أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي المسعود - -موفق محمد - الراوي لشاعرة إسمها ( الحلة)















المزيد.....

-موفق محمد - الراوي لشاعرة إسمها ( الحلة)


علي المسعود
(Ali Al- Masoud)


الحوار المتمدن-العدد: 6567 - 2020 / 5 / 18 - 14:46
المحور: الادب والفن
    


علي المسعود

رسم المدرس برتقالة
فوجد الطلاب يقشرون السبورة
رسم المدرس دجاجة
فوجد الطلاب يلوحون لها بالسكاكين
الشاعر موفق محمد
نهض نصب الشاعر العراقي موفق محمد يوم الأربعاء المصادف ( ١٣/٥/٢٠٢٠) ليخبر الأجيال عن ممثل الوجع العراقي ، إنها سابقة فريدة في العراق شاعر تكرمه مدينته وليست جهة رسمية أو مؤسسة حكومية ، ويكرم في حياته ، وأن يقام نصب لشاعر أو اديب من قبل أهله ومدينته ، هو تاكيد وإعتراف من أن هذا الشاعر ضميرا حيا يتمثل حزن وٱمال شعبه ، وهذه الالتفاتة هي قصيدة جميلة من اهالي الحلة الى راوي مدينتهم - موفق محمد - (شاعر الوجع العراقي) وهوالموجوع بالفقدان ، فقدان ولده الشهيد ، المهندس الشاب :
ميّت أنه
ولا خط يجي عن موتك
سوده وحشتك يَولِدي حرموك من تابوتك
مشجوله ذمته المرمرك
لا تبري ذمته مروتك
ما ناح طير على الشجر
إلّا اعله نغمة صوتك
حيل ادلهمت يا نبع ﮔلبي وﮔمرنه امدمّه
إبموس الخناجر تاكل بلحمه وتفطر النجمه
عميه وتدور رويحتي إبيابير أدوّر يمّه
وما ظِن بعد تطلع شمس وتزول هاي الغمّه
وفرﮔاك فتّ إمرارتي وضاﮔت عليّه الـﭽلمه
لا ﮔبر وتهدّل إله
وألهم ترابه وأسأله
الـﮔلب صاير كربله
هو موفق بن محمد بن أحمد أبو خمرة، ولد بمحلة الطاق في مدينة الحلة سنة (1948) ، أكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة والثانوية فيها ، حصل على شهادة بكالوريوس في اللغة العربية والعلوم الإسلامية من كلية الشريعة في بغداد ، عمل في التعليم مدرساً في عدد من مدارس الحلة ، وفي نشأته أحبّ المتنبي والجواهري والسياب، وتأثر بـ (بابلو نيرودا) ، نشر شعره منذ سنة 1967م بعد نكسة حزيران وهو من جيل الستينيات وهو جيل التجديد والتمرد الشعري والفكري الذي يطلق عليه (الموجة الصاخبة) ، مارس كتابة الشعر ثم كتب الشعر الحديث ونشره في الصحف والمجلات العراقية مثل الكلمة والأقلام والعربية مثل جريدة العرب. طبعت له مجموعة شعرية في الدانمارك بعنوان (عبديئيل) -*(المرزوك، 2012م، ج3? ص341).
شارك الشاعر " موفق محمد " في الكثير من المهرجانات الشعرية في العراق وسويسرا والكويت وأسبانيا . موفق محمد شاعر محرض ومقاوم وجرئ ويمكن ان يكون صوت الكادح العراقي الموجوع والمبتلى بديكتاتور سرق احلامه وابناؤه وأورث له البكاء والنحيب على على بقايا مقابر جماعية ، أنتخب رئيساً لاتحاد الأدباء والكتّاب- فرع بابل سنة 2004 ، وهو عضو جمعية الشعراء الشعبيين في بابل ، أصدر المجموعات الشعرية الآتية : عبديئيل، بالعربان ولا بالتربان، غزل حلي ، سعدي الحلي في جنائنه عام 2015 وألاعمال الشعرية الكاملة عن دار سطور عام 2016 ، يعد الشاعر موفق من أبرز شعراء الحلة المعاصرين وهو احد الشعراء العراقيين الذين يحملون ارث العراق الحضاري والشعري والنضالي . موفق محمد شاعر ساخر قصائده فيها رفض ووجع ، لذلك فهو شاعر ملتزم كرّس شعره لخدمة أبناء وطنه ، وظف الشاعر "موفق محمد " المفردة الشعبية أو العامية في شعره مثل الأمثال والكنايات والحكاية وهو ما ميّز شعره عن غيره من أبناء جيله ، فهو في شعره نسيج وحده ، من الملاحظات في تجربة موفق محمد الشعرية (على سبيل المثال لا على الحصر) ـ التعلق بالمكان- فهو أكثر الشعراء أرتباطاً وتعلقاً بمكانه ، ومدينته الوادعة (الحلة) ، ودوربها ، ومناطقها ، وبالتحديد (محلة الطاق) الغافية على ضفاف نهر الحلة، (الحلة) مدينة الشاعر والطاق مركزها وسرّة العالم ، ويردد دائما وهو يقول عنها « لم أكن شاعراً في يوم ما… فأنا راوٍ لشاعرة اسمها الحلة"، حتى لحظة رفع الستار عن النصب الخاص به أعادة تلك المقولة. وفي ديوان "غزل حلي" وهو من منشورات الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق كتب عن الحلة التي خصها بقصيدة طويلة "غزل حلي" هي فاتحة الديوان، يصف علاقته بمحبوبته الحلة :
ها أنا أحب الحلة
فما زلت جنيناً في رحمها
أسمع صوت أمي
في هسهسة الخبز
وفي نهرها الهادر بالحمام
هذا النهر الذي مد ذراعيه وسحبني
برفق من رحمها
وخبأني وأراني ما في قلبه من تيجان
وكنوز
ولفّني في سورته
ولم يغادر موفق محمد منزله الأول، فقد ظلت الحلة ، حتى في ظلامها الموجع، منيرة في روحه ، تمنحه الالهام والاحتجاج والتحدي، وترشده وترشدنا نحو ذلك الحلم الذي رافق الشاعر منذ ما يقرب من خمسة عقود، يوم أبدع قصيدته (الكوميدياالعراقية)، وهي سيرة البلاد ، ليبدا مشواره في نزيف الكلمات وقذف الظالم و كلابه بحجارة قصائده ، سار في ذالك المشوار دروب من القهر و التهميش و الوجع ، حتى يصل بنا نصب الحرية ، حيث يطلق صرخته (لا حرية تحت نصب الحرية) التي أرعبت الفاسدين والذين وصفهم ب ( إشعيط وإمعيط ) الهابطين علينا من من عواصم الثلوج ..ومن مزابل السيدة .
ولكن نهر الحلة كان، ومايزال، يجري وئيداً لأنه يعلم أن موفّقاً يريد أن يصدح بمرثاته لزمان الخراب والانحطاط ، ويطلق نشيده ويفتح سيرة ذكرياته والتي هي سيرة وطن في قصيدته التي توجعنا، وتبصّرنا، وتمنحنا الأمل .
عشرة أيتام
كنا حين ينام النهر ننام
في منتصف الليل
وفي محلة الطاق
حيث ينحت النهر خصره
تأخذ أمي مكانها في الشريعة
فيأتي النهر الى حضنها
وبصوتٍ أعذب من كل مياه الأرض
تهمس في أذنه
دلل لول يالنهر يبني دلل لول
فيغفو من خمر في بحتها
وترضعنا من نعاسه لننام
موفق محمد ، المعلم والشاعر والانسان والزاهد عن المناصب ، والراغب بالابتعاد عن الأضواء ويميل الى الجلسات مع الأصدقاء الحميمين، حيث يجد الاطمئنان والانسجام ، عندها تتوهج شعريته ويضفي عليها مخزونه من تجربته الشعرية الطويلة ومن صور الواقع البلاد المأساوي والذي يصفه في احد قصائده؛" هي الآن معصوبة العينين واليدين " ويزيد على تلك الصور إبداعا واقتدارا، ولم يزل موفق محمد ملتزما بعدم انبهاره بالأضواء، فلا تحركه الصحف ولا تبهره أضواء الفضائيات، لكن تستفزه الكلمة وتحرك أشجانه تلك المفردات التي يطبعها من القلب فيكتب أشعاره من نزيف الروح.



