أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مرتضى عبد الحميد - هيروسترات عراقي














المزيد.....

هيروسترات عراقي


مرتضى عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 6569 - 2020 / 5 / 20 - 12:03
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كل ثلاثاء ( هيروسترات عراقي)
في حقب التاريخ القديم، أمثلة كثيرة لحكام ولأناس عاديين أيضاً، تأثر بهم العديد من الأشخاص المعاصرين، وحاولوا تقليدهم، أو إستنساخ تجاربهم، إيجابية كانت أم سلبية، من باب الأعجاب، وتطابق التكوين الشخصي والمعرفي، وكذلك طريقة التفكير. والخطورة هنا عندما يكون المقلِدْ أو المستنِسخْ في موقع المسؤولية، لأن قراره لا يقتصر على ذاته فحسب، وإنما يشمل طائفة واسعة من الناس، إن لم يكن الشعب كله.
أحد هذه الأمثلة أن شخصاً حقيقياً وليس إسطورياً عاش في اليونان قبل الميلاد بعشرات السنين، إسمه "هيروسترات" وكان مهووساً بحب الظهور، والرغبة في تخليد إسمه في التاريخ وإن كان شراً، فقام بحرق أجمل الكنائس في أوربا آنذاك. وعندما سجن وسؤل عن السبب في سلوكه الأجرامي هذا، أجاب أنه يريد أن يخلده التاريخ وتذكره الأجيال القادمة، قيل له : لكن ما قمت به عمل شرير وسوف ترجمك الناس، ولا يذكرك التاريخ إلا بالسوء. رد عليهم بوقاحة، أن الناس ستنسى الحادثة بعد خمس سنين، ولا يذكرون إلا أسمي فقط!
السيد "عادل عبد المهدي" وحكومته العتيدة، لم يكتفوا بقتل المتظاهرين السلميين وعدم تنفيذ المطالب المشروعة للمنتفضين ولعامة الشعب العراقي، سواء ما تعلق منها. بمكافحة الفساد أو توفير الخدمات، ولا في التهيئة للأنتخابات المبكرة وتعديل المنظومة الأنتخابية قانوناً ومفوضية، ولا في تشغيل العاطلين عن العمل، أو حصر السلاح بيد الدولة، بل العكس هو الذي حصل، فكان الأنصياع لما تريده الميليشيات ومن يقف وراءها، هو السائد، ولم تعد الدولة دولة وفقدت هيبتها كلياَ، فضلاً عن وصول الفساد مالياً وإدارياً الى مديات غير مسبوقة، حتى في الفترة التي تحولت فيها الحكومة الى تصريف الأعمال، وإرتكبت مخالفات سياسية ودستورية مسجلة وصمة عار أخرى في تاريخ السياسة العراقية قديمها وحديثها.
في الأنظمة الديمقراطية الحقيقية لا تحصل الحكومة على الثقة والشرعية القانونية من خلال الانتخابات فحسب رغم أنها نزيهة، وخالية من التزوير، وتمثل رأي مواطنيها بصدق وموضوعية، وانما يوفرهما بشكل أساسي المنجز السياسي والأقتصادي الذي تحققه الحكومة لشعبها، فأي منجز قدمته الحكومة المستقيلة، وهي التي جاءت على خلفية إنتخابات كانت نسبة المشاركة الشعبية فيها، فضيحة بحد ذاتها، وبلغ التزوير فيها حداً ضجت به حتى السماء!
إن هذه الحكومة التي فقدت هاتين الركيزتين (الثقة والمشروعية) مبكراً أصرت على البقاء بدفع من أولياء أمورها، لعل سيناريوهات إفشال المكلفين المتعاقبين يكتب لها النجاح، وتستمر إلى نهاية الدورة الانتخابية، لكن الرياح جرت بما لا تشتهي سَفَنُها، وسَفَنْ الكتل المتنفذة، لاسيما الفاسدة منها.
والغريب في الأمر، أن حكومة "عبد المهدي" التي يتفق الجميع على إنها الأسوأ في حكومات ما بعد سقوط الصنم، لم تكتف بهذا "اللقب الرفيع" وأصرت على تتويجه بقرار غاية في الأنحطاط الوظيفي، وفي اخر يوم من عمرها، هو قطع رواتب المتقاعدين الين يناهز عددهم الثلاثة ملايين، وهم الذين أفنوا زهرة شبابهم في خدمة العراق والعراقيين بذريعة الأزمة المالية، دون أن تفكر بحلول عقلانية بديلة.
فهل أن المثال الذي ضربه "هيروسترات" السيء الصيت، كان حاضراً عند إتخاذ هذا القرار الجائر، والمراهنة على أن ذاكرة العراقيين مليئة بالثقوب، وبالتالي سوف ينسون بسرعة قياسية هذه الخطيئة ومعها كل الاساءات المرتكبة؟ أم أن القضية مجرد عداء للشعب العراقي؟!



#مرتضى_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرية المسطرة إسم جديد للمحاصصة
- تصريحات و تغريدات لا مصداقية لها
- لعنة المحاصصة تجدد شبابها!
- لا إفراط في التفاؤل
- وباء كورونا ينعش نظرية -ما ننطيها-!
- القوى المتنفذة والأنتخابات المبكرة
- فيروس التشبث بالسلطة أخطر من كورونا!
- بريمر لم يكن جاهلاً او غبياً!
- رمتني بدائها وانسلت
- لا دخان أبيض يلوح في الأفق!
- الخزي والعار للقتلة القدامى والجدد
- نواقص ينبغي تلافيها
- الحكومة ضعيفة أمام المليشيات وقوية ضد المتظاهرين!
- المليشيات تعلن الحرب على الشعب العراقي!
- لمن تشتكي حبة القمح اذا كان القاضي دجاجة؟!
- حزم إصلاحية تنزف دماً
- بغلة العناد تُغذّى خارجياً
- حماية الأرواح لها الأولوية
- تقرير التظاهرات يبرئ القتلة !
- قرن مضى والنهجُ باقٍ ما انقضى!


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مرتضى عبد الحميد - هيروسترات عراقي