أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - الحسن زهور - الإلهام الشعري عند كل من العرب و الامازيغ















المزيد.....

الإلهام الشعري عند كل من العرب و الامازيغ


الحسن زهور
كاتب

(Zaheur Lahcen)


الحوار المتمدن-العدد: 6570 - 2020 / 5 / 21 - 22:05
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


تختلف نظرة العرب و الامازيغ حول مصدر الإلهام الشعري، و بالتالي تختلف المرجعية الفكرية لكل منهما حول هذ الإلهام. فكيف تنظر المرجعيتان العربية و الأمازيغية الى العالم اعتمادا على وسيلة تعبيرية فنية و هي الشعر الذي تعتبر لديهما من ارقى الكلام الفني للتعبير عن الاحاسيس و عن الواقع المعاش و عن رؤى الى العالم و الى الوجود؟
سنقتصر هنا على فترة ما قبل التدوين عند العرب و الامازيغ.
بالنسبة للشعر العربي، يمثل الشعر الجاهلي الشفوي قبل تدوينه نموذجا لهذا الشعر الذي يرتبط فيه الإلهام الشعري بمصدر خارجي، و قد امتد هذا الفهم للإلهام الى فترات متأخرة من العصر العباسي بعد ان إكتملت فترة التدوين عند العرب و انتقل الشعر الى الصنعة الشعرية بموازاة مع تطور النقد.
بالنسبة الامازيغ ساقتصر هنا على بعض النصوص المدونة التي وصلتنا و التي تمتد الى القرن الثامن عشر.( نظرا لشح المصادر و المراجع في هذا الشأن).
اذا كيف ينظر الشعراء العرب في هذه الفترة الى الإلهام الشعري؟ و كيف ينظر الشعراء الامازيغ اليه؟
و ما هو مصدر الإلهام الشعري عند كليهما؟ هل هو الهي ام شيطاني؟
و بالتالي فمصدر الإلهام الشعري سيحدد منظور كلا من العرب و الامازيغ الى الشعر، لتمتد الى باقي مناحي الامور الاخرى الثقافية و القيمية....
- الشعر عند العرب:
يقترن الشعر عند عرب الجاهلية بالجن لما لهءا الشعر من تأثير سحري على النفوس، فكانوا يعتقدون ان الشاعر يرتبط بملهم له من الجن، لذلك ربطوا كل شاعر بشيطان يلهمه الشعر { يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا } سورة الأنعام.  و غالبا ما نجد كل شاعر نابغة لديهم يقرنونه بشيطان يوحي اليه الشعر، فالاعشى مثلا ربطوا الهامه الشعري بشيطانه " مسحل" يقول في بيتين له ( او منسوبين له):
و ما كنت ذا قول و لكن حيرتني
اذا مسحل يبرى لي القول أنطق
خليلان فيما بيننا من مودة
شريكان جني و انس موفق(1).
و في هذا الشأن يقول المعري :
و قد كان ارباب الفصاحة كلما
رأوا حسنا عدوه من صنعة الجن.
لذلك قرنوا كل شاعر بشيطانه و بجنيه، فقد عرف امرؤ القيس بشيطانه " لافظ بن لاحظ", و النابغة الذبياني بشيطانه " هادر"..
لذلك كثيرا ما نسمع الى اليوم تعبير " شيطان الشعر" للتعبير عن الإلهام الشعري، فلا غرو أن القريشيين اتهموا النبي بأنه شاعر ، و وصفوا القرءان في بداية الأمر بالشعر، فكان رد القرءان على هذا الاتهام بالكثير من الآيات التي تفند هذا الاتهام:
- " و ما هو بقول شاعر قليلا ما تومنون" سورة الحاقة الآية 41.
- " و يقولون أإنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون" سورة الصافات الآية 36.
- " و الشعراء يتبعهم الغاوون" في نهاية سورة الشعراء.
اقتران الإلهام الشعري عند العرب في الجاهلية بالجن الشيطاني هي النظرة السائدة آنذاك الى حدود القرن الرابع الهجري، مما يجعل بلاغة الكلام لديهم تحتل مرتبة عليا مقارنة مع الكتابة و الفكر قبل أن يترجم التراث الفكري و العلمي اليوناني و الفارسي و الهندي الى العربية...و ما زالت هذه البلاغة يفتخر بها الى اليوم على حساب الفكر و العلم.
الشعر عند الامازيغ:
قليلة هي الدراسات التي تناولت الشعر الامازيغي و مصادره، لكن يمكن الإشارة إلى مصدر الإلهام الشعري عند الشعراء الامازيغ خصوصا عند "الروايس" و" إنظامن" و الذي ما يزالون يومنون به و يمارسونه من خلال طقس معروف لديهم، و هو طقس زيارة ولي مشهور و المبيت في ضريحه، و تقديم قربان له. لذلك كان مصدر الشعر عند شعراء الامازيغ مصدر مقدس يخيل الى الاهو وسيطه هنا هو مكان شخص مقدس لديهم هو الولي و لا بد من طقس مقدس يلتزم به من يريد الإلهام الشعري . فالشاعر المقبل على الإلهام الشعري غالبا ما يستند إلى "شيخ" اي ولي يكون واسطا بينه و بين الاله, و ما زال المثل الامازيغي يحمل هذا المعنى" ؤدماون س ؤدماون أر دار ربي". يتم الإلهام الشعري عبر طقس معروف لدي الشعراء، وهو المبيت في ضريح "ولي" معروف ليلهمه الشعر، هل هذا الطقس الديني له علاقة بعبادة الاجداد كما عرفها الامازيغ قبل الاسلام؟ هل لها علاقةبإحدى الديانات المعروفة قبل الاسلام؟
في كتاب " الشعر الامازيغي المنسوب لسيدي حمو الطالب"(3) للأستاذ عمر امرير، ورد فيه مصدر شعرية الشاعر سيدي حمو الطالب, و هو اقدم شاعر امازيغي وصل الينا شعره، كتب الباحث عمر امرير بأن هذا الشاعر قبل ان يكون شاعرا كان طالب فقه.
حضر الطالب سيدي حمو احد اللقاءات الشعرية الجماعية التي اقامتها القبيلة التي يدرس في مدرستها الدينية، فانبرى شاعر و هجا فتاة مشاركة في اللقاء هجاءا مذقعا و كانت ابنة أسرة تطعم سيدي حمو الفقيه و اسمها " فاضما"، فلم يستطع سيدي حمو الطالب الرد للدفاع عنها فآلمه الامر، لذلك:
" غادر سيدي حمو أسرة " فاضما" متوجها إلى قريته ...و اختار من اغنام اهله رأس غنم، و سافر الى ضريح مولاي ابراهيم، حيث ذبح ذلك الخروف راجيا من الله ان ينعم عليه بنعمة النبوغ في قول الشعر...فنام بجوار قبر الصالح..فإذا به يحلم ان فمه كان مملوءا...جواهر..و قد أول الحلم و فهم ان كلامه سيصير جواهر.." (4).
هل الشعر بهذا المفهوم له علاقة بالآلهة كما عرفها الامازيغ قبل الاسلام؟
هذا المفهوم لمصدر الإلهام الشعري عند الامازيغ يقترب من مفهوم مصدر الإلهام الشعري و الفني عند الاغريق. فاليونانيون ربطوا الشعر و الفنون بالآلهة، لذلك تعددت عندهم الآلهة الملهمة للشعر و للفن و الادب، الى حد أن لكل نوع شعري إلهته الخاصة.
فكما أن مصدر الشعر مرتبط بالالهة بمعنى ان مصدره مقدس، فالامازيغ بدورهم يرجعون الإلهام الشعري الى المقدس, يصل اليه الشاعر وفق طقس مقدس.
هل لهذا الأمر علاقة بالفكر العقلاني الذي يتميز به الامازيغ؟
الأمر يتطلب دراسات و دراسات.
_______________________
1- كتاب "ثمار القلوب في المضاف و المنسوب" لابي منصور عبد الملك النيسابوري، تحقيق محمد ابو الفضل ابراهيم، دار المعارف ص 80.
2- سقط الزند 2،ص 917. تحقيق مجموعة من الأساتذة بإشراف طه حسين. طبعة ثالثةمصورة عن نسخة دار الكتب 1945, الهيئة المصرية العامة للنشر.
3- للباحث عمر امرير ، جامعة الحسن الثاني كلية الآداب. الدار البيضاء، أصل الكتاب رسالة جامعية للباحث.
4- نفس المرجع ص 161.



