أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - نبيل جعفر عبد الرضا - اشكالية العلاقة بين العراق واوبك














المزيد.....

اشكالية العلاقة بين العراق واوبك


نبيل جعفر عبد الرضا

الحوار المتمدن-العدد: 6564 - 2020 / 5 / 15 - 16:21
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


شهدت السوق النفطية العالمية منذ بداية العقد الثاني من القرن الحالي تغيرات هيكلية عميقة تمثلت في تغيير بنية العرض واتساعها اذ أسهمت التطورات التقنية في تخفيض كلف انتاج النفط والى ظهور ما يسمى بالنفوط غير التقليدية وخاصة النفط الصخري والنفط الرملي وهي النفوط التي تستخرج بتقنيات مختلفة عن مثيلتها في النفوط التقليدية . وادت الاستكشافات النفطية وتطور وسائل البحث والتنقيب الى اكتشاف مناطق نفطية جديدة مما أدى الى زيادة عدد الدول المنتجة للنفط الى 21 دولة تنتج اكثر من مليون برميل يوميا فضلا عن وجود اكثر من 30 دولة تنتج اقل من مليون برميل يوميا . وتحولت بعض الدول المستوردة للنفط الى دول مصدرة كالولايات المتحدة والبرازيل وبريطانيا. كل هذه التغييرات كان لها تأثيرا واضحا على أوبك التي لم تعد كما كانت بالأمس وخاصة في عقدها الذهبي في السبعينات عندما كانت تنتج اكثر من 40% من المعروض النفطي العالمي وكانت متحكمة بالأسعار وتوازن من خلال السعودية بين العرض والطلب العالمي . ويمكن القول بإن أوبك كانت قريبة من سوق احتكار القلة من 1973- 1986 عندما كان انتاج أوبك يمثل 40% من الإنتاج العالمي ، وكانت أوبك هي من تحدد أسعار النفط وتدافع عنها من قبل السعودية التي قبلت ان تقوم بمهمة المنتج المتأرجح الذي يوازن بين العرض والطلب في السوق النفطية غير ان انهيار أسعار النفط عام 1986 اضطر السعودية الى التخلي عن هذا الدور بعد ان تراجع انتاجها كثيرا الى نحو 4 ملايين برميل يوميا ، وهو ما دفع أوبك الى الاعتماد على نظام الحصص الإنتاجية عام 1987 كوسيلة للتحكم في جزء من المعروض النفطي لكنه يكن فاعلا بسبب الانخفاض الكبير في الوزن النسبي الإنتاجي للمنظمة على الصعيد العالمي ، وبسبب عدم التزام الأعضاء بالحصص المحددة لهم اذ أنتجت اوبك ما يزيد عن الحصص الرسمية بنسبة 96% بين عامي 1987 و 2009 باستثناء بعض الحالات الطارئة التي لا تلبث ان تزول عندما تتحسن الأسعار . مما اضطرها لاحقا الى التعاون مع روسيا وعدد من الدول المنتجة عام 2016 في اطار ما سمي أوبك+ ولكن الانهيار الأخير في أسعار النفط اثبت أيضا عدم فاعليته ، كما ان التخفيضات المستمرة التي لجات اليها أوبك قد أدت الى تراجع حصتها النسبية في السوق العالمية الى اقل من 30% مما افقدها الكثير من قدراتها الاحتكارية .
وفي ضوء ما سبق فإن امام العراق خيارين استراتيجيين متضادين يتعلقان بشكل ونوع العلاقة مع أوبك ينبغي على وزارة النفط والحكومة القادمة ان تختار احدهما : الخيار الأول هو البقاء ضمن منظمة أوبك والتقيد بحصص الإنتاج التي تقررها في ضوء الظروف الخاصة بالسوق النفطية العالمية وهو ما يعني بقاء الطاقة الإنتاجية للنفط العراقي على حالها من دون القدرة على زيادتها ليس فقط في الظروف الحالية التي تشهد انهيار أسعار النفط وانما حتى في المدى المتوسط والطويل خاصة بعد استعادة ايران وفنزويلا لطاقاتها الإنتاجية السابقة بعد رفع العقوبات الامريكية عليهما فضلا عن الزيادات الكبيرة في الإنتاج من مناطق خارج أوبك وخاصة من الولايات المتحدة وكندا والبرازيل ، ووفقا لهذا الخيار ليس هناك ضرورة لاستمرار عمل الشكات الأجنبية في اطار جولات التراخيص النفطية التي تكلف العراق سنويا اكثر من 11 مليار دولار ما دام انتاج العراق مقيد بحصته ضمن أوبك . اما الخيار الثاني فهو الخروج من منظمة أوبك التي لم تعد فاعلة كما كانت في سبعينيات القرن الماضي والتي أضحت اليوم ميتة سريريا ولا تستطيع تحقيق مكاسب مهمة لأعضائها في السوق النفطية ، ويقتصر دورها على تحمل عبء تكييف العرض مع الطلب لتوفير حزم انقاذ للنفوط مرتفعة الكلفة كالنفط الصخري والرملي على حساب خسارة أوبك لحصصها السوقية لمصلحة المنتجين الاخرين . وهذا الخيار يتيح للعراق ان يضع استراتيجية نفطية لتحقيق زيادة في انتاج النفط الى مستوى 6 ملايين برميل يوميا وإلزام الشركات الأجنبية على تحقيق هذا الهدف الاستراتيجي من خلال تجزئته الى ارقام او اهداف سنوية قابلة للتحقيق واستكمال البنية التحتية الإنتاجية والتصديرية من اجل زيادة الصادرات النفطية خاصة وان كلف انتاج النفط العراقي ما زالت من بين الأدنى في العالم ومن الممكن تخفيضها الى ادنى من ذلك من خلال مراقبة انفاق الشركات الأجنبية ، وهو ما يمكن العراق الاستحواذ على المزيد من الحصص السوقية لان الصراع القادم في سوق النفط سيتمحور في الحصول على المزيد من الحصص النفطية في السوق النفطية العالمية .



