أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جورج حداد - رئيس المخابرات الخارجية الروسية: سنبني نظاما عالميا جديدا متعدد الاقطاب















المزيد.....

رئيس المخابرات الخارجية الروسية: سنبني نظاما عالميا جديدا متعدد الاقطاب


جورج حداد

الحوار المتمدن-العدد: 6562 - 2020 / 5 / 12 - 11:29
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


ترجمة وتقديم جورج حداد*

تقديم
كان من المفترض ان تنعقد في موسكو في شهر نيسان الفائت الدورة التاسعة لـ"منتدى موسكو للامن الدولي" بحضور وفود من اكثر من 100 دولة بمن فيهم وزراء دفاع ووزراء خارجية ورؤساء اجهزة عسكرية وامنية من مختلف الدول. وتم تأجيل انعقاد دورة "المنتدى" الى السنة القادمة 2021، بسبب ازمة وباء كورونا. وقد نشرت بعض وسائل الإعلام الروسية نص الكلمة التي كان يزمع القاءها سيرغيي ناريشكين، الرئيس السابق لمجلس الدوما (مجلس النواب) الروسي، ورئيس جهاز المخابرات الخارجية لروسيا حاليا. وهو احد اعضاء فريق عمل الرئيس بوتين ومن اقرب المقربين اليه ويعتبر الكثير من المراقبين انه اليد اليمنى للرئيس بوتين. وتلقي هذه الكلمة الاضواء على الاوضاع الدولية الراهنة وترسم الخطوط الرئيسية للستراتيجية العالمية لروسيا في المرحلة التاريخية الحالية، في ما يخص العمل لبناء نظام عالمي جديد متعدد الاقطاب ومناهض تماما للنظام العالمي الآحادي الذي ارادت اميركا وكتلتها الغربية فرضه على العالم. وقد احدثت هذه الكلمة صدمة مميتة لدى غالبية المراقبين والمحللين الغربيين. ولهذا جرى التعتيم عليها تماما في الغرب. وننشر فيما يلي نص كلمة سيرغيي ناريشكين، كما نشرها موقع "سكاندالنو.نت" الالكتروني البلغاري، نظرا لاهميتها الاستثنائية لفهم مجريات الصراع الدولي في الوقت الراهن ولكون هذه الكلمة تمثل بوصلة ارشاد حقيقية لجميع المناضلين الشرفاء ضد الامبريالية والصهيونية في جميع انحاء العالم:

