتظارية للقيادة الفلسطينية ستقودنا نحوالكارثة
- في ذكرى النكبة...نكبات شعبنا لم تتوقف
- في ذكرى عيد العمال العالمي جائحة -كورنا- وإستغلال يتعمق وعدا ...
- ال- تسونامي- التطبيعي العربي سيتواصل
- في ذكرى يوم الأسير الفلسطيني جائحة - كورونا- معاناة إضافية ل ...
- صفقة تبادل أسرى ،ام بادرة إنسانية في ظل جائحة -كورونا-
- هل ستقود جائحة - الكورونا- الى تفكك الإتحاد الأوروبي..؟؟
- -غانتس-يستسلم وحكومة برئاسة نتنياهو
- العمال الفلسطينيين بين مطرقة - الكورونا- وسنديان استغلال ارب ...
- -اسرائيل- تزاحم المشاريع لحسم السيادة على القدس
- هل سيحل فيروس- الكورونا- عقدة تشكيل الحكومة الإسرائيلية..؟؟
- -الكورونا-حرب بيولوجية ام وباء ..؟؟
- صمود البلدة القديمة ....من صمود تجار القدس
- سراقب خط احمر لسوريا وروسيا
- نتنياهو يوظف الحج والعمرة والتطبيع لخدمة مصالحه الإنتخابية
- انتصار حلب...رسائل كثيرة وكبيرة
- من - اشتباك- هرتسيليا السياسي الى - -اشتباك-برلمانالسلام


المزيد.....




- من الحرب العالمية الثانية.. العثور على بقايا 7 من المحاربين ...
- ظهور الرهينة الإسرائيلي-الأمريكي غولدبرغ بولين في فيديو جديد ...
- بايدن بوقع قانون المساعدة العسكرية لأوكرانيا وإسرائيل ويتعهد ...
- -قبل عملية رفح-.. موقع عبري يتحدث عن سماح إسرائيل لوفدين دول ...
- إسرائيل تعلن تصفية -نصف- قادة حزب الله وتشن عملية هجومية في ...
- ماذا يدخن سوناك؟.. مجلة بريطانية تهاجم رئيس الوزراء وسط فوضى ...
- وزير الخارجية الأوكراني يقارن بين إنجازات روسيا والغرب في مج ...
- الحوثيون يؤكدون فشل تحالف البحر الأحمر
- النيجر تعرب عن رغبتها في شراء أسلحة من روسيا
- كيف يؤثر فقدان الوزن على الشعر والبشرة؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - لا بد من خطة إنعاش للبلدة القديمة من القدس