أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالعالي الوالي - الاجتماعي والضرائحي في القصيدة البدوية بمنطقة ميسور















المزيد.....



الاجتماعي والضرائحي في القصيدة البدوية بمنطقة ميسور


عبدالعالي الوالي

الحوار المتمدن-العدد: 6556 - 2020 / 5 / 6 - 22:19
المحور: الادب والفن
    


مقدمة
علما منا بأن لكل أمة تراثها الحضاري الذي تخلد في إبداعاته أمجادها وتسجل في مختلف أشكاله وألوانه وتعكس من خلال سائر أجناسه التعبيرية مواقفها وتمثلاتها وتطلعاتها، ويختلف ذلك التراث باختلاف المناطق التي ينتج فيها. فإن منطقة ميسور تعتبر مجالا زاخرا وفضاء غنيا نشأت مع الإنسان في أرجائه ألوان وفنون من التعبير، استعمل في بعضها اللفظ المنطوق والكلمة الموحية، وفي أداء بعضها بالنغم والإيقاع والحركة والإشارة، وهو ما يتألف منه تراث شعبي أصيل يضفي على المنطقة طابعا مغايرا ومميزا. ويحق لمنطقة ميسور أن تفتخر بما تزخر به من إرث ثقافي وتخرج من جو العزلة الذي تنكمش فيه وتفسح المجال للعيون المتفقدة والعقول الراغبة في البحث والمعرفة ولكل من أراد الاطلاع على معطياتها ومكوناتها الثقافية والجغرافية والاجتماعية وبالتالي الانفتاح على العالم الآخر.
والأمانة التاريخية والعلمية تقتضي أن يعنى أهل هذه المنطقة بهذا التراث الإبداعي وأن يحرصوا على صيانته والحفاظ عليه و إيلائه العناية الكفيلة بوقايته مما يهدده مع مرور الأزمنة من إهمال أو ضياع وإتلاف. ولعل المكانة التي يحظى بها التراث الشعبي تقتضي منا أفرادا وجماعات رعايته بالشكل الذي يحفظه من الضياع ويصحح النظر إليه من طرف الأجيال المتعاقبة. ولن يتأتى ذلك إلا عبر عملية الإحياء التي تعتبر سبيلا لفهم تاريخنا ومعرفة حضارتنا وفهم الصلة الحقيقية بين ماضينا والحاضر وتمثل ملامحها وسماتها وهي في الحقيقة عملية صون لوجودنا الإنساني الاجتماعي والثقافي. وانطلاقا من هذا الوعي بقيمة تراثنا الشعبي والذي يعتبر بمثابة موجه نحو معرفة أصول ثقافتنا ومعرفة ما طالها من تحولات وتغيرات سواء بفعل الزمان أو بفعل تأثرها وتأثيرها من خلال تفاعلها واتصالها بغيرها من الثقافات، ومنه معرفة خصائصها ومميزاتها. ويوما بعد يوم تزداد خطورة التهديد بالضياع الذي طال العديد من مكونات هذا التراث الشعبي لمنطقة ميسور والذي لازال في معظمه تراثا شفهيا غير مكتوب تتناقله الأجيال لكن الذاكرة الشفهية غير موثوقة وتتعرض للنسيان بل وتذهب مع أصحابها وهو ما طال العديد من مكونات الموروث الثقافي الشعبي بالمنطقة، اللهم بعض المحاولات المتواضعة من طرف الطلبة الباحثين الذين اشتغلوا على بعضه ودونوه في أبحاثهم لكن هذه الأبحاث في غالبيتها غير متوفرة وحتى إن وجدت فهي غير كافية ولا تفي بالغرض. ولا أظن أن أحدا يختلف معي في كونها محاولات غير كافية إذا ما نظرنا إلى حجم وأهمية الموروث الثقافي الشعبي المحلي أو التراث المحكي الشفهي.
والذي يشغل بالنا بالأساس بخصوص التراث الشفهي هو الزجل كمكون أساسي في الثرات الثقافي الشعبي للمنطقة والذي يشكل الذاكرة الشعبية المحلية. ويتنوع ما بين القصائد البدوية و"الغيوان" أو "الزْريع" و"الجّر" و"الغْرم" و"التبْراح" كلها تسميات توحي بالتنوع والتعدد والاختلاف، ثم الزجل الميسوري وهو الذي يمثل خصوصية المنطقة عن غيرها من مناطق المغرب الشرقي على طول ملوية. وكوننا ننتمي لذات المنطقة كان حافزا ودافعا هاما للتفكير في إعداد هذه الورقة التي نروم من خلالها إلقاء الضوء على الذاكرة الشعبية المحلية بما يعطي صورة ولو نسبية لجانب من هويتنا الثقافية، إلى جانب ما قام به من سبقنا في ذلك إضافة إلى دافع الاهتمام بهذا الفن الإبداعي الذي بدأ يتنفس الصعداء في ربوع المغرب بعدما كان الحاضر الغائب. الشيء الذي جعله يخطو رويدا نحو مكانه الحقيقي في الساحة الأدبية، إضافة إلى أنه نمط شعري ضارب في التاريخ يعيش بيننا ويتجسد ضمن معيشنا اليومي. وهو ضرب من القول مليء بالدهشة وتنوع أغراضه وصوره ومعانيه ذات العمق الدلالي الذي يشي بمقدرة وكفاءة أهل المنطقة في نظم القول وبناء الإيقاعات الجمالية التي تشدنا كلما استمعنا لأحد "الكوّالين" الشعراء يلقي قصائده أو ينشد غيوانياته الجميلة الموحية والتي تبعث فينا الحنين إلينا وإلى معرفة حقيقة وأصول دواتنا الاجتماعية والثقافية ومعرفتنا التي تطورت دون وعي منا. فما هي دواعي ظهور الزجل بمنطقة ميسور وما هي أنواعه ؟ وكيف يتجسد الاجتماعي والمقدس الضرائحي من خلال القصيدة البدوية؟
الزجل ودواعي الظهور .
