أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فارس محمود - -يوم القدس- الذي لا صلة له بالقدس!














المزيد.....

-يوم القدس- الذي لا صلة له بالقدس!


فارس محمود

الحوار المتمدن-العدد: 6574 - 2020 / 5 / 26 - 03:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بعمل مبرمج ومدروس الى ابعد الحدود وعلى اعلى المستويات في ايران، نظمت المليشيات الطائفية التابعة لنظام الجمهورية الاسلامية مظاهرات ومسيرات في بغداد وبعض المدن العراقية خلال الايلم القليلة المنصرمة. سعت الى ان تحشد فيها اكثر ما يمكن من قواها تحت يافطات عريضة تحمل عبارات: "سنصلي في حرم القدس قريباً"، "يوم القدس" وغيرها. ونشرت وعلقت صور كبيرة لـ"خميني"، "خامنئي"، "سليماني"، "الحوثي"، "اسماعيل هنية" و"المهندس" وغيرهم!! رافقت هذه الحركات الاستعراضية خطابات رنانة ومدوية وهتافات صاخبة تتحدث كلها عن الدفاع عن "القدس" و"الموت لاسرائيل" و"الموت لامريكا والصهيونية" والخ من شعارات لا تسمن ولا تغني عن. جوع
انها حركات وتيارات لاربط لها باي "تحرير" او حرية او اي شيء ايجابي للانسان لا في العراق وايران ولبنان، دع عنك "القدس". مليشيات مخضبة ايديها بدماء اشرف الناس واكثرهم براءة في المنطقة، وبدماء 700 قتيل ومايقارب من 25 الف جريح ومعوق في انتفاضة العراق. جماعات لاحدود لاجرامهم، لصوص، قتلة، نهابين وبلطجية الى ابعد الحدود. انهم عصارة حثالة المجتمع. مالذي جعل قلبهم يلتسع على جماهير فلسطين، ان لم يكن كذبة؟!
ليس الامر مرتبط بالقدس من الاساس. انه استعراض النفس لطرف فُرِض عليه التراجع في كل زاوية، طرف مهزوم، طرف يريد ان يقول لخصومه امريكا، الكاظمي، التيار القومي العربي المتلفح بعباءة "السّنة"، السعودية والخصوم الاقليميين بانه "موجود" وبانه لازال رقم في الساحة السياسية. انها رسالة صريحة من ايران للقوى ذاتها انها لازالت موجودة. والاهم من هذا كله هذه الرسالة الموجهة لجماهير المنطقة التي نبذتهم باجلى الاشكال. رسالتهم من استعراض القدس مفادها "اننا موجودون"!
استعراض هدفه الرد على التراجع الرهيب الذي تشعر به قوى هذا المعسكر، الجمهورية الاسلامية في ايران و"ولاية الفقيه" و"محور المقاومة" و"الهلال الشيعي" وغيرها. هذا المعسكر الذي تعرض لضربة مميتة متلاحقة ومتزامنة في فترة زمنية قصيرة جدا. فمن جهة تمسك بخناقه حركة احتجاجية جماهيرية ومليونية عظيمة وعارمة في ايران والعراق ولبنان، ويرزح النظام في ايران تحت ضغط حصار اقتصادي خانق وغاشم وتردي اقتصادي وسياسي قل نظيره في تاريخ المجتمع، بالاضافة الى الضربة الماحقة التي تعرضت لها باغتيال سليماني والمهندس بصورة عنجهية ومتغطرسة، والتخبط السياسي العسكري وبالاخص فيما يتعلق بضرب الطائرة الاوكرانية والبارجة البحرية، وتئن المليشيات الحاكمة في العراق تحت ضربات موجعة للجماهير الغاضبة في مدن جنوب العراق، اذ اضرمت النار في مقراتها ومكاتبها ويتراجع نفوذها بشكل رهيب بعد ان انجلت سحابات واسعة حول ماهية هذه المليشيات عن اعين الجماهير، بحد غاب قادة هذه المليشيات عن تبجحهم واستهتارهم وعنترياتهم وغطرستهم السابقة، مختبئين من غضب الشارع، لتطيح بهم ازمة اخرى الا وهي انفكاك فصائل واسعة ورئيسية من الحشد الشعبي وانفصالها وانضوائها تحت "سلطة القائد العام للقوات المسلحة" وسحب السيستاني ليده وعن بقية الحشد الشعبي "الموالي"، الموالي لولاية الفقيه وايران، وغلق المكاتب الاقتصادية لهذه المليشيات، مكاتب الهيمنة على اقتصاديات المدن وبالاخص تلك "المحررة" من ايدي داعش و....
ان هذا المعسكر سيء الصيت الذي تغول في العراق في تراجع متواصل. وان هذه الخطوة الساذجة وعديمة المحتوى هي لرد ماء الوجه واستعراض العضلات لا اكثر. محاولة عقيمة لذر الرماد في عيون الجماهير. والا يعرف القاصي والداني انه تلاعب بعواطف ومشاعر الجماهير واستغفالهم لاهداف لاتمت بصلة بالقدس ولا "تحرير فلسطين" ولا "الصلاة في القدس" وغيرها. اذ لا يتطلع اهل القدس وفلسطين انفسهم لخميني، ولا خامنئي ولا هنية ولا المهندس، لا الاموات ولا الاحياء من هذه القوى المعادية للجماهير.
لقد تلاعبت الحركة القومية العربية وحكوماتها الاستبدادية الفاسدة لعقود مديدة بهذه الورقة. جعلت منها "قضيتها المحورية"، من "القدس عروس عروبتكم"، "القضية المركزية الاولى للعرب"، "كل شيء من اجل المعركة"، وحكمت في ظل هذه الشعارات الكاذبة وقتلت وصفت اعدائها السياسيين، هجّرت ورمت في السجون كل محتج ومعترض على اوضاعه، وقمعت وشاعت الاستبداد السياسي ووأدت كل صوت معارض كلها باسم "فلسطين" و"تحرير فلسطين" و..غيرها من ترهات واكاذيب. لم يعد بوسع احد اقناع جماهير المنطقة بهذه الادعاءات عديمة الاساس والقيمة بعد. فقدت هذه الورقة المحروقة اساساً بريقها نهائياً. ان العودة الى هذه الورقة اليوم ماهو الا دليل على الافلاس السياسي لاصحابها لا اكثر. انه دليل واثبات على ان اصحاب هذا الادعاء فقدوا اي مبرر لادامة وجودهم وسلطتهم وحكمهم للجماهير.
ان انهاء احتلال اسرائيل لفلسطين هو امر تتطلع له جماهير فلسطين التي ذاقت ابشع اشكال الحروب والاقتتال والسجون على ايدي سلطة ودولة قومية ودينية رجعية ومتغطرسة. ان تحرر فلسطين وتشكيل دولة فلسطين المستقلة والمتساوية الحقوق مع اسرائيل هو جزء لا يتجزأ من نضال جماهير فلسطين الداعية للتحرر والمساواة والرفاه وسائر الجماهير والقوى التحررية والمحبة للانسان في العالم.
على العكس من ذلك، ان اول ثمرة لانهاء هذه القضية العادلة وجعلها جزء من التاريخ المرير والكالح للبشرية، اي اقامة دولة فلسطين المستقلة، هو سحب البساط من تحت اقدام كل اشكال اليمين الرجعي العربي والاسلامي من جهة والاسرائيلي من جهة اخرى. سيزيل تحرر فلسطين مبررات تعكز هذه القوى الرجعية وتوظيفها لهذا الماساة لصالح حركاتهم واهدافهم الرجعية والمعادية للجماهير. ان اليمين الاسلامي هو جزء اساسي من هذا المعسكر المعادي لجماهير فلسطين. ان الاسلام السياسي، بمعسكر ولي الفقيه او غيره، جزء من المشكلة وليس حلاً لها ابداً. انه لايستهدف تضميد هذا الجرح الغائر بقدر ما يستهدف توظيفه لصالحه في اهدافه الرجعية في ترسيخ مكانته في السلطة والحكم وتقاسم ثروات المجتمع، لا اكثر.



