أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مصطفى محمد غريب - تدقيق اتهام سوريا واكتشاف شبكة إرهابية مرتبطة بالموساد الاسرائيلي في لبنان















المزيد.....

تدقيق اتهام سوريا واكتشاف شبكة إرهابية مرتبطة بالموساد الاسرائيلي في لبنان


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 1585 - 2006 / 6 / 18 - 11:08
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


منذ بداية الإعلان عن جريمة اغتيال رفيق الحريري ولحد هذه اللحظة لم تهدأ الزوبعة التي أثيرت ورافقت تلك العملية، وفي حينها أثيرت العديد من التساؤلات والاتهامات حول عملية الاغتيال، ومنذ الدقائق لا بل الثواني الأولى لعملية الاغتيال وجهت فوراً أصابع الاتهام إلى سوريا بدون أية تحقيقات أو حتى معرفة نوعية الانفجار وأدواته مما جعل المرء المتحكم بعواطفه يفكر ملياً ويستنتج أن هذا المؤشر " الإدانة الفورية " هل له غايات مسبقة وأهداف غير معلنة وفق مخطط يريد قسراً وبدون الوصول للحقيقة لتطبيق العدالة جعل سوريا في قفص الاتهام؟ وكي لا نتهم بتهم الأمزجة فنحن هنا لسنا بصدد الدفاع عن سوريا ولا عن حكومتها بقدر اهتمامنا بتدقيق آليات الوقائع ومعطيات الاتهامات الجاهزة الفورية للوصول إلى حقيقة ما جرى في ذلك اليوم ، أو من هي الجهة التي كانت خلف الاغتيالات السابقة وما أعقبها من اغتيالات أخرى نالت شخصيات وطنية مهمة في مقدمتها الأمين العام السابق للحزب الشيوعي اللبناني جورج حاوي والصحافي والنائب في البرلمان جبران تويني.
لقد اثر ذلك الاتهام السريع والمنفعل بشكل واسع على مزاج الجماهير والمتعاطفين مع رفيق الحريري واستغلت هذه الفورة العفوية منذ بدايتها من قبل البعض وبخاصة ممن له مواقف مسبقة من سوريا في لبنان ويحمل كراهية لأسباب تخصه ولم تفت الفرصة لأولئك الذين راحوا يركبون موجة الاتهامات مما حدا بهم إلى ديباجة المقالات وطرح ما لديهم من ملاحظات تندرج في خانة الاتهامات حيث لم تكن تهدف إلى الوصول للمعرفة لا بل هي منذ السطور الأولى اصطفت مع الاتهام الجاهز بدون التمحيص أو التدقيق أو التفكير بوجود احتمالات أخرى قد تجعل المرء يعود عن ذلك الاتهام السريع المبني على تحليلات غير دقيقة ويفكر على الأقل بطريقة موضوعية ويحاول إيجاد الإثباتات المادية من اجل الكتابة الموضوعية بدون أي تحيز لا معَ ولا ضد سوريا أو أية جهة أخرى فمخاطر تشويه وعي الجماهير مسألة لها تداعيات عديدة في مقدمتها إمكانية ظهور الحقيقة المخالفة وعند ذلك كيف يمكن جعل هذا الوعي مرة أخرى يستلم الموضوعية دون تطير أو خداع أو ركض خلف الإعلام المنحاز الهادف والمبرمج لدعم أي حادث أو قضية يراد منها أن تسود أو تشغل الرأي العام ولو لفترة وجيزة كي تمرر مخططات أخرى اعنف واخطر من الأولى.
نقول هذا ونحن قد اطلعنا من خلال وسائل الإعلام وما نشره موقع ايلاف الالكتروني بتاريخ 14 / 6 / 2006 في موضوع " شبكة الموساد عالية الاحتراف وتعترف باغتيالات " هذا الموضوع المفصل الذي أشار عن إلقاء القبض على " شبكة محمود رافع المرتبطة بجهاز الموساد الإسرائيلي " حيث وزعت قيادة الجيش اللبناني/ مديرية التوجيه حول اكتشاف شبكة إرهابية تعمل لصالح المخابرات الإسرائيلية وقد قامت بالعديد من الاغتيالات على مدى سنين وان المنتمين لهذه الشبكة بما فيها الهاربين من وجه العدالة تدربوا في إسرائيل وخارجها كما تم الكشف عن قائمة مفصلة تحتوي على أجهزة متطورة تستعمل لغرض التفجيرات والاغتيالات ووضع عبوات ناسفة ووجود كمبيوترات من بينها كمبيوتر مصدر من إسرائيل ومعدات متطورة إسرائيلية بينها كاميرات متطورة لتصوير الطرقات ومناظير للمراقبة وألبسة عسكرية بما فيها بزة برتبة ملازم أول وذخائر حربية وآلات طابعة للصور الرقمية وأجهزة اتصالات خلوية على الخطوط الدولية ومكيف هواء مموه لإخفاء المواد المتفجرة وجهاز تلفزيون يتم ربطه بجهاز الشفرة الموجود في المنزل ورخص سياقة واخراجات قيد مزورة ومواد أخرى مختلفة تستعمل لعمليات الاغتيالات أو التفجيرات.
