تأملات -كورورنية-

محمد البوزيدي

الحوار المتمدن-العدد: 6563 - 2020 / 5 / 13 - 22:47
المحور: ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
    

هل حطمت فينا الكورونا طاقتنا أم قيدتها فقط ؟
منذ انطلاق مسلسل السيدة الكورونا لا تنفك الحلقات تتوالى سراعا ، المشاهد تمر ببطء كبير ،لكن الوضع يتجاوز الوصف الخاص والدقيق على عمق المأساة العالمية.
ومع كل صباح جدي ،نتنفس هواء جديدا، ونقول هل من جديد؟ أم أنه روتين القديم :أرقام تتصاعد ،حملات تحسيسية دون جدوى وسلوكات مكررة لم ينتبه أصحابها أنهم في غفلة من الزمن قد ينتقلون عبرها من الحياة إلى الممات.
ومن كثرة التكرار تهنا في أحايين كثيرة في تذكر أسماء الأيام وفي تاريخها بالضبط .
الناس يواصلون حياتهم وهم يتساءلون كل لحظة ، وماذا بعد؟ ومتى ؟
أرقام الإصابات تتوالى على الشاشات دون تحديد دقيق للأماكن الموبوءة ،حالات الشفاء ونسبها المتكررة تبقى غير ذات جدوى في ذهن الإنسان البسيط مادام أن حركيته مازالت مقيدة .
كل يوم تتكرر نفس النداءات والتوجيهات ،وحين نخرج للشارع لا نجد أثرا لأي آثار ،إلا توقف الساكنة للانصات ثم مواصلة الطريق بلامبالاة قاتلة .
القلوب ترتجف ،والمشاعر تتكسر ، بيئة نفسية خاصة تميل دوما للسلبي، مادام أم التفاؤل الذي ظهر قبل عشرين يوما تحطم على صخرة اكتشاف حالات جديدة في بؤر متنوعة .
الإعلام يخبرنا كل يوم بحالات اعتقال ،بتدابير اجراءية، بحزمة قرارات .. لكن الحزن مازال مرتسما على الأفئدة .
في العائلة اكراهات شتى ،فالأطفال مقيدون من اللعب في الشارع وحولوا المنازل إلى فضاء للترفيه، ولضيق الفضاء لا يترددون في النوم ساعات طوال، واكتملت الخطة بقرارات الوزارة بعدم التحاقهم إلى الاقسام حتى شتنبر المقبل .
الرجال انخرطوا في مهن المنزل، وحفظوا جيدا تقنية الكمامة مادام أنها تجعل المرتدي لها مجهولا لدى الآخرين الذين قد يطالبونه بمستحقات متأخرة . والنساء ضجرن من اكتساح عالمهن بالبيت من طرف الأزواج والأطفال .
الانترنيت تواصل حشد الساعات وشركات الاتصالات حققت منخرطين جدد بأسعار تائهة
البيئة استفادت جليا من الحجر الصحي ،أزهرت الحقول وانفتحت الأزهار وأينعت الورود في ربيع متوقف حتى إشعار آخر..
والخلاصة أن الجميع يحلم يوما عن يوما بانفراج يتمكنون فيه من الإفراج عن أنفسهم .

#محمد_البوزيدي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات