أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ابراهيم بسيوني - الوطن وثقافة الملكية العامة














المزيد.....

الوطن وثقافة الملكية العامة


محمد ابراهيم بسيوني
استاذ بكلية الطب جامعة المنيا وعميد الكلية السابق

(Mohamed Ibrahim Bassyouni)


الحوار المتمدن-العدد: 6559 - 2020 / 5 / 9 - 13:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الوطن هو المكان الذي يحس فيه المرء بأن له حصة من خيره ولا يشعر فيه بالتهميش أو الظلم، حتى يتولد داخله ذلك الانتماء الذي يمكّنه من الدفاع عنه وبقناعةٍ كاملة في يومٍ ما. الوطن هو أوسع من مجرد مكان، وهذا ما فسره الدكتور جمال حمدان في كتابه "شخصية مصر" حيث قال فيه إن الوطن علاقة بين الجغرافيا والتاريخ، وأنه دراسة في عبقرية الزمان والمكان، كما ذكرَ أنّ الوطن هو الحضارة وإبداع الإنسان عبر القرون، كما قال أنّ الوطن عبارة عن مشاعر، ومن يعرف المعنى الحقيقي للوطن يتولد فيه الانتماء إليه، وتتولد عنده طاقة إيجابية تحُثّه على العمل والإنتاج والتفاؤل رغم كل الأزمات والمشاكل.

انتقاد اي حكومة حق أصيل من حقوق المواطن فلا ينبغي أن ينزعج منه الوزراء أو القيادات في الأجهزة الحكومية، لانهم ارتضوا بتحمُل المسؤولية، وأقسموا على حماية الدولة والمحافظة عليها.
ومن هذا المنطلق نجد ان بيوتنا دائماً في غاية النَّظافة، بينما شوارعنا على النَّقيض من ذلك وخير دليل علي هذا ما نشاهده من تكدس القمامة، والسببُ في ذلك يرجع بما يشعر به المواطن من أنَّه يملك البيت، ولكنه لا يشعر أنَّه يملك الوطن، فأصبحت شوارعنا قذرة ويرجع ذلك إلى خلطنا بين مفهوم الوطن ومفهوم الحكومة، فنعتبرهما واحداً، بسبب جهلنا وهذه مصيبة بحدِّ ذاتها، لأن الحكومة ما هي إلا أداة من أدوات سياسة الدولة وتستخدم من أجل رعاية مصالح الناس وتقديم الخدمات لهم، وسلطاتها دائماً محكُومة لفترة قصيرة من عمر الوطن، بينما الوطن هو التاريخ والجغرافيا، والتراب الذي ضمَّ عظام الأجداد، ويحمل بداخله كل القيم والأعراف والعادات والمعاملات الإنسانية والأخلاقية وهو أكبر مما تحمله أي حكومة وما فيها.

من حقِّ كل مواطن أن يكره الحكومة وسياساتها، ولكن ليس من حقِّه أن يكره الوطن، والمصيبة الأكبر من الخلط بين الحكومة والوطن هو أن نعتقد أنَّنا ننتقم من الحكومة إذا أتلفنا الوطن، وكأنَّ الوطن للحكومة وليس لنا.

والسبب الثَّاني ثقافة الملكيَّة العامًّ معدومة عندنا بكل أسف، كأنَّنا نعاني إنفصاماً ما، فالذي يحافظ على نظافة مرحاض بيته هو نفسه الذي لا يحافظ علي نظافة المرحاض العام، والذي يحافظ على الطاولة في البيت هو نفسه الذي يحفر أسمه على الشجرة، ومقعد المدرسة والجامعة. والأبُّ الذي يريد من أبنه أن يحافظ على النِّظام في البيت هو نفسه الذي يرفض أن يقف في الطابور وانتظار دوره، والأُمُّ التي لا ترضى أن تُفوِّت أبنتها محاضرة واحدة هي نفسها التي تهربُ من العمل.

إذاً الحكومة ليست الوطن شئنا هذا أَم أبَينا، ومشاكلنا مع سياسة الحكومة لا يحلُّها تخريب الوطن، لأجل ذلك نشاهد الشعب ينتقم من وطنه ويمارس السلبية، لأنَّ سياسة حكومته سيئة، ويطالب بهذه السلبية بحكومة أفضل.

رُقيِّنا لا يُقاس بنظافة حديقة بيتنا وإنَّما بنظافة الحديقة العامَّة بعد جلوسنا فيها، لو تأمَّلنا حالنا لوجدنا أنَّنا أعداء أنفسنا، وأنَّه لا أحد يسيء لوطنه بقدر ما نفعل نحن. صدق من قال الإنسان لا يحتاج إلى شوارع نظيفة ليكون محترماً، ولكن الشوارع تحتاج إلى أُناسٍ محترمين لتكون نظيفة.



#محمد_ابراهيم_بسيوني (هاشتاغ)       Mohamed_Ibrahim_Bassyouni#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يمكنك الاصابة بفيروس COVID-19 عن طريق الطعام؟
- البنوك الإسلامية
- آخر الأخبار عن Covid19.
- خلف الابواب المغلقة للدكتور بطرس غالي
- يظهر الجهاز المناعي استجابة غير طبيعية ل COVID-19
- ما لا يقوله أنصار مناعة القطيع .. بدون الوصول للقاح سيموت ال ...
- تاثير الموسيقي
- حافظ علي المسافة الخاصة بك لابطاء الفيروس
- آثر الفيروس التاجي على خصوبة الذكور
- تسطيح الادمغة
- مضاد الفيروسات ريميسيفير Remdesivir يظهر النجاح في علاج COVI ...
- من الممكن أن يكون البصاق هو الحل لاختبار CoV-2
- لماذا يموت الرجال اكثر من النساء في جائحة COVID-19؟
- خلي بالك من البخور
- الاختلافات الصارخة في معدلات وفيات الفيروسات التاجية في البل ...
- حرب العقول
- الشلة الحاكمة
- نقص الأكسجة الصامت -Silent hypoxia- يقتل مرضى COVID-19.
- بدون الغذاء، لا يمكن أن يكون هناك مخرج من هذا الوباء.
- مشكلة الغذاء في جائحة Covid-19


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ابراهيم بسيوني - الوطن وثقافة الملكية العامة