أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شهد أحمد الرفاعى - حاجز الموت والحياة ( قصة ) الجزء الخاامس















المزيد.....

حاجز الموت والحياة ( قصة ) الجزء الخاامس


شهد أحمد الرفاعى

الحوار المتمدن-العدد: 1584 - 2006 / 6 / 17 - 11:26
المحور: الادب والفن
    


وهنا أخذ الرصاص ينهمر من كل ناحية أمام أقدام الشاب وهو واقف فى مكانه وكأنه تمثال لا يتحرك..سمع الركاب صوت الرصاص وأخذوا يصرخون وعرفوا أنهم هالكون الآن لا محالة..أما سندس فأحست أن الدنيا تدور بهاا ولكنهاا تماسكت وما كان يقلقهاا سوى مصير هذا الشاب..ودون ان تشعر وجدت يدهاا تحرك زجاج السيارة لتستطلع أمر الشاب..ولكن الرصاص المنهمر على السيارة لحظة فتحهاا الشباك جعلهاا تنبطح على الكرسى المجاور لهاا..نهرهاا السائق على فعلتهاا هذه والتى من الممكن ان تعرض الجميع للخطر..إستغربت سندس من كلام السائق أى خطر الذى يتكلم عنه ونحن وسط الخطر وداخله
ولكنهاا قامت مرة آخرى بعد أن احست الهواء يندفع من فوقهاا..فوجدت ان الزجاج قد تهشم جزء منه..وتهلل وجهها فهى الآن تستطيع ان ترى كل شىء بوضوح ولكنهاا ما أن وقع نظرهاا خارج النافذة..حتى صرخت صرخة مكتومة أرجعتهاا بسرعة داخلهاا.ماهذااا دم.. دم ؟؟ بدأ الدم ينسال من الشاب بعد ان أصابته إحدى الرصاصات الطائشة المنطلقة من حثالة جنود الأرض على الإطلاق..وبدأ الضابط يصيح فى عنف وتحد واضح ولهجة آمرة..إخلع ملابسك الآن..
وردد الشاب..فى تحد واضح وعزيمة فولاذية ..أشهد ان لا اله الا الله وأشهد ان محمداً رسول الله.
.لن أخلع ملابسى..ولن تخلعوا أى فلسطينى من على هذه الأرض..ولو آتيتم بكل شياطين الأرض وكانوا لكم حلفااااء.
.لن تخلعوهاا..لن تخلعوناا من جذورنا..لن أخلع ملابسى أبدا..أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمداً رسول الله.
.جرفوا الأرض..إهدموا البيوت..شردوا البشر..إقتلوا الشيوخ..يتموا الأطفال.
.ستبقى الجذور فى الأرض تقول أنا أرض فلسطينية.
.ستبقى البيوت والمنازل شاهدة على جرائمكم.
.وسيهيم البشر فى كل بقاع الأرض يؤكدون أن فلسطين باقية وانتم الى زوال زواااااال.
.وسيبقى التاريخ داخل كل عربى وفلسطينى يقول الأرض فلسطينية.
.وسيصبح اليتامى هم المستقبل الذى ترتعدون منه.
.زاد هذا الكلام الهامس الذى كان يخرج بصعوبة واضحة من الشاب المدرج فى دماءه.
.من جنون الضباط اليهود وأخذوااا يصيحون حوله وكأنهم يرقصون رقصة الموت حول الفريسة..ورددت سندس بداخلها ..ماذا سيفعلون معه؟؟؟؟..أسرع الضابط و كأنما مسته صاعقة أخذ يتمتم بكلمات عبرية فهمت منها سندس بعض العبارات..فهى تدرس اللغة العبرية ضمن مقرراتهاا الدراسية فى الجامعة..وأستطاعت أن تفهم منها أنه يتوعد هذا الشاب بالقتل إذا لم يمتثل لأمره وهنا تدخل ضابط آخر فى النقاش..وأستطاع بأن يقنعه أن يتركه على الطريق ينزف حتى الموت ثم تابع كلامه له همساً..وعندهاا لم تستطع سندس تمييز ما يقولونه..فقد تعالت همهمة الركاب وتخميناتهم حول مصير الشاب ..وفجأة وعلى غير ما توقع الركاب لوح الضابط للسائق بقبضة يديه فى الهواء محذرا له أنه إن لم..يغادر هذا المكان فى دقيقة واحدة من الآن سيقضى عليهم جميعاً..لم يصدق السائق أنه سيخرج من وادى الموت هذا سالماً..ولم يمهله الضابط أن يصدق أو لا يصدق..وأخذ وابل من الرصاص ينهال على السيارة من كل جانب والسائق يتحرك بالسيارة بكل ما أوتى من قوة..