أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عادل عبد الزهرة شبيب - دائرة انتخابية واحدة ام دوائر متعددة














المزيد.....

دائرة انتخابية واحدة ام دوائر متعددة


عادل عبد الزهرة شبيب

الحوار المتمدن-العدد: 6559 - 2020 / 5 / 9 - 10:02
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في الرابع والعشرين من كانون الأول 2019 أقر مجلس النواب العراقي قانون انتخابات مجلس النواب الذي اعتمد الدوائر الانتخابية المتعددة في المحافظة الواحدة واعتبار من يحصل على اعلى الأصوات في الدائرة الانتخابية فائزا ويكون الترشيح فرديا . فما هي مزايا نظام الدوائر الانتخابية المتعددة ؟
ان نظام الدوائر المتعددة تكون فيه كل محافظة دائرة انتخابية مستقلة عن غيرها يتنافس فيها المرشحون من ابناء الدائرة الانتخابية نفسها , أي ان المرشح والناخب يجب ان يكونا من محافظة واحدة , لذلك فإن المرشح بموجب هذا النظام يفترض ان يعبر عن ارادة ناخبي هذه الدائرة ( المحافظة ) ولا يعبر عن ارادة ناخبي الوطن العراق . ومن عيوب هذا النظام الانتخابي انه يهدد الكثير من الأصوات التي تحصل عليها الأقليات في حالة وجود اقلية في دائرة انتخابية لا تكفي للوصول للعتبة .اضافة الى ان هذا النظام الانتخابي سيكرس هيمنة الأحزاب واصحاب الثروات ورؤساء العشائر والمذهبية خاصة وانه يعتبر الفائز في الدائرة الانتخابية هو من يحصل على اعلى الأصوات في الدائرة وليس ( 50 + 1).
ان هذا القانون الانتخابي لا يوفر العدالة والفرص المتكافئة وهو لا يقصي الأحزاب المتنفذة والفاسدة بل انه سيوفر فرصة اكبر لتكريس هيمنتها , كما انه يشجع على الانتماء للهويات الثانوية بدلا من الهوية الوطنية , الى جانب انه لا يضمن تمثيل المرأة بنسبة لا تقل عن 25 % , كما ان عدد المصوتين في كل دائرة انتخابية غير واضح حيث لم تشهد البلاد احصاء سكانيا منذ اكثر من عشرين عاما , لذلك لا احد يعلم عدد الأشخاص الذين يعيشون في الدوائر التي سيخضع لها تقسيم الدوائر الانتخابية , وان معرفة ذلك قد يستغرق شهورا او اكثر وبالتالي فإن الانتخابات المبكرة لا تبدو محتملة بسبب التعقيدات التقنية المتعلقة بتحديد الدوائر الجديدة . وهذا القانون يسمح للموالين للأحزاب المتنفذة الفاسدة الذين يملكون المال والسلاح بالفوز في الانتخابات من خلال فرض نفوذهم وسطوتهم على الأقضية التي يسيطرون عليها وفقا لما ينص عليه القانون المفخخ بأن صاحب الأصوات الأعلى هو الفائز وليس من يحصل على اكثر من 50. وقد ظلم هذا القانون الكثير من الأقضية التي لا تعترف بها الحكومة الاتحادية لأنها سوف لن يكون لها نواب في البرلمان اضافة الى مشكلة دمج الأقضية التي يقل عدد سكانها عن 100 ألف نسمة مع المدن .
بعد صدور القانون رفعت لافته في ساحة التحرير مركز الاحتجاج كتب عليها (( لا يغشونك , قانون الانتخابات لا يمثلنا )) وبهذا القانون استغفلوا الشعب ومرروا مصلحة الأحزاب الفاسدة بطريقة ناجحة .
اما بالنسبة لنظام الدائرة الانتخابية الواحدة فهذا النظام يجعل العراق بكافة محافظاته واقليم كردستان دائرة انتخابية واحدة , أي ان القوائم الانتخابية تتنافس فيما بينها على المستوى الوطني وليس على مستوى المحافظة حيث يحق للناخب في هذا النظام انتخاب مرشح وان كان من غير محافظته أي بإمكان الناخب من محافظة البصرة مثلا انتخاب مرشح من محافظة ميسان وبالعكس. وهذا النظام هو الأسلم للأقليات التي تتوزع على محافظات عديدة من البلاد في حين انهم في الدوائر المتعددة لا يمكنهم الحصول على أي مقعد بسبب قلة اعدادهم المتوزعة في مختلف انحاء العراق . كما ان المرشح الفائز في هذا النظام يكون ممثلا للشعب بأسره لا لمنطقة جغرافية معينة كالقضاء او المدينة او المحافظة مما يبعد المجلس المنتخب عن التمثيل المناطقي .
اما بالنسبة للقائمة المفتوحة والمغلقة فإن القائمة المفتوحة تعني ان للناخب الخيار في اختيار عدد مرشحيه الذين يحق له انتخابهم من بين مرشحي القوائم دون التقيد بقائمة معينة واحدة فقط . ومن مزايا القائمة المفتوحة انها تحترم ارادة الناخب من خلال منحه خيارات متعددة في اختيار مرشحيه ضمن اية قائمة على عكس القائمة المغلقة التي تقيد الناخب باختيار قائمة بعينها بغض النظر عن نوعية المرشحين الذين تضمهم القائمة والذين تم وضع ترتيبهم من قبل الكيان السياسي . وهذا يعني بالنسبة للقائمة المفتوحة ان المرشح الذي يفوز بعضوية البرلمان جاءت به ارادة الناخب اكثر مما جاءت به ارادة حزبه وبالتالي فإنه ملزم بالخضوع لارادة ناخبيه اولا.
كما تتميز القائمة المفتوحة بأنها تخفف من المحاصصة الحزبية التي هيمنت على الأداء البرلماني والحكومي طيلة السنوات الماضية , حيث ان النائب الفائز هنا يرجح المصلحة الوطنية على مصلحة حزبه وبالتالي ستضمحل المحاصصة ونتخلص من آثارها .
اما بالنسبة للقائمة المغلقة فهي عكس القائمة المفتوحة تماما حيث ينفرد الحزب او الكيان السياسي باختيار مرشحيه وينفرد في اختيار ترتيب مرشحيه في القائمة ولا خيار امام الناخب الا باختيار القائمة كاملة او عدم اختيارها كاملة , أي لا يحق للناخب اختيار مرشح او عدد من المرشحين منها او اعادة ترتيب المرشحين فيها , فالقائمة المغلقة لا تحترم ارادة الناخب اضافة الى عدم احترام مبادئ العدالة بين مرشحي القائمة الواحدة , اضافة الى انها ترسخ المحاصصة الحزبية لأن النائب المنتخب بموجب هذه القائمة يخضع لمصلحة حزبه اولا .
لذلك فإن القانون الانتخابي المناسب لشعبنا هو القانون الذي يأخذ بنظام يجعل العراق دائرة انتخابية واحدة وبالاعتماد على التمثيل النسبي وليس اعلى الأصوات اضافة الى اعتماد القائمة المفتوحة وتوزيع المقاعد وفقا للباقي الأقوى او نظام سانت ليغو الأصلي لكون ذلك يبرز الشأن الوطني العام ومبدأ المواطنة ويضمن حقوق الأقليات والمرأة , في حين ان القانون الذي اصدره مجلس النواب لن يساعد على الخروج من الأزمة وهو يكرس هيمنة الأحزاب المتنفذة الفاسدة والعشائرية والمذهبية وهو يغلب الهوية الفرعية على الهوية الوطنية العراقية . فقانون الانتخابات الجديد لا يمثل الشعب وهو استغفال للشعب شرع لمصلحة الأحزاب المتنفذة الفاسدة ولا يوفر العدالة والفرص المتكافئة .



