أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد موسى - **الخديعة الكبرى وقراءة المرفوض**















المزيد.....

**الخديعة الكبرى وقراءة المرفوض**


سعيد موسى

الحوار المتمدن-العدد: 1583 - 2006 / 6 / 16 - 11:37
المحور: القضية الفلسطينية
    


في ذروة هزلية التجاذب والاستقطاب وجدلية الثبات والتحرك بين قطبي الرئاسة والحكومة والدوران داخل دائرة مفرغة ومقارعات عقيمة وحوار طرشان ومزايدات خطابية وشعارات على طرفي نقيض وفي غمرة التأويل والتفسير مابين شرعية ولا شرعية وتقنين اللامنصوص وتجريم مالم يرد من حروف دستورية فقد تاهت السُبل ودارت رحى نظريات التكفير السياسي والتشكيك والتخوين كل يتربص بالأخر ويتصيد في المياه العكرة والنتيجة تخبط ومهاترات ومساجلات تشوه وجه الوطن الجريح فأفرزت تلك المساجلات المخجلة إرهاصات دموية راح ضحيتها سيل جارف من الدماء الطاهرة الفلسطينية ولا يعلم أمراء العار بان قتلى الجميع في النار القاتل والمقتول في النار وما تلك الفتاوى سواء لبست ثوب علماني أو ديني هي سجلات إجرام اسود والتاريخ لايرحم تلك المعارك الخاسرة تهدد النسيج الوطني والجبهة الداخلية المعمدة بدماء الشهداء الأطهار لكل هذا الهراء السياسي اللامعقول واللامفهوم والصراع المخجل على قشور السلطة فلابد من التوقف والاجتهاد لقراءة بعض طلاسم اللغز المجهول بعيدا عن المنطقية التقليدية وسبر أغوار النفق المظلم الذي يتحدث عن مكنوناته المغامرين والفلاسفة الذين يتحفونا بما لاتصدقة العقول!!!
وحيث ان الحقيقة تكمن في اللامعقول واللامقبول فلا يمنع ذلك من قراءة ذلك المرفوض على غير عادة المسلمات عندما تأخذ الأمور السياسية بسطحيتها أو مايراد لها ان تكون وأول الرقص السياسي حجلان الديمقراطية المزعومة فالديمقراطية الحقيقية الحرة تؤدي إلى وفاق وانسجام لا لتنافر وجمود وصدام وإحجام فهل كانت ديمقراطيتنا الفلسطينية حرة حقا؟؟؟ هل تخلصت من الجاذبية الديمقراطية الغربية واستحقاقاتها السياسية المهينة؟؟؟
فللوهلة الأولى يتضح ان طرح قطبي المعادلة الفلسطينية منطقي ومعقول وقد انقسمت الجماهير بين هذا وذاك فما سر تلك الديمقراطية التي تغنى بها العالم الديمقراطي نظريا!!! ورفضها عمليا؟؟!!!
ما الحقيقة التي تكمن خلف ديمقراطية التناقضات لون ماعهدناه فهل صنعناه لكي ينسجم مع اختلاف الأيدلوجيات أم صنع لنا في معامل الإجرام الصهيونية الدولية ؟؟؟ وهل نسير وفق الخارطة الديمقراطية الفلسطينية أم نسير وفق خارطة الديمقراطية الأمريكية الصهيونية المزعومة وصولا لهتك بكارة جبهتنا الداخلية الصلبة التي طالما راهنوا عليها عقود؟؟؟ فهل الأحداث المخزية الدائرة رحاها بين أمراء العار تكشف المستور الديمقراطي؟؟؟ أم هكذا يراد لنا وفق الخارطة الأم ان نكون؟؟ أم هي أحداث عارضة وسيتمكن هؤلاء المختصمون من كبح جماح العربدة السوداء والعودة على عجل لمواجهة التناقض الرئيسي المتربص بالجميع؟؟؟ فمن يستطيع ان يجيب؟؟
يقول صديقي الامي الفيلسوف إنها المؤامرة على مستوى الكبار!! والديمقراطية الفلسطينية المبالغ فيها يقف خلفها أصابع خفية صنعت الشيء ونقيضه والشواهد لاتحتاج أكثر من متابعة المعطيات والتفاصيل والإفرازات وهذا لاينتقص من إرادة الجماهير الفلسطينية فقد ساهمت بجزء من النتيجة لا كلها!!!
