أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الأسعد بنرحومة - بيوت الله تبكي فبكى معها كلّ جماد














المزيد.....

بيوت الله تبكي فبكى معها كلّ جماد


الأسعد بنرحومة

الحوار المتمدن-العدد: 6572 - 2020 / 5 / 24 - 22:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


سيبقى اجراء غلق المساجد ومنع الصلاة فيها لطخة خزي وعار في جبين كلّ من زكّى قرار الحكومة سواء من السياسيين أو من الأئمة وخطباء المساجد وأشباه العلماء الذين جعلوا من الدين فتات خبز يقتاتون عليه.
فمنع صلاة الجمعة وصلاة الجماعة ، الى جانب وقف صلاة العيد ، والحرص على تتبّع كلّ من همّ باقامة الصلاة جماعة والتشهير به في الاعلام والمنابر وغير ذلك من أعمال الفتنة ونشر الفحش بين الناس عمل لم يجرؤ حتى جنكيس خان والمغول على فعله في بلاد المسلمين.
والتذرّع بالخوف على صحة الناس ومنع انتشار الكورونا بينهم لا يخفي حقيقة مشكلتهم مع الدّين وصور العداء له لانه ذريعة خاوية لا أساس له من الصحة.
فالحجر الصحّي الذي فرضوه لقرابة الشهرين غير موجود الا على أوراقهم المسطورة ، اما الواقع فغير ذلك والطرقات والساحات العامة والاسواق شاهدة على ذلك. وخرق الحجر الاجباري باتت مشاهد مكرّرة كلّ يوم ، فهذا نائب يلعب الكرة في فريق، وهذه عائلة مترفة ساعدها الامن في الهروب من الحجر، أما الحدائق والخرب والمنازل الخالية من سكانها فقد باتت أوكارا يرتادها العشرات يعاقرون الخمر ويتعاطون المخدرات ، ولم يسلم حتى الاطفال من هذه الظاهرة الخطيرة، ولو كانت الكورونا فعلا وباء كما ادّعت الحكومة لكانت الضحايا بعشرات الآلاف وحتى المئات منها ....
ثم ، هاهي الحكومة تفتح فضاءات طاقة استيعابها أضعاف أضعاف ما تستوعبه المساجد ، وهاهي وسائل النقل العمومي تعود ، ولكم أن تتخيّلوا ماذا يعني النقل العمومي في العاصمة لوحدها مما يجعل ادعاء الحكومة بخيار النصف من طاقة الاستيعاب في الحافلة مجرد وهم وتضليل ، بل هاهي الاسواق تعود لطبيعتها لتحتضن كل يوم المئات من الناس.....
جميع هذا فيه من الاكتضاض والتزاحم والتلاصق الجسدي أضعاف ما يوجد في المساجد ومع ذلك يصرّون في بهتان كبير على تأخير فتح المساجد ليتركوها تودع رمضان خاوية كما استقبلته سابقا وهي خاوية...
صحيح أن مساجدنا لا يُذكر فيها اسم الله كما أمر الله أن يُذكر، وصحيح أيضا أنها باتت وكر لأشباه الخطباء والمرتزقين من الديّن من العلماء والأئمة والخطباء، لكن صحيح أيضا أنّ اجراءاتهم المتعلقة بالمساجد لم تكن بريئة بالمرة ، ومن عدم البراءة ان صار المرء يرى الارتباك والاصفرار ظاهرا كلما طلع على الناس الوزير عظّوم أو المفتي أو أحد مدّعي العلم وأشباه العلماء ومراهقي الدّين في منابر الاعلام أو غيرها....
مشكلتهم مع الدين ظاهرة لا يكادون يخفونها ، فالوجوه فاضحة والكلام فاضح والاجراء فاضح ولعلكم تذكرون تلك الحملة الشعواء على أحد الأئمة المخالفين من الذين صلّوا بالناس مخالفا قرار منع صلاة الجماعة فهبّ الاعلام والقضاء والساسة جميعهم يندّدون في الوقت الذي يخرسون ويصموتون وتبهت وجوههم أمام أي خرق آخر ....
وفي الوقت الذي نحن نحتاج فيه أكثر الى الله ، ونحتاج للتضرع اليه والتقرب منه ، تغلق المساجد في وجوه المتضرعين الداعين الساجدين ، ثم تغلق المقاهي من جهة أخرى فامتلأت الحقول والساحات والخرب من المساكن والحدائق بالشباب ، بالعشرات منهم فيهم حتى من هو دون الخامسة عشر ، وهم بين معاقر للخمر أو متعاط للزطلة وكل أصناف المخدرات ،بعيدا عن اي رقابة ...
هم لا يكتفون بهدم نفسية الناس من الطفل الى الشيخ ، من خلال حصر الناس في البيوت واغراق أسماعهم كل يوم باعداد المرضى والمتوفين في العالم ، وحملات التخويف والترهيب وفوقه سياسة التجويع والتفقير ، هم لا يكتفون بذلك بل يزيدون عليه بالقضاء على اي أجواء ايمانية ولحظات روحية سامية قد تساعد الناس على الصبر والاستمرار ، فبكت المساجد ومعها بكى الناس ، ومع هذا وذاك أعدوا جيلا ميّتا بلا روح ولا هدف ، بما يهدّد فعليا بارتفاع كبير في نسبة المنتحرين والانتحار فوق ما هو موجود ...
الحقيقة أنّ الوباء موجود فعلا ، لكنّه ليس وباء الكورونا بل هو وباء الأنظمة وحكّامها المفسدين في الأرض...



#الأسعد_بنرحومة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين تفجير برجي التجارة والكورونا علاقة لا تنتهي
- الحكومة التونسية والاستثمار في الكورونا
- - الكورونا - عملية تضليل كبرى
- - لحظة التضحيات - في خطاب رئيس الحكومة الفخفاخ
- - الكورونا- و-الرقمنة- من أجل فرض الاقتصاد الوهمي على الشعوب
- هل فعلا الحجر الصحي العام معالجة لانتشار وباء الكورونا
- وباء الكورونا والاستثمار الأميركي من أجل نظام عالمي جديد
- تونس على وقع عملية ارهابية أخرى
- حكومة - باش ... - من تونس
- السلطة بين ضرورة الانسجام وواقع الاختلاف
- تونس: انتقال ديمقراطي أم تشريع لفساد المافيا؟
- المشهد التونسي:من حكومة الرئيس الى حكومة الاتحاد،تكرار للفشل ...
- - الطيور على أشكالها تقع -تنقذ اللحظات الاخيرة
- ماذا يحدث في تونس ؟ صراع أم توافق ؟ام هو انقلاب على الانتخاب ...
- العصفور النادر لحركة النهضة:هل كان فعلا السيد عبد الفتاح مور ...
- الاسلام السياسي بين الأبعاد والواقع
- حكومة الفخفاخ والتحالف مع الفساد مع فقه راشد الغنوشي
- بورقيبة : زعيم من ورق
- خوف على وزارات السيادة ، أم صراع على الغنيمة؟
- كيف تمّ استدراج الشباب السلفي لصناعة غول الارهاب...-حرق السف ...


المزيد.....




- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الأسعد بنرحومة - بيوت الله تبكي فبكى معها كلّ جماد