أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مهند عبد الرحمن - هل تضيع الحرية مجدداً ؟














المزيد.....

هل تضيع الحرية مجدداً ؟


مهند عبد الرحمن

الحوار المتمدن-العدد: 1586 - 2006 / 6 / 19 - 06:50
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


هل يضيع الوطن مجدداً ؟!...
ما أصعب الأجابة عل هذا السؤال الذي يحتاج إلى دراسات تحليلية كثيرة ، و يحتاج إلى الجرأة و الشجاعة و الجدية في مناقشة هذا الموضوع، فمنذ حوالي أربعة عقود مضت كانت تعيش سوريا فترة إزدهار لا توصف من الناحية الثقافية و الأجتماعية و الأقتصادية، وكل القوة والفئات التي أدركت فترة الخمسينيات إعتبرتها الفترة الذهبية لسوريا، وكانت بعض الدول وحتى الكبرى منها تحسد سوريا على الديقراطية المطبقة و على البرلمان الذي يضم كل شرائح و فئات الشعب، والذي يعبر عن مصالح الوطن الغالي، و هذه السلطة التشريعية ( البرلمان ) كانت سلطتها أقوى من سلطة رئيس الجمهورية، لكن ما إن إستلم حزب البعث مقاليد و أمور الحكم في البلد حتى أخذ المارقون و لصوص السياسة التغلغل به أمثال حافظ الأسد و مصطفى طلاس و زهير مشارقة و غيرهم كثر و بعد فترة من حكم البعث في سوريا أنقلب هؤلاء على رفاقهم الوطنيين و زجوا بمعظمهم بالسجون وهذا تم حينما طالبت القيادة القومية لحزب البعث العربي الأشتراكي بمحاسبة الذين أساؤوا للوطن خلال هزيمة 1967م و على رأسهم حاظ الأسد و مصطفى طلاس، فقاموا بالحركة الإنقلابية و التي أسموها بالحركة التصحيحية المجيدة عام 1970م، وغيروا دستور البلاد بما يخدم مصالحهم الشخصية واستبدادهم الأبدي، وفعلا زادوا من بؤس وشقاء الفلاح والعامل وحتى صغار الكسبة، و أزالوا بقوة القمع و الإضطهاد الطبقة الوسطى من الشارع السوري التي كانت محرك المجتمع من خلال تأثيرها على السياسة العامة للبلاد، و بذلك بتروا كل شيء يعوق و يحدّ من استغلالهم و استبدادهم للبلد أرضاً وشعباً .
وقمعوا الحريات العامة و ساهموا في إفساد القضاء و جرفوا من أمامهم كل التيارات السياسية الفاعلة و حتى الإتحادات والنقابات المهنية، و هذا ما حصل عام 1980م، وضاع الوطن فترة ثلاثين عاما توالت على المواطن السوري المقهور والمظلوم و كأنها عدة قرون، و ما إن توفي حافظ الأسد حتى عاد الأمل بعودة الحق لأصحابه و عودة الوطن إلى مساره الصحيح، و سرعان ما تبين أن هذا الأمل وهم كبير بمجرد ما حصل الإنقلاب الأبيض الذي قام به بشار الأسد وتداول السلطة في عام 2000م، وعلى الرغم من تغير المناخات الدولية و أعترافه أمام مليارات من الناس عبر الأعلام الأميركي بالمعارضة الوطنية والمتمثلة بالداخل، وحددها بالأسم ربيع دمشق ( منتدى جمال الدين الأتاسي ) وبعودة الأمل المزيف والمصنّع من قبل السلطة الديكتاتورية التي روّجت له، إلا أنه سرعان ما كشّر الأسد عن أنيابه و أغلق المنتديات الثقافية، و أمر بإعتقال مؤسسيها و مرتاديها، وقمع الحريات و خصوصاً حرية الرأي والتعبير التي كفلها الدستور السوري، وقيدوا حرية الصحافة من خلال إصدار القانون رقم 50 لعام 2001م ، الذي كان أسواء قانون إعلام عرفته