أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله صالح - طفح الكيل وبلغ السيل الزُبى!















المزيد.....

طفح الكيل وبلغ السيل الزُبى!


عبدالله صالح
(Abdullah Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 6569 - 2020 / 5 / 20 - 23:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وأخيرا خرجت حكومة مصطفى الكاظمي من عنق الزجاجة كبطة عرجاء وعبرت برلمان المنطقة الخضراء، وهذه المرة دون لمسة قاسم سليماني التي تعودوا عليها. فقد صوت أعضاء هذا البرلمان بأغلبية الحاضرين (255 نائبا من أصل 329) على منح الثقة للكاظمي و15 وزيرا في حكومته، في الوقت الذي لم يحظ خمسة مرشحين بثقة البرلمان، بينما لم يقدم الكاظمي أي مرشح لشغل حقيبتي النفط والخارجية.
بعد مسرحية التصويت هذه ، تعهد الكاظمي بالعمل على (( حفظ سيادة العراق وأمنه واستقراره وازدهاره، ومحاربة الفساد وإجراء انتخابات مبكرة نزيهة، وحصر السلاح بيد الدولة. وإعادة النازحين إلى ديارهم ومكافحة فيروس كورونا وتشريع قانون للموازنة العامة الذي وصفه بـ "الاستثنائي"، كما وتعهد بأن تكون حكومته "حكومة حلول لا حكومة أزمات". )). نقطة رأس السطر!
سهولة اطلاق هذه الوعود تكمن فقط عندما تُكتب لانها لا تتعدى كونها حبرا على ورق. ربما يوجد من يتوهم بان هذه الحكومة، تحمل العصا السحرية وتخرج سالمة وسط أمواج ما لبثت أن تتفاقم لانها جاءت "بمباركة" غالبية القوى "الفاعلة "على الساحة السياسية في العراق، محلية ، إقليمية وعالمية، وربما هناك من يتوهم بأن هذا التأييد للكاظمي هو بسبب عدم انتمائه لهذه المنظومة الفاسدة ! الا ان الجماهير في العراق باتت تدرك تمام الادراك بان هذه المسرحية وهذه الوعود ليست سوى أسطوانة مشروخة لطالما رددها من هم جاءوا قبل الكاظمي.

هناك في العراق معركة تدور رحاها منذ حوالي سبعة عشر عاما ألا وهي معركة نهب الثروة وتقاسم النفوذ، وهناك حزب عابر للطوائف والمذاهب والقوميات اسمه حزب الفساد ذلك الحزب الذي يضم كل الحيتان، بدأ من رأس السلطة وحتى ذيلها، كل من له سلطة داخل هذه المنظومة المحاصصاتية من شمال البلاد حتى اقصى جنوبها ومن شرقها حتى غربها، يعتبر عضوا في هذا الحزب الموجود بقوة وهو المتحكم بأمور البلد دون أن يكون له أي تواجد رسمي. نظرة بسيطة للوضع المالي للعراق طبقا لما أوردته الوكالات الرسمية توضح بأن الناتج المحلي الإجمالي للعراق سينخفض بنسبة 9,7 ٪ العام الحالي مما سيؤدي الى تتضاعف مخيف لمعدلات الفقر، بحسب توقعات البنك الدولي، وهو ما سيجعل ذلك أسوأ أداء سنوي للبلاد منذ الغزو الأمريكي عام 2003. بموجب احصائيات البنك المركزي العراقي فقط، هناك قروض تقدر بـ 23 مليار دولار بالإضافة الى القروض الداخلية التي تقدر بـ 40 ترليون دينار عراقي أضف الى ذلك 40 مليون دولار أخرى تعود لحقبة ما قبل عام 2003 ، ما عدى شروط صندوق النقد والبنك الدوليين لاقراض العراق والتي زادت و تزداد وطأتها على رقاب العمال والكادحين والمفقرين، هذا بالإضافة الى جائحة كورونا وانهيار أسعار النفط وافلاس الخزينة والتي زادت من الطين بله!
أما الوضع السياسي فحدث ولا حرج ، فالصراع الأمريكي الإيراني على الساحة العراقية بات يشكل ازمة يصعب التعامل معها حتى وان مسك الكاظمي العصا من الوسط ، فقد أسست ايران لنفوذها في العراق عبر الميليشيات الموالية لها وهي تتلقى منها الأوامر، لذى فهي لا تخشى ما يدور على الساحة السياسية العراقية من تطورات وتغييرات كونها تدرك بانها قادرة على قلب الطاولة حين تستوجب الضرورة ، أما أمريكا فلها سلطة وسطوة تمارسها عبر عملاءها من أحزاب وجماعات وعبر تواجدها العسكري والسياسي في العراق ، وسط هذه الأجواء جاءت عودة الأنشطة العسكرية و الخلايا النائمة لتنظيم "الدولة الإسلامية" التي ما زالت تضرب عسكريا وتريد ان تثبت بانها باقية ضمن نطاق المعادلة. أما الميليشيات وسلاحها المنفلت الذي لا سلطان عليه، اصبحت تتحكم لا فقط بالأوضاع الداخلية للعراق فحسب، بل وحتى بالدولة ومؤسساتها الأمنية التي باتت رهينة بيد تلك الميليشيات، وها هي تصرخ وتنادي بملء فمها : مسدسي هو الحكم !
أما الطرف الأهم والاقدر والاقوى على الساحة السياسية في العراق، أي جماهير العمال والكادحين والمفقرين والعاطلين عن العمل من شابات وشباب ومعهم كل أحرار العراق والعالم، الذين انطلقوا في الأول من أكتوبر عام 2019 في انتفاضة ثورية هزت عروش السلطة الطائفية القومية وزعزعت كيانها ودفعت بحكومة عادل عبدالمهدي الى الاستقالة وجعلت هذه السلطة تتخبط في كيفية مواجهة أزماتها الخانقة وفي مقدمتها هذه الانتفاضة الباسلة التي حاولت افشالها بكل الوسائل القمعية ولم تتمكن، كل ذلك دفع بها الى القبول برجل المخابرات رئيسا لحكومتها على أمل أن تتمكن قوى الثورة المضادة بقيادة هذا الأخير وبمساعدة بعض القوى الاصلاحية الانتهازية المتمثله بمجموعات هنا وهناك تحاول اقناع البعض بالاصلاحات الشكلية والدخول في العملية السياسية الحالية من خلال المشاركة في الانتخابات المقبلة المزعومة، وكذلك حضور الصدريين الذي يحاولون تشتيت وتفريق الانتفاضة من خلال دعوتهم لاعطاء مهلة لحكومة الكاظمي.
ان هدف هذه الحكومة الأول وقبل كل شيء هواحتواء الانتفاضة والقضاء عليها عبر طريق الالتفاف على كل المطالب التي نادت بها الجماهير وقدمت لاجلها مئات الضحايا وآلاف الجرحى والمفقودين والمعتقلين وفي مقدمة تلك الاهداف اسقاط كل هذه المنظومة السياسية.
ان فجوة الثقة بين هذه الجماهير وبين السلطة تزداد عمقا واتساعا يوما بعد يوم، تلك الجماهير التي عبرت عن موقفها منذ اليوم الأول من ترشيح الكاظمي وقالت كلمتها بالرفض لهذه السلطة الإسلامية والقومية و لكل من يأتي من داخلها ، واذا كانت قبضة الجماهير المنتفضة على رقاب هذه السلطة قد خفت شدتها، شيئا ما، نظرا للظروف الصحية التي جاءت بها جائحة كورونا ، فانه وحالما يتم احتواء هذا الوباء ، ستعود الثورة وبزخم أكبر وأقوى منتظرةً اللحظة المناسبة لإعادة إطلاق شرارتها، وان المنتفضين ومعهم جماهير العراق الذين طفح بهم الكيل، سوف لن يهدأ لهم بال الا بعد اسقاط كل هذه المنظومة وبكل أطرافها وتوابعها ليبنوا على اثرها دولة توفر الحرية والمساواة والأمان والعيش الرغيد للجميع على حد سواء عبر مجالس جماهيرية ثورة منتخبة تدير دفة الحكم وصولا الى الهدف المنشود ألا وهو بناء المجتمع الاشتراكي .