فالعالم الحر المتحضر الذي يتقمص دور الحريص على رفاهية وحرية الشعوب العربية المستعبدة بأوامره وأدواته ويتبنى التناقض الديمقراطي على المكشوف فيصنع الأنظمة القمعية الشمولية ويقف بالمرصاد للأنظمة يتهمها بالفسادوالارهاب والاضطهاد تارة ويغدق عليها بالثناء والدعم تارة أخرى مع ثبات السلوكيات فهل حالنا في نظر تلك الدول المتحضرة كحال الأنظمة الشمولية العربية؟؟!!!
يقول صديقي الامي الفيلسوف وهو بأقوال الأوصياء الغربيين شغوف ان اللعبة على المستوى الوضع الفلسطيني لايكاد يصدقها عقل عاقل ولأنه فيلسوف وآمي لانملك إلا الاستماع لشطحاته المجنونة كحال باقي الفلاسفة الذين يتحدثون في غير التقليدي المألوف ولا عجب ولاعتب!!!!
لقد تعددت الدعوات الغربية لانتخابات فلسطينية نزيهة وأي خيار للشعب الفلسطيني عليهم مقبول وعليه وكما توقع الجميع فقد قررت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) خوض الانتخابات التشريعية على قدم وساق مع باقي الأحزاب السياسية الفلسطينية فإذا كان رد دعاة الديمقراطية والحرية وما هو رد الفعل الرسمي والشعبي الفلسطيني ؟؟؟
يقول صديقي الفيلسوف لقد كان الخطاب الديمقراطي الغربي كما قسمت له الأدوار مابين رافض ومرحب بمشاركة جميع الأحزاب الفلسطينية بما فيها حركة حماس ويظهر ان هدف جبهة الرفض والتأييد واحدة وماهي إلا مسرحية وسيناريو قائم على التناقضات النظرية وتثبته الشواهد العملية عندما تتبدل الأدوار ويصبح صاحب الشعار الديمقراطي جلاد دكتاتوري ليس من اجل رفض النتيجة التشريعية وإنما للدفع تجاه الهدف الأكبر الذي يجتمع عليه الرافضة والمؤيدين إنها ديمقراطية التناقضات العجيبة ذات الأهداف الإستراتيجية الخبيثة!!!!
فالولايات المتحدة الأمريكية وربيبتها إسرائيل رفضت بشدة مجرد اشتراك حماس في اللعبة الديمقراطية بحجة وصف الحركة بالإرهاب رغم وصف حركة فتح بالإرهاب كذلك!!! وقد هدد الكيان الصهيوني بعرقلة العملية الانتخابية الديمقراطية يقول صديقي الفيلسوف ان ذلك الرفض له وجه أخر بنفس الزخم هو القبول وكان ذلك بمثابة المساهمة في رسم النتيجة التشريعية المرجوة والتي ظهرت بشكل مبالغ به يستوجب التوقف وقراءة مابين سطوره من حقائق مرفوضة على الأقل كفرضيات ساقطة من حسابات عرابي الأيدي الخفية والهدف الدفع كتحصيل حاصل بما ترفضه الولايات المتحدة وربيبتها إسرائيل حماس إلى دائرة الشرك السلطوي بواسطة التحدي الجماهيري تارة والعبث الديمقراطي الخفي تارة أخرى!!!!
يضيف الفيلسوف الهمجي في نظر التقليديين ويزيد بشطحاته المجنونة ويقول ان الولايات المتحدة الأمريكية الرافضة لمبدأ مشاركة حماس في الانتخابات سلفا نجدها ترضخ أمام إصرار وعناد رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية بضرورة مشاركة حماس في تلك الانتخابات التشريعية بل يتجاوز ذلك الإصرار بعد الإجهاز على رغبة الجبهة الدولية الرافضة ويواجه التحدي الداخلي الرافض لموعد إجراء الانتخابات بنفس العناد والإصرار حيث ان ذلك العناد الديمقراطي الفلسطيني الأسطوري يأتي في وقت تعصف بحركة فتح الخلافات والانقسامات وتعدد الأقطاب مابين حرس قديم وجديد ومابينهما من حراس ومليشيات وكل قطب ينشطر إلى مجموعة أقطاب والقاعدة الفتحاوية تنزل عن الجبل لتتبع هذا وذاك!!!