#الحسن_زهور (هاشتاغ)       Zaheur_Lahcen#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العروبة و الأمازيغية و الإسلام
- التيارات الاسلامية و العنف
- الناقد السوري الكبير -خلدون الشمعة- يبهر المثقفين المغاربة
- عودة المغرب الى هويته الافريقية
- جبهة البوليزاريو و القوات المسلحة الثورية الكولومبية: سلام ا ...
- المفكر المغربي بن سالم حميش ينتقد التبعية للمشارقة ليعود الى ...
- غزة بعد العدوان: بين صوت العقل و تهييج العواطف.
- غزة بعد العدوان: صوت العقل و تهييج العواطف.
- نحو مفهوم جديد للأدب المغربي الحديث
- الى الكاتبة حميدة نعنع : قليل من الحياء فأنت الآن في المغرب
- -الموريسكي - رواية للمفكر المغربي حسن أوريد ...
- فضائح الاسلامويين و القوميين المغاربة
- تهديدات التيار السلفي بالمغرب للمفكر العلماني أحمد عصيد
- فلسطينيوا الثورة و فلسطينيوا الثرثرة


المزيد.....




- بيسكوف: نرفض أي مفاوضات مشروطة لحل أزمة أوكرانيا
- في حرب غزة .. كلا الطرفين خاسر - التايمز
- ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم -كروكوس- الإرهابي إلى 144
- عالم فلك: مذنب قد تكون به براكين جليدية يتجه نحو الأرض بعد 7 ...
- خبراء البرلمان الألماني: -الناتو- لن يتدخل لحماية قوات فرنسا ...
- وكالة ناسا تعد خريطة تظهر مسار الكسوف الشمسي الكلي في 8 أبري ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 795 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 17 ...
- الأمن الروسي يصطحب الإرهابي فريد شمس الدين إلى شقة سكنها قبل ...
- بروفيسورة هولندية تنظم -وقفة صيام من أجل غزة-
- الخارجية السورية: تزامن العدوان الإسرائيلي وهجوم الإرهابيين ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - الحسن زهور - الإلهام الشعري عند كل من العرب و الامازيغ