الكلمة الستراتيجية التاريخية لسيرغيي ناريشكين

ان الوضعية الدولية اليوم هي معقدة للغاية. وهي تختلف نوعيا عن الوضعية خلال الحرب الباردة (السابقة)، كما وعن الحقبة التي اعقبتها اي حقبة الانتصار قصير الاجل لنظام القطب الاوحد الاميركي.
والمواجهة بين البلدان في حقبة الحرب الباردة كانت كبيرة، ولكنها كانت قابلة للتنبؤ، ومضبوطة بقواعد واضحة وتفاهمات متبادلة بين القطبين حينذاك: الولايات المتحدة الاميركية والاتحاد السوفياتي.
وتبعت انهيار الاتحاد السوفياتي فترة 20 سنة من الزعامة العالمية وحيدة القطب لاميركا. وبفضل ذلك فرضت اميركا العولمة والليبيرالية الجديدة على العالم.
اما اليوم فإن هذا النمط العولمي ـ الليبيرالي قد استُنفد كليا، والعالم يغرق في ازمة لا سابق لها: اقتصادية، مالية، سياسية، فلسفية وحتى وجودية.
وتنمو بسرعة تذبذبات المواقف وخيبات الامل لدى الناس، في كل انحاء العالم، من النمط العولمي السائد اليوم.
ان توازن القوى القديم يتهدم، ويتم القضاء على الاعراف والاتفاقات واعادة صياغتها في جميع الحقول وجميع التفاعلات بين الدول.
والسبب في ذلك يعود الى ان ما يسمى الغرب الذي تقوده اميركا لا يعترف بأن النمط الآحادي القطب اصبح ميتا، ويتشكل محله عالم جديد متعدد الاقطاب. وفي رغبتها بأن تحتفظ بدورها القيادي في الكرة الارضية، فإن النخبة اليورواطلسية ترفض القبول بالواقع.
في مطلع القرن العشرين قال الفيلسوف الالماني وولتر شوبارت عن البريطانيين "انهم، خلافا للامم الاخرى، ينظرون الى العالم فقط وفقط كفبركة... ولا يتعطشون لشيء بقوة، كما يتعطشون الى الانتاج وتحصيل الارباح على ظهر الآخرين".
وبعد انهيار الاتحاد السوفياتي رأينا كيف ان الاميركيين ـ الورثة تاريخيا وسياسيا وامبرياليا للبريطانيين ـ قد بنوا ووسعوا فبركتهم العالمية. لقد حولوا الولايات المتحدة الاميركية الى شركة امبريالية هائلة، تمتص الارباح على النطاق العالمي حتى بدون القيام باي عمل. والعديد من البلدان، كيوغوسلافيا وافغانستان والعراق، تحملت على ظهورها مفاعيل هذا النمط المعيوب "للبيزنس" الاميركي، الذي حمل للولايات المتحدة الاميركية وشركائها، على امتداد سنوات طويلة، الارباح الهائلة على حساب بقية اجزاء العالم.
ولكن في مطلع القرن 21 تعثر الامر امام الاطلسيين. فنمط الامتصاص الاستغلالي لموارد وعمل مختلف الدول والشعوب في بقية اجزاء الكرة الارضية، قد استنفد. وبدأ هذا النمط يعمل بخسارة حتى لصانعيه انفسهم.
فقد بدأت مختلف الدول والشعوب تذكّر واشنطن في اغلب الاحيان بخصوصيتها الجيوسياسية وبسيادتها. وقد عرّت الازمة الاقتصادية العالمية سنة 2008 اسس الاقتصاد العولمي النيوليبيرالي، الذي بناه الغرب في الكرة الارضية.
وهكذا وصلنا الى الازمة الحالية، التي يسميها البعض "وباء فيروسيا"، ولكنها في الجوهر ازمة مالية واقتصادية.
فبعد 15 سنة من استنفاد النمط النيوليبيرالي، لم يعد بإمكان الغرب ان يكتشف او يستنبط مصادر جديدة للنمو المرتفع والثابت. والسكان في البلدان الغربية ذاتها ليسوا مهيئين لتحمل عواقب الازمة ـ اي القبول بمستقبل حياة اكثر تواضعا من الجانب المادي. اما تجارب وخطط النخب اليورواطلسية في حقل العولمة، التعددية الثقافية والهوية التقليدية، فقد تعرضت لكارثة كاملة. وقد كان الهدف من هذه الايديولوجيات هو دفع الانسان الغربي لان ينسى فردانيته وان يتكيف مع نمط حياة اكثر تواضعا، بدون انتظار تطور اكبر. اما الانسان الشرقي فكان عليه ان يقبل بأنه تابع للحضارة الغربية. ولكن الاختبار لم ينجح. والبرهان على ذلك هو الارتفاع الحاد لشعبية القوى المعادية للنظام، ذات التوجهات القومية، والشعبوية، داخل الولايات المتحدة الاميركية وكذلك الاتحاد الاوروبي. ان المجتمعات الغربية ترسل اليوم اشارات واضحة الى سلطاتها، بأنها تشعر انها مخدوعة. اما السلطات، وبدلا من تقديم اجوبة مناسبة وتدابير اقتصادية، فقد باشرت بحملات ضد "العدو الخارجي للدمقراطية"، مثل روسيا، الصين، ايران، وفينزويلا... وعمدت الحكومات الغربية الى طمس المشكلات الاقتصادية الاساسية الواقعية بالحكايات حول "التدخل الخارجي"، وقامت تلك الحكومات بتنظيم متتابع لحملات "صيد الساحرات، والعملاء الاجانب الخ.".
