أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف حمك - بريق الجمال يشعشع آفاق الخيال .














المزيد.....

بريق الجمال يشعشع آفاق الخيال .


يوسف حمك

الحوار المتمدن-العدد: 6559 - 2020 / 5 / 9 - 02:46
المحور: الادب والفن
    


إلى كل جاحدٍ لوجود الجمال ، و ناكرٍ لوفاء الحب .

للجمال جاذبيةٌ ، حضوره ملفتٌ ، كل الأنظار ترنو إليه خلسةً ، و العيون تُشحن بالنظر إليه ، و برونقه يُفتتن القلب و يُسحر ، و بأناقته تمتلئ الروح انتعاشاً و حباً و نماءً و يغذيها نشوة الطرب ، و يمنح الوجه بشاشةً و طراوةً ، و يثير في النفس هالةً من المسرة و الابتهاج .

حينما يكون الوجه مليحاً مريحاً ، و العينان عندما تحملان أعباء الحياة بآلامها و أفراحها ، و الملامح وقتما تحتكر كل مكامن الجمال و الافتتان ... عندها يُصيب القلب بعدوى العشق ، و كل المصائب من حولك تهون ، فتنسيك الابتسامة المحروقة و حزن الفراق و ألم الغياب .
و ناهيك عن أن معاني الإنسانية تغدو كلها أعمق و أنقى .

نفحةٌ من الجمال تطري الصدرانفتاحاً ، و ترطب خلجات السريرة جذلاً و حبوراً ، و تنمي القلب أناقةً ، فينصب بداخله خيمةً لإيواء الجمال و احتضانه .
نسمةٌ معطرةٌ برذاذ الجمال تنسيك كل همٍ يكدر حياتك ، فتأخذك إلى البساتين و المواضع التي يعشقها قلبك ...

مؤسفٌ أن يذبل الجمال أمام عيونٍ لا تُبصر ، و يموت في صدورٍ تجهل معنى الحب ، و تُشيخ كلمات البراعة على ألسنةٍ عليلةٍ أو تتعمد التوعك و الانهاك ، أو تنطفئ شعلة الشوق في قلوبٍ مغلقةٍ ، لا تتقن سوى فن البلاهة و الاستهتار .
و هيهات لجاذبية الجمال أن ترضخ لفلسفة التهاون و البلادة و اللامبلاة .

مسكينٌ من لا يعرف معنى الجمال ، و بائسٌ قلبه الذي يتقاعس عن ملاحقة كل طيفٍ جميلٍ ، أو لا تراوده الأحلام الأنيقة في كل مراحل الليل ، لاسيما و هو في جوٍّ ربيعيٍّ دائمٍ يشحذ الخيال ، و يغدقه ترفاً و نماءً و وفرةً .

إن لم يسحرك الجمال فمشاعرك جامدةٌ كجثةٍ هامدةٍ في ثلاجة الموتى .
و إن لم يبهرك الجمال فإحساسك باردٌ كالثلج ، و إن لم تتلذذ بطعمه فذوقك باهتٌ و أنت عديم التذوق .
مع الجمال كل شيءٍ يبدو رائعاً ، المآتم تغدو كأنها أعراسٌ ، و القبح من حولك يُظهر وسيماً متألقاً بديعاً .

القلب بالفطرة يرقص للجمال طرباً ، فما بالك حينما يغطس في لُج الحب ، و ينغمس في بحر الهوى من فرط الإحساس بروعة الجمال ، و الأذن تطرب لمجرد سماع مفراتٍ عن رونقه و ألقه .
فطوبى للشعور المفعم بالحب و الصفاء ، و للإحساس المرهف بالنقاء و النضرة ، و للروح الطافحة بالشوق و الود و النبل .

أليس من الظلم أن يكون عبورك أمام مشهدٍ جميلٍ مليحٍ ساحرٍ كعابر سبيلٍ تائهٍ ،أو تمر قباله مرور الكرام ؟! بدلاً من أن تُخوِّل نفسك ممثلاً عن التألق ، و تتحدث بلسان الجمال الصدوق الوفيِّ .
ألا يجب أن تتزاحم كل العيون لترنو إلى مكامن الجمال حتى و إن لم يصل إليها أي قلبٍ ؟! فطيف الجمال يعيش في كل القلوب .

جرعة حبٍ دافئةٍ للقلب كفيلةٌ بشفائه من مرضٍ مزمنٍ رافقه طوال العمر ، و كاد أن يودي به و يهلكه .
فكيف لقلبٍ يخلو مما يوفر لذة العيش و بحبوحة الحياة ؟!
ما استحق أن يولد من لا يقدر الجمال ، و ما كان يجب أن يخرج من رحم أمه من أهمل الحسن و تجاهل وجود الجمال .
و ليس جديراً بالحياة من يملك قلباً مثقلاً بالنكد و الشؤم ، و لا يعرف الفتنة و الود فحسب ، بل ينكر روعة الجمال ، و يستخف بسلطان الحب ، أو يستصغر هيبة العشق .



#يوسف_حمك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأول من أيار عرفانٌ بجميل الكادحين .
- لا شيء يداوي غير جذوة الإبداع .
- دعوا العلوم و السياسة و التخصص لأهلها .
- الأخبار الملفقة تغزو العقول .
- فلتكن عزلتك حصاداً مثمراً .
- إعصار الكورونا يشل حركة الحياة .
- غلاء المهور عنفٌ موجعٌ بحق الفتاة .
- نداء الفاسد لا يحظى القبول بالمطلق .
- للمرأة في كل أيامها .
- و ماذا في صالات العزاء غير المفاخرة و الرياء ؟!
- الاحتفاء بالحب ليومٍ واحدٍ تقزيمٌ لقدره .
- هل حقاً : عصا الجنة وسيلة ردعٍ و امتثالٍ ؟
- حينما يكون الوطن مختطفاً .
- ليس من طبع المرتزق ، البحث عن ذاته .
- العطاء حكمةٌ راقيةٌ ، و سلوكٌ أنيقٌ .
- الكيل بمكيالين ، أم غشاوةٌ على الأعين ؟!
- كل عامٍ و مستقبلنا يصنعه المستعمِرون و الطامعون .
- براعة الشرق في صناعة الأصنام ، و عدم الأوطان .
- إطلالة نافذتي مفعمةٌ بمشهد الحياة .
- الشعور بالعار ليس من شيم الطغاة .


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف حمك - بريق الجمال يشعشع آفاق الخيال .