والمتتبع أمثال صديقنا الفيلسوف العبثي يجدان الولايات المتحدة العظمى تضغط أو على الأقل تتقمص هذا الدور وتحث الكيان الإسرائيلي على ضرورة قبول الإرادة الفلسطينية رغم ان النتيجة محسومة على غير توقع حركة حماس بقيادتها العليا وحركة فتح بقيادتها الدنيا ولا يدعي صديقي الفيلسوف اطلاقية الحسم لسبب الخلاف والوضع المتردي داخل حركة فتح بل يقول ان ماخفي أعظم فلا تصدقوه في شطحاته وقراءته للمرفوض!!!!
وبقدرة قادر يوافق الكيان الإسرائيلي الذي تحدثت تقاريره الاستخبارية لاحقا بان فوز حركة حماس كان مؤكدا لديهم فلماذا إذن وافقوا بالنزول عند التحدي الفلسطيني والامتثال للنصيحة الأمريكية بل ويفسح المجال لكي تشمل الانتخابات القدس الشرقية على غرار تجربة عام 96 رغم انه في ذلك الوقت كانت النتيجة محسومة إما فوز فتح أو فوز فتح!!!!
ويدعي صديقي الفيلسوف أنني بصرخاتي وقراءاتي للنتيجة من خلال المقالات التي كتبتها قبل الانتخابات بأشهر والتي قرأت من خلالها ضمن الرغبة الدولية مع عدم إغفال الجبهة الداخلية فوز حركة حماس وضمور النفوذ الفتحاوي حيث كتبت(على فتح ان تعد نفسها ككتلة معارضة في البرلمان) ومقالة(الأربع سنوات العجاف) و(تقارب الرؤوس) ويقول لم يصدقك احد لأنك تتحدث بفلسفة المرفوض والمقبول عليهم هو المألوف على اعتبار ان الانتخابات حرة ونزيهة بعيدة عن التدخل الذي سيشرف على المخطط الديمقراطي من جميع الأطراف ويقول كنت أشفق على صراخك في فضاء العدم السياسي فاللعبة الديمقراطية الشطرنجية لها لاعبيها الرئيسيين محليين ودوليين ومهمتهم ترتيب الأحجار ورسم الخطوط العريضة للمستقبل ولاشيء يولد من عدم!!!
فقد فازت حينها حركة حماس بأغلبية مقاعد البرلمان الفلسطيني وحصلوا على قرابة 80 مقعدا من أصل المقاعد ال123 ولا احد ينكر بان هذا الانقلاب هو بقدرة قادر وبفعل فاعل ولكن المرفوض هو ادعاء صديقي الفيلسوف بان الفاعل ليس الجماهير بالمطلق!!!!
فقد ذُهلت الولايات المتحدة الأمريكية وربيبتها إسرائيل جراء هذه النتيجة الديمقراطية الرهيبة فهل حقا تلك الدول العظمى تفا جئت من هذه النتيجة وهل اخطات حساباتها وسقطت قراءاتها للمعطيات الميدانية؟؟؟!!!
وهل حقا كل الطرف الفلسطيني تفاجئ بهذه النتيجة الرهيبة واستحق الذهول؟؟؟؟!!!!
وهل حقا لم تفاجئ حركة حماس بهذه النعمة التي يعتبرها صديقي الفيلسوف وليمة من النقمة معدة سلفا؟؟!!!
يقول الفيلسوف صاحب أيدلوجية المرفوض وفلسفة المؤامرة ان النتيجة جاءت كما توقعها الفلاسفة المجانين ويضيف الفيلسوف اللعين هكذا تورد الإبل في عالم السياسة فباطن تلك اللعبة الديمقراطية غير ظاهرها!!!
ويفترض صديقي الفيلسوف ان الشعب مابين مؤيد ونصير لحركة حماس قد صوتوا لصالح الحركة ولا يستبعد سقوط بعض الأصوات من أبناء فتح الذين جلدوا ذاتهم مابين ناقم ومسحوق فمجموع كل ذلك لايرقى بحركة حماس لكي تحصل على هذا الحجم الذي يظهر ان الحركة تتفرد بالساحة الفلسطينية دون منافس وتسحق حركة عمرها قارب على نصف القرن بل يقول صديقي الفيلسوف ان حركة حماس بتقديراتها البرجماتية المسبقة ذهلت هي نفسها لتلك النتيجة التي طاب لها تبني شعار التمثيل الحجمي وانسبي الضخم فهذا هو الطعم ذاته كما يدور في خلد فيلسوف لاحدود لشطحاته ويقول ان ذلك لاينتقص من اعتبارية حركة حماس كحركة ازداد زخمها على حساب فساد غيرها ولاينتقص من حقها كحركة مقاومة تملك برنامج جهادي وتفتقر للبرنامج السياسي !!!!!!!