هذه المعلومات الغنية جعلتنا نعيد التفكير بقضية الاغتيالات التي حدثت قبل اغتيال رفيق الحريري ثم فيما بعد، وبالتفجيرات التي حدثت في لبنان حتى أثناء الحرب الأهلية القاحلة ومن خلال ذلك يبرز سؤال غاية في الأهمية
ــ هل يوجد طرف لبناني أو خارجي مخفي له مصلحة في اغتيال رفيق الحريري واغتيالات أخرى للتمويه؟
إذا كان الجواب ايجابياً بالقول ــ نعم ــ فمن الضروري تشخيص الجهة ووضع النقاط على الحروف، وإذا كان الجواب ــ لا ــ فما معنى وجود شبكة إرهابية أفرادها لبنانيين مرتبطين بقوى خارجية تكمن العداء التاريخي لسوريا؟ وهل هناك قوى سياسية لبنانية خلف هذه الشبكة بالإضافة للموساد الإسرائيلي؟ ولماذا هذه القوى تنشئ شبكات إرهابية في بلدان أخرى لا تخصها تخطط لخلق الفوضى والاضطرابات الأمنية ومحاولة الضغط على سوريا لموقفها من احتلال أراضيها من قبل إسرائيل؟
من هنا دعنا نقيم الحد بالعدل ولا نبرأ سوريا 100% ولا نتهمها فوراً وبدون أدلة مادية لأن المؤشر الموما إليه يجعلنا ثانية نرى في هذا الموضوع تشابك لمصالح استفادت من إزاحة رفيق الحريري بهذه الطريقة المأساوية، ولكن ليس عن طريق السيد عبد الحليم خدام الذي كان ضلعاً مهماً في السياسة الخارجية والداخلية لسوريا وهو كما معروف عضو القيادتين وليس عضواً عادياً في حزب البعث السوري ولهذا الرجل مآرب وأهداف عديدة لا نحب التطرق لها في هذا المقال وليس من باب الإدانة ولكن كان المفروض به أن يستقيل أو ينتحي بأي حجة كانت قبل هذه القضية منذ زمن طويل إذا كان ما يدعيه صادقاً وليس مناورة إعلامية وكسباً سياسياً ، كما لهذا الرجل مواقف متناقضة بتحالفات مع بعض الذين سماهم عندما كان في قمة السلطة " بالمجرمين الإرهابيين " و قد تؤدي المواقف إلى الطريق المسدود ونحن بحاجة إلى فتح الطريق أمام العدالة ومعرفة الجناة الحقيقيين .
باعتقادي أولاً: أن تلك الزوبعة والضجة وما رافقها من إعلام منحاز آحادي الجانب اضر بسير عمليات التحقيق لمعرفة الجاني الحقيقي أيَ كان، وعلى ما يبدو ان ذلك قد خطط له مسبقاً.. وثانياً: أن هناك جهات معينة داخلية وخارجية لها مصلحة في خلق الاضطرابات الأمنية للبنان وتنطلق هذه الجهات من مصالحها الداخلية وارتباطاتها الخارجية وهي متهمة باختراق الوضع الأمني في لبنان مثلما تتهم سوريا كذلك.. إلا أن الأخيرة والحق يقال يهمها أن يتمتع لبنان بالاستقرار ولو بشكل نسبي لأسباب تكتيكية واستراتيجية فعدم الاستقرار والاضطراب الأمني في لبنان، تريد سوريا أو لا تريد سيؤثر عليها ولا يخدمها وبخاصة أن إسرائيل ما زالت تحتل أراضيها والأراضي اللبنانية رغم انف المجتمع الدولي وانف الأمم المتحدة وأنف الجامعة العربية وإنوف جميع الحكومات العربية، إضافة إلى احتلال العراق ووجود الجيش الأمريكي الحليف الأكثر من شقيق لجيش الدفاع الإسرائيلي، وهذه القضايا وقضايا أخرى تعيها سوريا جيداً وتعرف مدى خطورتها على أمنها واستقلالها والمجازفة في شيء ممكن حله بطرق أخرى غير دراماتيكية ممكن، فلماذا هذا الطريق الوعر والمكشوف؟؟؟ لا اعرف إذا كنت قد أوصلت فكرتي بدون ان أحيد عن حيادي وموقفي الرافض لعملية اغتيال رفيق الحريري وجورج حاوي وجبران تويني والآخرين لأنها في العرف الإنساني والقانوني تعتبر جريمة يجب أن يعاقب عليها القانون ان كان الجناة أشخاصا أو أجهزة أمنية أو إرهابية أو دولاً معينة.
القضية برمتها مازالت تراوح في مكانها والتحقيقات التي جرت لم تكشف الجهات المرتبطة بقضية الاغتيال لحد الآن وتقرير القاضي البلجيكي ( سيرج براميرتس ) لم يقدم أي شيء وهو تناول أمورا من بينها التمديد لقوى الطوارئ في لبنان لكنه لم يقدم أية إثباتات حقيقية لمعرفة من اغتال رفيق الحريري! والحملة باتهام سوريا بقت تُحرك هنا وهناك وهي متنوعة المسالك ولكن كما يقال ما زالت النار تعمل تحت الهشيم وما زال الاتهام بدون إثباتات مادية.. وسننتظر ونرى ولكل حادث حديث.