وصرخات الأطفال والنساء بالسيارة تتعالى حتى عنان السماء..وسط صخب وتهليل وضحك الجنود اليهود..وكأنما طاب لهم هذا المنظر البشع..ولم يكن يشغل بال سندس آيا من كل ذلك سوى بقعة الدم التى كانت تتسع وتتسع وتتسع..حول الشاب المدد على الأرض والجنود من حوله يتبادلون الركلات وكأنهم يسددون ضربات جزاءفى إحدى المباريات..ولكن هذه مباراة ولا آى مباراة..من سيكون الفائز؟ ومن سيكون الخاسر؟؟وخرج الركاب من وادى الموت الى الدنيا بنفاقها وصدقها بغدرها وخيرها وشرها..ومع ان خارج الحاجز لا يفرق فى شىء عن داخله..سوى المواجهة الصريحة مع الموت ..ولكنه حب الزيف من البشر وأيضاً حب الحياة بحلوها ومرها ..وتنفسوا الصعداء وماهم بمصدقين أنهم ما زالوا على قيد الحياة..حقاً إنه هو حب الحياة..حتى وان كانت تحت الإحتلال والحصار وفى ظروف مثل تلك الظروف الحياتية الصعبة..إنشغل كل فرد بإيجاد وسيلة سريعة للخروج من هذا المكان بأسرع ما يمكن..وكأنهم ليسوا موقنين بأن هذا الجندى اليهودى صادق فى كلامه..وأنه تركهم لحالهم دون أى مقايضات كعادة اليهود وفى وسط هذا كله لم يتذكر أحد منهم الشاب وما هو مصيره وما صدر منهم غير بعض الإمتعاض من شفاه أعياهاا العطش فى حر يوليو..وكأنهم كانوا يخشون مجرد النظر خلفهم ليستطلعوا ما كان من أمر ذلك الشاب..غير أن سندس كان لهااا موقف مغاير تمامااا عنهم..فقد أحست أن هذا الشاب ما كان سوى كبش فداء لهاا أنقذهاا الله به..أخذت تتطلع من السيارة وتمد فى عنقهاا علها تجد ما يعينها على الرؤية ولو أى إشارة تدل على أنه مازال على قيد الحياة ولكن دون جدوى ودون أن تدرى وجدت نفسهاا تغادر السيارة وكانما تحاول جاهدة أن تغير من تفكيرهاا فى الشاب..ولكنهاا وجدت من يقف أمامهاا..ويقول لها..السلام عليكم أختى..تنبهت سندس لمن يقف أمامها وتطلعت إليه ولم تتعرف عليه فبادرته بإستغراب عفواً.. ولم تطل حيرتهاا كثيراً فبادرها أخوكى فى الله ثائر المصرى كنت معكى بالسيارة..إغفرى لى تطفلى عليكى ولكن لدى أمانة أود أن أعطيها لكى وأعتقد أنك خير من يصونها ..فوجئت سندس بكلامه وبدأت الحروف تجرى على لسانها بعد أن ظنت أنها قد نسيت حروف الكلام بأسرها..إلتفتت إليه والدهشة تعلو وجهه أو مزيج من الدهشة والإستغراب معاً أى آمانة يا سيدى عما تتكلم؟؟رد عليها مبتسما محاولاً تبديد الرهبة البادية على وجهها لاتقلقى لقد أخذت هذه الأشياء الخاصة بالشاب الذى كان يجلس بجوارك لقد وقعت منه أثناء نزوله من السيارة عندما أخذوه الجنود اليهود بغتة.. و.. الحقيقة أننى كنت متابع ما يحدث من أحداث من مكانى فى آخر السيارة ووقع نظرى على هذه الكتب الخاصة به وهى تتناثر على الأرض..ومعها هذه الميدالية والنظارة الخاصة به وكتاب الله الذى كان يحفظه بآياته من شرورهم وكم أتمنى أن يكون بخير وآمن..من شرهم بفضل قراءته لهذه الآيات البينات الحافظة من كل شر بإذن الله..فبادرت وإلتقطتها بسرعة قبل أن تقع فى يد أحد من الجنود الصهاينة..ونظرت إليه سندس وهى ما زالت تتلمس سبب لوقوفه وكلامه هذا..ولكنه لم يمهلها التفكير والتخمين فبادرها قائلاً أرجوكى توصيل هذه المتعلقات الخاصة به لذويه لقد لاحظت أنكم ركبتم من مناطق متقاربة من بعضها البعض..لم تمهله سندس أيضاً أن يكمل جملته وأختطفت الكتب و الميدالية و بها المفاتيح و المصحف ونظارته و إحتضنت هذه الأشياء وكأنما تريد أخذ الآمان منها..