أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد ابو ماجن - مجراتٌ وثقبٌ أبيض















المزيد.....

مجراتٌ وثقبٌ أبيض


احمد ابو ماجن
شاعر وكاتب

(Ahmed Abo Magen)


الحوار المتمدن-العدد: 6558 - 2020 / 5 / 8 - 16:09
المحور: الادب والفن
    


دَعينا نَتدحرجُ ياحبيبتي
بعد كلِّ قباحةٍ
لِنجعلَ الطريقَ مستوياً لمن يتبعنا
ونلقي أنفسنا
كبحرينِ على جَحيمِهم المعتاد
بعد كلِّ كراهةٍ منبثقة
من بين أقدامِ لسانِهم البغيض
كراهةٍ لاتجيدُ سوى
أن تستبدلَ وجهَ المحبة
بوجهٍ أكثر قَساوة من المِشرط
وقبل أن أختلي بكِ على ظهرِ غيمةٍ
سأقفُ بينكِ وبينَهم وأقول:
ارجميني ياحبيبتي
بالكثيرِ من الحُبِّ
لأطهرَ زوايا روحي
من دَنسِ الفَراق..
وَاجلدي ظهرَ كلماتي
بسوطِ تَبسمكِ المُفعمِ بالعناقِ
لِنكونَ مثلَ حَافتي مَقصٍ عَنيد
نَقطعُ بِعناقنا كلَّ من يَحاولُ التَّدخّلَ بينَنا
ومن أجل تَقطيعِ حِبالَهم المَعتوهة
حِبالَ تَوجسِهم المُفترض
سَنستخدمُ المشرطَ نَفسَهُ
الذي شرَّحَ أمامنا جَسدَ العشقِ
بحجةِ الحرامِ شرعاً

__________________

في المرة القادمة
في الحياة الأخرى
سنستبق الزمن بركضة سريعة
نعبر بها معا كل الأوبئة والسجون
ونخطف كل مافي طريقنا من الورد
حتَّى تلحقنا الفراشات بمظاهرة عارمة
نخلع أغطية الشوق من على أجسادنا
ونستبدلها بأشياء عاكسة
أكثر لمعانا من خدك الخجل
لنرى بعضنا ببعضنا فقط
لانحرك شفاهنا إلا بالأغنيات
ولاتنبض قلوبنا إلا بالمسرات
نقطف أجمل الكلمات من أشجار الرسائل
من دون أن نفكر بزارعة بعض ذكرياتنا الراكدة
أو نطمع بأكثر من ذلك
طالما على بساط واحد
نستلقي معا..

_______________

الوحيد الذي تخلف عن الحجر
النائم بين فك الرصيف وفك الغربة
المتسول في دهاليز أفكار العدم
سمعته يوم أمس يقول:
ينبغى إن نستحرج زيت الموتى
كما نستخرج زيت الحية أو زيت الغار
نطلي به جدران منازلنا الموحشة
لِئلا يأكل أجسادنا خطاف الوحدة
فوجود هذا الزيت
يجعلما كما لو أننا نتشارك أحد ما
يمتص متاهاتنا الموجعة
وأحاديثنا التي لايرقى لفهمها أحد
من أجل نتكيف على الأقل
كي نكمل ماتبقى من حياتنا بسلام...

اليوم أيضاً سمعته يولول قائلا:
ماذا لو اكتشفنا
إن جميع المجرات والنجوم والسدوم
التي تملأ هذا الكون الواسع
ماهي إلا تسوس في أسنان كائن كبير
أو مجرد لعبة حيوية
في لابتوبه..
الأمر كله في نهاية الأمر
لايستحق العناء..

________________

ليس بوسعي أن اكتنز الكثير من الأوهام
لكنني بنجاح
تخلصت من ثلاجات الموتى التي في رأسي
الآن أبدو فارغا من ترهاتهم
خاليا تماما من سلاسلهم القدسية
معتزلا مثل فنجان
في معرض فلكوري
اكسي وجودي بالكثير من الأتربة
متخوفا من أن يلمسني أحدهم
ولو بفكرة عابرة
كي أموت مبتسما في نهاية المطاف
من دون جناية..