ويتساءل صديقي الفيلسوف هل نكذب تصريح صريح للسيد/خالد مشعل تعقيبا على النتيجة بان السلطة ليست هدفنا وإنما هي محطة فرضت علينا في منتصف الطريق!!!فالتقليديون يقولوا بان الشعب من فرض ذلك والفلاسفة أصحاب قراءة المرفوض يدعون بان الأمر على غير طبيعته وإنهم يشتموا أصابع خفية وراء تلك المحطة التي نقلت بكاملها دون اثر للعملاق المنافس أي الجمل بما حمل القي بساحة الحركة كنقمة سياسية كما أريد لها !!! فماذا يقصد صديقي الفيلسوف هل يصل به حد الجنون لان يدعي بان الانتخابات تم العبث بها أو تزويرها يقول ذلك المعتوه لنفترض ذلك شريطة إلا يدعي احد بان حركة حماس لها من قريب أو من بعيد يدا بذلك العبث الذي أسميناه العرس الديمقراطي ونتج عنه أحزان واختصام وصدام!!
والحقيقة رغم ماوصفني به ذلك الفيلسوف من مقدرة تحليلية عميقة وغير ذات جدوى لمن تأخذهم العزة بالإثم المغرورين بممالكهم الورقية ويدعوني للانضمام إلى عالم الفلاسفة المعاتية الذين يلامسون المرفوض وما المرفوض غير الحقائق ولكنهم يستكبرون فرغم ذلك لم افهم مايقصد وما يرمي له إلا أنني أتفهم ان هؤلاء الفلاسفة يسمون جنونهم عبقرية يلمسها كل ذي لب ومتأمل لتناقضات الكون السياسي المقيد بالدوران في فلك إرادة العظماء وتعمم قراءتهم الجنونية بعد ردح من الزمن ومنهم من يدفع حياته ثمنا لقراءة حقائق ونظريات يرفضها أباطرة الدم وجوقة أمراء العار!!!
فالولايات المتحدة الأمريكية التي اقتنعت برأي رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية وباركت إصراره ترفض فورا نتيجة الانتخابات الديمقراطية!!! الم يتم مناقشة النتيجة في ذلك اللقاء واحتمال فوز حماس في ظل معطيات تدفع بهذا الاتجاه؟؟؟ أم بداخل سيناريو الرفض دفع باتجاه الهدف الأكبر وشرك السلطة التي ستتولاها حركة حماس؟؟؟
انه شرك اللعبة السياسية وكما يدعي الفيلسوف ذلك الفوز المطلق وان كان على غير رغبة أو توقع حركة حماس فربما يكون على رغبة هؤلاء شياطين اللعبة السياسية فوجود حماس في السلطة اقل خطرا من وجودها خارج اللعبة السياسية وكل ذلك لشيء في نفس شارون وبوش ووو!!!!
يقول صديقي الفيلسوف هل من المعقول ان يصوت الشعب الفلسطيني للبرنامج ونقيضه في نفس الوقت وبنفس النسبة في اقل من عام نعم لبرنامج الرئاسة ونعم لبرنامج الحكومة وهذا على رأي صديقي الفيلسوف دليلا ان الشعب الذي لايمكن وصفه بالعته والجنون ليس من حسم تلك المعركة الديمقراطية بالمطلق بل هناك من أراد لها ذلك القدر النسبي؟؟!!!
من لم يكن يعلم ان تناقضا تنفيذيا سيحدث بين برنامجين متناقضين كل بند في إحداها يقابله النعم بلا؟؟؟وهنا سؤالا يطرح نفسه وهو:
ما السر الذي دفع بالسيد الرئيس تكليف كتلة الأغلبية(حماس) بتشكيل الحكومة دون الرد على كتاب التكليف؟؟!!فلو حدث ذلك لكان رد حماس بلا للاعتراف ولا لأوسلو ولا للمبادرة العربية ولتغيرت أوراق اللعبة من البداية!!!فهل تجاوز السيد الرئيس ذلك الحق الدستوري جزافا؟؟؟!!!
فالنتيجة أي كانت هي الحقيقة التي يجب قراءة اللاحق بناء عليها وأصبح اللعب على المكشوف حركة أرادت معارضة فاعلة فوصلت بقدرة قادر الى سدة الحكم وسدة التشريع وسيطر أمراءها على البرلمان والسلطة التنفيذية وفلسفة العملية هي الحصول على الصندوق بالكامل لكن المفتاح رهن التنكر للرد على كتاب التكليف!!!!
