أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ثائر الناشف - أبعد من الذبح














المزيد.....

أبعد من الذبح


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 1586 - 2006 / 6 / 19 - 06:57
المحور: المجتمع المدني
    


من سخرية القدر أن تفصّل الأوطان على مقاسات الأسياد العظام , المتربعون على عروشها , ومن السخرية أيضاً نمذجتها حسب أهوائهم وتأملاتهم , فالأوطان دائماً تساق إلى الذبح ولا أحد يرى , ودائماً تصرخ ولا أحد يسمع , فلتلغى الأوطان إذاً من سياقها التاريخي الذي قامت بفعله , السبب واضح وفاضح – واضح لأنها ليست أمام بشر أصحاء في رؤيتهم السليمة وحدسهم الصادق, وفاضح لأنها مساقة إلى الذبح في حال أبصرت يوماً ورأت ما يحضر لها من دسائس تودي بها إلى عالم المجهول.
وما يثلج الصدر أن الأسياد العظام ورثة الحقبة الاستعمارية , يضعون ويجتثون ما يحلو لهم من أفكار وفلسفات تشخصن الأوطان فيهم , وتصهرها بذواتهم , حباً لهم وكرهاً لغيرهم, وإن سأل سائل كيف حال الوطن ؟ يأتيه الجواب أسرع من البرق وأقوى من الرعد وأغزر من المطر وأبيض من الثلج – الوطن يحتضن الجميع دون استثناء , وينعم أبنائه المخلصين (المتزلفين ) من خيره الوفير .
الشكوى لغير الله مذلة , طالما ظللنا نشكو من عقد التضليل والتعتيم والتهويل , أيعقل أن نضلل أنفسنا حتى نقنع غيرنا أننا بخير ونعيم , وما يزيد الموقف ضبابيةً ,إن حاولت الأوطان يوماً حلحلة عقدها وتعريتها على حقيقتها , فإنها تجني على نفسها ويلات وغضب أسيادها , وترتكب أكبر الكبائر , فطبيعة هذه الكبائر تتعدى فعل الذبح , إنّها >> الخيانة العظمى << فلتذبح الأوطان بدلاً من أن تخون , لكن من يذبح ومن يخون ؟ إنهم الأبناء الذين ولدوا من رحم الوطن الواحد , وعاشوا حلاوة الحياة ونكدها , أكلوا وشربوا ولعبوا على أرض واحدة, ثم تفرقوا يميناً وشمالاً , وسار كلُ واحدٍ منهم في طريقه, حقاً إنّها مأساةٌ أفجع من الفجيعة , أن ننفي بعضنا الآخر , لمجرد حفنة دراهم , أو لرفضنا الإصغاء لرأي الآخر المختلف معنا فكرياً , ويضاف إلى ذلك شهوة التسلط والتفرد وما تدره من دررٍ نفيسة , تتعدى حدود الوطن ومصالحه .
علاوة على ما سبق أصبحت الأوطان أشبه بلعبة شد الحبال , كلٌ يشد من طرفه , لجر الآخر إلى داخل حدوده الحمراء , فإن دخلها استحق صفة الخيانة كونه تعدى الحدود التي لا يحق له الدخول إليها , الغاية من هذا التشبيه , أنه إذا ما فكر أحدٌ ما بتحدي دائرة أسياده المقدسة , واختراقها وصولاً إلى دائرته التي يسعى لرسمها علها تتسع للجميع , قطعاً لن يكون الفوز من نصيبه وسيكون ضحية الخيانة , لأنه أخفق بقلب الطاولة على رأس أسيادها , فالخيانة في وصفها هنا أبعد من الذبح , لأنها تتم على حساب الأوطان وليس على الحبيب أو الصديق كما تصورها الروايات وأفلام السينما.
تبقى الخيانة والوطنية نقيضان لا يلتقيان , ووحدهم الأسياد البررة من يضعهما كوسام شرفٍ أو كوصمة عارٍ على صدور رعاياهم , وكأن الأوطان مجرد سلع تباع وتشترى في أسواق الولاءات العمياء بلا حدود , أو كأنها نعجة عرجاء تساق إلى النحر على مرأى ومسمع الجميع بلا حياء.



#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثمن أن يفيض الفرات
- عندما يفيض الفرات
- التماثل بين مساري الأيديولوجيا والشمولية
- الثالوث السلطوي المقدس, ترغيب, ترهيب, تربيب
- سوريون وراء الحدود
- ...الأنظمة : مشروعية التماهي بالأوطان
- المجتمع المدني .. الوجه الآخر للديموقراطية
- بين الحاجات الوطنية والدوافع القومية
- سورية: معارضة فنادق أم خنادق .. ؟
- مزالق الديموقراطية المرتهنة
- أميركا:الخطاب الديني المتقلب
- عقد الاستبداد العربي وعقليات إنتاجه
- السفينة العربية المضادة للغرق تغرق نظرية أرخميدس
- الإعلام العربي بين الماركسية والنيوليبرالية
- من يحكم من..الحكومات أم الحركات..؟
- حول دمقرطة الإسلام السياسي
- بين مطرقة السادية وسندان المازوخية
- على أهلها جنت براقش
- ميثولوجيا الحداثة .. وشبح الأصولية
- إصلاح أم تجميل..؟


المزيد.....




- الأمم المتحدة تحذر من خطر ظهور جبهة جديدة في دارفور
- تصاعد الدعوات من أجل استئناف الأونروا مهامها في قطاع غزة
- برنامج الأغذية العالمي ينتظر بناء الممر البحري للمباشرة بنقل ...
- شهداء بقصف إسرائيلي على رفح والأمراض تنهك النازحين بالقطاع
- الأمم المتحدة: الآلاف بمدينة الفاشر السودانية في -خطر شديد- ...
- بينهم نتنياهو.. هل تخشى إسرائيل مذكرات اعتقال دولية بحق قادت ...
- الأمم المتحدة تعلق على مقتل مراسل حربي روسي على يد الجيش الأ ...
- مسؤولون في الأمم المتحدة يحذرون من مخاطر ظهور جبهة جديدة في ...
- الأمم المتحدة: 800 ألف نسمة بمدينة الفاشر السودانية في خطر ش ...
- -خطر شديد ومباشر-.. الأمم المتحدة تحذر من خطر ظهور -جبهة جدي ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ثائر الناشف - أبعد من الذبح