عماد عبد اللطيف سالم
الحوار المتمدن-العدد: 6568 - 2020 / 5 / 19 - 20:57
المحور:
الادب والفن
"العطيفيّةُ" .. نارنج.
باصُ "المصْلَحةِ" الأحمر ذو الطابقين
الرقم 16
كانتْ لهُ رائحةُ النارنجِ
وليسَ الديزل.
أوّلُ رائحةٍ لإمرأةٍ ..
نارنجة.
ومن جامعِ"براثا" .. إلى الشَطِّ ..
عبرَ شارع "الدامرجي"
كانَ النارنجُ يمشي معنا
نحوَ النهاياتِ السعيدة.
والآنَ .. أموتُ
لأنَّ أبناءَ الجيرانِ
باعوا بيتَ أبٍ يشبهني
إسمهُ (لطيف).
كانَ (لطيفُ) يجلسُ طويلاً
تحتَ نارنجةٍ
تستجيرُ بنخلةٍ حارسة
فأقولُ لهُ ..
هل هذهِ يا (لطيفُ)
هي تلكَ النساءُ القديمات
يا أيّها الداعرُ الوغد ؟
يردُّ عليّ ..
لا يا أيها العاهرُ النذل
بلْ هذهِ هي القُبْلةُ الباقية
من ذلكَ الليل
الذي لم يكنْ ينتهي
فوقَ سقوفِ المنازلِ
والتُرابِ المُبلّلِ
في "السطوحِ" العتيقة.
غصنٌ يابسٌ
من نارنجةِ جاري
عالِقٌ الآنَ على سياجِ بيتي .
كانتِ النارنجةُ
ونخلتها الحارسة
أوّلُ قتلى المالكينَ الجُدُد
لبيتِ(لطيف) النارنج
الذي كانَ جاري.
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