أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمرو اسماعيل - الرئيس غير مسؤول أمام مجلس الشعب!!!















المزيد.....

الرئيس غير مسؤول أمام مجلس الشعب!!!


عمرو اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 1584 - 2006 / 6 / 17 - 11:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد رد الدكتور فتحي سرور كبير جهابذة الدستور في مصر لدرجة أنه أصبح المعوق لأي اصلاحات دستورية حقيقية علي بيان سعد عبود النائب البرلماني عن حزب الكرامة(تحت التأسيس ) عن ذمة رئيس الجمهورية البرلمانية .. أن الرئيس غير مسئول أمام مجلس الشعب .. وقد تقبل النائب المحترم الذي قدم هذا البيان رد رئيسه بصدر رحب وتفهم حجمه ودوره الحقيقي وآثر التمتع بمخصصاته ..
إن كان رئيس الجمهورية غير مسئول أمام مجلس الشعب .. فأمام من هو مسئول .. من يحاسبه إذا أخطأ .. الله في الآخرة .. هل هي دولة الرئيس .. أم دولة مصر وشعبها .. هل تم اختصار مصر وشعبها في شخص الرئيس ..
إذا ماهي فائدة مجلس الشعب وانتخابات مجلس الشعب والأموال التي تصرف علي انتخابات هذا المجلس وعلي أعضائه و نشاطهم .. إن لم يكن قادرا علي محاسبة رئيس السلطة التنفيذية .. رئيس الجمهورية ..
فليوفر إذا رئيس الجمهورية علي نفسه وعلينا جميعا أعباء هذا المجلس ورئيسه وأعضاؤه إن لم يكن لهم اي فائدة تذكر ..
إنهم لا يستطيعون محاسبة رئيس الجمهورية .. و لا رئيس الوزراء و لا سن أي قوانين أو تعديلات دستورية إلا تلك التي يقترحها الرئيس والجهاز المعاون له ..
إن كان كلام رئيس مجلس الشعب وتفسيره حقيقيا .. فالحقيقة تصبح أن هذا المجلس ورئيسه ليس لهم أي فائدة ولا قيمه وهم مجرد عبء مالي وسياسي علي مصر وشعبها .. ويصبح من الأجدي توفير النفقات التي يكلفها مجلس الشعب وانتخاباته ولجانه فهي ليست لها قيمة حقيقية إلا كونه ديكور لرئاسة الجمهورية .. ليعدل رئيس الجمهورية الدستور .. ويلغي مجلس الشعب .. ويبقي علي انتخاب رئيس الجمهورية كل فترة حمس سنوات يصبح خلالها ديكتاتورا يتمتع بكامل السلطات ... له حق اصدار القوانين وتعديلها .. والتصرف في ميزانية الدولة وتعيين موظف تنفيذي يتلقي الأوامر اسمه رئيس مجلس الوزراء .. يتم تحميله أخطاء الرئيس وتغييره كل فتره لسوء فهمه وتنفيذه توجيهات الرئيس ..
ويصبح دور كل الأحزاب والجماعات الشرعية والمحظورة مجرد ترشيح ديكتاتور حزبي يتنافس مع الرئيس أو من يرشحه الرئيس لخلافته في انتخابات صورية يضمن فيها مرشح الحزب الخسارة ويظل في نفس الوقت محتفظا بموقعه الديكتاتوري داخل حزبه ..
لقد كتبت من قبل مقالا اعتبرته تخريفيا .. عنونته " الديموكتاتورية هي الحل " ولكن يبدو أنه لم يكن تخريفا .. بل هو الواقع بناء علي تفسير رئيس مجلس الشعب .. الذي يقوم بدور هام وهو تفريغ مجلس الشعب من أي دور أو أي مضمون إلا الموافقة عن أي اقتراح للرئيس .. أي رئيس لمصر .. في الحقيقة الدكتور فتحي سرور يثبت كل يوم أنه مجرد خادم مطيع في مؤسسة الرئاسة ..
لقد قلت في هذا المقال التخريفي أنني في نهاية عام 73 ومع أحلام الشباب الجميلة و انتصار أكتوبر كنت متأكدا أن مصر في خلال سنوات قليلة ستصبح دولة قوية تنافس الدول الصاعدة فى آسيا اقتصاديا و تنافس دول أوروبا في الديمقراطية و حقوق الإنسان ..
ولكن للأسف كل سنة بعد الأخرى كنت أكتشف كم كنت واهما فالديمقراطية تم استبدالها بتشجيع التيار الديني ليقضى على التيار التقدمي فى المجتمع الذي بدوره استبدل ثقافة العمل و الإنتاج بثقافة الاستهلاك و المظهرية الكاذبة و التعصب الفاشي الذي يستعدى الآخر حتى أصبح هذا الآخر متعصبا.

