أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - احمد كانون - تفكيك، تحليل و تجميع؛ ظاهرة الحب.















المزيد.....


تفكيك، تحليل و تجميع؛ ظاهرة الحب.


احمد كانون
كاتب عقلاني حر

(Ahmed Kanoun)


الحوار المتمدن-العدد: 6563 - 2020 / 5 / 14 - 02:49
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


  من الواضح، أن من المهم أن نبدأ بتحديد أو وصف ما هو الحب المتعارف عليه عند البشر؟،، رغمًا ان أي مجلة تجارية!، لها أوصاف عديدة للحب الحقيقي و تحصره من حيث العلاقة بين الرجل والمرأة، لكن مفهوم الحب واسع و هناك أنواع أخرى منه مثل ، علاقة الأم / بالرضيع ، الأخ / الأخت، بالإضافة إلى مجموعة من الاستخدامات الأخرى للمصطلح: كحب الحيوانات ، حب الريف، حب الإثارة، حب الوطن، حب الحقيقة إلخ، و يُعرِّف قاموس أكسفورد الإنجليزي الحب بأنه: تلك الحالة أو الشعور الذي يتعلق بشخص و ينشأ منه الاعتراف بالصفات الجذابة ، أو من التعاطف أو من الروابط الطبيعية ، ويتجلى في المودة والارتباط الحار ، و على الرغم من استخدام" المودة "و" التعلق "(26)(27)، فقد لاحظت ان التعريف في النهاية يتحايل على المشكلة!. و هي مشكلة عدم الامساك بالحب!، و عدم عقلنته و قياسه!.

ربما اجد اكثر فائدة لفهم ما يقدمه مقالي هذا، هو في البداية، بعرض، كيف تم وصف ماهو الحب؛ من قِبل أهم الكتاب و الفلاسفة على مر العصور، و رأي علم النفسي التطوري، و من خلال فحص التجارب الخاصة التي ستخبر المرء عندما يقع في تجربة "الحب".

