أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - رواية (حساء الوطواط) ح19















المزيد.....

رواية (حساء الوطواط) ح19


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 6555 - 2020 / 5 / 5 - 12:53
المحور: الادب والفن
    


(عندما تشعر بالحياة لا يهم بعد ذلك أن تفكر بالموت ولا بالرحيل، المهم أن تستمر وتجدد أفكارك)، لا تتذكر بالتحديد أين قرأت هذه العبارة ولكنه أستشعار ذاتي لازمها منذ إن غادرت وأم محمد بيت الأخيرة في طريقهما إلى ساحة التحرير، إنه شعور لذيذ أن تعيش بأنك فرد ما زلت تمتلك مؤهلات الحياة بوجهها الإيجابي بعيدا عن لعبة الموت أو لعنة الكراهية، قد يكون الحلم في السلام والمحبة أجدى من أن تضيع الكثير من أيامك خلف وهم قد لا تستطيع حتى تحمل مرارته وإن كان حقيقيا أن تفعل ذلك من أجله ... من أجل نفسك، فالحياة ليس لك كلها فهناك أخرون ليس بالضرورة أن يشبهوك أو تشبه أحلامك أحلامهم.
أتذكر قول أمي وهي تعاني سكرات الموت قبل أن ترحل توصيني (قدمي حسن النية وليفتح لك القدر أبوابه)، لم أفهم ذلك في وقتها قد يكون عقلي مشوش وأنا أتمسك بأخر أوراق القدر، ما كان ينقص في حينها أن أعرف كيف يكون ذلك، الموت دوما يسلب إرادتي وكنت أخلط بينه وبين القدر، حتما الرحيل المر كان من دروسه لكنه ليس كل الدروس، فكما منحنا الحياة لا بد أنه منح قبل ذلك الكثير .... لكن المساحة المتاحة للنظر تبقى محدودة حتى نفتح عيوننا وقلوبنا لنستوعب درس الرحيل ودرس البدء... أم محمد قد تكون من أول تلك الدروس، أنها تعاني أيضا من الرحيل وأي رحيل لكنها لم تستسلم للوهم... الحياة الجيدة لا تنتهي بالهزائم بل بمقدار ما نقدم من حسن النية.
حديث مع الذات طويلا وكأنها شاردة تبحث عن نقاط ضوء ما زالت مضيئة في داخلها، فهي قد عرفت نفسها جيدا منذ أن أمرت مارينا أن ترحل من عقلها وتدفن أحزانها في مقبرة النسيان، أم محمد الأخرى هي صامتة قد تكون تعتني بتلك الأضواء المنيرة في داخله وتستعد لما هو قادم، المشي الطويل وبصمت مه الهدوء الذي يغزو شوارع بغداد مع حظر التجوال وألتزام الناس بيوتها منحهما الوقت الجيد للتفكير، كلاهما يبحثان عن مستقبل أمن بعيدا عن لغة القوة وضجيج المزاحمة اللا مشروعة، تتوقف سيارات النجدة أحيانا تسألهما عن خروجهما أو تعرضان المساعدة، هذا فأل حسن أن تشعر بمن يريد أن يشارك في جعل الحياة أكثر تقبلا من بعد تلك الكوارث التي مرت.... قد يكون الطريق طويلا ومتعبا لمن هم في سنهما ولكن الشعور بأن الأمر يستحق التعب يدفعهما للمواصلة دوما فلا شيء يمكن أن تخسره وأنت ذاهب لهدفك المحدد وبقوة.
من بعيد وليس كثيرا وأنت على الطريق السريع (محمد القاسم) تشاهد بناية المطعم التركي أو كما يحلو للشباب أن يسموه جبل أحد، والشاهد الأخر هو خزان المياه في ساحة الطيران، تقول أم محمد في أحدى تعليقاتها وهي تمزح أن حدود العراق الجغرافية بالحقيقة تمتد من المطعم جنوبا إلى خزان المياه شمالا، ومن ساحة الوثبة غربا إلى ساحة النصر شرقا وعاصمته ساحة التحرير، أنها أختصرت العراق كله بثورة الشباب، لا مكان فيها لغير العراقيين وحتى من يشاكس هنا فهو يشاكس من طبيعة شعب لا يحب أن يعيش في أسوار دوما، كما خرجت بابل بثوبها الأزرق قديما تخرج بغداد اليوم بصعوبتها من شرنقتها بقوة لكن المخاض مؤلم وصعب جدا...... لكنها ستخرج حتما لتطير في سماء نقية وهي تلثم جراحاتها بنفسها فما لأحد أن يستطيع أن يعالجها غير أن تلعق هي تلك الجراح.