لقد تدهور كل شىء فى الثلاثين عاما الأخيرة فى مصر, من الصناعة إلى الاقتصاد و من الثقافة إلى الفن, حتى الدين لم يسلم فتحول التدين السمح (سواء أسلامى أم مسيحى) الذى اشتهرت به مصر طوال تاريخها إلى تعصب مقيت, مجرد تشدد فى الطقوس دون أي تحسن فى الأخلاق.
ماذا حدث ؟ لماذا تدهور بنا الحال بدلا من أن نتقدم ؟ هذا هو السؤال الذي يعذبني و أنا فى خريف العمر؟
الإجابة الوحيدة التي تبدو منطقية .. هي أننا شعوبا لا تؤمن فعلا بالديمقراطية .. وتنجب أمثال رئيس مجلس الشعب الحالي الذي يعتبره البعض فقيها دستوريا .. وهو في الحقيقة لا يفقه الا في فقه الديكتاتورية والخنوع وتمرير رغبات الرئيس وأحلامه ... هو يؤمن في داخله أن اي شخبطة للرئيس علي أي ورقه تحدد مستقبل حياته وحياة شعب مصر معه ..
دائما نبحث عن الديكتاتور الذي نتمناه عادلا , نتمثله فى عمر بن الخطاب أو صلاح الدين, فى عبد الناصر أو صدام حسين.. حكامنا يعتقدون إن الديكتاتورية هى أسهل و أفضل طريقة لحكم هذه الشعوب المتخلفة و نحن فى الحقيقة نشاطرهم الرأي و كل ما نتمناه ان يكون الديكتاتور عادلا... حتى الحاكم الذي يبغى أصلاحا يدعى أو يعتقد أننا شعوبا غير مستعدة للديمقراطية الكاملة وأننا يجب ان نحصل عليها بالقطارة كما لو إن الديمقراطية ستصيبنا بمرض عضال لا علاج له أو كما لو أننا شعوبا من المتخلفين عقليا الذين يستحقون الحجر عليهم. منتهى الإهانة و الذل الذي لا أدرى كيف نحتمله و رغم ذلك نجد أن الكثيرين من مثقفينا يروجون لهذه النظرية المهينة.
وللأسف فأن التيارات التي تستحوذ على عواطف الجماهير هى تيارات فى جوهرها ديكتاتورية... فالإسلاميون يرون إن الحل هو الخلافة , كما لو أنهم يريدون أن يرجعوا بنا إلى عصر هارون الرشيد عندما كان يأمر بإعطاء اى شاعر جربان يقول فيه قصيدة مدح مائة ألف درهم كما لو أن بيت المال هو بيت أبوه... واليساريون يرون ان الحل هو الديكتاتور الأشتراكى الذي يؤمن بالعدالة الاجتماعية و القوميون يؤمنون أن الحل هو الديكتاتور القومي الذى يؤمن انه لا صوت يعلو فوق صوت المعركة وانه لا كلام عن الديمقراطية قبل إلقاء إسرائيل فى البحر و بالتالي يضمن بقاؤه فى الحكم طوال حياته و أحيانا حياة أولاده من بعده..
الحقيقة أننا شعوب تعشق الديكتاتورية و نمارسها يوميا فى بيوتنا و مدارسنا و جامعاتنا و مصانعنا و مساجدنا و كنائسنا ولذا تفتق ذهني الذى يعانى قطعا من هلوسات خريف العمر الى حل وسط و هو اننا طالما لا نستطيع او لا نريد التخلي عن الديكتاتورية فلماذا لا ننتخب ديكتاتورا كل خمسة سنوات يحق له أن يرشح نفسه لفترة ديكتاتورية أخرى . وفى خلال فترة حكمه الديكتاتورى يحكمنا كما يريد بدون برلمان صوري يكلفنا الكثير دون أن يكون له أي دور حقيقي. ويصبح دور الأحزاب أن يرشحوا لنا ديكتاتورا, فالإسلاميون يرشحون لنا ديكتاتورا اسلامىا و اليساريون ديكتاتورا اشتراكيا و أمريكا ديكتاتورا رأسماليا و هلم جرا...و للديكتاتور أن يحكمنا كما يشاء على شرط أن ينتخبه الشعب كل خمس سنوات و بحد أقصى مدتين و لكي نضمن إن لا يطمع الديكتاتور فى الحكم أكثر من عشر سنوات ينص الدستور الديكتاتورى ان يشرف الجيش على انتخاب الديكتاتور كل خمس سنوات و يضمن ألا يستمر اى ديكتاتور فى الحكم أكثر من عشر سنوات ... على الأقل تجد جيوشنا عملا مفيدا بدلا من البطالة المقنعة التى تعانيها و كما تعلمون فأن اليد البطالة نجسة...
لقد اعتبرت من قبل هذا المقال تخريفيا .. هلوسة خريف العمر .. ولكن السيد الدكتور الفقيه الدستوري رئيس مجلس شعبنا الموقر يؤكد كل يوم أنني لم أكن مخرفا .. وأن مجلس الشعب ورئيسه ليس لهم أي دور حقيقي إلا تقنين ديكتاتورية الرئيس .. أي رئيس .. والحصول في مقابل ذلك علي مزايا تكلف خزانة الدولة ودافعي الضرائب في مصر الكثير دون أي فائدة ترجي .. فلماذا لا نوفر هذه النفقات ويضخها سيادة الرئيس في مشروعات تعود ببعض الفائدة علي الشعب الغلبان ..
يبدو أنه لا أمل لشعوبنا في الديمقراطية الحقيقية .. علي الأقل في المستقبل المنظور .. ولذا أعلنها أنني أبايع الرئيس ليكون ديكتاتورا للمدة الباقية من حكمه أو حياته أو أيهما اقرب ... واتمني من سيادته أن يتعطف علينا نحن الشعب الغلبان ... أن نختار الديكتاتور الذي يحكمنا من بعده .. وأن يحل مجلس الشعب ويلغيه ... فهو يكلف الدولة الكثير بلا أي فائدة تذكر ..
لنا الله .. فهو الوحيد القادر علي حساب رؤسائنا ..