  قال الفيلسوف شوبنهاور: "أن الموضوع فرض نفسه عليه بموضوعية، وأصبح لا ينفصل عن نظرته للعالم". و قال إريك فروم: ، و هو أحد علماء النفس القلائل الذين يناقشون الحب بعمق، "أن أي نظرية للحب يجب أن تبدأ بنظرية الإنسان والوجود البشري والإجابة الكاملة لمشاكل الوجود البشري، حيث تكمن في تحقيق الانصهار مع شخص آخر في الحب"، و يقول: "إن هذه الرغبة في الاندماج بين الأشخاص هي أقوى قوة في الإنسان"، : "الحب هو الاهتمام النشط لحياة ونمو ما نحبه"(20). أما فرويد، فلا يرى شيئًا مهمًا في الحب ، فالبنسبة له هو جزء غير منطقي من السلوك البشري!؛ وقد وعد بكتاب عن الحب للبشرية لكنه لم ينتجه أبدًا، على الرغم من أنه كان دؤوبًا في تعديل مقالاته المنشورة حول الجنس!؛ و في نهاية حيات ، قال إننا لا نعرف سوى القليل عن الحب! (5)(17). لقد أدرك بعض المؤلفين البارزين أهمية الحب، لكنهم لم يتمكنوا من المساهمة في دراسته. لذا علق يونغ عالم الاعصاب: أن، "محاولة تعريف الحب هو في الحقيقة مشروع خطير، فهو أكثر ملاءمةً ليكون للشاعر منه للعالم" .... لكنه أضاف: "ماذا ستكون فائدة استخدام علم الأعصاب، الذي لا يمكن أن يخبرنا عن أي شيء عن الحب؟ "(28) .
أما عن رأي نيتشه عن الحب، فكان اكثر عبقرية و تفكيكًا و أقرب للطبيعة و السلوك الغريزي، لهذا اخترت ان اطرح وجهة نظره في نهاية مقدمة هذا المقال و كبداية، لما اشبه بمقاربة، بين فكره، وبين تفسير علم النفس التطوري للحب، و في نهاية المقال سيكون هناك طرح مختصر و علمي و ابتكاري عن سيناريو ظهور الحب الاول تاريخيًا؟!، و الكشف عن محركات الحب الغريزية، و قولبة الحب و امتداده، و اهمية التوعية لإنجاح الحب.
يهدف نيتشه إلى تجريد الحب من مكانته المتميزة، وإثبات أن ما نتصوره هو نقيضه، مثل الأنانية والجشع. فالحب عند نيتشه هو غريزة بدافع بيولوجي مدعوم ثقافيًا، و هو قريب من الجشع وشهوة الامتلاك، بقوله: ان الحب "قد يكون التعبير الأكثر براعة! للأنانية"، وعلى هذا النحو ، "لا يمكن اعتباره خيرًا أخلاقيًا، و غالبًا ما تؤدي التنشئة الاجتماعية لهذه الدوافع الى التحيز و حتى المعاناة النفسية خاصة للنساء". ومع ذلك ، فإنه لا يبذل أي جهد واضح لإقناع قرائه، بأنه يجب تغيير الحب. كما أنه لا يقترح على تصحيح الاوهام الاكثر شيوعا في الحب، وبدلاً من ذلك ، يلاحظ أن النزعات البشرية القوية تجاه الوهم في الحب الجنسي ضرورية لنجاح هذا الحب، ويثني على بعض الادوار و الإبداع الفني في الحب، فيلعب الرجال والنساء هذه الأدوار بشكل مختلف، ويقضي نيتشه بإسهاب طويل في التأكيد على ضرورة المسافة الدرامية في طريقة الحب بين الجنسين لاستمراره!. و يناقش نيتشه الطرق التي تجعل في كيفة ان يكون لكل جنس تحيزه و فهمه الخاص حول الحب، و يؤكد أن الرجال والنساء ليس لديهم حقوق متساوية في الحب، فيميز نيتشه بشكل واضح (الحب الذكوري) عن (الحب الأنثوي)، من خلال مفاهيم الإخلاص، فالنساء يرغبن في الاستسلام تمامًا للحب، والاقتراب منه و قبوله كإيمان، في حين أن المرأة التي تحب مثل المرأة تصبح امرأة أكثر كمالاً. و يدعي نيتشه ان الحب الذكوري متعطش للتملك للحصول على المزيد و المزيد من الحبيب، ويذكر أن الرجال الذين يميلون نحو الإخلاص التام هم "ليسوا رجال"، و يقترح : أن "الرجل الذي يحب مثل المرأة يصبح عبداً"!، و يدعي نيتشه أن الإخلاص يمكن أن يصبح سمة من سمات حب الذكور بمرور الوقت بسبب الامتنان أو الذوق المحدد ، ولكنه ليس صفة ذكورية أساسية. يكتب نيتشه: "المرأة تتخلى عن نفسها ، ويكتسب الرجل المزيد - فبالنسبة للحب يُنظر إليه في مجمله على أنه عظيم وكامل ، هو الطبيعة ، وكونه الطبيعة ، فإنه إلى الأبد شيء غير أخلاقي!". يقول نيتشه، : "إن المرأة يمكن ان تصبح اكثر تأثيرًا و سحرًا في الحب، بأن تحافظ على الديناميكة و المسافة المطلوبة مع الشريك"، حيث عندما تصبح النساء في متناول الرجال، يفقد الرجال اهتمامهم بها، فينصح النساء بـ "محاكاة نقص الحب" وتفعيل الأدوار التي يجدها الرجال جذابة. من هنا يجد نيتشه الحب كوميدي!، لأنه لا يشمل محاولة التعرف على الآخر بعمق، بل في تأكيد الخيالات التي يرغبها الذكور، و التي تؤدي فيها النساء أدوارهن الجنسية.