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فرق الموت ما بين الحقيقة والخيال
- إمارة أبو مصعب الزرقاوي أصبحت في جهنم
- ** الحقيبة البودابستية على الرصيف رقم 7
- ظلاميون -مودرن- وغير معممين أطباع ضباع وأنياب أفاعي سامة
- المطالبة بحل الشرطة والجيش لتوسيع عمليات قتل النساء وقطع الر ...
- النصب التذكارية لشهداء الشعب العراقي شهداء الحركة الوطنية ال ...
- موقف أكثرية الدول العربية من الأوضاع في العراق
- البرنامج الحكومي بعد المارثون الطويل ما بين التمويه والتطبيق ...
- فضيحة الملايين من الدولارات ومفوضية الإنتخابات
- بعد خراب البصرة الجزئي.. ألم تخرب البصرة كلها بعد؟
- طمس الحقائق ومحاولات تشويه وعي الناس
- فايروسات الحاسوب وفايروسات الفساد المالي والاداري
- شجون العزاء شجون الأيائل
- ايار رمز للتضامن ولنضال الطبقة العاملة العراقية الوطني والطب ...
- جريمة اغتيال وخطف النساء كرهائن بديلاً
- المحاصصة الحزبية والطائفية لن تخدم التوجه لبناء العراق الديم ...
- المسؤولون عن ضحايا الفراغ السياسي في العراق
- المقاطعة اضرت مصالح العراق والشعب العراقي
- ثمة دهليز في الزمن الكرّ
- البرلمان العراقي كسلطة تشريعية هو المكان الحقيقي لتخاذ القرا ...


المزيد.....




- -إسرائيل تنتهك قوانينا.. وإدارة بايدن لديها حسابات-.. مسؤولة ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته في محيط مستشفى الشفاء بغزة لل ...
- موسكو تدمر عددا من الدبابات الأوكرانية وكييف تؤكد صدّ عشرات ...
- مفتي روسيا يمنح وسام الاستحقاق لفتى أنقذ 100 شخص أثناء هجوم ...
- مصر.. السفيرة الأمريكية تثير حفيظة مصريين في الصعيد
- بايدن يسمي دولا عربية -مستعدة للاعتراف بإسرائيل-
- مسؤول تركي يكشف موعد لقاء أردوغان وبايدن
- الجيش الاسرائيلي ينشر فيديو استهدافه -قائد وحدة الصواريخ- في ...
- مشاهد خراب ودمار بمسجد سعد بن أبي وقاص بمخيم جباليا جراء قصف ...
- قتيل بغارة إسرائيلية على جنوب لبنان والمقاومة تقصف شبعا


المزيد.....

- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد
- تشظي الهوية السورية بين ثالوث الاستبداد والفساد والعنف الهمج ... / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مصطفى محمد غريب - تدقيق اتهام سوريا واكتشاف شبكة إرهابية مرتبطة بالموساد الاسرائيلي في لبنان