أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فخر الدين فياض - نحو أممية .. كرة القدم














المزيد.....

نحو أممية .. كرة القدم


فخر الدين فياض
كاتب وصحفي سوري

(Fayad Fakheraldeen)


الحوار المتمدن-العدد: 1587 - 2006 / 6 / 20 - 12:21
المحور: المجتمع المدني
    


أتفق مع كثيرين يرون أن المونديال العالمي لكرة القدم يخطف الأضواء عن كل شيءٍ تقريباً..
بدءاً من الأعمال السينمائية التي يبتعد أصحابها عن عرضها في فترة المونديال لأنها ستكون بلا جمهور..
شأنهم شأن المطربين الذين ينأون بأعمالهم الجديدة عن فترة كأس العالم.. وصولاً إلى السياسة وتداعياتها الكارثية خصوصاً في الشرق الأوسط حيث يتفجر بركان من القتل والدم.. في بغداد والأراضي الفلسطينية المحتلة.. فضلاً عن عواصم عربية أخرى تعيش قلق المصير نفسه دمشق.. بيروت.. وربما الرياض والقاهرة أيضاً!!
مع ذلك فأنا أحب كرة القدم!! وأحب طقوس كأس العالم الكرنفالية.. وأشعر أثناءها أنني جزء حقيقي من هذا العالم شأني شأن ابن برلين أو برازيليا أو سيؤول أو غيرها من عواصم العالم التي تجمعها كرة أرضية.. وكرة قدم فقط!!
وطالما فكرت بهذا السحر المتولد عبر كرة فارغة تتقاذفها الأقدام.. والقلوب، وحين تعانق الشباك يتولد فرح غامر بلغة عالمية.. رقصٌِِ وزغاريدٌ وأناشيدٌ.. وهتافٌ من الروح، في حين يتولد في جهة أخرى وجوم ودموع.. وربما (كسرة خاطر)!!
لكن الجهتين تعيشان حالة سحر خاصة ومفعمة بمشاعر تعلق في الذاكرة.. طويلاً!!
في الحقيقة.. لمنافسات كرة القدم ميزة خاصة تختلف عن كل ما عداها من منافسات البشر، دولاً وحكومات وأفراداً.. فهي ببساطة منافسات عادلة.. والخطأ أو الظلم الذي يلحق بجهة ما هو خطأ وظلم مفضوحان.. ونادران في آن..
وهو الأمر الذي يختلف عن أية منافسات أخرى!!
خصوصاً في السياسة ودهاليزها وحساباتها ومؤامراتها!!
ثم هي اللغة الوحيدة التي تجمع أقاصي الأرض ببعضها.. ولو خيرت في أممية حقيقية فإنني لن أختار أممية الشيوعيين ولا عولمة الإمبرياليين.. ولما اخترت إلا أممية كرة القدم.. وعولمتها العادلة والحقيقية!!
لأن الأممية الأولى قامت على مبدأ القضاء على ما سمي بالنظام الرأسمالي ومن ثم الإمبريالي وصولاً إلى ما بعد الإمبريالي.. ضمن صراع لم يقل التاريخ كلمته النهائية فيه.
والعولمة التي تحدث عنها (فوكوياما) ورفع لواءها جورج بوش تقوم على مبدأ القضاء على كل من لا يسير في ركابها.. بالتالي فإن أفغانستان كانت ملحقة بروسيا بحكم (أممية!!) الأخيرة شأنها شأن اليمن الجنوبي (طيب الذكر!!) أو التشيك أو البلغار أو ألمانيا الشرقية أو غير ذلك..
كذلك فإن الخليج العربي وبعضاً من أمريكا اللاتينية والكثير من دول آسيا وأفريقيا هي محميات عند واشنطن.. بحكم (عولمة!!) الأخيرة..
أما أممية كرة القدم فلا محميات ولا مستعمرات ولا ولاءات..
ببساطة يمكن لدولة مثل غانا الفقيرة والمتخلفة أن تهزم الولايات المتحدة الغنية والمتقدمة!!
وبالتالي فالعالم على اختلاف ألوانه وأعراقه والمستويات الحضارية فيه، يعيش ضمن قوانين مشتركة تقوم على العدالة والمساواة والجدارة والاستحقاق.. وطقوس الانتصار في ريو دي جانيرو لا تختلف عنها في برشلونة..
مثلما هي طقوس الهزيمة التي قد تجمع واشنطن بكل ألقها وعظمتها وعلمانيتها مع عدوتها اللدودة طهران بكل آياتها العظمى وتراجعها في السلم الحضاري العالمي!!
أممية كرة القدم لا تتدخل في السياسة.. لكن السياسة قد تمارس قرصنة وبلاهة وتتحول إلى لعنة على هذه الأممية..
وغني عن القول إن تدخل الولاء السياسي والحزبي (والمذهبي أحياناً) في الفرق الوطنية جعل منها أردأ فرق العالم.. شأنها شأن الأغاني التي تمجد الواحد الأحد الفرد الصمد (القائد الخالد) في البلدان الشمولية.. فإنها تعتبر من أردأ أنواع الغناء.. ووقعها على الأذن يشبه أزيز رصاصة أو دوي مدفع خمسيني الصنع.
وغني عن القول أيضاً إن الكرة تخلق ذكريات مشتركة لشعب بكامله.. وانتصارات بريئة ونظيفة وتحول الساحات العامة إلى مراقص نشوة وفرح.. وهو الذي لم تحققه السياسة يوماً.. إذ أن الانتصارات دائماً مكللة بدماء الآخرين..
في المونديال الأخير غصة لفقراء العالم العربي والإسلامي.. تمثلت في حرمانهم من مشاهدة الكرنفال العالمي..
من خلال (التشفير) والحق الحصري لجهة دون غيرها.. وهو الأمر الذي تواطأت فيه الحكومات حين رفضت شراء حق البث الوطني لهذا المونديال وبالتالي جعلته (غصة) عميقة في قلوب هذه الشعوب بدلاً من ان يكون (هدية) أو (مكرمة) من مكارم!! هؤلاء القادة ..
وبالتالي فإنني أؤكد أن هذا الإجراء سيجعل كرة القدم تتراجع كثيراً في السنوات القادمة (في البلدان الفقيرة) أبعد من تراجعه وتخلفه الحالي!!
بالطبع معلوم للجميع أن المال العام في هذه الدول ملك للولاءات والزبائن السياسيين والأبواق الصداحة والمطارق التي تحطم رؤوس الناس..
وأخيراً لا أستطيع أن أنكر أنني سعدت بخروج إيران من هذا المونديال.. وخسارة أميركا التي جعلتها على مدرجات المغادرة من مطار ميونيخ..
مع محبتي وتقديري لكلا المنتخبين ولكلا الشعبين اللذين حزنا (بروح رياضية) لهذا الخروج .. المبكر!!
لكنني شعرت بالتشفي من جورج بوش ومحمود أحمدي نجاد.. حصراً!!
الأول يرتكب المذبحة تلو المذبحة والثاني يرسل فرق موته ومخابراته ويمارس وصاية طائفية دموية على أهل العراق..
كلا الرجلين له مشروعه الخاص: بوش زعيم حرب واحتلال وهيمنة.. ونجاد زعيم حرب واحتلال وهيمنة ..
أحدهما يدعي العلمانية والآخر يدعي (السلف الصالح)..
والعلمانية والسلف الصالح كلاهما بريء من الرجلين..
للأسف أقول: (فرحت بخروج المنتخبين).. وفرحتي هذه هي واحدة من قرصنات السياسة على كرة القدم.. لأنه.. لا المارينز ينفع مع هذه الكرة البيضاء ولا فرق الموت!!
وحدها تظل بيضاء تنتقل على مساحة خضراء بحرية وحب..تحلّق معها القلوب والآهات والصيحات العفوية..