اما عن علماء النفس التطوري(1)؛، فالحب هو دافع غريزي، يُنظر إليه على أنه يقوي ويديم الأنواع، وفي خط التطور الاجتماعي، هو مبدأ للإلتزام الذي خلق فكرة الزواج، و هو رابط اجتماعي عزز صالح النوع البشري و استمراره، على حساب انتشاره العددي بنشر الجينات المفرط، بالتكاثر الجنسي الغير مُنّظم.
  فكان التعاطف هو المرشح الأكثر معقولية لتطور الحب البشري. و هو موجود بلا شك في سلوك الثديات، و بما ان العاطفة الاولية الغريزية الاقوى، هي التفاعل بين الأساس الوراثي لتعلق الأم بالرضيع!(8)، و القدرات الأخرى للإنسان المتطورة التي تجلت، و أصبحت ممكنة من خلال زيادة حجم الدماغ البشري: و زيادة القدرة الإدراكية! وتحسين قدرات التواصل وتطور اللغة!. فأدت تطور اللغة إلى ظهور الذات الواعية ، وبذلك القدرة على التعرف على ذات الآخرين والتعاطف معها. حيث لعب عمق ارتباط الأم بالرضيع، ولا يزال يلعب دورًا أساسيًا في نقل ثقافة الارتباط العاطفي! من جيل إلى جيل، وفي جعل تماسك المجموعة البشرية ممكنًا.
إن الافتراض بالقول ان الحب هو العاطفة، يعني ان نفترض بأن الحيوانات "تحب" بنفس المعنى الذي يحب به البشر، بالطبع، كأن نقول إنه لا توجد ميزة منفصلة لتطور الحب البشري!، لهذا لا يمكننا أن نقول أن هناك شيء مثل "الحب" عند الحيوانات؛ بالرغم من وجود سلوكيات شبيهة!، على سبيل المثال ، الزواج الأحادي عند بعض الحيوانات الغير اباحية جنسيًا كالغوريلا!، بأعتبار ان ذكورها تملك حجم خصية صغيرة بالنسبة لحجم أجسامها، عكس البشر و الشامبانزي و البونوبو و الخنازير، التي تملك حجم خصية كبير بالنسبة لحجم اجسادها، لذلك تعتبر من الاجناس الاباحية جنسيًا و لا تلتزم بالتزاوج الاحادي!(23). ولكن الحب ليس سلوكًا بل حالة أو شعور، و علاقة إدراكية وعاطفية و إلتزام بشخص آخر ، لذا من الخطأ أن نستنتج من السلوك الحيواني انه يحوي على الحب. التعاطف إذن ليس الحب!- ولكن الحب لا يمكن أن يبدأ أو يستمر بدون التعاطف و بدون جنس!، لهذا كان الفعل الجنسي هو المرشح التاني لذا علماء التطور النفسي، الذي تطور و ليكون محور ايضًا للحب(12).
الحب ببساطة ليس جانبًا أو تكثيفًا للعاطفة! ولا يجب تحديده بالجنس!، الذي ينتج عنه أنماط سلوك شبه عالمية بين جميع الكائنات الحية بخلاف الأكثر بدائية. على الرغم من أن التعاطف والجنس يظهران في سلوك الحيوانات، على النقيض من ذلك، هناك القليل من الأدلة على وجود حب، يشبه الشعور البشري في أنماط السلوك الحيواني، ربما لان الحب البشري تطور مع تطور قشرة المخ!(13)(15).
يبدو اننا بحاجة لدراسة سيناريوهات تطورية محتملة اكثر للحب؟، و على الرغم من أن العلاج المنهجي أو العلمي للحب في حد ذاته من قبل الفلاسفة وعلماء النفس وعلماء التطور وأطباء الأعصاب وحتى علماء الأنثروبولوجيا كان متناثرًا - حيث تم وصفه كموضوع من الأدبيات، وغير مناسب للدراسة العلمية، و مع هذا لا يعني ان مسئلة الحب، معضلة صعبة القياس!.