أخيرا ها هما في الساحة الجو ما زال ربيعيا ببرودة فقد تأخر الصيف الساخن عن العودة ينتظر الإشارة من هنا، فصيف العراق ليس أقل حرارة من الجحيم ومع ذلك يفرح العراقيون دوما بقدومه.... إنه فصل التغيير منذ أن ولد (ديموزي) قديما على ضفاف أنهار الأرض هنا أحب العراقيون نور الشمس الساطعة بكل ما فيها، علينا أن نستقبل ديموزي منذ الآن فقد ورد في الأخبار أنه أقوى لعلاج الكورونا من كل المعقمات والمطهرات التي أبتكرها البشر، حتى أن دكتور عباس طبيب الخيمة يقول أن أثر الشمس على العراقيين وقدرتهم على التأقلم مع كل ما لا يستطاع أن يتأقلم معه أحد هو سر ضعف الفايروس وعدم قدرته على هزيمة أبناء دجلة والفرات، أكيد أن شمس العراق حصنتهم جيدا فيما كل الجوار ينوء من عبء الوباء.
اليوم من غير كل الأيام أميرة الأكثر نشاطا بل الأكثر قدرة على أن تفهم الأمور جيدا، قد تكون رحلة الأمس إلى بيت صديقتها الجديدة أعادت الحلقة الناقصة من سلسلة ما يجب أن تتحلى به، باشرت سريعا بإعادة ترتيب الخيمة فالرجال دوما فوضويون حين يكونوا لوحدهم، فهم لا يفرقون بين أن تكون طبيبا ومعالجا وبين أن تكون متظاهرا حماسيا، لكنهم يفهمون قضية واحدة أنهم هنا لأجل العراق وما تبقى تفاصيل يمكن أن تتغير، نصف ساعة كانت كافية لتبدو الخيمة أقرب إلى مستشفى ميداني أبدلت شرشف سرير المعالجة وجددت المستلزمات الطبية وباشرت بالتعقيم، الأمر سهلا على سيدة تعودت على أن تتأنق في كل شيء تديره، كان زميلاها في الخيمة قد خرجوا مبكرين لتفقد بقية الخيم ومحاولة البحث عن أي أشارة لتسلل الوباء للساحة فيما عادت زميله لهم أنقطعت منذ أيام بسبب صعوبة الوصول للساحة لتتعرف على الخالة أميره، أنها في السنة الأخيرة أيضا من طب المستنصرية، إنها الطالبة الدكتورة المسعفة المتظاهرة والناشطة دوما (سلامة).
لم ترى سلامة الخالة أميرة من قبل لكنها لم تتفاجئ بها فقد مر الكثيرون هنا وذهب البعض وعاد، لكن الخيمة بقيت لكل الناس هنا منذ يوم الخامس والعشرين من تشرين الماضي اي من حوالي ستة أشهر وقفت الخيمة وكل الذين فيها كأنها دار الجميع، قدمت شهداء وقدمت مصابين لكنها لم تتراجع يوما عن رسالتها، يعرف الجميع هنا في الساحة أن الأقرب للشباب هو الذي يكون معهم في أشد اللحظات صعوبة، سلامة من أول المشاركين تفرغت مع أنها ملتزمة بنظام دراسي وواجبات خارج الجامعة وعليها أن تجتاز المرحلة، لكنها نجحت بالتوفيق بين كل ذلك، حتى أنها في أحيان كانت تشارك بعض المتطوعين والمتطوعات على تنظيف الساحة، فليس لائقا بعاصمة الثورة ومركزها المعنوي أن تكون غير نظيفة وتخلت الدولة ومؤسساتها عن واجبها.
كان حديثا مطولا ولكن الملفت أنهما قد يعرفان بعضهما من زمن، هكذا يبدو لمن يراقب حديثهما، بينما كانت د سلامة تعيد ترتيب ما أنجزته الخالة أميرة من مستلزمات طبية والأدوية، كانت الأخيرة تجهز الفطور الصباحي لمن سيكون هنا اليوم، الحقيقة أن العدد المتواجد ليس ثابتا في الفترة الأخيرة خاصة، وأن ما كان قبل فترة من عنف وأصابات قد خف كثيرا لحد ما، وأحيانا تمر أيام دون حوادث، تركز العمل الآن على العوارض الطبية التي تحدث عادة في الخيم أو نتيجة الوضع الطبيعي، أضافة لمهام التعقيم والتعفير والتطهير... هنا الكل مشارك لا حاجة لدعوة فقط هو تحديد الوجهة القادمة لتجد الجميع في الأنتظار.. وأحيانا يكون النشاط أيضا خارج الساحة، خدمة الوطن والشعب والحرص على السلامة العامة ليست محصورة في حدود... أينما تكون هناك حاجة ولو أحتمالية يكون الواجب التلبية فورا.