__________________

بمقدار كلمة واحدة
تكون أجابتني
أمام عواصف الكلام المحمل بالاستفهام
ببساطة هكذا هي الحياة
لاتستحق جهود مفصلة
ولاتضارب أركان الشرح
ولاحتى كلمتين على الأقل
ومن شدة الصمت
يخالني الناس مجنونا
لكنني لست مؤهلا بعد لأكون كذلك
هي فقط كلمة واحدة
اتكأ عليها وليس لي فيها مآرب أخرى
كلمة واحدة
يمكنها أن تخلق من زوابع الاضطرابات
استقامة حادة من المنطقية
كأن تصرخ حبيبتي في لحظة ما
وتفتح بوجهي ملفات المعاتبة
وتجلد ذهني بسوط من أسئلتها العاتية
وتبكي وتسأل
وتشتم نفسها وتسأل
وتلوم حظوظها وتسأل
وتنفعل مثل صاعقة في ليال الشتاء
لكن سرعان ما تهدأ وتبتسم
بعد أن أجيبها كعادتي
بمقدار كلمة واحدة:
أحبك.

________________

سأحبك بطريقة الحَجر
إن تُرك في مكانه لايضر
وإن حُمل ورُمي به بعيدا
فحتما سيكسر كل مافي طريقه
بعنفوان رتيب جدا
سأحبك حاملا خلفي مجرات الاعتراف
قبل أن ألقي بها في حوض مجيئك
قبل أن تفكري بفستانك الدموي
أو قبل أن تضعي طلاء أظافرك حتى
لا أبالي أن أبتلعتُ صنارة إعراضك الدائم
لا أبالي لذلك كله
طالما في نهاية الأمر
سأكون بحوزتك
ولو على شكل ذكرى..

__________________

من اخترع الساعة اليدوية
كان يتأخر دائماً عن لقاء حبيبته
هذا مؤكد تماماً
وإلا ماهذا الهوس الرتيب
الذي يجعل يده مشنوقة بمقصلة الوقت

___________________

أنا أحبك
هذا لا يعني أن أحبك كما يفعل الجميع
أنا أحبك
هذا يعني أن أبحث في عينيك الواسعتين
عن الحلقة المفقودة من كل شيء
عن الوجود وبداية الخلق
عن الكواكب والمجرات
عن الديانات والأساطير
عن محلي في هذا الكون الشاسع
أعلم أنني سأغرق في إطار البحث
وأموت بلهاث القلب ألف مرة
حتَّى أتبعثر مثل حفنة تراب أمامك
إلا أن دهشتك العجولة
تحرضك على جمعي من بين ذرات الهواء
فتمزجنني بتعرق أصابعك الهاربة من العسل
ثم تصيريني إنسانا بنفختك المنعشة
ومع كل ذلك
سأبدو سفينة قبيحة
بين تلاطم أمواج جمالك
فكل ذلك لايهم
طالما أحبك بهذه الطريقة
سأجد في تمايلك الخصب
أجوبة على مقاس شفتي
بعدما أمسح عن وجهك أتربة الأزل
بقبلة رطبة..

__________________

مثل الريح
لا أقف
مثل الريح
متعب
مثل الريح
أتخطى ما أحب وما أكره
لا ألمس أحداً ولا أحد يلمسني
يخشاني المتعبون
في اللحظة التي فيها
أربت على أكتافهم المثقلة
يخشاني الذين لايعلموني إنني هارب منهم
إنني محكوم بنظرة الاشمئزاز من هذا الزمان الرث
متكور على نفسي المتهدلة
التي تسرب منها هواء الحياة
كما يتسرب دخان الأكواخ البعيدة
المنطوية على بؤسها
مثل الريح انتكس مرارا حتى أتلاشى
لأصرخ بعد ذلك بصمت عالٍ:
أنا الذي لاشيء

____________________

يوما ما
ستهجع الحياة بكل شوشرتها وتفنى
كما فنيت من قبل مرات جسام
من دون أن يبالي لصخبها أحد
لعل عمر الحياة مجرد لمحة زمنية
من بين لمحات هذا الكون
مجرد رفة جنح لطائر كبير في هذا الفضاء
مجرد عطسة باغتت كائن ما في ثقب أسود
للآن نحن البشر
لم ندرك إننا مجرد نكرة منتفخة
تنفجر يوما ما لتحل محلها نكرة أخرى
كما لو إننا نراقب النمل
بكل مافيه من أجيال وأجناس ودول
وهم مشغولون بأعمالهم وأرزاقهم
وسياستهم وانتفاضاتهم وانقلاباتهم
ودياناتهم وصراعهم الوجودي
وحتى فلسفاتهم وانبيائهم ومذاهبهم
وخوفهم من عذاب القبر والحساب
لكننا لاندرك كل ذلك ولانعيه
ولايهمنا أمرهم أساساً
هكذا نحن البشر لا أحد يعبأ لنا
ولايعلم بنا أحد في هذا الكون الفسيح
بل لايفكر شهاب ما
بعنجهياتنا المريرة
نحن المبهورين بالصراع
الساعين وراء مجرى الدم
العاكفين على سيل من الخرافات
الواجفين من ألا يلتهم بعضنا الآخر
المرضى المجانين الضعفاء
المنقسمين بين المنطق والعاطفة
المستعينين بحافلات الأوهام
من أجل بلوغ الحقيقة
الخونة الكاذبين
السفلة الماهرين
السارقين المارقين المنافقين
لعله من الكثير علينا
أن نتلقى شفقة
من رفة جنح بعوضة تعتاش على القاذورات
لكننا لم ندرك ذلك بعد
لكننا حتما
سندركه يوما ما
عندما يكون الأوان قد مات.....