يمكن فهم الحب وتحليله وتشريحه، تمامًا مثل أي ظاهرة طبيعية أخرى، و ضرورة هذا،، لانه أهم ظاهرة بارزة من سمات التجربة الإنسانية التي تتطلب الفحص والتفسير، فنحن بحاجة لفهمه بالنظر الى اصله و دوره التطوري و أهميته لبقاء الفرد والجماعة ، بما في ذلك كيفية مساهمة هذه الرابطة في التطور التاريخي و الاقتصادي، و لماذا ؟؛،، لانه الفهم الذي يفكك و يجمع ظاهرة الحب ليكون في المتناول العلمي (القياس)!.
ان السيناريو التاريخي لعلاقة الام بالرضيع منذ ملايين السنيين، كان مصدر امتداد للعاطفة، ليس للبشر فقط، و لكن لجميع الثديات، فقد كانت رابطة، بين الام التي توفر الغداء و الامان و الحماية دون مقابل، و هو بالمناسبة، فقط محرك غريزي، و شعور بالسعادة بسبب افراز هرمون الاوكسيتوسين من المخ الذي يحفزه الرضيع اثناء الرضاعة من الثدي، و من المعروف ان هذا الطفل هو طفيلي في هذه العلاقة، فهو دائمًا يريد المزيد و المزيد دون مقابل!. و في هذه الاثناء ظهرت حاجة الرجل لتأمين المتعة الجنسية، فكان الوضع الجنسي الوجه للوجه، الذي كان يميز البشر في ممارسة الجنس، مناسبًا كي يحاكي الرجل دور الطفل الرضيع في مداعبة ثدي المرأة، و بذلك الحصول على الرابطة العاطفية المدمنة! نفسها المعززة بهرمون السعادة( oxytocin ). يبدو ان الرجل قد حافظ على نفس الدافع الطفيلي و الاناني للرضيع في هذه العلاقة (الحب الذكوري)، و حافظت المرأة على العطاء دون مقابل، إلا بان يظهر الرجل الشعور بالالتزام و الاستمرار في رعاية الاطفال و حمايتهم! (الحب الانثوي)، هنا بدأ شعور الحب بهجين بين العاطفة و المتعة الجنسية!. فالجنس وحده لايكفي في الحب، لان الجنس في معظم الحيوانات مرتبط بالعدوان أو الرغبة أكثر منه بالحب، فيبدو معظم السلوك الجنسي ميكانيكيًا تقريبًا، و اشدها سلوك الاغتصاب التي لا يتطلب وجود عاطفة، و هذا يدعم ان نواة الاولية للحب هي العاطفة ثم الجنس و ليس العكس.
تبدو الاباحية الجنسية المتمثلة في الميل نحو التعدد و الحاجة لتأمين الجنس هو المحرك وراء ظهور غريزة الحب، لكن كيف لمثل هذه الطبيعة الجنسية عند البشر ان تظهر إلتزام أحادي في الحب؟!، يبدو من هنا ان اغلب الرجال لا يستطعون الالتزام الاحادي لفترة طويلة في الحب، بالاعتماد على سلوكهم الطبيعي، دون تدخل الذكاء و الحسابات الاخرى البيئية و الثقافية المكتسبة. اما النساء نظرًا لان معظمهن يملن الى العلاقات الاحادية، فأنهن متكيفات بشكل طبيعي نحو الاستمرار في علاقة الحب بشكل غريزي!.
إذًا الحب الاصلي يحوي ثلاث عناصر و هي، (العاطفة)، (المتعة الجنسية او الحميمية)، و (الالتزام او القرار). و من هنا الحب هو شعور، اي هو محرك غريزي، و ليس سلوك محدد!. و عندما نتكلم عن شعور الحب كنواة، نعرف و نتصور كيف أُسقط و تضخم لعلائق اخرى، كشعور بحب القبيلة و حب الوطن و حب اي رمز يُكن له بالامتنان و الالتزام، فغالبًا ما كان يوصف العطاء، على انه مرأة! (حب انثوي).
و هذا ما يفسر العلاقة الرومنسية بين المثليين و المثليات، و مطالبهم بحقوقهم في ابرام عقود زواج، رغم ان زواجهما لن يثمر بانجاب ذرية!. لكنها الحاجة للهوية الجندرية في الحب، و التي قد تخالف النوع الجنسي العضوي. فيوجد من يرغب بتقمص الحب الانثوي بخلاف نوعه الجنسي، رغبًة في علاقة يتخللها العطاء من جانبه او من الطرفين!، حسب خصوصية العلاقة و ما يحتاجه الحب!.