والكثير من المشكلات سالفة الذكر كان من الممكن حلها ولو جزئيا، لو ان النخبة الغربية كانت تنظر الى العلاقات الدولية ليس كـ"لعبة تكاذب"، بل كطريقة للحل المشترك للمشكلات المتراكمة. ولكن يبدو ان الشركة العولمية الغربية لا يمكنها ان تتوقف عن النمو. ولا يمكن ان تسمح بتخفيض ارباحها. لان توقفها عن النمو يعني بالنسبة لها الزوال. ولهذا اتجهت نحو تقويض النظام الحقوقي الدولي وهندسة الامن، اللذين تم بناؤهما في وقته بمشاركتها هي بالذات، ولكن فجأة اصبحا بالنسبة لها غير مربحين وغير مريحين.
ان الاميركيين وحلفاءهم المطيعين، مدفوعين بمثل هذه الحوافز الانانية، غالبا ما يلجأون الى ان يفرضوا بالقوة مصالحهم، بما يتناقض والمحادثات متعددة الاطراف.
وهم يقومون بمحاولات مكشوفة لزعزعة الاستقرار في اقاليم عديدة على الكوكب الارضي، لاجل انتزاع منافع اقتصادية. وهم غالبا يعملون ليس فقط وهم يدوسون القانون الدولي، بل وفي تناقض تام مع العقل السليم.
ومثال ساطع على ذلك هو الوضع في فينزويلا، حيث توجد محاولة وقحة من قبل الاميركيين للاستيلاء عليها. كما يعملون بنفس الطريقة لتجزئة ونهب ليبيا وسوريا. وفي الوقت الذي يقوم فيه البيت الابيض بمهاجمة فينزويلا، فإنه يعبر عن مخاوفه من موجة اللاجئين غير المنضبطة ويتجه نحو انفاق مليارات الدولارات من اجل تدعيم الحدود الاميركية مع المكسيك. وبعد عدة اشهر من ذلك فقط تحاول واشنطن إشعال نزاع اهلي في فينزويلا، والتسبب بكارثة انسانية فيها. وذلك بالقرب من حدودها. واذا قدّر للولايات المتحدة الاميركية ان تنجح في هذا المسعى، فإن حدودها ستتعرض لموجة جديدة من ملايين اللاجئين.
ان هذه الغطرسة والعنجهية الاميركية هي احد التحديات الاساسية للامن الدولي.
ومثل هذا التهور واللامسؤولية يظهره الاميركيون ليس للمرة الاولى وليس فقط حيال فينزويلا، التي تكاد واشنطن تعتبرها مجرد مقاطعة تابعة لها!
واننا نرى في السنوات الاخيرة كيف ان الولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا العظمى وحلفاءهما الاكثر مطواعية في حلف الناتو يخرجون بالتدريج من الاتفاقات الدولية ويرفضون ان يأخذوا بالاعتبار القواعد الدولية المقامة منذ 70 سنة. انهم حتى يرفضون اجراء المحادثات حول المسائل المرتبطة بالاستقرار الستراتيجي، مثل مسألة الرقابة على التسلح. واليوم هم يشوهون مبدأ التجارة الحرة الذي أنشأوه هم انفسهم، وهو المبدأ الذي يعتبر الاس الاساسي للنظام المالي والاقتصادي المعولم الذي ابتنوه. انهم يؤولون بشكل تعسفي القانون الدولي، ويوجهون ضربات عسكرية لاراضي دول ذات سيادة، ويقتلون هناك عشرات ومئات الوف المدنيين، ويفرضون العقوبات الاقتصادية على منافسيهم الجيوسياسيين.
ولكن مفهومة "القانون" ذاتها تحولت الى مسخرة، في حادثة "سكريبال"، حينما ادخل البريطانيون عبارة "محتمل بدرجة كبيرة" في بيانهم الرسمي، الذي اعتبره الكثير من شركائهم في الاتحاد الاوروبي كافيا للشروع في طرد جماعي للدبلوماسيين الروس (وهو التصرف الذي تلقوا عليه طبعا جوابا مماثلا من قبل روسيا).
ان قراري الولايات المتحدة الاميركية باعتبار القدس عاصمة لاسرائيل، واعتبار "مرتفعات الجولان" المنتزعة من سوريا ارضا اسرائيلية... وذلك في خرق تام لجميع قرارات الامم المتحدة، وكذلك الانسحاب وحيد الجانب لواشنطن من الاتفاق الدولي حول البرنامج النووي لايران، كل ذلك قوض الجهود العالمية المشتركة لاجل استقرار الوضع في الشرق الاوسط.
ان الولايات المتحدة الاميركية قوضت وهددت المبدأ الدولي ذاته حول ادارة الازمات بواسطة المحادثات متعددة الجوانب.
وبهذا الصدد ـ وبهذه التدخلات العسكرية ضد الدول الاخرى، فإن الولايات المتحدة الاميركية تخرق دستورها الخاص بالذات. فهو ينص انه يمنع بشكل مطلق على اي ولاية اميركية ان تستخدم القوة ضد اي ولاية اخرى في الاتحاد الاميركي. وينص ان كل ولاية هي سيدة على اراضيها ومحمية قانونيا من التدخل في شؤونها الداخلية. وهذا النص هو عنصر اساسي في الوثائق العقائدية للادارة الفيديرالية الاميركية، وهو يدخل في "الستراتيجية الوطنية للامن" و"ستراتيجية الكفاح ضد الارهاب" الخاصتين بالولايات المتحدة الاميركية. وهذا يعني ان الولايات المتحدة الاميركية لديها قوانين للاستعمال الداخلي في دولتها الخاصة... وقوانين عكسية حينما ترى انه ينبغي ان تقوم هي نفسها بمهاجمة دولة اخرى ذات سيادة. اننا امام لاشرعية وقحة.
وعلى خلفية مسلك قطاعي الطرق هذا من قبل اليانكي (الاميركيين)، فإن العديد من البلدان اخذت تقلدهم وتتصرف بشكل عدواني تجاه جيرانها، محاولة بالطرق العسكرية ان تحل، مثلا، الخلافات الحدودية طويلة الامد، او بهدف تدعيم مواقفها العسكرية ـ السياسية الخاصة. وهكذا حصلت سلسلة من ردود الافعال. وفي الوقت الحاضر فإن الآليات الجماعية، لحل النزاعات الاقليمية بين الدول، تتآكل وعلى وشك الانهيار.
