أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميشيل زهرة - مصالح خانم : الجزء الأخير .!














المزيد.....

مصالح خانم : الجزء الأخير .!


ميشيل زهرة

الحوار المتمدن-العدد: 6559 - 2020 / 5 / 9 - 16:03
المحور: الادب والفن
    


لم تؤسطر امرأة في المدينة بشقيها ، الشرقي ، و الغربي .. كما تأسطرت قريبة مصالح خانم ..! فقد كتب بعضهم ، على صفحاتهم ، بما معناه :
( إن حوض السيدة فائقة الجمال ، يرسم مع خصرها ، الذي يشبه ضمة من ورود ، و صدرها الريان ، البارز في اشتهاء ، يرسم خطا منحنيا أشبه بقوس ، ينقصه السهم كي ترمي به القلوب الهائمة بها عشقا ..!! )
هذه التغريدة على تويتر ..تناقلها الكثيرون على الفيس ، حتى أن هناك من شارك المنشور إعجابا بها و به . في الوقت الذي كانت المنشورات الجادة تتحدث عن دمار بناء في الجهة الشرقية بصاروخ ، راح ضحيته أسرة بكاملها . و لم يبق غير الزوج وحيدا يكابد جنونه بعد فقدانه الزوجة ، و البنات ، و البنين ..! و عندما شارك في دفن العائلة كلها ، كان متماسكا جدا ، و قد أدهش الحضور تماسكه ، و قوته ، و لكنه في اليوم التالي ، و عندما استيقظ ، ذهب إلى الفرن ، و جلب الخبز للعائلة ، و دخل في الغرف المدمرة واحدة ، واحدة ، و هو ينادي على الأولاد ، و أمهم أن يستيقظوا ليذهبوا إلى مدارسهم .. لكنه الوحيد الذي استيقظ في ذات اللحظة على هول الصدمة الرهيبة ، و واجه الحقيقة المرعبة : إن العائلة قد ضاعت كلها و دفنت في مقبرة الأحقاد المرعبة.
خيل إليه أن العائلة ضائعة في الجهة الأخرى للمدينه ، فصار يخلع سرواله الأبيض ، و يرفعه على غصن يابس ، و يتوجه إلى الجهة المقابلة بحثا عن أسرة ضيتعها مصالح خانم ، كما يدّعي !! حيث أخذت المرأة ، و الأولاد ، و البنات معها إلى الجهة الأخرى من المدينة و ضيعتهم هناك ..! لذلك يخلع سرواله و يرفعه إشارة السلام ، لكي لا ترشقه الحواجز ، برصاصها ..لأنه متهم من الطرفين : من الأول بأنه خائن راح يلتحق بالطرف المعادي .. و من الثاني بأنه عدو جاء يمثل شخصية المسالم ..!! و لكن ، عندما أعلنت السيدة الحسناء : إن هذا الرجل مجنون ، و طلبت من الحواجز ، صرف النظر عن سلوكه .. و قد أطلقت عليه اسم ( التور - الثور ) لصلابته ، و تحدّيه ، لكل الرصاص الذي أطلق بين رجليه ، و حواليه ، لمنعه ، من الدخول في خطوط الأعداء ، فقد ترك مع جنونه..!
و قد أعلنت السيدة الحسناء : إنها تشاهد في الطرف الآخر امرأة مجنونة ، أيضا ، تقول أنها تبحث عن أولادها بين الركام ، و في المدارس المدمرة ، تحمل قميصها على عصا مكنسة ، و تهمّ في المسير باتجاه خطوط التماس ، فأعطت ما يشبه الأمر أن تترك و شأنها ، فلا خطر منهما و هما في حالة الجنون ، حتى لو التقيا ..!
قيل عن هذه المرأة في إحدى المنشورات على الفيس : إنها فقدت أولادها الأربعة ، و زوجها الذي كان ينتظر أولاده عند باب المدرسة ، في تفجير بعبوة ناسفة تزن طنا من المواد المتفجرة ..!! و يقال : إنها لملمت قطع أجساد أولادها وزوجها ، في قميصها الذي ترفعه إشارة للسلام ..و لم تعرفهم إلا من الجوارب ، و قطع الأحذية الممزقة ، و بعض لفافات الزعتر التي لم تؤكل بعد ، وهي في محافظهم المدرسية الممزقة ..! لذلك فقدت عقلها ، و راحت تبحث عن أسرتها الضائعة ..!