ان توفر شعور الحب، ليس كافي لاستمرار الحب!، فتطور المجتمع و تعقده، يجعل سبل استمرار الحب معقدة ايضًا؟!، فاذا كان الشعور بالحب هو مركبة، فانها تحتاج الى ثلاث عجلات لكي يسير الحب و حتى التنبؤ بمدة استمراره؛ العجلة الاولى هي (التوافق الجنسي)، و الثانية (التوافق النفسي)، و الثالثة (التوافق الفكري).
⁃ ان التوافق الجنسي في الحب هو من البدائيات الغريزية الخالصة، التي تخضع لمورفولوجيا الاختيار و الاختبار (المتعة الجنسية)، و تختار الانثى الرجل المتناظر، و يختار الرجل المميزات الشكلية التي تثبت صحة المرأة بالفراسة الغريزية، و التي قد تحقق انجاب ذرية اصحاء بنفس هذه الفراسة، و هنا يجب ان يكون الاختيار حر دون قيود مجتمعية و ثقافية.
⁃ و التوافق النفسي، هو عاطفي و بداية محاكاة لعاطفة الام و الطفل، و هذه نواته، و له جوانب كالإعجاب، الاستيعاب، و التعرف، و تقدير مشاعر ووجهة نظر فرد آخر، و يظهر تداخله مع مركب ثانوي مكتسب بناءًا على الروابط الاجتماعية بتدخلاتها الاجتماعية و العاطفية، كالتي تربط بين الاسرة و القبيلة.
⁃ و التوافق الفكري هو مكتسب خالص، و اهم عوامله الذكاء الانساني الذي ارتبط بقشرة مخ الانسان، و هي مصدر الالتزام او القرار في الحب الانساني.

و مشكلة الحب انه غير قابل للقياس!، و يظهر هذا من دراسة الخبرات الشخصية، و من السؤال المتكرر من احد اطراف الحب للاخر؛ عن مدى حجم حبه له او لها!، على الرغم من ان هذا السؤل قد يلاقي استهجانه، لكنه يعني للمرأة الكثير؛ بمعرفة غريزية، بمحدودية قدرة الرجل على الاستمرار! في الحب، و لكنها تنظر على الاقل للرومانسية كعربون وفاء!، و في الاثناء، ستحاول المرأة،، تأميم موارد الرجل حتى تظمن استمراره في الحب معها، و بذلك تمنعه من الاستثمار مع احداهن! في زواج اخر!.

بهذا تظهر اهمية أن كلًا من الرجال والنساء "بحاجة إلى التعليم بشكل أفضل" فيما يتعلق بطبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة" ، "لأن الرجل هو الذي يخلق لنفسه صورة المرأة ، والمرأة تشكل نفسها وفقًا لهذه الصورة" وعلى الرغم من أن بعض النساء يمكن أن ينقلبن على هذه الصورة بل ويدمرونها، إلا أنه يستمر التعاطف مع حقيقة أن النساء في كثير من النواحي يتعرضن لأدوار معينة في الحب ، ويطلب منهن تمثيل شخصية من أجل كسب حب الرجل، و هذه مضعفات لمكتسبات ثقافية ذكورية ميزت معظم المجتمعات البشرية، و كان لها في كثير من الحالات تأثير نفسي سلبي على المرأة.