#عمرو_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا لو عاد جبريل عليه السلام من تقاعده ؟..
- ..هل هناك فرق بين الزرقاوي والظواهري والإخوان ؟
- القضية ليست البهائية .. ولكنها قضية حرية الاعتقاد وحقوق المو ...
- وهم اسمه الحرب علي الاسلام ..
- ما هي الشريعة ؟ وما هي مبادئها ؟
- ما هي الديمقراطية ؟
- انتصار هند الحناوي هو انتصار لمصر المستقبل
- المضحك المبكي ..
- هل يوجد في مصر أهل ذمة ؟ أو في أي مكان آخر !!
- الدين والسياسة والعقد الأجتماعي - 2
- لماذا لا يتحالف الإخوان مع إيران وطز في مصر ؟!!!
- هل يحق لجماعة الإخوان معارضة الرئيس ؟
- هل هناك حل آخر؟!! ..
- إرث قابيل
- هل هناك أي أمل ؟
- فتاوي القهاوي وضررها البالغ ..
- سؤال مشروع .. من الذي يثير الفتنة؟
- بدون تعليق
- قراءة مختلفة لاجتياح سجن أريحا
- أين مصر من الإخوان و أين الأقباط ؟


المزيد.....




- هل كان بحوزة الرجل الذي دخل إلى قنصلية إيران في فرنسا متفجرا ...
- إسرائيل تعلن دخول 276 شاحنة مساعدات إلى غزة الجمعة
- شاهد اللحظات الأولى بعد دخول رجل يحمل قنبلة الى قنصلية إيران ...
- قراصنة -أنونيموس- يعلنون اختراقهم قاعدة بيانات للجيش الإسرائ ...
- كيف أدّت حادثة طعن أسقف في كنيسة أشورية في سيدني إلى تصاعد ا ...
- هل يزعم الغرب أن الصين تنتج فائضا عن حاجتها بينما يشكو عماله ...
- الأزمة الإيرانية لا يجب أن تنسينا كارثة غزة – الغارديان
- مقتل 8 أشخاص وإصابة آخرين إثر هجوم صاروخي على منطقة دنيبرو ب ...
- مشاهد رائعة لثوران بركان في إيسلندا على خلفية ظاهرة الشفق ال ...
- روسيا تتوعد بالرد في حال مصادرة الغرب لأصولها المجمدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمرو اسماعيل - الرئيس غير مسؤول أمام مجلس الشعب!!!