لقد ظهر هذا الضرب من القول منذ استقرار الإنسان في منطقة ميسور حيث كان يعيش على الرعي وصيد الحيوانات، وزراعة معاشية كفافية. فلم يستطع تحقيق التكامل لحياته بالعمل والأكل والشرب فقط فكان من الضروري أن يجد لنفسه مجالا آخر يحس من خلاله بالتوازن ويثبت ذاته ووجوده. فوجد ضالته في الزجل من غيوانيات و"مزوكيات" وقصائد بدوية لتهذيب ذوقه وتنمية أحاسيسه. فكلما سألت احد الناظمين أو الناظمات يقول لك بأنه يجد فيه راحته وطمأنينته وكأنه الدواء لهموم الدنيا ومشاغلها التي طغت على الإنسان. وكان ينسجه وينظمه إتباعا لنهج الأجداد لأننا نعي جيدا أن هذا الضرب من القول كان سابقا ولكن حضوره في المنطقة كان مع الاستقرار الأولي للقبائل العربية الوافدة على المنطقة وخاصة مجموعة قبائل آو فيدرالية "ولاد خاوة". وكان الإنسان ينظم زجله عن طريق الفطرة والسليقة كلمات حادة وقوية وبسيطة في نفس الوقت تحرك الإنسان والحيوان والأشجار وكلما لمحته عيناه بواقعية مثيرة أو بخرافية غريبة. ولم تكن ولادته الأولى بها وإنما كان منتوجا محليا يرتبط بطبيعة المجال الذي نشأ فيه، وهو ما يجسد قدسية المجال في المخيال الاجتماعي للإنسان وشدة ارتباطه به، ومدى الانسجام الحاصل بين الإنسان وبيئته. وحاولنا باختصار شديد التطرق لهذا الجانب لان القول هنا لا يستدعي غير ذلك على اعتبار أننا لا نتوفر على أي مرجع لذلك سوى الروايات الشفهية لأهل المنطقة كشاهد واحد ووحيد على هذا الظهور.

أنواع الزجل بمنطقة ميسور.
لقد شكل الزجل ولا يزال ظاهرة اجتماعية واسعة الانتشار بالمجتمع المغربي، ظاهرة لها جذور تاريخية قديمة، تميزت بالتعقيد نظرا لمكوناتها المختلفة والتي يطبعها التنوع اللفظي وتلونها معالم اجتماعية متنوعة تحكمها طبيعة المجتمعات المحلية التي نشأت فيها. والزجل من الفنون الشعبية العامية التي نشأت في العصر الأندلسي، ومنه انتشرت إلى البيئات العربية الأخرى كمصر والشام((1. وهو فن يتمكن الناظم فيه من المعاني لجولانه في ميادين الأغصان والخرجات، ولا يحسن رسمه في الكتابة إلا من عرف اصطلاحه(2). ويقول ابن حجة الحموي: "إنما سمي هذا الفن زجلا لأنه يتلذذ به وتفهم مقاطع أوزانه حتى يعنى به ويصوت"(3). كما وضعه صفي الدين الحلي"في ارفع الفنون رتبة وأشرفها نسبة وأكثرها أوزانا وأرجحها ميزانا"(4). وتتميز كل منطقة من مناطق المغرب بلونها الخاص بها وهو ما يعطي لهذه الظاهرة طابع التنوع والتعدد. والزجل كجنس أدبي هو الأقرب إلى الإنسان المغربي لأنه يكتب بنفس اللغة التي يتحدث بها، وله خصوصية ترجع إلى تاريخ الشعر في المغرب، بالإضافة إلى أنه يشتمل على قاموس خاص ويتوفر على غنائية(5). وقد عرف الزجل في الدول العربية الأخرى بتسميات مختلفة كالشعر الشعبي والشعر النبطي والشعر العامي والشعر المحكي، لكنه بقي محافظا على تسميته بالزجل في المغرب من خلال الرواد الأوائل أمثال أحمد المسيح(6) وغيره من المبدعين الذين ساهموا في انتشاره عربيا ودوليا وفي تطور هويته البنيوية واللغوية والانتقال به من المحكي إلى الكتابة أو كما قال احمد المسيح الخروج به من رحم الشفهي إلى تضاريس الكتابة(7).وهوما جعلنا ننحو بتجربتنا نحو نفس المنحى من خلال ديوان " جنان المحبة" سنة 2015(8). لكن هذا لا يعني الاستغناء عن الكلاسيكيات الخالدة أو القصيدة الزجلية التقليدية على اعتبار أنها تشكل أساسا لهذا الجنس الأدبي المتجدر في المجتمع، بل ورأسمالا ثقافيا هاما يمثل هويتنا الثقافية الأم المتمثلة في الشعر الشفهي والذي يستدعي التعامل معه بحذر حسب احمد المسيح والذي يرى بأن الكتابة مضاعفة في الزجل من خلال مواجهة الذاكرة بالاستحضار والتحرر منها، ومواجهة المتلقي بالغواية والالتباس وهو ما يجعل من العبور بين المحكي والشفوي مغامرة محفوفة بالمخاطر(9).