و على الرغم من أنني لا أقدم ادعاءات أخلاقية حول الكيفية التي يجب أن يحب بها المرء، إلا ان التربية الجنسية كفيلة بجعل كل مرء؛، ان يفحص و يختار دوره في الحب بكل حرية!. و إن المحبة البشرية المثالية كما نختبرها ، هي في الأساس علاقة بين شخص وآخر - و ليست علاقة جسدية فحسب، بل علاقة دماغية، و علاقة عصبية. حيث يصبح فيها وجود وبنية شخص آخر، جزءًا بارزًا من بنية المرء الخاصة به، و ان بتغيير الطريقة في الحب و ذلك بتنمية البذور الانثوية فينا، رجالاً و نساءًا، بالادراك و الوعي و التربية، لنصل الى حب متعادل و مساواة حقيقية، في الاخذ و العطاء، بحيث لا نعيد انتاج نسخ بدائية عن الحب في عالم ينقصه متطلبات المرحلة.

بدأ الحب بسيطًا لكنه تعقد مع تعقد عواطفنا و تداخلها، فاصبح نوع شعور الحب في كونه ذكوري او انثوي، يتخلل معظم مناحي الحياة و نتعامل و نرتبط مع محيطنا و فق هذا الشعور، و نرتبط بالاشياء، إما بحب الامتلاك و الانتهازية، او بحب العطاء و العناية، و وفق التطور الطبعي، آن للحب ان يتطور بذات واعية، اكثر شمولية و ادراكًا و عطاء (الانسانية)، لينعكس و يمتد الى كل روابط جديدة و معادلة جديدة تبدأ من الزوجين. فهل الان و في نهاية المقال؛، "نستطيع ان نتصور كيف لتربية جنسية ان تتمدد الى حد، ان تجعل افراده، يحبون وطنهم بمحرك العطاء بدل الاخذ!، اي ان نحبه (بحب متعادل).
 

References

1- Bell, G. (1982) The masterpiece of nature: The evolution and genetics of sexuality. London: Croom Helm.
2- D Arcy, M.C. (1952) The Mind and Heart of Love. 2nd ed. London: Faber and Faber.
3- Emde, R.M. and Harmon, R.J., eds. (1982) The Development of Attachment and Affiliation Systems. New York: Plenum.
4- Fisher, M. (1990) Personal Love. London: Duckworth.
5- Freud, S. (1962) Three Essays in the Theory of Sexuality. Trans. and ed. by J. Strachey. London: Hogarth Press.
6- Fromm, E. (1957) The Art of Loving. London: Allen and Unwin.
7- Hollingdale, R.J. (1970) Introduction to Schopenhauer: Essays and Aphorisms. Harmondsworth: Penguin.
8- Konner, M. (1982) Biological Aspects of the Mother-Infant Bond. In Emde, R.M. and Harmon, R.J., eds. The Development of Attachment and Affiliation Systems.
9- New York: Plenum, pp. 137- 159.
10- Leach, P. (1979) Baby and Child. Harmondsworth: Penguin.
11- Lorenz, Konrad. (1966) On Aggression. Translated by Marjorie Latzke. London: Methuen.
12- Mellen, S.L.W. (1981) The Evolution of Love. Oxford and San Francisco: W.H. Freeman.
13- Mursten, B.L. 1988. "A Taxonomy of Love," in Sternberg, R.J. and Barnes, M.L. eds. (1988) Psychology of Love. New Haven: Yale University Press, pp. 13-37.
14- Pascal (1652/1866) "Discours sur les passions de l amour," in Pensées. ed. with Introduction and Notes by E.Havet. Paris: Ch. Delagrave, pp. 251-263.
15- Ross, D. (1972) R. Stanley Hall: The Psychologist as Prophet. Chicago: University of Chicago Press.
16- Russell, B. (1929) Marriage and Morals. London: Allen and Unwin.
17- Santas, G. (1988) Plato and Freud: Two theories of love. Oxford: Basil Blackwell.
18- Scheler, M. (1913) [1954] The Nature of Sympathy. Heath, P. trans. with Introduction by W. Stark. London: Routledge & Kegan Paul.
19- Schopenhauer, A. (1970) Essays and Aphorisms. Selected and translated by R.J. Hollingdale. Harmondsworth: Penguin.
20- Scruton, R. (1986) Sexual desire A Philosophical Investigation. London: Weidenfeld & Nicolson.
21- Stein, Edith. (1970) On the Problem of Empathy. The Hague: Martinus Nijhoff.
22- Trans. by Waltraut Stein of Zum Problem der Einf�hlung [Originally published (1917) Sternberg, R.J. and Barnes, M.L., eds. (1988) Psychology of Love. New Haven: Yale UP.
23- Symons, D. (1979) The Evolution of Human Sexuality. New York: OUP.
24- Trevarthen, C. (1984) How control of movement develops.In Human motor actions: Bernstein reassessed. ed. by H. Whiting, pp. 223-261. Amsterdam: North-Holland.
25- Trevarthen, C. (1990) Growth and education in the hemispheres. In Trevarthen, C., ed. Brain circuits and -function-s. CUP, pp. 334-363.
26- Voltaire 1764. [1967] Dictionnaire Philosophique: Amour. Paris: Editions Garnier.
27- Wilson, Edward O. (1975) Sociobiology The New Synthesis. Cambridge, MA: Harvard UP.
28- Young, J.Z. (1978) Programs of the Brain. London:
29- ynow.org › issues › Nietzsche_on_Love philosophynow.org › issues › Nietzsche_on_Love



