أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم نزال - الطريق الى النكبة الجزء السادس غياب العقل السياسيى














المزيد.....

الطريق الى النكبة الجزء السادس غياب العقل السياسيى


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 6563 - 2020 / 5 / 14 - 03:50
المحور: القضية الفلسطينية
    


الطريق الى النكبة
الجزء السادس
غياب العقل السياسيى

سليم نزال
!
سعيت و ما زلت فى حدود الاختصار الشديد ان اضىء على اهم العوامل التى ساهمت فى اضعاف مقاومة الشعب الفلسطينى فى ثلاثينيات و اربعينيات القرن الماضى .و هى عوامل متعددة منها ما يتعلق بطبيعة المرحلة الانتقالية التى كانت تعيشها البلاد و المنطقة و منها ما هو دولى حيث حظى المشروع الصهيونى بتاييد القوى العالمية بحيث انه من النادر رؤية هذا الانسجام من القوى الدولية الكبرى ضد شعب صغير كما حصل فى فلسطين
لكن المشكلة الاكبر التى يمكن اضافتها الى العوامل الاخرى ان الشعب الفلسطينى خاض المقاومة بلا (عقل) واحد موحد و سببه كما اسلفت غياب قيادة واحدة تقود الكفاح على مجمل اراضى الوطن و .القيادات ذات الطابع الدينى و العشائرى مثل قيادة الحاج امين الحسينى لم تتطور سياسيا لتصبح مشروعا وطنيا جامعا, سواء لطبيعة بنيتها او بسبب التنافسات و الصراعات العائليه التى اضعفتها او حتى بسبب ان النفى المبكر لمفتى فلسطين من قبل السلطات البريطانية.
اود هنا ان اقول بعض الكلمات حول الشجاعة و البطولة .و هى بالطبع خصائص مهمة و اعتقد من خلال قراءاتى لتلك المرحلة ان اهالى فلسطين اظهروا الكثير منها .لكن الصراع و تعقيداته يتطلب اكثر من الشجاعة و الاقدام
فالعقل السياسى الذكى قادر احيانا ان يجنب البلاد كوارث من خلال تعامل ذكى مع الاحداث .
و من سوء الحظ انه لم يتوفر هذا العقل و ان توفر لم يكن فى مواقع تستطيع التاثير على مسيرة الاحداث.
لقد ادركت النخب الفلسطينية من ايام جورج انطونيوس ونجيب عازورى و نجيب نصار و سواهم من النخب فى بداية القرن الماضى خطورة المشروع الصهيونى .لكن هذه النخب كانت محدودة التاثير لان الجمهور العام لم يكن يدرك خطورته الفعلية سواء بسبب تخلف الوعى الوطنى و غياب مشروع وطنى جامع .
كان الشعور العام فى فلسطين محكوما بالثقافة التقليدية الريفية المحدودة الافاق التى لم تكن تعرف جيدا طبيعة الخطر القادم و و ان عرفت على هذا النحو او ذاك فقد كانت تعتقد ان بوسع اهل فلسطين و هم الاكثرية و محاطون ببلاد كلها عربية ان يواجهوا هذا الخطر.انه مثل وضع الذى شب حريق صغير فى بيته و يعتقد ان عنده من الرجال فى البيت و لدى الجيران ما يكفى لاطفاء الحريق بدون ان يعرف ان الحريق قد يكبر و يصبح اكبر من قدرته على اطفاءه. انها المبالغة فى الاعتقاد الواهم ان العرب سيقفون بقوة مع فلسطين لاجل التصدى لمشروع خطير التقت تقريبا كل الدول الغربية على دعمه .
هذا الامر ادى فى راى الى نوع من الاسترخاء و غياب (الادريالين ) الكافى الذى يحفز على مواجهة الخطر.
بمعنى اخر لو كانت فلسطين على سبيل المثال محاطة ببلاد مثل الارجنتين او سواها من بلاد غير عربية فلربما خفف هذا من عقلية الاعتقاد الواهم المعتمدة على ان فلسطين تقع فى بحر عربى الذى لن يقف مكتوف الايدى تجاه الخطر الصهيونى.اذكر هذا العامل لاعتقادى انه كان سيجبر الفلسطيين الاعتماد على انفسهم اكثر و بطبيعة احال بدون التقليل من الشهداء من الجيوش العربية الذى استشهدوا دفاعا عن فلسطين .
و هذا النمط من التفكير المنتظر لصلاح الدين و الذى يستمد جذوره من تراث طويل خاصة فى تلك المرحلة الانتقاليه حيث التداخل العربى مع الموضوع الفلسطينى و حيث غياب الهوية الوطنية الواضحة و غياب المشروع الوطنى الواضح و الموحد ساهم فى اعتقادى فى استرخاء عام و اضعف في نظرى من تعبئة المجتمع كله لاجل مقاومة الصهاينة.



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطريق الى النكبة الجزء الخامس
- الطريق الى النكبة الجزء الرابع
- الطريق الى النكبة الجزء الثالث
- فى انثروبولوجيا التعدد الثقافى
- فى الحجر الصحى !
- روح الشعب و الذاكرة الجماعية!
- الطريق الى النكبة
- تاملات فى الفضاء الانسانى
- لا بد من فك الانسداد المعرفى عبر توسيع القاعدة المعرفية.
- فرص جديدة
- شجرة الكرز
- الملوث الاكبر
- السريالية الجديدة فى مواجهة التراجع الاخلاقى
- أسألة على الطريق !
- ربيع عابر للفصول
- كورونا على حاجز ارهابى صهيونى
- تاملات فى عالم مجهول!
- عن تلك الايام التى نسميها الزمن الجميل !
- يا له من يوم ربيعى رائع!
- لمسة اليد !


المزيد.....




- بعيدا عن الكاميرا.. بايدن يتحدث عن السعودية والدول العربية و ...
- دراسة تحذر من خطر صحي ينجم عن تناول الإيبوبروفين بكثرة
- منعطفٌ إلى الأبد
- خبير عسكري: لندن وواشنطن تجندان إرهاببين عبر قناة -صوت خراسا ...
- -متحرش بالنساء-.. شاهدات عيان يكشفن معلومات جديدة عن أحد إره ...
- تتشاركان برأسين وقلبين.. زواج أشهر توأم ملتصق في العالم (صور ...
- حريق ضخم يلتهم مبنى شاهقا في البرازيل (فيديو)
- الدفاعات الروسية تسقط 15 صاروخا أوكرانيا استهدفت بيلغورود
- اغتيال زعيم يكره القهوة برصاصة صدئة!
- زاخاروفا: صمت مجلس أوروبا على هجوم -كروكوس- الإرهابي وصمة عا ...


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم نزال - الطريق الى النكبة الجزء السادس غياب العقل السياسيى