والان فإن اتخاذ القرارات بشكل متوازن يتم استبداله من قبل الولايات المتحدة الاميركية بالاندفاع والعدوان. وهي تستخدم نهجا انانيا. والخطر مما يسمى نزاعات دولية عرَضية، التي تحدث بسبب التصرفات وحيدة الجانب والمفاجئة لبعض اللاعبين، هذا الخطر يتنامى، والتوقعات للمستقبل ليست مشجعة. ان العنف في الكرة الارضية ينمو، وتزداد نسبة السكان الذين يعيشون في مناطق النزاعات، التي تجري بدرجات مختلفة من الشدة.
وبنتيجة ذلك فإنه حتى اي استفزاز صغير الان يمكن ان يتسبب بحرب عالمية واسعة النطاق.
تذكروا الحرب العالمية الاولى. كان من المعتقد انه لم تكن توجد حينذاك اي قوة عظمى مستعدة لتبدأ الحرب. ومع ذلك فإن الجميع دخلوا في الحرب وغرقوا فيها... ودفعوا ارواح ملايين البشر ثمنا لهذه المشاركة، ودفعوا ايضا بتدمير اقتصاداتهم، وحتى ان بعض الدول اختفت من الخارطة الجيوسياسية للعالم.
قبل 100 سنة، وقبل 80 سنة، وقبل الحرب العالمية الاولى والثانية، كان بامكان قادة الدول ان يبرروا لانفسهم انفجار الحروب العالمية، بحجة "غياب آليات دولية لحل التناقضات بين الدول في مرحلة مبكرة". اما اليوم فإن هذه الادوات موجودة (وقد اتفقنا عليها وانشأناها بعد نهاية الحرب العالمية الثانية) ولكن ما يسمى الغرب وبالاخص الولايات المتحدة الاميركية يقومان اليوم تدريجيا وبشكل ممنهج بالقضاء على هذه الآليات. وفي المقابل هما لا يقترحان شيئا على العالم، سوى القبضة وبعض البيانات الجوفاء حول توطيد ما يسمى "النظام الليبيرالي العالمي". وهي بيانات لم يعد يؤمن بها حتى واضعوها.
وهذا التدمير غير المسؤول للسلام واللعب بالحرب يرجع الى واقع ان الولايات المتحدة الاميركية لم تعانِ اصابات تاريخية من الحرب، فوق اراضيها بالذات، كما هو الامر بالنسبة للامم الاخرى، وخاصة روسيا والدول الاوروبية.
ولكن العالم المعاصر المعولم بشدة (بفضل جهود الولايات المتحدة الاميركية ذاتها) اصبح مترابطا، صغيرا ومسطحا الى درجة انه حتى المحيطان، الاطلسي والهادي، اللذان يطوقان الولايات المتحدة الاميركية، لم يعودا يشكلان لها خط دفاع مأمون في حال نشوب نزاع عالمي محتمل.
ان روسيا، التي عانت في المائة سنة الماضية ثلاث حروب مدمرة، لا تكل من دعوة الدول الغربية، كأعضاء في المجموعة الدولية، للبحث معا عن حلول للمشكلات المتراكمة.
ولكن للاسف انه حتى في الحقول التي لم يوصد فيها بعد في وجوهنا باب المحادثات، كـ"مكافحة الارهاب" و"امن المعلوماتية"، فإن شركاءنا الغربيين يستمرون في ان يمدوا نحونا "اصبعهم الوسطى". وهذا طبعا لا يعني ان نقطع معهم جميع الاتصالات، وننتقل الى العزلة الذاتية او ان نقوم بعزلهم. ان الحوار مع الغرب ينبغي ان يستمر، حتى لاجل ان نتجنب الانهيار النهائي للنظام العالمي القائم، الذي بالرغم من تآكله لا يزال يوفر وجود نوع من الاستقرار الستراتيجي.
وفي الوضعية الراهنة المتوترة، من الضروري ان نتّبع نهجا ليس للتدمير، بل لتدعيم التشكيلات العالمية والاقليمية القائمة، التي ينبغي في الوقت ذاته ان نعمل لتحسينها واعادة بنائها في مصلحة السلام والامن في الكرة الارضية.
ولكن اذا كان الغرب، بقيادة الولايات المتحدة الاميركية، لا يظهر النضج والجرأة الكافيين للسير في هذا الاتجاه، فإن مراكز القوة الاخرى ـ الصين، روسيا، الهند والبرازيل ـ سوف تخطط لاجل مستقبل العالم ولاجل اقامة نظام عالمي جديد بدون مشاركة الغرب.
ان النظام الشائخ "للعولمة الليبيرالية" ينبغي ان يستبدل بنظام عالمي جديد اكثر عدالة بكثير واكثر استقرارا.
ومع ذلك فإنني لا زلت مقتنعا ان تلك القوى العاقلة في البلدان الغربية، التي هي على بينة من المخاطر التي تهدد العالم في الوقت الراهن، والتي هي مهتمة بانقاذ الحضارة وبانقاذ دولها الخاصة، سوف تنضم الى هذه العملية.
ان الخطوط العريضة للنظام العالمي الجديد هي في طور التوضيح. ولست اخفي عنكم ـ اننا في حالة حرب. اننا نخوض معركة شرسة مع النخبة العالمية المتموضعة في الغرب، والتي تدافع حتى الرمق الاخير عن البيئة التي تغذيها ـ اي العولمة الرجعية. وهي تفعل ذلك بكل الموارد القائمة وبكل الوسائل ـ بما في ذلك بواسطة الضبابيات الوبائية.
ان مستقبل الكرة الارضية اصبح يتعلق اليوم بعملنا وجهودنا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
*كاتب لبناني مستقل



