أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادية خلوف - إعادة تدوير الفساد في سورية الأسد، و ما بعد الأسد














المزيد.....

إعادة تدوير الفساد في سورية الأسد، و ما بعد الأسد


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 6568 - 2020 / 5 / 19 - 18:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سوف أعود إلى الذكريات قليلاً ، و عن تأثير ثقافة الاستبداد على عموم الشعب السوري. نتهم الغرب بالعنصرية، قد يكون اتهامنا في مكانه أحياناً و بخاصة في المدن التي ليس فيها تنوّعاً، لكن العنصرية كامنة ، و الجميع ملزم بالقانون. أما أن تكون أبيض البشرة، و أشقر الشعر فأنت محظوظ في سورية أكثر من الغرب. هنا أرغب بالتركيز على العنصرية في سورية التي أعطت أوصافاً غير لائقة للشعوب" السورية" . نعم هناك شعوب تعيش على الأرض ، و ليس جميعها عربية. حتى تلك الشعوب اليوم لديها رد فعل على العرب، تمارس العنصرية ضدهم لو استطاعت كما مارسوها ضدها. كانت الجزيرة السورية العليا مأكولة مذمومة دائماً مع تهميش شديد لكل المكونات، و إنكار للقوميات، و اللغة و التاريخ، و أما العرب هناك فقد كانوا محتقرين لأنّ السلطة وصفتهم بذلك بغض النظر عن كونهم بعثيين.
هذا كان رأيي الشخصي، و برأيي أن ذلك لم ينته بل امتد عبر ما يدعى" الحركات الثورية" ومع هذا فإن سورية الأسد التي كانت طابو لأجداده، توارثها أباً عن جد ، كرماً منه سمح للشعب السوري أن يعيش فيها تحت اسم عبد. أصبح هناك محافظات ، أو بلدات تشبهها، قتلك تابعة لشاعر يقول أنه ثوري بينما كل تاريخه يقول أنه أسدي حتى لو كان " بالتّقية" .
الأسديون الصريحون، أو بالتـقية يقفزون بعد أن اقتربت النهاية. هم يرغبون أن يبدّلوا أثوابهم، لكن المفاجأة هي أنه في اليوم الأول لقفزهم يتحدثون من وسط عاصمة غربية. فسّروا أنتم لنا الأمر! الأمر واضح. كان هؤلاء لديهم الخبث الذي نسميه نحن " الذكاء الاجتماعي" أرسلوا أولادهم إلى الغرب، استثمروا أموالهم في الغرب، الغرب يرحب بالمال. ليس فقط هؤلاء هم " الأذكياء اجتماعياً" بل الكثيرين من أعضاء أحزاب الجبهة، بقينا نحن السّذج،، الذين يطلقون علينا اسم الشعب السوري. نتابع رامي مخلوف، و أسماء الأسد، و نصرف وقتنا للجدل البيزنطي، نمشي خلف شخص، أو مجموعة نعتت نفسها بالمعارضة، وما هي سوى المرآة العاكسة للنظام.
لم يكن في سورية في الماضي عدالة -قبل الأسد- ولا بعده، لكنها تحولت بعده إلى مركز دعارة لا يصح تسميته بالدولة على أية حال، الدعارة هنا ليست فقط تجارة الجنس، لكنها دعارة من كل شكل ونوع، و مع هذا زاد احتقار المرأة، وزادت الألفاظ البذيئة ضد النساء، أو الألفاظ الجنسية بشكل عام، فلكي تكون ثورياً جداً مثلاً وضد الأسد مثلاً عليك أن تعلّق بألفاظ جنسية حماسية على الأشخاص تشتم الشخص بأمه و أخته.
الصراع اليوم في العائلة التي ملك جدها البلد و توارثته هو صراع على زعامة المافيا، لكن على الضفة الأخرى أمور لا تقل سوءاً ، فهناك من كان جده يملك طابو في الإسلام ، ومن حقنا أن نسمع تخريفه، و تهريفه لدرجة أن النّفاق بلغ أوجه . المعارضة الواسعة جداً و الموالية سابقاً للنظام محبة ، أو على سبيل التّقية في المزاد اليوم. كونكم لا تحبون التعميم أقول أغلبهم، لكنني أرى أنهم جميعهم مستعدون للباس الثوب الذي يمنح لهم، لكن يبقى القرار لشركة الثياب المصنّعة حيث سوف تلبس بعضهم ثوب الحكم، و الآخر ثوب ترضية، و الكذب مستمر.
بينما أكتب هذا أبكي لأن على الخط الآن من يستغيث بي كي يأكل وجبة بطاطا، أو فول، أو خبز. إنني عاجزة. أساعد عائلة واحدة، لا أستطيع مساعدة الجميع. لو استطعت أن أرسل عناوينهم إلى الأثرياء من المعارضة، فإنهم لن يردوا، أو سوف يعتذرون. هذا ما حدث معي مع أسماء كبيرة. الضريبة التي يدفعها الناس هناك عن ذنب لم يقترفوه غالية جداً. العالم مشغول بوباء الكورونا، و هو أقل الأوبئة فتكاً بالنسبة للسوري.



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شراء الجنس
- ابق يقظاً! إنّه الوباء !
- قل لي أين تبيض أموالك أقل لك من أنت
- سوق الدّين، والدّنيا
- يجب على الأوروبيين والروس أن يتذكروا ما ربطهم ببعضهم البعض: ...
- دور الأحزاب الصّغيرة في السياسة السّويديّة
- تبيضون بيض الحباري من طيز الدّلون
- كان هناك أكثر من روزا لكسمبورغ
- روزا ليكسمبورغ الثائرة التي لم تحظ بتكريم
- ليس بالضرورة أن تكون شفّافاً
- قراءتي للآخر
- أكرّر نفسي
- كوني أنت وإلا لن تكوني أبداً
- أساليب التّرهيب عبر الحضارات
- ملكة الفطائر
- تهرب الأشياء منّي
- اعترافات
- تداعيات أفكار مقلقة
- حول التّعصب-مقال مترجم-
- مقارنة بين فرويد وماركس-ترجمة-


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادية خلوف - إعادة تدوير الفساد في سورية الأسد، و ما بعد الأسد