أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - وتبقى أشجار الكرز تزهر في قلبي دوما -سمير عيسى الناعوري-














المزيد.....

وتبقى أشجار الكرز تزهر في قلبي دوما -سمير عيسى الناعوري-


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 6566 - 2020 / 5 / 17 - 01:22
المحور: الادب والفن
    



نحن العرب نحب السيرة ونميل إليها، لأنها جزءا من الثقافة التي شربناها، لقد قرأنا سيرة عنترة وأصبحت جزءا من تركيبتنا الثقافية، فهي الدافع لنا ولمحفز لنكون بتلك الشجاعة، كما أن طريقة تقديم الأحداث ـ خاصة التي تأتي على لسان السارد/الراوي ـ تستهوي العقل العربي، " فالقصص والحكايات "الشاطر حسن، ونص مصيص" التي روتها الأمهات والجدات، ما زال سردها الجميل حاضرا فينا، من هنا، تجدنا نحب الحكايات/القصص، ويضاف (الأحداث/القصص) التي يرويها لنا الآباء والأمهات، والتي تتناول ماضهم الذي عاشوه، زادت من تعلقنا (بالماضي)، فأصبح العربي مسكون بالماضي، وإذا أضفنا الأمجاد والعظمة التي كانوا فيها، أيام الخلافة العربية الإسلامية، يصبح تعاطي العربي مع السيرة/الماضي كحال اللغة التي يتعلمها الطفل، الذي يجد فيها فها ذاته التي يبحث عنها، ذاته التي يريد أن تكون الآن، فيتعاطى مع السيرة/الماضي كشيء مقدس، وهذا انعكس على كُتاب السير وقراءها.
بتجرد، أجد كتب السير أمتع أنواع الأدب التي تقدم لنا، واعتقد، أن هذا يعود إل أن كاتب السيرة يكتبها بقلبه وعقله، فنجدها سيرة حميمة على كاتبها، ومن ثم ستنعكس على قارئها.
اللافت في هذه السير أن كاتبها رجل دبلوماسي، عمل في السفارات ومنظمات الأمم المتحدة، ومع هذا، ـ ورغم أن موضوع الدبلوماسي والسياسي غير المرغوب فيه ـ نجدها سيرة ممتعة وشيقة، فنجد ميل الكاتب إلى الدولة التي أحبها أكثر "اليابان" من خلال اللغة التي استخدمها، ومن خلال طريقة حديثه، فنجده تحديدا، عندما يتحدث عن اليابان، تزداد المتعة وسهولة التقديم.
إذن هناك متعة في قراءة "وتبقى أشجار الكرز تزهر في قلبي دوما"، وسنحاول تناول شذرات من سيرة "سمير عيسى الناعوري" يتحدث عن مولده: "لقد ولت في القدس حيث كان والدي يعمل" ص20، أهمية هذا الذكر أنه يشير إلى أن فلسطين/القدس كانت عربية، وكانت مفتوحة لكل العرب، ويذكرنا بأنها جزء من المملكة الأردنية الهاشمية، بمعنى أنها عربية.
وإذا عرفنا أن "عيسى الناعوري" من أهم الكتاب والأدباء العرب في ذلك الزمن، الأربعينيات والخمسينيات، والذي اسس مجلة "القلم الجديد" فقد تأثر الأبن "سمير" بأبيه، وحاول أن يكتب الشعر والقصة مقلدا مثله الأعلى، إلا أنه لم ينجح: "وأود أو أشير هنا إلى أنني كطفل تأثرت بجهود والدي الأدبية، وأصبحت أول أحلامي وأمنياتي أن أكون أديبا وكاتبا مثله،...كان أول ما لفت نظري القصائد الشعرية وطريقة رصفها بشكل التصنيف، واعتقدت أن المطلوب لعمل قصيدة هو طريقة تصنيف الكلمات، وعليه قمت بكتابة ما اعتقدت أنه قصيدة، ...وجئت إلى والدي طالبا أن ينشر لي هذه القصيدة في المجلة، ولكن والدي ابتسم ابتسامة عطوفة وربت على كتفي قائلا إن القصيدة لا تصلح للنشر، .. وقد حاول والدي حينها شرح الأمر لي" ص21و22، وهذا الذكر لوالد الكاتب يشير إلى المكانة التي يُجلها له، ولمكانته الأدبية.
بعدها يتحدث عن دراسته وكيف استطاع أن يتفوق في امتحان الثانوية العامة (التوجيهي)، ودراسته للتاريخ، وكيف أصبح مدرس للغة الإنجليزية، وتقديمه للعمل في السلك الدبلوماسي، إلى أن تم تعينه في السفارة الأردن في اليابان، من هناك يقدم تأثره بهذا البلد فيقدم مجموعة مشاهد/انطباعات عنه بقوله: "...إضافة إلى التنظيم الجميل، هو النظافة التامة التي تجدها في كل مكان، واهتمام سكان كل منطق بالمساهمة في نظافة منطقتهم، وتجميل منازلهم الصغيرة بالنباتات والورود.