وحركة ضاربة بجذورها أعماق التاريخ كان أمرائها مستبشرين خيرا وواثقين من الفوز دون ان يعلموا خطر ظاهر المعطيات وما خفي منها أعظم فلم تحصل حركتهم حتى على نسبة المعارضة الفاعلة التي من شانها ان تعطل أي قرار أو أي تشريع والنتيجة المتوقعة مناكفة برلمانية وصدامات ميدانيه كما قرءها قبل ذلك الفلاسفة المعا تيه!!!
تلك السيطرة البرلمانية والتنفيذية التي تبين فيما بعد إنها نظرية من الوهم ولا ترقى إلى تحريك رمال السياسة قدر أنملة إلا إذا تبنت المشروع السياسي الذي يجمع علية الطرف الفلسطيني والعربي والدولي والذي بموجبه سمح بتلك الانتخابات التشريعية وإنشاء السلطة التنفيذية والقضائية كذلك!!!
يقول صديقي الفيلسوف هذه الإشارات كافية لكي يفهم عتاة السطحيين والتقليديين كيف يخترقوا جدار الأفق الضيق لوعيهم وان المكابرة وشعار عدم تدخل أصابع من خلف الدهاليز لتساهم في رسم الخارطة السياسية هو هراء وهذا بحد ذاته خطيئة ان لم نفترض المرفوض!!!
وبدء الشد والتجاذب والاستقطاب بين برنامج الرئاسة صاحبة الشرعية الدولية وبرنامج الحكومة الذي يحظى بشرعية شعبية وإقليمية جزئية وكل يصر بعناد على برنامجه فقد وقعت حركة حماس في شرك اللعبة السياسية ودفعت إلى السلطة كما قال السيد/ خالد مشعل هذه السلطة التي طالما لعنت حركة حماس طلابها وأصبح كل شيء محسوب على حركة حماس حتى ان الحركة التزمت باستمرار الهدنة من طرف واحد على مدار 16 شهرا وقد حُملت حماس وحكومتها وزر العدوان الصهيوني المتصاعد بسبب الجمود الذي حل بالعملية السياسية فإذا اعترفت حركة حماس بالاستحقاقات السياسية مع الطرف الإسرائيلي فهي خاسرة وإذا لم تعترف فهي مسئولة عن تردي الوضع السياسي والأمني والاقتصادي وإذا اعترفت بالمبادرة العربية فهي خاسرة وإذا لم تعترف فهي خاسرة كذلك فإلى أين المفر وكيف الخروج من ذلك الشرك اللعين مع ضمان عدم إسقاط الشعارات الأيدلوجية؟؟!!
يقول صديقي الفيلسوف ان شعارات حركة حماس الجديدة بان انقلابا يخطط لإقصاء الحركة عن الحكم ومؤامرة تحاك لإسقاط الحكومة هو شكلا من أشكال الهوس والتخبط وقصر النظر فليس مسموحا لأحد بالمطلق ولا حتى لحماس نفسها ان يفكروا بإقصاء حماس خارج الحلبة السياسية مهما اشتد الحصار والضغط والابتزاز والاستفزاز فكل شيء مخطط له والنتائج المتوقعة لهذا الصيد السمين ستحدث وإنما القضية هي لعبة عامل الوقت وتسخين الجبهة الداخلية والضغط الخارجي وانجرار حركة حماس لارتكاب أخطاء صداميه وتخفيض رصيدها على المستوى الجماهيري سيعجل بالنتيجة المتوخاة!!!
ويجزم صديقي الفيلسوف ان الحكومة الفلسطينية التي تديرها حماس نظريا لن تستطيع الصمود في وجه الهجمة العربية والدولية والحصار ولعبة الصلاحيات وتردي الأوضاع الداخلية إلى درجة الانفجار فلكل شيء حدود ولا يوجد شيء مطلق طالما مقومات وعناصر الصمود شحيحة بفعل فاعل!!!
فما أجمل المراهنة بشكل رومانسي على شعار مثل(الجوع ولا الركوع) (الزيت والزعتر) (الحرة لاتاكل بثديها) كل تلك الشعارات تكون ذات قيمة إذا تم المزاوجة بين المعركة السياسية والمعركة الجهادية وإلا فالشعار يصبح نقمة دون توفير أدنى متطلبات الحياة لملايين البشر الذين لايبخلون بأرواحهم عن افتداء الوطن ومقدساته!!