#علي_المسعود (هاشتاغ)       Ali_Al-_Masoud#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -فرط التطبيع- فيلم وثائقي يؤرخ لمرحلة قلقة من تاريخنا المعاص ...
- (المنصّة) فيلم يتمحور حول الجشع البشري وإساءة إستخدام الموار ...
- -سيرجيو- قصة مثيرة للاهتمام لمن يريد متابعة حكاية مندوب الأم ...
- معتقلوا الراي في السجون العربية في خطر وباء كورونا .؟؟؟
- فيلم -مراثي السماوة-...مرثية وطن
- الراحل حامد الهيتي قامة بابلية وعراقية شامخة، ورمزا من رموزه ...
- -اللعبة العادلة - فيلم يكشف زيف الادعاء الاميركي بوجود أسلحة ...
- -الأوديسة العراقية- - فيلم يروي قصص العراقيين وهجرتهم
- فيلم - نأسف، لم نجدكم - صرخة بوجه النظام الرأسمالي وتحذير من ...
- (عدوى) - فيلم صدر قبل 9 سنوات لكنه يحاكي ما يعيشه العالم مع ...
- نساء تشرين علامة مشرقة في تاريخ العراق
- حرب التيارات الكهربائية بين توماس أدسون و نيكولا تيسلا في في ...
- فيلم ( 6 ايام)، يعيد الى الذاكرة حادثة اقتحام السفارة الايرا ...
- شجاعة المرأة الكردية وبطولتها في محاربة داعش ينقلها الفيلم ا ...
- المسلسل البريطاني - بغداد سنترال - يعيد الى الاذهان مأساة ال ...
- وداعا لينين الرملي ، الكاتب الذي سخرت اعماله الفنية من الواق ...
- الفيلم السينمائي الايراني -هس!.. البنات لا يصرخن- يطرح قضيةً ...
- الفيلم الالماني (بالون) دراما تجسد لحقبة زمنية من الحرب البا ...
- اليخاندرو خودوروسكي يستلهم سيرته الذاتية ويبني عليها عوالمه ...
- ألثنائي لوريل وهاردي يعود الى الاضواء بعد ستة عقود في فيلم ( ...


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي المسعود - -موفق محمد - الراوي لشاعرة إسمها ( الحلة)