________________

سيئة جداً
الخدمة التي تزودني بها مشاعرك المتقطعة
قبالة الثمن الذي أجود به لك على شكل دموع
سيئة جداً
النبرة التي تتفوه بها مدافعك المعنونة بالغيرة
قبالة السيل الجارف من استحساني لنيتك
سيئة جداً
تراتيلك الخادشة لصمت عيوني الناعسة
التي لم تصرح يوما لك بالعناد
ولو بحرف خامد
سيئة جداً
مشكلاتك الخلوية التي تتكاثر بالانقسام الثنائي
فكم من مرة بدأت بكيف حالك
وأنتهى الأمر بحرب شعواء
سيئة جداً
مشاعرنا في ظل هذا البعد
تجعلنا أكثر ندما من جريان النهر باتجاه واحد
ربما لأن الأوان قد مات
ولم نجرب الاختلاء على سطح الفكرة
فكم من مرة هممت لمداعبة الشوق
بأصابع الدموع
عله يرأف قليلا برئتي المنتفخة الاختناق
لعلمك فقط، أسوأ من ذلك لن يحصل
يسرني أن لايسرني شيء
ولن استسلم أبداً لميقات المزاج
لنلاحق بعضنا فيما بعد
كأعجوبة ثامنة
وفق دائرة قاسية اسمها الحب

________________

نهاياتُ فستانها الأبيض
تراتيلٌ مقدسة لبدء الكون
وحزامٌها الذي يحتضن خصرها
مركزٌ لاستقرار المجرات
وشامتُها الصغيرة
ثقبٌ أسودٌ
يبتلعني عن بعد مدينتين وسبعة أبحر
ولأنها حقيقيةٌ جداً
ماكنت أراها في الخيالات التي تسبق نومي
وماكنت ألمسها في الأوهام التي يخلفها دخان سجائري

بل كنت ومازلت

أهجع مع البشرية كلها
بين مسامة واحد من مسامات حرف اسمها الأول

_________________

لَعلي أترنحُ مع الرِّيحِ
هرباً من غبارِ الفكرةِ
أمتطي جوادَ مشاعري الثَّرية
لأكونَ جزءاً من ذلكَ السّربِ الفقير
العائمِ طويلاً
بين الجذرِ والأفنان
لَعلي ذلكَ كلهُ
ذلك التمويهُ العابرُ للغَارات
السمحُ جداً مع من يخالفُني الرأي
المديدُ كالمجرات
المضطربُ كالبحر
الهادئُ كـ دفتيَّ كتاب
لعلي هاربٌ بين أعينهم الواسعة
هاربٌ مني اليّ
اصطادُ نفسي بمخملي الدانتيلي
لأكون بأعينهم
عصفوراً عالقاً بالشِّباك
سيتعاطفونَ، وأضحك
سيبكونَ، وإضحك
سيندمونَ حدَّ التعلقِ
ويفرحونَ بعد ذلك ويرقصونَ
كلما أخذني الدربُ بعيدا
بمحاذاةِ الوهمِ والحُلمِ والبُكاء



#احمد_ابو_ماجن (هاشتاغ)       Ahmed_Abo_Magen#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كمنجة غاضبة
- كأن شيئاً هناك
- يا أيها الريلُ
- أكتوبريات
- بكل هدوء... شعبية
- خيمة أمل
- شمس الأبدية
- حان قطاف القلب
- سورة الجدوى
- بديهياتها
- تفاوت
- صباح الخير
- تنتظرين
- هالات نيرة
- سورة القلق
- سقسقات مُوحشة
- بوح الكتاب
- نحن الشباب
- منتهى الشدة
- تراجيديا الأنين


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد ابو ماجن - مجراتٌ وثقبٌ أبيض