ومنطقة ميسور كغيرها من المناطق التي تميزت بهذا الضرب من القول(الزجل) الذي نشأ كما سبق ذكره مع القبائل المعقلية التي استقرت بالمنطقة منذ زمن بعيد. تتوارثه الأجيال جيلا بعد جيل من خلال تداوله في المناسبات الاجتماعية والممارسات الطقوسية كالعرس والعقيقة، وفي المواسم أيضا من خلال الغنائيات أو "المزوݣيات" التي يؤديها "شْيوخ الكلام أو الݣوالين"، إضافة إلى "الغيوان" الذي تؤديه النساء واللواتي بصمن بشكل كبير في التراث الشفهي المحلي، ومنهن من نظمن القصائد المطولة أيضا. إضافة إلى التباريح "التبْراحْ" التي يرددها " البرّاحْ"(10) في مطلع الرقصات الشعبية بالخصوص أو عند تقديم الهدية للعروس من الأهل والأحباب.
ويمكن تصنيف الزجل في منطقة ميسور إلى قسمين، قسم يشكل مشتركا ثقافيا بين مناطق المغرب الشرقي على طول ملوية ويتمثل في القصائد البدوية والغيوان والذي يعرف في المنطقة بأكثر من تسمية كـ "الزْريعْ والرّشْ والجرْ والغْرمْ(11) " وكذلك فن "التبْراحْ". وقسم يشكل الخصوصية المحلية لميسور والمعروف ب"الميسوري(12) " أو الزجل الميسوري.
وتتوفر القصيدة البدوية من حيث بنيتها الصوتية على نسق صوتي رقيق، ارتبط بطبيعة المواضيع التي تعالجها هذه القصائد آو التيمات التي غلب عليها الحب والغرام ووصف جمال الطبيعة والإنسان. وقد يكون جهوريا في بعض القصائد التي تغنت بالثورة والحرب وتعبيرات الغضب المختلفة. ويتحكم في النفس الصوتي طبيعة التقطيع الحرفي لشطري البيت الشعري للقصيدة "الفْراش والغطا" حيث يعتمد "شيوخ الكلام" في تقطيعهم الحرفي على نغمات " يدندنونها " أولا ثم يبنون عليها تقسيمهم آو تقطيعهم الصوتي وهو ما سهل عملية التحول التي شملت دخول الآلة في النسق الصوتي، لتشكل النغمات عنصرا هاما في البنية الصوتية للقصائد. وعموما فالقصائد البدوية والآلات المستعملة أو المرافقة لغناء هذه القصائد والتي تتمثل في "الݣصبة" بإيقاعاتها المتنوعة بتنوع "الݣصباتْ" ما بين الثلاثية والسداسية وغيرها. وتدل في الغالب على رخامة الصوت وعلى الحنين ورقة المشاعر بما يستدعي معه صوتا رقيقا يعبر عن ذلك بشكل مباشر وواضح. و"البنْدير" وهو آلة موسيقية بنسق إيقاعي مختلف يوحي بالقوة والرفض والحماسة والذي يرسم نسقا صوتيا غليظا أو جهوريا.
البعد الاجتماعي في القصيدة البدوية.