#فخر_الدين_فياض (هاشتاغ)       Fayad_Fakheraldeen#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نبوءة فوكوياما .. على شواطىء غزة وفي بلاد الرافدين
- هل تسقط الأقنعة.. مع سقوط الزرقاوي؟!!
- نلتحف حلم الجسد
- رؤوف عبد الرحمن ..وفصام الشخصية الوطنية
- الفخ الإيراني ..العراق ساحة معركة.. والعراقيون وقودها!!
- محنة العلمانيين العرب هل نرحل إلى المريخ يا سادة؟
- الجغرافيا السياسية في العراق متاهة رعب ..وتشاؤم
- قنبلة نجاد النووية والأمن القومي العربي
- زياد الرحباني في (نزل السرور) البغدادي!!
- في الذكرى الثالثة للغزو ..تصبحون على وطن
- صفارة العولمة .. هزيمة حتى نقي العظام
- الأضحية العراقية ..في الأعياد القومية الأميركية ..والإيرانية ...
- سيادة العراق الوطنية ..في ظل الحوار الأميركي الإيراني
- محنة سيزيف.. في الذكرى الثالثة للغزو
- ما أقدس (الكفر) إزاء هذا الإيمان القبيح
- حقوق الإنسان بين إمبراطوريتين..
- الاستبداد ..وجحيم الطائفية
- حب
- الكاريكاتير العراقي .. رداً على الكاريكاتير الدنمركي !!
- مرة أخرى تحية إلى رزكار محمد أمين


المزيد.....




- بعد 200 يوم من بدء الحرب على غزة.. مخاوف النازحين في رفح تتص ...
- ألمانيا تعتزم استئناف تعاونها مع الأونروا في قطاع غزة
- العفو الدولية تحذر: النظام العالمي مهدد بالانهيار
- الخارجية الروسية: لا خطط لزيارة الأمين العام للأمم المتحدة إ ...
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي بتهمة تلقيه رشى
- أستراليا.. اعتقال سبعة مراهقين يعتنقون -أيديولوجية متطرفة-
- الكرملين يدعو لاعتماد المعلومات الرسمية بشأن اعتقال تيمور إي ...
- ألمانيا تعاود العمل مع -الأونروا- في غزة
- المبادرة المصرية تدين اعتقال لبنى درويش وأخريات في استمرار ل ...
- مفوض أوروبي يطالب باستئناف دعم الأونروا وواشنطن تجدد شروطها ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فخر الدين فياض - نحو أممية .. كرة القدم