#احمد_كانون (هاشتاغ)       Ahmed_Kanoun#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور القمل؛ في الاستمالة الاجتماعية و تطور العاطفة البشرية تا ...
- مورفولوجيا الإثارة الجنسية و الجمال.
- دور الموسيقى و اللغة ( الصوتيات) تاريخيًا: في التطور البشري.
- دور تغطية القضيب الذكري تاريخيًا في نشوء و تطور الملابس و ال ...
- المثلية الجنسية من الفطريات إلى البشر…ورقة و نظرة
- تحرير المرأة…مدخل آخر.
- السودان و فرص نجاح التغيير؟
- العدالة بدون ريش
- الحرمان و الحجب في منظومة الأخلاق الحميدة سيئة الصيت… هي تحف ...
- كل عام و الجميع بخير
- عقلية العقلانية…ارضية للديمقراطية
- علمانية السلطة و طبيعة حركات الاحتجاج
- ديمقراطية القشور، تونس مثلاً!.
- حصاد الشوك
- عقدة محمود
- من العيش الى الحياة!
- الخجل من الثديات العليا الى الانسان
- رمزية الفراشة و الحقيقة
- الذهب. المعبد و السلطة. هل للذهب قيمة حقيقية؟
- ثالوث العشوائية و الزمن و النظام


المزيد.....




- تحطيم الرقم القياسي العالمي لأكبر تجمع عدد من راقصي الباليه ...
- قطر: نعمل حاليا على إعادة تقييم دورنا في وقف النار بغزة وأطر ...
- -تصعيد نوعي في جنوب لبنان-.. حزب الله ينشر ملخص عملياته ضد إ ...
- البحرية الأمريكية تكشف لـCNN ملابسات اندلاع حريق في سفينة كا ...
- اليأس يطغى على مخيم غوما للنازحين في جمهورية الكونغو الديمقر ...
- -النواب الأمريكي- يصوّت السبت على مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- الرئيس الإماراتي يصدر أوامر بعد الفيضانات
- شاهد بالفيديو.. العاهل الأردني يستقبل ملك البحرين في العقبة ...
- بايدن يتهم الصين بـ-الغش- بشأن أسعار الصلب
- الاتحاد الأوروبي يتفق على ضرورة توريد أنظمة دفاع جوي لأوكران ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - احمد كانون - تفكيك، تحليل و تجميع؛ ظاهرة الحب.