ارتبطت هذه القصائد في تسميتها بالبدو الرحل على اعتبار أن المنطقة كانت منطقة عبور للعديد من الأقوام وخاصة القبائل التي كانت تعتمد على الرعي القائم على الترحال، هذه القبائل التي استقرت بالمنطقة وساهمت بشكل كبير في نشر هذا الضرب من القول في بادية المنطقة على شكل قصائد زجلية مطولة أو متوسطة الطول. وتعتمد نظام الشطرين(الفراش والغطا). كان يرددها الرعاة استئناسا بها كونها الرفيق في ساعات الرعي التي كانت تأخذ نهارهم كاملا في المراعي. وكانت أكثر تداولا في الأعراس وفي جميع المناسبات الاجتماعية للقبائل المستقرة بالمنطقة. وتمثل طقسا مهما وممارسة اجتماعية تجد هويتها في استمرارها وتجددها بين الأهالي. فتطورت القصيدة من خلال تفاعلها مع الإيقاعات الغنائية وأصبحت تغنى مرفقة بـنغمات "الݣصبة"(13) و"البندير"(14) وبالتالي أصبحت تشكل سلوكا وطقسا اجتماعيا متجدرا في المخيال الشعبي. ويمكن القول على أنها أصبحت تتأثر بالمحيط الذي يعيش فيه روادها بحيث يتغنون بالمنطقة، وبجل مكوناتها وبما يحتويه المجال من مناظر طبيعية وقيم اجتماعية، وبطبيعة العلاقات وببعض الأحداث التي عرفتها المنطقة. فأصبحت بذلك القصيدة البدوية بمثابة سجل توثق فيه خصوصيات المنطقة وأحداثها ويحمل تاريخها الذي يعبر عن حقبة معينة. ويقول عبد الوهاب بن منصور: وقد كان لهذه اللغة أو اللهجة أدب خاص بها يتمثل في أشعارها وأزجالها وحكمها وأمثالها التي تصور حياة أهلها وتسجل وقائعهم وتخلد بعض حكاياتهم(15). وهو ما يمكن الباحثين من قياس التحولات التي شهدتها المنطقة ما بين فترة تاريخية وأخرى. وقد اشتهر بهذا النوع من القصيد العديد من الشعراء المحليين أمثال الشيخ بن دحمان، والشيخ مولاي عبد الواحد الملقب بـ "السي حاد"(16) ، والشيخ محمد الصيهب، والشيخ احمد الحرش، والشيخ أحمد بولعلام والشيخ عبدالسلام العايدي المعروف بـ "سلاّمْ" وغيرهم، واللائحة تطول لكننا نكتفي بذكر هذه الأسماء وبذكر بعض المقاطع من القصائد للاستدلال بها على ما سبق ذكره، وهو ما يسهم ولو بشكل بسيط في الاقتراب من ذاكرتنا الجمعية.
وتتميز القصيدة البدوية باختلاف تيماتها وأغراضها، وتعتبر حاملة لتاريخ المنطقة أو ذاكرة لبعض أسماء الأماكن والشخوص المهمة والتي لها أهميتها التاريخية والاجتماعية. وتبقى بذلك وارفة الحضور في المجتمع الميسوري ولا تزال إلى حد الآن، حيث تؤرخ للعديد من القضايا الاجتماعية و الأحداث التاريخية والمستجدات التي تعرفها هذه المجتمعات أو تشترك فيها مع مجتمعات أخرى، كـ "عامْ البونْ، عام الثلجة، عام السيلة" وغيرها من الأحداث التاريخية والأزمات الاجتماعية التي عرفتها المنطقة. ومن القصائد الرائعة التي تداولها الناس بشكل كبير على اعتبار أنها تناولت جانبا مهما في حياتهم، قصيدة ناطقة بحال أهلها ومعاناتهم مع مشكلة النقص في الطحين" فرينة"(17) وهي من نظم الشيخ عبد السلام العايدي حيث قال فيها:
"أفرينة كي صرا لك حتى وليتي علينا بالبون
المعمل يضل يطحن فالسيمانة شحال خرّج من طونْ
ومنين يفرقوها نص طون راه باقي مخزون"
إن المصطلحات الدخيلة والمستعارة من لغة المستعمر والمتمثلة في " طون، فرينة، بون، سيمانة " يدل على الاقتراض الواسع للدراجة من لغة موليير، وقدرتها على استيعاب هذه المصطلحات وبلورتها ضمن المتداول اليومي، ملمح ثقافي دخيل تمثل فيه القصيدة الحامل نحو الاستعمال اليومي، كما يجسد طبيعة التغيرات الاجتماعية والثقافية التي عرفتها المنطقة وما رافقها من تغير في المعمار الاجتماعي، ومن تراتبات جديدة في المشهد الاجتماعي المحلي حيث أصبحت الطبقة الفقيرة تقيم الصف للحصول على الطحين مع ضرورة توفر كل فرد على " بون" من طرف السلطة المحلية ممثلة في "مْقدم" الحي أو "الشيخ"، وهي صورة كرست مزيدا من الذل و الإهانة والضرب في كرامة المواطن الضعيف بمزيد من التجويع المهين في سعيه وراء رغيف العيش. إضافة إلى ما كان يتم من تحايل على القانون في هذا الشأن حيث كان ينقل هذا الدقيق المدعم والذي حدد ثمنه في (100) درهم إلى مناطق أكثر هامشية ليباع بثمن أغلى استغلالا للحاجة والضرورة الملحة التي فرضها الواقع المضني والقاسي على هذه المجتمعات الصغيرة المحلية. والملاحظ أن هذه الظاهرة لا تزال قائمة لحد الآن دليل على استمرار التهميش واللامساواة الاجتماعية ومزيد من سحق الطبقة البرولتالية بما يكرس مزيدا من الصراع الاجتماعي الطبقي.
