أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - سالم روضان الموسوي - دار الظالم والفاسد مآلها الخراب














المزيد.....

دار الظالم والفاسد مآلها الخراب


سالم روضان الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 6565 - 2020 / 5 / 16 - 18:44
المحور: الفساد الإداري والمالي
    


إن شهر رمضان هو أفضل الشهور عند الله فيه ليلة القدر وهي خير من ألف شهر بمصداق الآية الكريمة (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) وصادف أن يكون هذه السنة مع وجود جائحة كورونا التي ألزمتنا البيوت وأفقدتنا لذة التواصل والاجتماع والمؤانسة الرمضانية، إلا إنها كانت مناسبة للعودة إلى القرآن الكريم والتفكر في آياته للبحث عن منفذ قرآني علنا نجده للهروب من واقعنا الحالي وما آلت إليه أوضاعنا من سوء في التدبير والتوفير والإدارة، التي أنتجت لنا المآسي بسبب استشراء الفساد وعلو المفسدين وهيمنتهم على مقدرات الأمة، وفي هذه الرحبة الرمضانية ظهرت لنا اقباس من نور القرآن بوجود الأمل لزوال هذه الغمة وانتهاء الأزمة، لان القرآن الكريم يخبرنا إن الله تعالى لا يحب المفسدين، الذين يتحكمون بمقدرات الناس وان كنت تراهم في أبهى حللهم وكلامهم المنمق في الفضيلة والزهد والعدل، ومنهم من جعل من وظيفته التي تقضي بان يكون عادلاً وسيلة للاستئثار بالسلطة والانتفاع بها لإغراضه الشخصية وهم من وصفهم الله تعالى بكتابه العزيز في سورة البقرة الآية 204 (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ) إلا انه حين يتولى هذا الفاسد زمام الأمور فان الله تعالى يخبرنا بأنه سوف يهلك الحرث والنسل في الآية 205 من سورة البقرة (وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ) إلا إن ربك لا يحب هذا الفساد فكل فاسد ظالم وكل ظالم هالك لا محال ، وبما ان اغلب القائمين على شؤون بلادنا يدعون الإسلام والإيمان واغلبهم حج بيت الله وأكثرهم يرائي في المناسبات الدينية، ولأنهم الآن محجورون بأمر الله الذي سخر اضعف خلقه لحجرهم، لا بل لقتلهم بفايروس مجهري(كورونا) مثلما فعل بمن سبقهم ومنهم النمرود وهو من الطغاة ، فعسى أن يعودوا إلى القرآن الكريم ويتدبروا في آياته ويرون إن نهاية الفاسد والظالم والطاغية والمتكبر والمتعالي سوء العاقبة وان داره مصيرها الخراب وكل ما جمعه من سحت وحرام مصيره البدد، وهذا ما اخبرنا به ربنا الجبار المنتقم من كل ظالم، عندما عرض لنا قصة صالح والتسعة من رهط الفاسدين الذين سعوا في الأرض فساداً وكانوا من علية القوم والمتنفذين في المدينة وعددهم تسعة بقوله في الآية الكريمة 48 من سورة النمل (وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ) ويبين لنا الخالق عز وجل عاقبة هؤلاء بان ديارهم مآلها الخراب بقوله تعالى في الآية 52 من سورة النمل ( فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) وهذا ما سار عليه المثل العربي (إن دار الظالمين خرابُ)، كما أتمنى إن يدركوا بان الفاسد والظالم لا اثر له إلا في اللعنة عليه، أما من كان القرآن ربيع قلبه والعدل ديدنه والفقير هاجسه فان الله جعل له مكانا في قلوب الناس يتناقلوه جيلاً بعد جيل ، وفي هذه الليالي العشر الأخيرة من رمضان الكريم التي فيها ليلية القدر، فان الله اختص منها بعض الليالي لتكون ليالي الإمام علي ابن أبي الطالب الرمضانية من ليلة جرحه وحتى استشهاده، فان الله يخبرنا إن من يعدل يحبه الله ويخلده إلى أن تقوم الساعة، فكان علي ابن أبي طالب عليه السلام قدوة لكل من يريد أن يعدل في حكمه بين الناس، لذلك أتمنى ان ينتبه الغافلون من القائمين على أمور بلادنا من غفلتهم ويعودا إلى الله وان يردوا أموال الناس إليهم وان يتوبوا عن ظلمهم وفسادهم، لان سلطانهم زائل لا محال كما انه فسادهم وظلمهم لم يكن محل فخرٍ لهم لان ظلمهم كان على من هو اضعف منهم في القوة والسلطة وكان الفقير هو من يقع عليه أمرهم أما الغني الفاسد او المسؤول الظالم فانه لا يخضع لسلطانهم وهذا ليس من الفخر بل هو من الشنار والهوان عليهم، وكان الشاعر العربي ابن المقري وصفهم بأنهم أنذال وليسوا بأحرار بقوله (لا يظلم الحر إلا من يطاوله .... ويظلم النذل أدنى منه في الصول) ثم يذكرهم بعاقبة جورهم على أبناء جلدتهم من فقراء الشعب مسترسلاً بقصيدته .
يا ظالماً جارَ فيمنْ لا نظير له... إلا المهيمن لا تغتر بالمهلِ
غدا تموت ويقضى الله بينكما .... بحكمة الحق لا زيغ ولا مِيلِ



#سالم_روضان_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدفاع الاجتماعي بين التعليم والقضاء
- صفات القاضي في فكر الإمام على بن أبي طالب (ع)
- ابطال عريضة الدعوى بين النص القانوني والعرف القضائي
- كورونا والفساد متلازمتان في الضرر والوقاية
- هل تختلس الدولة اموالها؟
- ارسطو والقانون العراقي ( القانون هو العقل المجرد عن الهوى)
- كورونا وازمة النص التشريعي
- هل تملك محكمة الجنح سلطة التدخل تمييزاً بقرار قاضي التحقيق ب ...
- إقالة رئيس الجمهورية أم إعفاءه ومدى إمكانية ذلك؟
- المنطقة الخضراء أم المنطقة السوداء؟
- من وحي كورونا (إن الفم الذي يظل مطبقاً لا يدخل الهواء إليه، ...
- حكام القضاء الدستوري تعتبر من مصادر القاعدة القانونية
- نطاق الرقابة الدستورية في ضوء أحكام القضاء الدستوري العراقي
- الأسوار والعدالة
- في الذكرى الخامسة عشر لإنشاء المحكمة الاتحادية العليا (إنجاز ...
- صلاحية رئيس الجمهورية بإصدار المراسيم بين التقييد والإطلاق
- هل يجوز الحكم بعدم دستورية جزء من النص القانوني ؟
- الديمقراطية بين النص الدستوري والواقع الراهن
- حماية الملكية الخاصة في ضوء أحكام القضاء العراقي
- لا يملك مجلس النواب سلطة الرقابة على حكومة تصريف الأعمال


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- The Political Economy of Corruption in Iran / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - سالم روضان الموسوي - دار الظالم والفاسد مآلها الخراب