أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبد السلام الزغيبي - هل تكون نهاية -فيس بوك- على يد توكل كرمان..














المزيد.....

هل تكون نهاية -فيس بوك- على يد توكل كرمان..


عبد السلام الزغيبي

الحوار المتمدن-العدد: 6563 - 2020 / 5 / 14 - 10:30
المحور: حقوق الانسان
    




عندما قرأت خبر اختيار إدارة موقع فيس بوك للتواصل الاجتماعي لليمنية توكل كرمان..في عضوية مجلس الحكماء،في مواقع الاصدقاء على صفحة الفيس بوك، لم أصدق الخبر في البداية، وأعتقدت أن الموضوع مجرد فبركة، لكن عندما دخلت موقع قناة البي بي سي عربي، تأكدت من الخبر، الذي أثار، كثيراً من حملات الاستنكار والاستهجان عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة و أنّ كرمان " حسب رواد المواقع" معروفة بتوجهاتها وانتمائها وولائها لجماعة الإخوان المصنّفة في كثير من الدول كتنظيم "إرهابي" يبث الكراهية والفتن في دول مختلفة.. وتفاجأ رواد مواقع التواصل الاجتماعي بالخطوة التي قامت بها شركة فيسبوك، متسائلين عن المقاييس والأسس التي اعتمدتها الشركة في تعيين القيادية في حزب الإصلاح اليمني الإخواني، الذي كُشفت مؤخراً علاقته بتنظيمي؛ القاعدة وداعش الإرهابيين.
وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالكثير من التعليقات حول تعيين الإخوانية اليمنية لافتين إلى أنّ إدارة فيسبوك تجهل طبيعة الواقع السياسي والاجتماعي العربي في اختيار كرمان ضمن لجنة الحكماء، فهي التي وظفت مواقفها لخدمة أنظمة وأحزاب ترفض التنوع وتنشر الفتنة والتحريض وتدعم تنظيمات إرهابية وترعى ميليشيات مسلّحة.

حسب رأي فان توجهات "كرمان" الاسلامية المتطرفة وانحيازها الى طرف سياسي معين ضد طرف اخر، يفقدها المصداقية لتكون عضو مجلس حكماء مهمته الفصل في قضايا حساسة مثل حرية التعبير والحرية الدينية والرقابة على الإنترنت والشفافية. وهي مسائل جد خطيرة لا أعتقد ان لها من الحيادية، لتكون الحكم الفصل في مثل هذه الامور، نظرا لخلفيتها الاسلامية المتطرفة وتوجهاتها السياسية المنحازة.

كل هذه المسائل الحساسة، تفقد موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك مصداقيته وحياديته وبالتالي ثقة رواد الموقع، وهو عمل يهدد اقصاء غالبية قائمة عملائها..

اذا تم تفعيل عمل مجلس الحكماء، كما أعلنت شركة فيسبوك، وكانت السيدة" كرمان" عضو فيه، من بين 20 عضوا، وهو المجلس الذي سيبت في المستقبل في المضمون الخلافي على موقع التواصل الاجتماعي، وسيكون بمثابة "محكمة عليا" تكون لها الكلمة الفصل في إبقاء مضمون مثير للجدل أو حذفه عن فيسبوك وإنستغرام، فان هذا الإعلان يعتبر بمثابة عودة لمحاكم التفتيش، و يذكرنا بـ "أمريكا" المكارثية.. أمريكا جوزيف مكارثي التي قامت بملاحقة المثقفين والفنانين وأساتذة الجامعات والعلماء في الخمسينات من القرن الماضي، اثناء الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتى بتهمة " مكافحة الشيوعية".. حتى لو كان هؤلاء من الد خصوم الشيوعية! وقد أساءت تلك اللجان إلى عدد كبير من الشرفاء من الكتاب والفنانين والسياسيين الامريكيين ذوى الميول الاشتراكية فى ذلك الوقت بتهمة العمالة للاتحاد السوفيتى ومعاداة الولايات المتحدة الامريكية، مما اضطر العديد من العاملين في حقل صناعة السينما في هوليوود وعدد من الشخصيات العامة، ربما كان أشهرهم العبقري شارلي شابلن والسيناريست الأمريكي الفذ دالتون ترامبو وعالم الفيزياء الشهير ألبرت اينشتاين والروائي والمسرحي الأمريكي أرثر ميللر والمناضل مارتن لوثر كينغ وغيرهم الى الرحيل عن امريكا، أو العمل في ظل مناخ عام من الريبة والخوف الذي لا يساعد على الإبداع.