كما أن القصيدة البدوية تساير التطورات على مستوى هذه الأحداث حيث تجد أن "شيوخ الكلام" لا يفوتون الفرصة، مستعدين دائما للإدلاء بدلوهم مساهمين بذلك في التأريخ لهذه التطورات والأحداث المستجدة سواء بالرفض أو الدعم وفي بعض الأحايين قد يقدم الشاعر تنبؤات مستقبلية حول قضية معينة وكل ذلك رهين بمدى اتساع ثقافة الشاعر وإلمامه بهذه القضايا. وهو ما عبرت عنه قصيدة كورونا الحديثة النظم للشيخ محمد الصيهب حول هذه الجائحة والتي قال فيها:
" شوفوا ما راه صاير ف العلام...سمعو ما دار فيروس كرونا
بلاد الصين والعرب والعجام ...كدا من جثث كعدت مدفونة
شوف الدنيا عاطياها للتخمام... كيف الحمق كاع راها مفتونة
لا طالب لا طبيب يبري د الزكام ... فيلسوفة فيه راها مشطونة"
وهي قصيدة تجسد من زاوية أخرى طبيعة التغير اللغوي الملحوظ عند هؤلاء الزجالين من خلال استعمال مصطلحات جديدة في النظم، وراهنية تتلاءم مع الأوضاع الاجتماعية الحديثة مراوحة بذلك بين الحداثي على مستوى اللغة والتقليدي على مستوى البنية التقليدية للقصيدة المحافظة على شكلها وبنيتها الإيقاعية. وهي قصيدة لقيت تداولا وإقبالا هاما في مواقع التواصل الاجتماعي في الأوساط المحلية. لتضاف بذلك إلى سجلين، سجل خاص بالشاعر وسجل آخر خاص بالاستعمال اليومي بحضورها في التمثلات الاجتماعية للساكنة المحلية حول كورونا. وهي قصيدة صور من خلالها الشاعر كل المظاهر والممارسات الفردية والجمعية، وما حملته هذه الجائحة للأوساط الاجتماعية بشكل عام حيث قال:
"نسافرو فالبحر والسيارات...ما نمشيو لحد ولاهو يجينا
المظاهرات والتجمعات ...لا فالبادية ولا فالمدينة
فينما مشيت دايرين كمامات...وبالصابون كنغسلو يدينا
كلشي كالوه لنا فالاداعات ...دايرين الاشهار والطبيب يورينا"
فبقدر ما ساهمت القصيدة في التوجيه والتحسيس بقدر ما بينت خطورة كورونا على المجتمع. هذا المرض أو الزكام الذي أعاد رسم خريطة جديدة للعلاقات الاجتماعية. ويكون الشاعر بهذا قد ساهم من وجهة نظر فنية وبلغة بسيطة في التأريخ لهذه الأزمة الاجتماعية التي حلت بالإنسانية في كل بقاع العالم. والمتتبع أو العاشق لهذا الفن سيلاحظ ان مجموعة القصائد نظمت حول هذه الجائحة في المنطقة، حيث أدلى كل شاعر بدلوه. وتختلف هذه القصائد في الصور الشعرية وفي التصورات حيث يقول الشيخ عبد الرحمان الملقب بـ"العْشيرْ": " فيروس كورونا ولّ عدونا.. فرق الأحباب وزاد الخيّات" مبينا بذلك قدرة هذا الوباء على تكريس التباعد الاجتماعي وعلى قطع صلة الرحم لدرجة انه شبهه بالمعجزة قائلا: "راني نشوف بعيني ازدحام ول فالصيدليات.. التالي ما صاب حقو هادي معجزة يا سدات" ليختم بحسرته هذا النظم مسلما آمره للخالق قائلا:" نظمت هاذ القصيدة وعلى خدودي دمعات.. هذا مكتاب ربي سبحانه هادي الدرّات" وهو ما يؤكد الخضوع والاستسلام أو التسليم للقدرة الخفية التي يتمثلها الناظم في الإله كونها فوق كل الانتظارات الممكنة.
ليكتسي بذلك هذا القصيد أهمية بالغة، حيث يمثل وجها و صورة من الصور الاجتماعية لهذه المجتمعات المحلية، وملمحا ثقافيا وتراثا معرفيا وتاريخا للأجيال أو بوّابة نحو الماضي الذي يشكل البنية الأساسية للثقافة والتي يتحقق من خلالها الامتداد للثقافي .
الضارئحي والقيمي في القصائد البدوية.
لقد شكل المقدس عبر التاريخ مفهوما اجتماعيا وانشغالا تطرح حوله العديد من الأسئلة الملحة والتي تتجدد بتجدد مظاهره وباختلاف أوجهه مما جعل منه ظاهرة اجتماعية مركبة يصعب الإحاطة بها. ليبقى بذلك المقدس عنوانا مفتوحا على كل المجتمعات الإنسانية، وعلى كل الأزمنة والأمكنة وحتى على المنطوق والمكتوب من الكلام، في الحكاية وفي الأشعار والزجل وخاصة المقدس الضارئحي. ويؤكد ذلك حضوره القوي في مطلع القصائد البدوية التي تجسد حضور هذا المقدس في التمثلات الاجتماعية إلى أن أصبح يشغل بال المنشدين والناظمين. وهو ذات الشأن بالنسبة للقيم الاجتماعية التي رافقت الوجود الإنساني على أرض هذا الكون قيم إنسانية تندرج ضمن البنيات الاجتماعية و تؤطر العلاقات والتفاعلات الإنسانية وتضمن صيرورتها. وتجسد قصيدة الشيخ مولاي عبد الواحد"السي حاد" المعنونة بـ "نوض أرقّاصي(18) " إحدى القصائد ذات الانتشار الواسع محليا، والتي افتتحها بمقدمة ذكر في مطلعها المجال الجغرافي الذي يود محاورته من خلالها وهو منطقة ميسور
" نوض أرقاصي وسير لميسور"
ووفي رواية أخرى "وصل لميسور"، ذلك لان مقامه كان بـ"ويزغت" وهي إحدى المناطق البعيدة عن مركز ميسور بما يقارب (30كلم)، منطقة معروفة بالزجل و تنتمي لميسور لكن اسم ميسور اشتهر عند أهل المنطقة بالدواوير التي تنتمي لجماعة سيدي بوطيب، وقد أصبحت جماعة مستقلة بذاتها بفعل التقسيم الإداري. والمجال هنا لا شك له رمزيته الاجتماعية والروحية التي جعلت منه موضوعا يتغنى به الشعراء ويتفاعلون معه. كما اظهر في قصيدته مدى أهمية المقدس الضرائحي الحاضر في التمثلات الاجتماعية و المتمثل في ضريح الولي الصالح سيدي بوطيب " مول العرݣوب(19)" والذي تعتبر زيارته من أولويات طقوس العبور إلى هذا المجال، الشيء الذي يؤكد معرفته الجيدة للمنطقة وارتباطه الوثيق بعاداتها وطقوسها.
