أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فؤاد سلامة - الانتفاضة، قيادة أو لا قيادة؟














المزيد.....

الانتفاضة، قيادة أو لا قيادة؟


فؤاد سلامة

الحوار المتمدن-العدد: 6564 - 2020 / 5 / 15 - 12:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الأشهر الأولى لانتفاضة ١٧ تشرين سادت فكرة في أوساط الناشطين مفادها أن لا ضرورة في حينها لوجود قيادة تمثل الانتفاضة. والأسباب كانت عديدة، ومنها أن الانتفاضة أو الثورة كانت عفوية من دون قائد (القائد هو وجع الناس)، ولذا يجب عدم حرفها باتجاه خلق زعيم ثار المشاركون في التظاهرات ضد وجوده أساساً. رفض الزعامة كان شاملاً وجذرياً. إحذروا الزعماء فهم يصادرون الثورات لمصالحهم. نحن ثرنا ضد الزعماء فهل نقبل بزعماء جدد؟
وكان هناك خوف من أن تقوم السلطة باعتقال أعضاء أية هيئة قيادية، أو أن يتم فتح ملفات أمنية أو إعلامية تشهيرية ضدهم من أجل تفكيك الانتفاضة وزعزعة صفوفها ومنع وصولها لتظهير قيادة جديدة وبديلة عن المنظومة الفاسدة.

تلك أمور كانت مفهومة وقتها، ولكن عندما سقطت حكومة الحريري في أوج حركة الشارع كان هناك إمكانية لدخول شخصيات مستقلة ونزيهة في حكومة جديدة. تم إفشال تلك الإمكانية بسبب مخاوف ثورية من استغلال وجود شخصيات نزيهة في حكومة تعينها المنظومة من أجل إجهاض الانتفاضة. ثم كان هناك تسابق بين الثوار في إعلان زهدهم بالسلطة ورفضهم للتعاون مع المنظومة بأي حال من الأحوال. هل كان ذلك خطأً؟ هل وجود وزراء مستقلين ونزيهين يمثلون الانتفاضة داخل الحكومة هو أمر مرفوض بالمطلق لأن هذا الوجود سيكون بمثابة شيك على بياض لحكومة مهمتها إنقاذ المنظومة من السقوط؟ أسئلة يجب أن تناقش علناً للتوصل إلى تحديد إطار للمشاركة في السلطة في حال سقوط الحكومة الحالية.

كيف يتم تشكيل مجلس قيادة أو هيئة تمثيلية أو هيئة وطنية جامعة، أو هيئة ائتلافية للانتفاضة؟ هناك مئات المجموعات الثورية حالياً، وهناك سيولة كبيرة داخل هذه المجموعات التي تتشكل ثم ينفرط عقدها وتتشكل من جديد. وغالباً لا يوجد "قادة" منتخبون لهذه المجموعات، بل لا يمكن حتى إعطاء تفويض لأحد بالتفاوض باسمها. وهناك شلل صغيرة كثيرة تلتف كل واحدة منها حول زعيم صغير باحث عن الوجاهة أو المصلحة الشخصية. وهناك ناشطون في مجموعات يرفضون حضور اجتماعات في صالونات أو فنادق ويفضلون التنسيق على الأرض. وهناك ناشطون آخرون كل همهم حجز مقعد في الانتخابات النيابية، هم مرشحون سابقون أو مرشحون قادمون. ومن جهة أخرى هناك شلل ثورية راديكالية لا تؤمن بالتنظيم والتعاون بين المجموعات، وتركز نشاطها حول المواجهات العفوية والمباشرة مع مراكز السلطة والاقتصاد، وهي تمجد عفوية الشعب وقوة الناس من دون تأطير لأن كل تأطير يصب في خدمة السلطة.

كيف يمكن إقناع عدد كبير من الناشطين والمجموعات بأهمية إيجاد أطر قيادية جبهوية أو ائتلافية، تكون مهمتها تحريك أكبر عدد من الناس في الشارع نحو أهداف محددة وفي أوقات محددة، لخلق ضغط مركز ولتحقيق هدف محدد؟ هدر الطاقات وتضييع الجهود سدى من دون خطة واضحة المعالم أصبح أمراً نافراً يعبر الكثيرون عن الاستياء منه.
المشكلة أن الكثير من اللقاءات والاجتماعات التنسيقية التي تحصل هنا وهناك تُبرز كماً كبيراً من الخلافات والصراعات، ما يؤدي إلى نفور الكثيرين من حضور هكذا لقاءات.