ولكن انتبه المجتمع الامريكى بعد سنوات الى انهم يؤسسون لدولة قمعية بحجة مكافحة الشيوعية او حماية القيم الامريكية وتم وقف تلك الاجراءات القمعية بعد سنوات وتم انتقادها بقوة داخل المجتمع الامريكى، ومنذ ذلك الوقت يطلق مصطلح المكارثية على الارهاب الفكرى الذى يمارسه البعض ضد المختلفين معهم في الاراء ويطلق كذلك على الفاشية التى تصيب المجتمع فى الظروف العصيبة.

لكن تجربة المكارثية تم تطبيقها في عدة بلدان عربية، بأشكال اخرى، تحولت العديد من الدعوات البريئة فى العديد من الدول مثل حماية المجتمع ، وحماية النظام العام، أو مكافحة التعصب إلى نتيجة عكسية، وإلى تشكيل انظمة استبدادية جديدة رغم انها بدأت بشعارات براقة وتم ظلم الكثيرين تحت شعارات مكافحة الظلم. وباتت هذه الاجراءات معمولا بها في كثير من الدول العربية، مثل سورية وليبيا ومصر والاردن ،و واشدها في العراق في سنوات ( 2003 -2011) وزادت حدتها في سنوات ما بعد الربيع العربي.

في أعتقادي، إن تكوين لجنة الحكماء في موقع الفيس بوك، يذكّرنا بروح وذهنية محاكم التفتيش والحقبة المكارثية في أمريكا وقوائمها السوداء، وكآن جوزيف مكارثي يُبعثُ حيـاً..على هيئة توكال كرمان.
هذا الاجراء الغريب العجيب، أعتبره بمثابة العودة إلى المربع الأول .. ما قبل استحداث وسائل التواصل الإجتماعي وحرية التعبير والرأى دون رقيب وعودة لسنوات تكميم الأفواه ومقص الرقيب، وفشل للتجربة التي توسم الناس فيها خيرا...وممارسة للارهاب الفكرى الذى يحدث ضد كل من يتحدث عن مبادئ مجردة وكل من يعبر عن رأيه او تخوفاته ، عبر انشاء محاكم تفتيش جديدة فى وسائل التواصل الاجتماعي ومكارثية تتبع مقالات الرأى وتتصيد الفضفضة عن التخوفات وتسجل النقاشات ثم تصنف مستخدمي الفيس بوك بحسب توجهاتهم الفكرية.



#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قانون ساكسونيا الليبي...
- اليوم يا غريفة فيك الضي..
- لا تذم ولا تشكر إلا بعد سنة وست أشهر..
- الليبيون والسخرية من فيروس الكورونا...
- الحياة في زمن كورونا...
- من وحي كورونا ...
- حارس المدينة المتعبة وميلاد صوت شعري جديد
- رواية تمر وقمعول ... ابداع السرد
- نحن والافيال...
- حصاد معرض القاهرة للكتاب
- أحتفالات رأس السنة.. من بابل الى اليونان
- بصمات عربية في مسيرة الفن والاعلام الليبي ( 2/2)
- الاستعانة بالخبرات العربية في مسيرة الفن والاعلام الليبي ( 2 ...
- لاستعانة بالخبرات العربية في مسيرة الفن والاعلام الليبي ( 2/ ...
- في أثينا.. في كل يوم خطاب وفي كل يوم مسيرة
- طرابلس السبعينيات التي عرفتها
- الاستنجاد والتوسل بأولياء الله الصالحين
- من تاريخ المسرح الليبي
- حي أكسارخيا وأطول ليلة عاشتها أثينا 
- الفول المدمس...الأكلة الشعبية الأولى في مصر


المزيد.....




- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...
- إعادة اعتقال أحد أكثر المجرمين المطلوبين في الإكوادور
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...
- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...
- الأونروا: ما الذي سيتغير بعد تقرير الأمم المتحدة؟
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي بشبهة -رشوة-
- قناة -12-: الجنائية ما كانت لتصدر أوامر اعتقال ضد مسؤولين إس ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبد السلام الزغيبي - هل تكون نهاية -فيس بوك- على يد توكل كرمان..