" أو زور مول العرݣوب ودغیا احضر"
كما أن حضور المقدس الضارئحي وذكر الأولياء الصالحين بيّن في كثير من قصائد الشيخ، وهو ما يؤكد الحضور الاجتماعي الواسع للأولياء في المنطقة وفي التمثلات الاجتماعية لأهلها، وخاصة المناطق التي تعيش على ضفاف ملوية أو أم الأولياء كما يحب أن يلقبها أهل المنطقة، مؤكدا أن رضا الولي سيدي بوطيب ربح كبير ومن لم ينله فقد باء بالخسران الشامل والعام، وهو اعتقاد جازم بقدرته وتأثيره وببركته.
" ݣدّامهم سيدي بوطيب فالبلان
حتى هو راه في د الجورنال
اللي ما دّاش رْضاتو كاملو اخسر".
و ذكر "الشيخ السي حادْ" بعض محاسن الأخلاق وقيم الجود والكرم التي تميزت بها بعض العائلات الميسورية بذكر بعض أفرادها ومنازلها، قيم ظلت ثابتة معهم حاملة للمعنى الحقيقي للمجتمع الميسوري. مبرزا طبيعة العلاقة التي تربطه بأهلها والتي وصلت حد الأخوة وهي صلة اجتماعية قويمة وقوية بمثابة صلة الدم "مْشاركين الدم" أي أبناء عمومة أو يجمعهم النسب. ولم يتردد الشيخ "السي حاد" في ذكر الأماكن التي زارها بأسمائها، وهو شأن مقصود قد يساهم بشكل أو بآخر في إعادة إنتاج تمثلات إيجابية حول تلك المجالات أو الأماكن التي ذكرها، باعتبارها مجالات اجتماعية وليست جغرافية فقط. فقال في قصيدته:
"أوْلاد سْكير(20) ݣاع عندي خيّات...منين توصل ليهم اهْضر بالتبات
راها من زمان ليهم نعطات...يقوموا بالخير جواد وأكثرّ..."
ومما لا شك أن حضور المرأة في القصائد البدوية كان ولا يزال حضورا قويا يلامس الوجدان والأفكار، ويراوح مابين محاسن الأوصاف التي تتمثل في ظاهرِ المرأة من جمال وحسن فاتن يحرك في الناظم ملكة الإبداع ونظم القصيد، وما بين محاسن الأخلاق التي تتمثل في القيم الاجتماعية السمحة،والخصال الحميدة والمحبّة التي تميزت بها المرأة في جل المجتمعات الإنسانية. حيث إنها قادرة على لمّ الشمل والمحافظة على لحمة الجماعة" العائلة" من التفكك والتشتت ورمزا للثبات أمام أوجه التغير التي طالت المجتمعات ودليل ذلك قول الشاعر:
"أم ولاد بوشتى عربية...في ولاد سݣير راها بنيا
سير أرقّاصي ودير مزية...ݣولها راه عْطاك الله الستر"
وجاء الشاعر على ذكر بعض المظاهر الاجتماعية التي تخالف قيم الجود والكرم السائدة في المنطقة ولو أن الأمر ذكر بطريقة فيها بعض اللطف وكأن الأمر قد صعب عليه ذكره، ولكن صراحته كانت تحمل طابع الاحترام، أو حاول أن يجد لهم العذر وعدم الاحتكام لسوء النية الذي قد يخالف العرف في المجتمعات الصغيرة المحلية كهذه. ولأنه كذلك كان يرغب في أن يحكي عن أخبار هذا الدوار لكن أحدا لم يفتح له الباب أو كما قال:
"لولاد سليمان(20) ݣاع ما جبت اخبار...كا ندوز عليهم فم باب الديار
حتى واحد ما وݣف ليه العار...إدخّلني نجيب حساب لكصر..."