#عادل_عبد_الزهرة_شبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التصدي للفساد في وثائق الحزب الشيوعي العراقي
- من اغتال الاقتصاد العراقي؟
- البطالة المزمنة في العراق والعمالة الأجنبية الوافدة .
- موازنات العراق والقروض الخارجية
- هل ( صنع في العراق ) قادرة على تحدي المنافسة الأجنبية ؟
- تهريب النفط الخام ومشتقاته احد اوجه الفساد في العراق
- هل يوجد فقر في العراق الغني بثرواته ؟
- ما الذي يعنيه استيراد العراق للمنتجات النفطية وهو البلد الغن ...
- حطموا سلسلة الفساد
- لا خير في امة تأكل مما لا تزرع وتلبس مما لا تنسج
- هل يخضع اسناد الوظيفة العامة في العراق الى المعايير الشفافة ...
- حصاد العراق الاقتصادي في سبعة عشر عاماً
- التعرفة الجمركية وسيلة لتشجيع منتجاتنا وزيادة الموارد وليس م ...
- أين ذهبت فروقات الزيادة في أسعار النفط؟
- في انتظار( جودو)
- مؤشرات سلامة الاقتصاد العراقي
- كلما سمعت كلمة مثقف تحسست مسدسي
- الفشل التنموي لدولة المكونات ,في ضوء التقرير السياسي للمؤتمر ...
- كانت في العراق صناعات نسيجية...
- دورالمشاريع الصناعية الصغيرة والمتوسطة في نهضة العراق الاقتص ...


المزيد.....




- مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا ...
- تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل ...
- السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة ...
- بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي ...
- وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب ...
- مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث ...
- -أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3 ...
- -تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي ...
- إعلام سوري: سماع دوي انفجارات في سماء مدينة حلب
- البنتاغون: لم نقدم لإسرائيل جميع الأسلحة التي طلبتها


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عادل عبد الزهرة شبيب - دائرة انتخابية واحدة ام دوائر متعددة