قال ثائر المصرى الحمد لله أنك موافقة على هذه المهمة فانا كنت متشكك من قبولك لها..نظرت إليه سندس بإستغراب وإستجمعت شجاعتها للرد عليه أتظننى ناكرة للجميل أتعرف انه لولاه لكنت بين آيديهم الآن والله سبحانه وتعالى وحده هوالذى يعلم ماذا كان سيحدث لى؟؟؟إبتسم ثائر فى رضا وأبلغها أنه مستعد لتوصيلها لبيتها إذا كانت ما زالت تخاف الطريق ولكنها شكرته على كل شىء..وصمم ثائر أن يترك معها على الأقل رقم تليفونه إذا إحتاجت إلى أى شىء..وشكرته سندس وإاستدارت تبحث عن سيارة تخرجها من هذا المكان إلا أن عينيها مازالت تتعلق بأمل النظر الى الشاب الفدائى الذى ضحى بنفسه من أجلها ومن أجل أن يصون شرفها..ولكن كيف وهى خارج الحاجز وهو بداخله..فحاجز الحياة والموت يفصل بينهما..ركبت عربة آخرى وهى فى عالم آخر لم تكن تحس بمن حولها بل كان صياح المحيطين بها وكلامهم وضحكهم عبارة عن خيالات تتراءى لها وكأنهم أشباح فى مدينة الموت..إستغربت سندس أن الناس نسيت ما حدث أو ربما تناست لتكمل مسيرة يومها كالمعتاد فما أكثر ما يقابلوه فى يومهم من غرائب وأحداث دامية..وكأن الشاب لم يدفع حياته ثمناً لكى يعيشوا ويتحركوا بحريتهم الزائفة الآن ..أفاقت سندس على صوت من يحدثها بحنان لم تعهده على الأقل فى خلال الساعات الماضية وكانت سيدة صغيرة فى السن لفت نظرها حال سندس وما يبدو عليها من ذهول وشبه غياب عن الوعى سألتها ما بك أأنت متعبة من الحر؟؟أتحبى أن أساعدك فى أى شىء؟ ولكن سندس لم تجيب عليها ولكن كلما أحست بالخوف إزدادت إلتصاقاً بحاجيات الشاب لم تجب سندس لإحساسها بالإعياء وأن كلماتها قد جفت فى حلقها ولم تستطع حتى الحراك..إلى أن صاح المنادى على المنطقة التى ستزل بهاا ..إستجمعت سندس كل قوتهاا حتى تقدر على النزول من العربة وإتجهت الى الطريق الموصل لبيتها..لم تكن تعرف كم من الوقت يمر ولم تحس بحرارة الشمس مع إنه وقت القيلولة ومع ذلك كانت تمشى وكأن هناك من يتبعها فكانت تحث الخطى حتى تصل إلى البيت وما إن وصلت باب منزلهاحتى أظلمت الدنيا من حولها ولم تعد تدرى بشىء سوى هذه القطرات الباردة التى كانت تصب فوقها من حين لآخر ولم تكن تسمع سوى هذه الأصوات الخافتة من حولها..هذا كل ما كان يعطيها الإحساس أنها ما زالت على قيد الحياة..ولكن من هم وما هذه القطرات لا تعرف؟؟؟



#شهد_أحمد_الرفاعى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حاجز الموت والحياة ( قصة ) //الجزء الرابع
- حاجز الموت والحياة ( قصة ) //الجزء الثالث
- حاجز الموت والحياة ( قصة ) //الجزء الثانى
- قصة //حاجز الموت و الحياة// ((الجزء الأول ))
- همس (20) ات ليلية/ سأرحل فى صمت
- كلام × كلام
- همس (19) ات ليلية/ كلام الليل
- بيت العنكبوووووووت
- خصخصة النساء
- همس (18) ات ليلية/ الصمت
- همس (18) ات ليلية/
- عنه ..قالوا..أكسير الحياة
- السياسة بين الكياسة والتياسة
- الجائزة.. المضمونة
- الحلال المر
- التغااااااااااافل
- همس (17) ات ليلية/ ما رأيك.. يا .. سيدى؟؟؟؟
- إنتبهوا..المستقبل..يضيع ما بين الخصر وال…1
- همس (16) ات ليلية/ همس الخريف
- همس (15) ات ليلية/ أسألك...الرحيل


المزيد.....




- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شهد أحمد الرفاعى - حاجز الموت والحياة ( قصة ) الجزء الخاامس