وبالتالي فالمجتمع الميسوري في نظر الشاعر مجتمع موسوم بقيم الجود والكرم والسخاء التي ألهمت الشاعر وجعلته يتغنى به من خلال نظمه الزجلي الذي لايزال يعيش بيننا إلى حد الآن. وللشيخ مولاي عبد الواحد قصائد كثيرة ومتعددة منها" الدّامية، لْمّاس الحافية، خلّيني نبكي بالدموع، خوي الدنيا خسرت والمسكين نحݣرْ، صابغ لشفار، ياخوي بغيت نخطرْ، يا مرسولي نوض توصل لحليمة " وقصائد تحمل قيما متعددة ومشاهد مختلفة لواقع اجتماعي زامن أو تزامن مع مجالات أو أمكنة محلية مختلفة. إضافة إلى رائعته الخالدة في الأذهان والموسومة بعنوان " بودوّاح"(21) وهي قصيدة فيها من الجمال والدهشة والعفوية والصدق، صدق العاشق الولهان الذي لحقه غدر مرسوله أو "رقّاصه" كما جاء على حال لسانه:
"و را رقّاصنا يدي الذنوب بكثرة اللعوب
لبدة خبرو يوصلو مݣلوب والف بالغدر "
والرقّاص أو المرسول بالغ الحضور في التمثلات الاجتماعية وفي قصائد "شيوخْ الكلام" بالمنطقة ومنها:
" نوض أمرسولي تحزم ولميسور غدّا اقدم .. يا مع الزايخة تكلم شوف النفخة والعناد
اعطيها البرا واسّاخر تقرا العنوان بالجهر .. وجبها(22) وليك تهضر قيل النقصان والزياد"
"يا مرسولي نوض توصل لحليمة .. واعطيها البرا وتقرا عنواني
وعلمني في الحين لزين التبسيمة .. كولها رجعي غرامك رشاني"(23)
" غيبت آ الزايخة دي شهرين ما رسلت رقاص ولا شي برية "
" سير أرقاصي لقايد لبنات .. لحميمة الطوبية سكّانتْ لوْعرْ
كوليها في حبيبك نقضات .. واش تبْتِ ول ما جبتي خْبرْ"(24)
"يا مرسولي نوض بكّر سقسي في رقية وسال...يامرسولي نوض بكّرنعطيك مّايْر الغزال"(25)
والأمثلة على ذلك كثيرة. لكن يبقى الرقاص شخصية كانت تلعب دور الوساطة في تبليغ رسائل العشق والغرام وغيرها من الرسائل. و قد يكون الرقاص رجلا أو امرأة، و له دور مهم في عملية التواصل الاجتماعي في مراحل غاب فيها الهاتف النقال ومواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت تلعب هذا الدور الهام في الحياة وفي بناء العلاقات والروابط الاجتماعية المتعددة الصور والأوجه. كما يؤكد على أن الثقة أصبحت تتلاشى من الواقع الاجتماعي. ويقنع نفسه بضرورة الحذر لان الصداقة والصحبة كقيم اجتماعية وصور من صور العلاقات الإنسانية، ليست جيدة في كل الأحوال و قد لا تطول. وهو أمر يمكننا أن نلاحظه في مجتمعاتنا الحالية.
"يا خوي ما كانش فاش تيق ودّيرو صديق
أيا راسي ك يخص تفيق أمعمي لبصر
را الصحبة هاد الوقت ما تمّاش وما طايلاش"
خاتمة
يمكننا القول على أن القصيدة البدوية تبقى عملة صعبة في الأوساط الاجتماعية القروية، وأحد البنيات الأساسية في الثقافة الشعبية، والتي أصبحت مع الزمن تستهوي الشباب رغم الزحف القوي للحداثة التي حملت معها رياحا مختلفة لم تقدر على إزاحتها من الواجهة الثقافية، أو إخراجها من السياق الثقافي العام الذي يعيد إنتاجها. وبالتالي تبقى حاضرة في كل المحطات وراسخة في التمثلات الاجتماعية بنفس المكانة التي كانت عليها وربما أكثر، لأنها تمثل الارتباط والانتماء والهوية التي ينتجها الحنين والرغبة في العودة نحو الأصل. ولذلك وجب التفكير فيها بجدية من أجل تطويرها وتسويقها كمادة فنية وتراثية بما يساهم في خلق تنمية ثقافية واجتماعية واقتصادية من خلال استغلالها في المجال السياحي، نظرا لقدرتها على اختراق النفوس وعلى التسويق للمنطقة والتعريف بها برمزية فيها من الجمال ما يقري العين ويجلب الراغبين في تذوق الكلمة والاستمتاع بـ" لْمعاني" من خلال القصيد الشعبي.
الهوامش:
1- نجية فايز الحمود، الادب الشعبي في العصر المملوكي الزجل نمودجا ،مجلة الثقافة الشعبية، العدد 30،سنة:2015، ص:30.
2- الحموي ابن حجة الشيخ تقي الدين ابي بكر علي، خزانة الادب،شرح عصام شعيتو، دار مكتبة الهلال، بيروت لبنان،ط:2،1991،ج:1،ص:90.ص:32
3- الحموب ابن حجة،بلوغ الامل في فن الزجل،نسخة الكترونية،ص:40.ص:32
4- الصباغ مرسي، قراءة جديدة في الشعر العربي، دار الامان للطباغة والنشر، الاسكندرية:سنة:2002،ص:68،نقلا عن العاطل الحالي،ص:9.ص:32.
