أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - لهيب خليل - دراما رمضان














المزيد.....

دراما رمضان


لهيب خليل

الحوار المتمدن-العدد: 6565 - 2020 / 5 / 16 - 20:21
المحور: الصحافة والاعلام
    


ولاية بطيخ والعقلاء الحبابين *1... لهيب خليل
انطلقت الفضائيات بعد 2003 في العراق وبدأ الناس يشاهدون البرامج والمسلسلات العراقية والتي كانت محاولة لتقليد ما هو منتج في فضائيات الدول العربية والاسلامية الاخرى ولم تكن تلك البرامج سوى نسخة كوبي بيست من برامج اميريكية وأوروبية ورغم ذلك كنا مرغمين على مشاهدة البرامج تلك لانها جديدة فهناك جرأة في الطرح وحقائق كانت تكشف للمرة الاولى وخطاب لم نعتاده ومرت السنوات وبغربلة بسيطة استطاعت برامج سياسية عراقية اجتماعية كوميدية ان تكسب ذائقة المشاهد العراقي وتكتسح اغلب البيوت العراقية ولست هنا بصدد الدعاية لبرامج معينة ولكن المشاهدات على اليويتوب هي الفصيل في القضية ومنها برنامج ولاية بطيخ بمواسمه الاربعة وعندما توقف البرنامج كانت صدمة لنا حيث كان البرنامج وغيره من البرامج الجيدة التي لا تتجاوز اصابع اليدين يقترب من الاعلام المستقل الحر وصولا الى اعتباره من آليات الديمقراطية الحقيقية (فالاعلام هو الوسيلة القوية والاهم لمراقبة الحكومة لحين انتهاء عمرها الانتخابي )واعتقد ان العراقيين تعودا وكلما سمعوا بفساد انتظروا برامج اعلامية معينة ومنها ولاية بطيخ (ورغم انها كانت عملية تنفيس عن غضب الشعب لا اكثر) لانها كانت تفضح اؤلئك الفاسدين وتسخر من اعمالهم القذرة .
بعد ان شعروا الناس للاسف ان البرامج الاعلامية سياسية وغير سياسية وحدها لا تغير وضعهم ولا تحاسب ولا تأخذ حق مظلوم نزلوا الى الشارع في تظاهرات هزت اركان العملية السياسية فقد اجبرت الحكومة على الاستقالة وبقيت مستمرة حتى جاء الملعون كورونا واجبر العراقيين وكل سكان الارض على الدخول في حجر صحي جلس المتظاهرون في البيوت ومع اخبار الوباء المؤلمة رحوا الناس ينتظروا من يتحدث بدلا عنهم ضد اي فساد في الحكم ويحاسب المسؤول امام الملاء كلما كبر بفساده واستبشرنا خيرا بمقدم رمضان وبافتتاح قناة جديدة ومعها انطلاق الموسم الخامس لولاية بطيخ وجاء البرنامج مخيبا للامال فهو فقد جنسه لا هو برنامج ولا هو دراما اسكيجات قصيرة تمثيلية تم طرحها مرار في نفس البرنامج في المواسم السابقة ورغم البذخ في التقنيات المستخدمة في انتاجه الا انها لم تغني ولم تشبع ولا تضحك والمشكلة التي حيرتنا اكثر هي اننا علينا نضحك مع ولاية بطيخ وبعدها بفترة علينا ان نبكي ونتألم مع نفس الممثلين مع مسلسل بنج عام الذي يقدمه نفس الكادر تقريبا وللطرفة كنا نشاهد مسلسل حلقة من حلقات بنج عام قال ابي متسائلا لا ارى اية كوميديا في هذه البرنامج هل انتهى الفساد في العراق(لنلاحظ ان القنوات الفضائية كانت السخرية والكوميديا سلاحها الوحيد لمحاربة الخراب الاداري والسياسي) لقد انطبع في ذهن المشاهد العراقي ان ولاية بطيخ برنامج كوميدي ساخر من السياسة العوجاء وعندما اخبرنا ابي ان هذا مسلسل اخر قال من غير المعقول الممثلين ذاتهم والاجواء متشابهة لابد انهم غيروا اسم برنامج ولاية بطيخ واسمه بنج عام ,واما بنج عام المفروض به ان يشرح ويكشف لنا كيف تخدرنا السياسة والاعلام والتصريحات الطنانة ولكن التمثيلية راحت تقدم ما نعرفه جميعا ان هناك فساد وسرقات ومحاصصة مقيتة ومثلما يقول المثل فسرالماء بعد جهد بالماء فالفنان كائن مفكر تنويري ويرى شيء من المستقبل لكنه يقف في مسلسل بنج عام عاجز عن الحركة ومشلول من التفكير ويعيد ذات الكلام هناك فساد وسرقات ,ولكن السؤال هنا وماذا بعد؟ القاصي والداني يعرف ذلك ,ان مهمة الفن الاساسية في زمن العولمة والكورونا والازمات الاقتصادية على الاقل هي تقديم مشاكسة صادمة و مواضيع مسكوت عنها وتابوهات الفكر الاجتماعي الممنوعة من الكلام عنها وهو محاولة لايجاد طرق جديدة وافكار لمعالجة الاوضاع مزرية سياسية واجتماعية ,الدراما وسيلة عظيمة لتحريك عقول البسطاء من الناس وتحريضهم على رفض الظلم والفساد والطائفية المبطنة (قضية توزيع الوزارات في حكومة المكلف الجديد) .وللاسف لا يرجع اكثر القائمين على الفضائيات لذوي الاختصاص وخصوصا الأدباء وكتاب السيناريو والدراما كي تنتج لنا دراما وفن بالمستوى الجيد والمعقول .لم نعد ذلك الشعب الحباب وراضين بالقسمة والنصيب ولنرجع الى التاريخ لمعرفة الحقائق عن العراق وشعبه فهناك ظروف موضوعية وسياسية واجتماعية واقتصادية لابد من ايجادها وخلق ارضية صالحة فكريا للمواطن العادي المغلوب على امره بفيروس السياسة وفيروس كورونا والدراما لها الدور الكبير بعد ثورة الاتصالات والانترنيت ليعلم الجميع ان العراق وبعد مظاهرات تشرين ودماء الابرياء التي سالت بغير حق هو لن يقبل ويقنع بما يقدم سياسيا وفكريا وفنا لاننا واقولها مرة اخرى نحن لم ذلك الشعب الحباب .

*1الحبابين ومفردها حباب تسمية عراقية تطلق على الاولاد الخجولين .



#لهيب_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هموم سلطانية
- مطرقة ماركس شعر
- تضامنا مع مظاهرات تشرين الاول العراقية
- حَمّام من اجل الوطن ....
- انتخابات الى الابد / قصة
- قصة قصيرة
- سينما الواقع
- الكلب .... قصة
- اقصوصة
- السينما والمجتمع المدني
- نقد سينمائي
- هموم سريالية
- قصيدة
- قصة
- نازية جديدة /قصة
- شعر
- مفهوم جديد للطماطة
- قصص
- هموم جديدة
- الحمير أفضل ....


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - لهيب خليل - دراما رمضان