#نبيل_جعفر_عبد_الرضا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مستقبل الاقتصاد العراقي في ظل صدمتي كورونا والنفط
- لماذا رفضت روسيا اتفاق خفض الإنتاج مع أوبك ؟
- هل سيقع العراق في فخ الديون الصينية ؟
- اتفاقية القرن بين العراق والصين بين الحقيقة والوهم
- العمالة الاجنبية في العراق
- موارد ضائعة في موازنة عراقية مستنسخة -- موازنة عام 2019 إنمو ...
- آليات معالجة مشكلة المديونية الخارجية في العراق
- لماذا يسعر النفط بالدولار ؟ وهل يمكن ان ينهار الدولار الامري ...
- الدينار العراقي النفطي ------ دينار ناضب ام متجدد
- مستقبل الطاقة في العراق
- قراءة نقدية في موازنة العراق الاتحادية لعام 2018
- مشروع قانون التأمينات الاجتماعية - رؤية نقدية
- مخاطر العجز الكبير في الموازنة العراقية لعام 2017
- تكاليف استخراج النفط قبل جولات التراخيص وبعدها
- ملاحظات عامة على عقود جولات التراخيص النفطية
- التحديات التي تواجه عقود التراخيص النفطية
- عقود التراخيص والمأزق المالي في العراق
- التراخيص النفطية --- عقود خدمة ام عقود مشاركة ؟
- ضرورة تخفيض سعر الدينار العراقي
- الدولار والأمن العراقي هل من علاقة بينهما ؟


المزيد.....




- البنك الدولي يرفع توقعاته لنمو اقتصاد الإمارات في 2024 و2025 ...
- اقتصاد الصين ينمو 5.3% في الربع الأول متجاوزا التوقعات
- الدولار يصعد بعد بيانات مبيعات التجزئة الأميركية والين الياب ...
- لو انت موظف حكومة هتاخد سيارة بالتقسيط للموظفين الحكوميين با ...
- ما هي أسعار سيارة فيات في الجزائر مع استمرار العروض من البنو ...
- غلوبس: هل تكون صادرات السيارات لإسرائيل هدفا مقبلا للحكومة ا ...
- هل صندوق النقد الدولي مسؤول عن تفاقم الأزمة المالية في لبنان ...
- ألمانيا تقدر حجم الأصول الروسية المجمدة بنحو 3.9 مليار يورو ...
- الحرب على غزة تضاعف ديون إسرائيل مرتين في 2023
- بيسكوف يعلق على القيود الأمريكية والبريطانية المفروضة على صا ...


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - نبيل جعفر عبد الرضا - اشكالية العلاقة بين العراق واوبك