عاد الشباب المسعفون من جولتهم الصباحية كل شيء جاهز في الخيمة ولأي طارئ، تبدو الأمور اليوم في الساحة كأنها تنبئ بشي ما لا أحد يعلم ما هو، ولكن هناك توجس من أن قد يحدث شيئا خارج الحسبان، المسعف كرار وزميله عمر كلاهما ليس من سكنة بغداد يتناوبان العمل يوميا منذ أسابيع، يذهبان إلى بعقوبة في كل أسبوع مساء يوم واحد ويعودان صباح اليوم التالي، ها قد مرت عليهم أكثر من ثلاثة أسابع منذ أن فرض حظر التجوال، تواصلهما مع الأهل يوميا عبر مواقع التواصل، يدرسان أيضا بنفس الطريقة، سلامة تحضر لهم المراجع وإذا أجتمع الثلاثة معا على الأخرين أن يتركوا الخيمة، إنها تتحول إلى مدرج جامعي أو أحيانا إلى مستشفى حقيقي وكأنك تتابع نقاشا ملغزا لا تفقه منه شيء، أعدت الخالة أميرة الفطور وحملت كوب الشاي مستأذنة للذهاب إلى خيمة صائدي الدخانيات، لو أحتجتم شي هاتفي سريع الأستجابة ضحكت وضحك أصحاب الصداري البيضاء.... سوف نحتاجك عندما نتجهز لأجراء العمليات الكبرى نحن بحاجة إلى رئيس فريق جراحي....
لم تمضي أكثر من ساعتين منذ إن أفترقتا كل منهن ذهبت لخيمتها، وأيضا كلاهما تشعر أن اليوم غير عادي بل مميز لحد الإنشراح التام نفسيا وعقليا، قالت أم محمد أنها تفكر في أمر قد يسعدها لو تم كما أظن، دعي هذا الكلام لاحقا علينا أن ننجز الكثير الخيمة بحاجة إلى تهوية وتنظيف حقيقي، الشباب هنا كما الشباب في خيمة المسعفين لديهم أهتمام بكل شيء إلا بالنظام، هم يرون المكان برمزيته وبنسون أن الرمز حتى يكون حقيقيا لا بد من أن يكون جزء منهم، أبقي أنت على الطبخ سأخرجهم جميعا لينشطوا أقدامهم.. أخرجوا أيها الكسالى إلى الخارج ومارسوا الرياضة ومن يتخلف سينال عقابي وغضبي، خالتكم أميرة اليوم هي القائد العام والأعلى لفرقة صائدي الدخانيات... هيا أخرجوا جميعا... حاول البعض أن يتظاهر بالتعب... قالت من يشعر بالتعب عندي لكم علاج سريع... أبرتين في الوريد ينشطان حتى الموتى في القبور .... هيا...سأقلب عليكم الخيمة عاليها سافلها... خرج الجميع وأخرجت هي جميع ما في الخيمة من فرش لتعرضها على الشمس... رائحة السجائر تملأ المكان...لا يجوز لهم أن يدمروا أنفسهم هكذا... الغداء اليوم سيكون في الهواء الطلق... لن يدخل الخيمة أحد حتى المساء.
أنقضى شطر طويل من نهار اليوم وهو الخميس على أن يكون يوم الجمعة هو الأستراحة الأسبوعية وقد لا تحضر أم محمد إلى هنا حتى يوم السبت، أجابتها أميرة أعلم هذا الأمر وقد أخبرني الفريق بذلك، لذا نظفت الخيمة جدا لأنني غدا أيضا لن أحضر، هكذا إذا سيكون يومنا ممتعا سنجلس سويا وسنتكلم كثيرا معا، أين سيكون لقاءنا القادم؟... ليس لقاء بل هو ما أفكر به منذ الصباح وأتمنى أن تقبلي بأقتراحي، طالما ليس هنام من يسأل عنك أو يحتاجك فأنا اسأل عنك وأحتاجك معي... لنذهب ونعود يوم السبت وعندها نكمل ما يجب أن يكون.... هل هذا عرض جديد فقد أتعبتك أمس... إنها كانت سعيدة جدا تلك الروح التي رافقتك... هيا لقد أنتهت قيادتك العامة الآن لفرقة الصيادين... أنت الآن تحت قيادتي المباشرة... لا مانع ولكن علي أن أعود للشقة لأجلب بعض ملابسي وأحتاج مبلغا من المال، لا عليك سيكون الطريق إلى بغداد الجديدة هذه المرة من قرب مكانك... لا يهم هيا فالمساء يبدو أنه سيحل سريعا.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين وفلسفة الوجه الأخر.
- حقيقة صلاة الجماعة في الإسلام...لا فرض ولا سنة.
- دور الكذب كعامل النفسي في هلاك القرى
- دروس رمضانية قرآنية في سورة الأعراف.
- رواية (حساء الوطواط) ح18
- دروس قرآنية من وحي رمضان.
- رواية (حساء الوطواط) ح17
- رواية (حساء الوطواط) ح16
- رواية (حساء الوطواط) ح15
- رواية (حساء الوطواط) ح14
- رواية (حساء الوطواط) ح13
- هل تنجح الفلسفة في تنوير العقل الديني التاريخي ج1
- الحب والموت بين وجودنا الأول ووجودنا الراهن
- الترتيل بين الفهم والمفهوم.
- رسالتي المتمردة إلى حضرة الكل
- العبد والعبودية في الفهم الديني... القرآن الكريم أنموذجا.
- العنف ضد المرأة في مجتمعات الفضيلة
- رواية (حساء الوطواط) ح12
- تخاريف عراقية في زمن الكورونا
- رواية (حساء الوطواط) ح11


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - رواية (حساء الوطواط) ح19