ما الحل؟ كيف يمكن عقلنة الانتفاضة وتجميع كل الجهود والطاقات في خطط مدروسة تؤدي لممارسة أكبر ضغط ممكن على السلطة لإرغامها على قرارات معينة لصالح الشعب أو لثنيها عن قرارات مضرة للشعب ومفيدة لجماعة أحزاب السلطة؟
ليس هناك حل سحري. هناك أهمية لاقتناع أكبر عدد من كوادر الانتفاضة والناشطين البارزين على الأرض بأهمية العمل الجبهوي والائتلافي المنسق والمخطط، من دون إضاعة وقت ثمين في اجتماعات ماراتونية غير مجدية.
وهناك ضرورة لاقتناع الجميع بقبول مظلة أو مرجعية معنوية سياسية واقتصادية للانتفاضة. تتكون هذه المظلة من شخصيات كفؤة ومشهود لها بالنزاهة والمصداقية، شخصيات توحي بالثقة للجميع بتاريخها المعارض للسياسات الاقتصادية الفاشلة، ولعدم ركضها وراء المناصب والزعامة والمصالح الخاصة.

لقد أصبح جلياً للجميع أننا قادمون في لبنان على انهيارات كبيرة وأزمات ومجاعات وفوضى شاملة، تسببت بها كلها ثلاثة عقود من المناهبة بين زعماء الأحزاب الطائفية، وأنه من دون شغل جدي على موضوع التنظيم والتخطيط سوف تخسر الانتفاضة الكثير من فعاليتها ومصداقيتها وقدرتها على التأثير في مجريات الأحداث، وسوف تستفيد المنظومة السلطوية من حالة الشرذمة والتشظي في صفوف الانتفاضة، لتمرير ما تريده من خطط ومشاريع وقرارات مصيرية لا تصب في صالح الشعب والوطن.



#فؤاد_سلامة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بولا أخطأت، لم تخطئ؟
- إئتلاف مدني أم تحالف يسار في لبنان؟
- في ضرورة بلورة قواسم مشتركة لقوى التغيير في لبنان
- تخبط المعارضة في لبنان وتكرار أخطاء 2015
- تقييم أولي لتحرك الأحد الماضي
- الشيوعي في مواجهة أزماته
- المعركة الثقافية السياسية
- دعوة للنقاش: السيادة أولاَ أو الإصلاح؟
- سبعة، حزب أم منصة؟
- مراجعة نقدية للتحركات الاحتجاجية في لبنان
- هل يتحكم الشيعة بالنظام اللبناني، وكيف؟
- النظام الطائفي والإصلاح المحظور
- المعارضة في لبنان إلى أين؟
- قطب معارض كبير، هل هذا ممكن؟
- المعارضة جنوبا، بين الماضي والمستقبل
- المعارضة جنوبا، وعموما، عندما تلعب لعبة السلطة
- صوت واحد للتغيير
- لبنان، صوت واحد للتغيير..
- -التجمع اللبناني-، نقد لتجربة علمانية حديثة
- جبهة موحدة ضد السلطة، في لبنان


المزيد.....




- أحد قاطنيه خرج زحفًا بين الحطام.. شاهد ما حدث لمنزل انفجر بع ...
- فيديو يظهر لحظة الاصطدام المميتة في الجو بين مروحيتين بتدريب ...
- بسبب محتوى منصة -إكس-.. رئيس وزراء أستراليا لإيلون ماسك: ملي ...
- شاهد: مواطنون ينجحون بمساعدة رجل حاصرته النيران داخل سيارته ...
- علماء: الحرارة تتفاقم في أوروبا لدرجة أن جسم الإنسان لا يستط ...
- -تيك توك- تلوح باللجوء إلى القانون ضد الحكومة الأمريكية
- -ملياردير متعجرف-.. حرب كلامية بين رئيس وزراء أستراليا وماسك ...
- روسيا تخطط لإطلاق مجموعة أقمار جديدة للأرصاد الجوية
- -نتائج مثيرة للقلق-.. دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف أهداف لحزب الله في جنوب لبنان ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فؤاد سلامة - الانتفاضة، قيادة أو لا قيادة؟