البشرية ومرّ على سوريا، فحتى على زمن استبداد الدولة العثمانية لم يوجد مثل هذا القانون الذي يستبعد الصحافة من مسارها، و يجعلها سخافة العصر ، وما إن دخلت سوريا بأزمة حادة خصوصاً بعد إغتيال الزعيم الوطني رفيق الحريري ،بدأ النظام يعيد حساباته وهذا ما تجلى من خلال طرح نظري لعدة مشاريع و قوانين، منها قانون الإعلام العصري وقانون الأحزاب الجديد، وتحويل الأقتصاد الأشتراكي إلى اقتصاد ليبرالي حر، و على ما يبدو أن فن المساومة يبرع به النظام و حاول التخلص من الأزمة الراهنة .
ومع وجود المعارضة الشريفة و النزيهة التي رفضت الإستفادة من الظرف الدولي و من المناخ المتاح والمناسب للإنقضاض على السلطة الهزيلة، و رفضوا الأستقواء بالخارج على أبن هذا الوطن المتمثل بكل المستفيدين من النظام الحالي، و لكن هذا لم يوقف السلطة لتفكر و تعدل عن كثيرا من الأمور الخاطئة وتعقد مؤتمر للمصالحة الوطنية ترضي به جميع الأطراف و تعيد المياه لمجاريها، بل العكس إزدادت لؤماً وشراسة معتبرة أنّ المعارضة هشة وهزيلة ،و لاتعبر إلا عن أشخاص معدودين، فقامت بحملة إعتقالات شعواء غير آبهة إلى أين تسير بالوطن، ولكن كما يقال إنّ المعارضة ردت على الأفعال القمعيةللنظام بعدة عمليات و من ضمنها عملية الجمارك الأخيرة، لتقرؤه رسالة مفادها النار بالنار، وما يتخوف منه الشارع السوري عودة الأزمة التي أفتعلها النظام في الثمانينات مع الأخوان المسلمين( المثقفين ) وعودة الإضطرابات للبلد، وفتح أفرع أمن جديدة غير الأفرع السبعة عشر، و بالتالي دمار الوطن وخرابه، وما أشبه العائلة الحاكمة في سوريا بنيرون محرق روما كي يستمتع بمنظر النار والدمار وهو يعزف، فهل سيضيع الوطن مرة أخرى، وهل سيضيع أخر أمل بعودة الوطن لأهله ؟!!..
فالوطن في ذروة الأزمة السياسية الحالية و الجميع ينتظر الوقت، عسى أن يتخلص من الإستبداد الذي طال أمده وحانت نهايته بالسيف لا بالقلم وبالدبابة الوطنية لا الحوار.



#مهند_عبد_الرحمن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعارضة السورية ... ووهم السلطة.
- الزعامة ركيزة أساسية في ثالوث الاصلاح - زعيم-مواطن-وطن


المزيد.....




- مطاردة بسرعات عالية ورضيع بالسيارة.. شاهد مصير المشتبه به وك ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة اختارت الحرب ووضع ...
- الشرطة الأسترالية تعتقل 7 مراهقين متطرفين على صلة بطعن أسقف ...
- انتقادات لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريحات -مع ...
- انهيار سقف مدرسة جزائرية يخلف 6 ضحايا وتساؤلات حول الأسباب
- محملا بـ 60 كغ من الشاورما.. الرئيس الألماني يزور تركيا
- هل أججت نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا مظاهرات الجامعات في أ ...
- مصدر في حماس: السنوار ليس معزولًا في الأنفاق ويمارس عمله كقا ...
- الكشف عن تطوير سلاح جديد.. تعاون ألماني بريطاني في مجالي الأ ...
- ماذا وراء الاحتجاجات الطلابية ضد حرب غزة في جامعات أمريكية؟ ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مهند عبد الرحمن - هل تضيع الحرية مجدداً ؟