5- مقتطف من مقال بجريدة الصحراء المغربية لكلام المرحوم محمد الراشق، جمعية الشعلة تطلق مسابقتها في ميسور، الصنف: ثقافة، نشر المقال السبت 25 فبراير 2006 على الساعة 14:02 زيارة الموقع يوم 05أبريل 2019 على الساعة 19:37 الرابط:https:/assharaa.ma/journal/2006/7543
6- صاحب أول ديوان للزجل الحديث بالمغرب بعنوان :"الرياح...التي ستأتي" الرباط، سنة 1976.
7- محمد الراشق،مكسور لجناح، الطبعة الأولى،منشورات الشعلة، مؤسسة الرزاحي،2005 ، ص:8.
8- عبد العالي الوالي، جنان المحبة، مطبعة وراقة بلال،الطبعة الأولى،سنة 2015.
9- محمد الراشق، مكسور لجناح، مرجع سابق، ص:8.
10- البرّاح: هو رجل يحضر في الحفلات والأعراس بالخصوص وتكون مهمته مع الفرقة الموسيقية الشعبية حيث يتلقى مبالغ مالية يكون الهدف منها هو المشاركة برقصة في العرس والذي يقدم للرقصة هو البراح من خلال الإعلان عن المبلغ المالي والمناداة باسم صاحبه أي الراقص أو احد أهل العريس أو العروس ويرفقه بقصيدة زجلية طللية وتمهيدية للرقصة وتسمى بالتبريحة نسبة للبراح وبصوت مرتفع والبراح هو المجاهر بالقول او المنادي الذي يشكل إحدى قنوات التواصل الاجتماعي منذ زمن بعيد.
11- الغرم وهي كلمة لا يقصد بها الغرام وإنما هي من الغرم أي انك تقول شيئا فأغرمه لك أي أرد عليك ويتحقق ذلك من خلال السجال بين الݣوالين أو الناظمين.
12- وهو عبارة عن رباعيات تماثل في شكلها لرباعيات عبدالرحمان المجدوب لكنا بقياس أو تقطيع حرفي مختلف ويسمى كذلك بالخيالي لأنه يؤذى في المواسم من طرف الخيّالة ولا تستعمل معه الآلات ويتم " زكْيه" أي إلقاؤه بصوت مرتفع فيه من الرقة ما يخترق القلوب ويقال لهذه الطريقة في الإلقاء بـ"المزوكي"
13- تصنع من سيقان القصب البري، مفتوحة الطرفين، تشتمل على ثقوب وضعت بشكل يسمح بالتحكم في النغمات. من مقال لـ: الزبير مهداد، رقصة العلاوي (الدبكة الغاربية ) مجلة الثقافة الشعبية، البحرين، العدد رقم26 :.
14- يسمى أيضا بالطارة ، وهو الة موسيقية إيقاعية قديمة تتكون من إطار خشبي دائري قطره حوالي 40 سنتمتر ، على حاشيته ثقب يولج فيه الشيخ ابهام يده قصد إحكامه ، ويشد عليه جلد رقيق يغطي أحد وجهيه ، اذ يستحسن ان يكون جلد ماعز. من مقال لـ: الزبير مهداد ، رقصة العلاوي (الدبكة الغاربية ) مجلة الثقافة الشعبية،البحرين،العدد رقم 26.
15- عبد الوهاب بن منصور، قبائل المغرب، الجزء الأول، السنة: 1968، المطبعة الملكية، الرباط، ص: 411.
16- مولاي عبد الواحد السماعیلي المعروف بالشیخ سي ْحاد وهو من أصل صحرواي وكان یقطن بویزغت.
17- وهي كلمة مشتقة من مصطلح فرنسي la farineبما يدل على التغير اللغوي الذي شهدته المنطقة مع دخول المستعمر الفرنسي الذي رسخ الكثير من ثقافته لدى الساكنة المحلية للمنطقة بما شكل عبورا ثقافيا ضمن نفس المجال.
18- نوض: دعوة للوقوف والتحرك بسرعة نظرا لأهمية الخبر الذي يتجسد في إيصال رسائل الشيخ" البروات" كما هومذكور في القصيدة. الرقّاص: وهو المرسول أو الوسيط.
19- هي المنطقة او الهضبة الصخرية العالية التي بني عليها ضريح الولي الصالح سيدي بوطيب وهي مكان يطل على ميسور القديم ولهذا لقب بها هذا الولي ويقال له مول العرݣوب.
20- قبائل من القبائل العربية التي استقرت في المنطقة وهو نفس الأسماء الذي تحملها الدواوير وتنتمي إداريا لجماعة سيدي بوطيب.
21- بودوّاح: واسطة العقد (القلادة).
22- واسّاخرْ: ارجع للخلف، وجبها:جاوبها بالقياس
23- مقتطفات من قصائد الشيخ مولاي عبدالواحد الاسماعيلي الملقب بـ" الشيخ السيحاد"
24- مقتطفات من قصائد الشيخ بن دحمان البوكايسي.
25- مقتطف من قصيدة للشيخ محمد بن شليخ من دوار ولاد بوخالفة. بكّر: باكرا، مّايرْ: الأمارة.



#عبدالعالي_الوالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالعالي الوالي - الاجتماعي والضرائحي في القصيدة البدوية بمنطقة ميسور