#فارس_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أللقتلة حق بان يقرروا مايجب او ما لا يجب ان يكون عليه المجتم ...
- ظواهر جديدة، يجب ان توأد فوراً!
- حول اتهام لا اساس له!
- كلمة حول الانشقاق الجاري في الحشد الشعبي!
- مجزرة بحق النساء يجب ان تتوقف فوراً!
- مرحلة جديدة، وامكانية عالم اخر!
- -كبار السن- وفاشية -البقاء للاصغر سناً-!
- -اضطهاد المراة- ضرورة طبقية راسمالية!
- حول -جرة اذن- مقتدى الصدر - تكتيكان... وهدف واحد!
- خطاب قديم... وعبرة راهنة!
- مَنْ -تجاوز- على مَنْ؟!
- محطات من تاريخ الحزب الشيوعي العمالي العراقي - تاريخ حافل با ...
- ليس بوسع الف -فضيلة- ان -يقمطوا- مجتمع متوثب للحرية!
- حوار مع رفيق حول ماهية الحشد الشعبي وامور اخرى!
- تعاطف مع الضحايا ام امتياز للاسلام السياسي؟!
- اوضاع المراة.. وضرورة حركة نسوية مقتدرة!
- اعدام 40 امراة -داعشية-... -حل- سقيم!
- تحرر المراة قضية الطبقة العاملة!
- وانتصر 14 شباط، -عيد الحب-!
- كلمة حول الضجيج الاخير ب-اخراج المحتل-!


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف موقع اسرائيلي حيوي ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فارس محمود - -يوم القدس- الذي لا صلة له بالقدس!