#عبدالله_صالح (هاشتاغ)       Abdullah_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيبقى الأول من آيار يوما مفتوحا !
- نحو إنطلاقة جديدة لانتفاضة أكتوبر !
- مصطفى الكاظمي، لُعبةٌ أم لاعبْ ؟!
- تأملات الاعلام البرجوازي لمرحلة ما بعد كورونا !
- بين الموت بكورونا أو الموت جوعا هناك خيار ثالث !
- لنرفع القبعة للكوادر الطبية!
- الرأسمالية تترنح، آن أوان رحيلها!
- وباء كورونا وَحَّدَ العالم وفَرَّقَ المسلمين!
- حقائق يؤكدها فايروس كورونا !
- كوكب واحد، بشر واحد ومصير واحد!
- عدنان الزرفي على مقصلة الاقصاء!
- كورونا تحقق المساواة، ولكن بطريقتها الخاصة!
- عام مميز للمرأة في العراق !
- الكمامة الإسلامية وكمامة كورونا * !
- رؤوس تسقط وأخرى تنتظرالسقوط !
- كلنا منظمة حرية المرأة !
- قراءة أولية للانتفاضة في ايران!
- صفقة القرن ، - الحرية - مقابل المال !
- في السودان، قطبان متصارعان لا ثالث لهما !
- سياسة العصا والجزرة، هل ستنفع مع إيران !؟


المزيد.....




- قُتل في طريقه للمنزل.. الشرطة الأمريكية تبحث عن مشتبه به في ...
- جدل بعد حديث أكاديمي إماراتي عن -انهيار بالخدمات- بسبب -منخف ...
- غالانت: نصف قادة حزب الله الميدانيين تمت تصفيتهم والفترة الق ...
- الدفاع الروسية في حصاد اليوم: تدمير قاذفة HIMARS وتحييد أكثر ...
- الكونغرس يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا بقيمة 95 مليار ...
- روغوف: كييف قد تستخدم قوات العمليات الخاصة للاستيلاء على محط ...
- لوكاشينكو ينتقد كل رؤساء أوكرانيا التي باتت ساحة يتم فيها تح ...
- ممثل حماس يلتقى السفير الروسي في لبنان: الاحتلال لم يحقق أيا ...
- هجوم حاد من وزير دفاع إسرائيلي سابق ضد مصر
- لماذا غاب المغرب وموريتانيا عن القمة المغاربية الثلاثية في ت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله صالح - طفح الكيل وبلغ السيل الزُبى!