فأصبح الشيء ونقيضه يندد بالحصار والتحديات العربية والدولية مع اختلاف القصد!!!!
وأصبح الشيء ونقيضه يتبنى دعم الحكومة الفلسطينية والأخذ بيدها لبر الأمان مع اختلاف القصد!!!
وأصبح الشيء ونقيضه يدعي الحرص على الأمن ويتبرأ من الفلتان والدموية مع اختلاف القصد!!!
وختاما يقول صديقي الفيلسوف رفضكم للخديعة الديمقراطية الكبرى لايغير من الحقيقة المرفوضة شيئا فهذه على الأقل قراءة برجماتية بأيدلوجية المرفوض وكلمة أخيرة على غير المألوف وبلغة المرفوض يقول ان عودة حركة حماس إلى خندق المقاومة سوف ينجم عنه زحزحة في الأمور السياسية ومن المتوقع مع اشتداد حدة المقاومة والتصدي للهمجية الدموية الصهيونية يرافقها صحوة داخلية ويلجم صراع ثئران أمراء العار مما يدفع بحماس وباقي الفصائل لتبني وثيقة بالحد الأدنى تسمح بفتح قنوات التفاوض مع العدو مع الحفاظ على الثوابت الفلسطينية دون الحاجة إلى الخوض في جدلية ودستورية وقانونية الاستفتاء والاستجابة إلى أدنى متطلبات الاستحقاقات السياسية انطلاقا من قاعدة قوية ترتكز على شعار استراتيجي يقول:
لاتفريط ولا جمود , مفاوضات ومقاومة لاينجح أحداها دون الأخر أبدا
ولكي تحافظ حركة حماس على وحدة الحركة لابد لها من الخروج من النفق المظلم والتعامل مع الشرك السياسي الديمقراطي بعدم إطلاق اللاءات وعدم إغفال المقاومة وبذلك تمسك العصا من الوسط وتتجنب الانشقاق بداخلها وتجنب الجبهة الداخلية التي طالما راهن على كسر صلابتها الكيان الصهيوني تجنبها اقتتالا لايعلم إلا الله مداه
نعم للوحدة الوطنية نعم للبرنامج الوطني السياسي الذي يفاوض ويقاتل ويحرص على الثوابت المقدسة
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار والشفاء للجرحى والحرية للأسرى والخزي والعار لأمراء العار
والله من وراء القصد



#سعيد_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العدوان الثلاثي على فلسطين والتحدي السياسي الوطني
- تصريح لمعالي وزير المالية الفلسطيني..سؤال ينتظر إجابة !!!
- تطوير الهجوم والرد الأنجع على أحادية الترسيم الصهيوني
- **منظمة التحرير الفلسطينية...الرقم الصعب**
- حماس وبرنامج الحزب الواحد((تلكؤ, تخبط, ضيق أفق سياسي))ا
- حماس ولعبة توزيع الأدوار....الحركة والحكومة...إستراتيجية وتك ...
- تأجيل الرواتب أو تمويل مشبوه؟؟؟لن يكون هناك سلطة ولا قانون ! ...
- هل حقاً...الرئيس أبو مازن قوي بحماس وضعيف بفتح؟؟؟!!!
- التحالف السياسي..السني الشيعي الشيوعي...لمصلحة من ؟؟؟!!!
- مابين السطور...سطور - حق العودة وباطل الاستناد !!! ؟
- أبشِري حماس/ من سُخطِنا السابق..لنُصحِنا اللاحق
- مأزق ومخرج..برنامج الحزب الحاكم((حماس)) وبرنامج الرئيس ..؟؟؟ ...
- مابين السطو - ..فتح إلى أين؟؟صراع أم إصلاح
- رسالة إلى النائب العام**نحذر من الفلتان القضائي...والإشاعة ا ...
- لمصلحة من خطف الدبلوماسي المصري؟؟؟!!!
- عرس أخر...هل يَمُر؟؟؟...الدرع الواقي لسيادة النائب العام !!!
- فلسطين بوابة الأرض إلى السماء..تتصدى للتطاول الدنمركي_الأورو ...
- المعارضة الموالية تعني المشاركة والالتزام...تحت قبة البرلمان ...
- جلطة دماغية تصيب حركة التحرير الوطني الفلسطيني ((فتح)) 1
- اغتيال ياسر عرفات...الثورة الصامتة... بركان مع وقف التنفيذ


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد موسى - **الخديعة الكبرى وقراءة المرفوض**