#جورج_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اميركا تخسر الحرب الباردة الجديدة ضد روسيا وحلفائها
- المحور الشرقي الجديد بمواجهة الكتلة الاميركية الغربية
- الكورونا يقوض اسس النظام الليبيرالي الرأسمالي الغربي
- اوروبا: -رجل العالم المريض-!
- مسار حرب النفط بين اميركا وروسيا
- هل تدشن ايطاليا بداية النهاية لوجود الاتحاد الاوروبي؟
- صندوق النقد الدولي وفيروس ترامب
- خطر العدوان على الابواب والخاصرة الرخوة للمقاومة في لبنان
- انهيار اسعار النفط والبورصات وانقلاب السحر على الساحر
- لبنان بيضة القبان وتركيا ستخسر معركة النفط والغاز
- النزاع التركي اليوناني والنفط والغاز في شرقي المتوسط
- فينزويلا شوكة في حلق الامبريالية الاميركية
- البحر الاسود والبلقان في المواجهة الستراتيحية بين الناتو ورو ...
- سقوط النظام العالمي -الليبيرالي- لاميركا
- تغييرات مهمة في تركيبة النظام السياسي الروسي
- ترامب يقود اميركا من هزيمة الى هزيمة
- تدهور العلاقات بين اميركا والاتحاد الاوروبي
- رغم العقوبات الاميركية الغاز الروسي يشق طريقه الى اوروبا
- ميلاد السيد المسيح وبعض ما رافقه من احداث كبرى
- حلف الناتو يحشرج قبل الموت


المزيد.....




- كاميرا مراقبة ترصد لحظة اختناق طفل.. شاهد رد فعل موظفة مطعم ...
- أردوغان وهنية يلتقيان في تركيا السبت.. والأول يُعلق: ما سنتح ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- الدفاع الروسية تكشف خسائر أوكرانيا خلال آخر أسبوع للعملية ال ...
- بعد أن قالت إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.. أستاذة جا ...
- واشنطن تؤكد: لا دولة فلسطينية إلا بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل ...
- بينس: لن أؤيد ترامب وبالتأكيد لن أصوت لبايدن (فيديو)
- أهالي رفح والنازحون إليها: نناشد العالم حماية المدنيين في أك ...
- جامعة كولومبيا تفصل ابنة النائبة الأمريكية إلهان عمر
- مجموعة السبع تستنكر -العدد غير المقبول من المدنيين- الذين قت ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جورج حداد - رئيس المخابرات الخارجية الروسية: سنبني نظاما عالميا جديدا متعدد الاقطاب