يحكى : إن المرأة الثكلى اسمها ( ريّا ) و لأن ( التور ) صار يلقي عليها السلام من بعيد ، و تلقي عليه السلام ، و هما رافعان إشارتي السلام .. صار الجميع على الحواجز ينادون الرجل : ( تور ريّا ) ..!!!!
صارت ريّا ، و التور ملهاة كل العساكر على الخندقين ، المتصارعين ، في الشارع الذي يُنصّف المدينة ..و لأن الرغبة العارمة بين المجنون ، و المجنونة ، في الالتقاء ، هيّجت الخيالات عند من يراقب حركتهما أثناء التحيات الحميمة بينهما ، فكان ثمة من يمازحهما في إطلاق الرصاص بالقرب منهما ، ربما منعا للالتقاء ، أو للتسلي اثناء الفراغ القاتل ، و لحظات الترقب ، و الرصد الرهيب للخصم في الطرف الآخر ..و لكثرة ما عبثت الحواجز في مشاعر هذين الكائنين ، صار هناك نوع من التفاهم بين الخصوم ، بسبب الاتفاق على العبث بحياة ريّا ، و التور ..اللذان توجها إلى المنصّف ، الذي يقسم الشارع إلى يمين و يسار ..حيث يوجد الملجأ القديم قبل الحرب ..و فوقه الحديقة ، و الذي صُمّم ، و جُهّز لغارات طائرات العدو الخارجي ، المحتمل ..! هناك يوجد فوقه كوخ من صفيح قديم لحارس الحديقة و زوجته الغجرية ، و قد هربا بعد تمترس الحواجز في الجانبين . لذاك الكوخ توجه التور ..و توجهت ريا ..! مشاعر غريبة سيطرت على الحواجز ..تشبه إلى حد بعيد تلك المشاعر التي تنتاب المرء ، عندما يتجسس على زوج و زوجة في غرفة نومهما ..! أو كلب و كلبة في لحظة تسافد ..تجعل الأشقياء من الأولاد يمنعونهم من ممارسة قانون الحياة ، فينهالون عليهما ضربا ، و هما في لحظة التماسك الحميم ..! أو يطاردون القطط في شباط ، و هم في أجمل لحظات التماهي مع الكون ..! هذه المشاعر المدمّرة للجمال ، و للتلاقي الكوني بسلام حميم ..جعل أحد العسكر ينادي على خصمه في الطرف الآخر ضاحكا : ما رأيك أن أفجر فرحتهما ..؟؟
و لم ينتظر رأيا من الطرف الآخر ، عندما أطلق قذيفة : آر – بي – جي .. سقطت قرب كوخ الصفيح الذي تطاير كاشفا عن رجل و امرأة اسميهما ( التور و ريا ) كانا في وضع حميم ..!!!



#ميشيل_زهرة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصالح خانم _ الجزء الثامن قبل ألأخير .!
- مصالح خانم الجزء السابع .! ( القناع )
- مصالح خانم جزء سادس .! ( الدهشة )
- مصالح خانم جزء خامس .!
- مصالح خانم جزء رابع .!
- مصالح خانم - الجزء الثالث.
- مصالح خانم - الجزء الثاني .
- مصالح خانم ج1
- كأنه الأبدية .!
- الشخصية ، و الجماعة.!
- من جلجامش إلى جاورجيوس .!
- نص متمرد .!
- الديكتاتور العربي .!
- لمن ترقص الحروف .!
- الحبيسة .!!
- نكاح ( خليفي ) علني .!
- سادية الرحمة ، و نشوة الألم .!!
- السرانية و الرعب العقائدي .!!
- البحث عن الحقائق الضائعة .!
- مرتكزات الوعي .!!


المزيد.....




- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميشيل زهرة - مصالح خانم : الجزء الأخير .!