ولعل أول انطباع تكون لدي من النظر إلى هذا الأمر، أن حب الوطن قد يستطيع الناس التعبير عنه بأفضل صورة بزرع ورود أو نبتة، أو الحرص على نظافة المكان، لكي نستمتع بع معا، أنت ومن يجاورك ومن يمر بالمكان، وقد يكون ذلك أفضل من ألف قصيدة أو مغناة حب للوطن فقط" ص40، أن هذا الكلام الحميم والصادر من قلب وعقل الكاتب، يؤكد على أن الفعل/العمل أفضل مليون مرة من التنظير والكلام، فقد وجد فكرة حب الوطن بالعمل/بالنظافة/ بالتجميل، وليس في المهرجانات والخطب الرنانة، وكأنه يريد علينا الآن في المنطقة العربية، التي نجد التغني بالوطن ونحن من ينحره ويدمره ويسرقه.
وعن التقدم العلمي في اليابان يخلص لنا التجربة اليابانية، بقول لأحد الأشخاص: "إنك إذا لم تكن متقدما بخطوة في عملك، فإنك ستضطر لاحقا إلى الرجوع خطوتين حتى تلحق بالتطورات في حقل عملك" ص84، وهذا الخطوة المتقدمة هي التي جعلت اليابان تنتج ما هو جديد كل اسبوع.
وعندما يتحدث عن الادارة اليابانية يقول: "فقد كنا نلاحظ عندما نقوم بالاتصالات حول أمر ما مع دوائر مختلفة، أننا نجد أن المعلومات عند كل الجهات واحدة، لا بل أن أي جهة نذهب إليها تكون قد حصلت على معلومات عن أحاديثنا مع الإدارات الأخرى، بحيث لا يكون هناك اختلاف فيما نحصل عليه من معلومات واجابات" ص87، قد يفكر/يعتقد القارئ ان هذا "الأمر" متعلق بالأمن أو بملاحقة افراد أمنيا، كما يجدها في المنطقة العربية، لا، بل بأمور الخبرات والمشاريع والتبادل التجاري.
فعندما قامت شركة "أيشيكوا هاريما ايجيما" بقبول مشروع اقامة أرصفة عامة في ميناء العقبة في الأردن، وكان مبلغ الصفقة يعد خسارة مؤكدة للشركة، سأل كاتب السيرة مدير الشركة عن هذا الأمر وعن سبب قبوله لهذا المشروع الخاسر، أجاب: "أننا نعلم على تقديم فكرة جديدة للمنطقة وأن نجاحها لديكم سيكون ولا شك دافعا لكم ولغيركم من دول المنطقة لطلب المزيد وحينئذ سيأتي ربحنا" ص93، من هنا، أقول وبتجرد أن سيرة "سمير عيسى الناعوري" تعد من أهم الكتب في (الوطنية) ـ رغم انها تتحدث عن (اليابان) ـ لما فيها من دروس ومشاهد، نحن بأمس الحاجة إليها في المنطقة العربية.
الكتاب من منشورات دار فضاءات للنشر والتوزيع، عمان، الأردن، الطبعة الأولى 2012.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعر في ديوان قم واعتذر للبرتقال رضوان قاسم
- كميل أبو حنيش رتل هذا النشيد
- حجر يعبد لطفي مسلم
- كميل أبو حنيش -لعلي أعود نهارا
- عائلة من الروهينغا مصطفى القرنه
- ذاكرة ضيقة على الفرح سليم النفار
- رواية -صناء مدينة مفتوحة- محمد أحمد عبد الولي
- عالم الشاعر سميح محسن في مجموعة -غبار على مرايا البحر-
- إسماعيل حاج محمد وحروف المد
- تفشي الثقافة الهابطة والرجعية
- الفرح في رواية -من أنا- شذى محمد الشعيبي
- الفلسطيني والاحتلال في رواية -جدار في بيت القاطرات- مصطفى عب ...
- الثقافة الدينية في ديوان سدرة المشتهى إياد شماسنة
- -نحن الوباء وأنت يا ملك الملوك لنا الدواء-
- على سجادة من الغيم سامي الكيلاني
- الذات في ديوان أنا والشمس وبكين مصطفى القرنة
- كفايا عويجان الألفاظ والمضمون
- محمد كنعان والومضة
- مالك البطلي والومضة
- مكانة فلسطين في كتاب -رجال من فلسطين- عجاج نويهض


المزيد.....




- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...
- -كنوز هوليوود-.. بيع باب فيلم -تايتانيك- المثير للجدل بمبلغ ...
- حديث عن الاندماج والانصهار والذوبان اللغوي… والترياق المطلوب ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - وتبقى أشجار الكرز تزهر في قلبي دوما -سمير عيسى الناعوري-