أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - حسن أحراث - باقة ورد ممنوع














المزيد.....

باقة ورد ممنوع


حسن أحراث

الحوار المتمدن-العدد: 6557 - 2020 / 5 / 7 - 02:22
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


أن تتلقى باقة ورد بمناسبة سعيدة، أمر مألوف وعادي، أمر جميل. لكن أن تتسلم باقة ورد وليس فقط وردة، وأنت في حالة حصار، حالة اعتقال، حالة إضراب لامحدود عن الطعام، فلذلك معنى وذوق خاصين. أن تتسلمها، ليس من طرف العائلة أو صديق/ة أو رفيق/ة، بل من طرف من يحرسك في زنزانة معزولة وتحت مراقبة متواصلة (حراس الأمن والقوات المساعدة وRG وDST)، أمر أجمل وأروع. حصل ذلك بغرفة/زنزانة منسية في أحد أطراف المركز الجامعي الاستشفائي ابن رشد (موريزكو) بالدار البيضاء، حيث كنا نقبع جوهاري نورالدين وأنا منذ 1989 حتى 1991. كيف؟
كشهادة، تعامل معنا جل عناصر الحراسة وطيلة فترة اعتقالنا باحترام كبير. ومنهم من قدم لنا خدمات تفوق التصور، خدمات محفوفة بالمخاطر، وكانت في حالة كشفها لتعرض صاحبها لأوخم العواقب.
ومن بين جنود الخفاء التي أبهرتنا حارس أمن شاب شغوف بالقراءة. لم يكن الكتاب يفارقه طيلة فترة الحراسة (08 ساعات). ارتبط بنا احتراما لصمودنا ولمواقفنا وأفكارنا... وتضامنا معنا، كان يتحفنا من حين الى آخر بكل الكتب التي عبرنا عن رغبتنا في الاطلاع عليها. كان يحمل معه جرابا يحتوي الممنوعات من متب وجرائد ومجلات. ويوما، ودون استشارتنا، أهدانا في غفلة من زملائه باقة ورد ووضعها في قنينة بلاستيكية مع قليل من الماء.
لم ننتبه حينه الى خطورة وتبعات إشهار تلك الهدية الممنوعة. انصرف عناصر الحراسة لتلك الفترة المسائية دون إثارة انتباه أحد. ومرت الليلة الموالية في هدوء تام.
وفي اليوم التالي، وبالضبط في منتصف النهار، أي بعد الجولة الروتينية الصباحية، قامت "قيامة" المسؤولين الذي كانوا يترددون على كهفنا بعد أن انتبهوا للباقة الجميلة المنتصبة بزنزانتنا، واهتزت الأرض تحت أقدام جميع عناصر الحراسة. بدون شك، طرحوا العديد من الأسئلة عن دلالة ذلك.. من تجرأ واخترق كل الحواجز وخرق "القانون" ليسلم باقة ورد الى منبوذين اثنين غارقين في الأصفاد ووحل الاعتقال؟!!
تابعنا من بعيد التحقيقات بشأن "الجريمة" المقترفة. وعلمنا أن الحارس الشاب قد تم تنقيله الى موقع آخر بسبب الشك في كونه وراء ذلك الفعل "الشنيع"، دون أن تثبت التهمة في حقه. ومصدر الشك كان ذلك الجراب المثير..
أما نحن، فلم يجرأ أحد من الاقتراب منا أو أن يلمس باقتنا الباهرة. وبقيت بمكانها شامخة حتى وقت طويل...
وكقاعدة عامة، أن تكون كبيرا بالمعنى النضالي يحسب لك ألف حساب، حتى من طرف الأعداء...
كيف لا نصمد..؟!!
وكيف لا نحب الحياة..؟!!
لقد علمتنا معركة الشهيدين الدريدي وبلهواري الصمود وحب الحياة والفرح والاستماتة في الدفاع عن الموقف رغم كل الظروف...
وبالمناسبة، أهديكم/كن باقة الورد الرمزية هذه عربون اعتراف وامتنان لكل جنود الخفاء ولكل ذوي وذوات القلوب الكبيرة الخالية من فيروس الحقد والضغينة ولكل من يحب/تحب الحياة بمعانيها الراقية...



#حسن_أحراث (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دوائر الممنوع..
- رمضان ومعركة الشهيدين..
- يعرفوننا أكثر مما نعرفهم..
- فاتح ماي في عام كورونا
- في ذكرى الشهيد محمد كرينة
- الصمود أو الانهيار
- بعض مضحكات ومبكيات السجن..
- رسالة مفتوحة الى الميلودي موخاريق
- كفى من الفرص الضائعة!!
- الصمت
- شيء عن الحجر القمعي سنة 1984
- المناضل اليوم..
- عمال -أمانور- بطنجة وتطوان والرباط
- أن نتذكر في بحر النسيان بعمق -CORONA VIRS-..
- رضوان العيروكي: رفيق آخر يرحل..
- تحية الى مناضل صنديد
- ماذا في -قبك سخون-؟
- ائتلاف حقوق الإنسان يزور -الولي- بنموسى
- التنسيق النقابي الخماسي: أي دور؟ أي أفق؟
- هل نعرف حقا الواقع الذي نريد تغييره؟


المزيد.....




- احتجاجات أمام سجن محلي في تكساس للإفراج عن طلبة تظاهروا دعما ...
- بالصور..اعتقال عشرات الطلاب في تكساس بسبب مشاركتهم في مظاهرا ...
- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...


المزيد.....

- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان
- نقش على جدران الزنازن / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - حسن أحراث - باقة ورد ممنوع