أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - النقد ودوره في بناء عراق جديد














المزيد.....

النقد ودوره في بناء عراق جديد


زكي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 6555 - 2020 / 5 / 5 - 03:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الصراع السياسي في العراق لا علاقة له بالصراعات الفكرية بين أحزاب لها برامج ورؤى مختلفة حول بناء الدولة وشكل النظام السياسي فيه، كون جميع الأحزاب التي تتفق على أنّ ما يجري بالعراق هو عملية سياسية ستتطور حتما في ظل نفس الظروف التي يعيشها البلد منذ الإحتلال الأمريكي لليوم، هي شريكة بشكل أو بآخر في خلق الفوضى التي نعيشها على مختلف الصعد، لأن "العملية السياسية" منذ أن بدأت ولليوم هي في تراجع مستمر لصالح قوى الفساد والميليشيات. وتبقى الحقيقة في أنّ الصراع السياسي في البلد له علاقة مباشرة بصراعات حزبية وتأمين مصالح ساسة ورجال دين ومافيات إقتصادية تحت واجهات وتعريفات مختلفة، وهذا ما يعرفه ويلمسه المواطن المحروم من حياة آدمية لائقة بشكل يومي، ناهيك عن المهتمين بالشأن السياسي من أفراد وأحزاب وتنظيمات.

الصراع بين القوى المهيمنة على السلطة في العراق ليس خصومة فيما بينها أو أداة ووسيلة للنهوض بواقع البلد المتخلف، بل أداة للتنافس على نهب قوت الفقراء بكل السبل المتاحة. ومثل هذا "الصراع" لا يؤدي الى تطور وتقدم العملية السياسية وبالتالي بناء الدولة على أسس متينة وصحيحة، كونه لا يجري بين قوى متناقضة من حيث نظرتها للبلد والشعب ومصالحهما. فجميع القوى التي "تتصارع" علنا فيما بينها نراها تتوصل في "الغرف السرية" الى تفاهمات حول إستمرار "العملية السياسية" كما هي ولتستمر في نفس النهج الكارثي الذي حول البلد الى حطام وحياة الناس الى جحيم.

انّ الذي يؤدي الى تطور العملية السياسية وبالتالي بناء الدولة والمجتمع على أسس صحيحة هو الصراع بين نقيضين، ولمّا كانت قوى المحاصصة غير متناقضة في أهدافها ولا في شكل بناء الدولة والمجتمع كما أشرنا قبل قليل، فأن الحديث عن تطور ما تسمّى بالعملية السياسية في ظلّ هيمنة قوى المحاصصة وأذرعها المسلحّة على المشهد السياسي هو بالحقيقة أضغاث أحلام. إذن ولتتطور العملية السياسية وتتقدم خدمة لمصالح البلد والمجتمع يفترض وجود نقيض سياسي في مواجهة أحزاب السلطة، نقيض يمتلك برامج ورؤى سياسية إقتصادية إجتماعية مغايرة كمّا ونوعا لما تحمله غريمتها في مناح كثيرة، نقيض غير نخبوي يدخل في صراع حقيقي من أجل مصالح الناس والوطن، نقيض يكون سلاحه الفعّال النقد العلني والبنّاء لكل ما تواجهه البلاد والجماهير من خراب على مختلف الصعد. وهذا النقيض عليه أن لا يؤجّل نقد الظواهر السلبية لحين توفر ظروف طرحها، متعللا بعدم نضوج الظرف الموضوعي لمواجهة غرماءه به. وإن كانت الظروف التي يمر بها العراق اليوم غير ملائمة لطرح السلبيات علانية وبجرأة فمتى يكون وقتها إذن؟ هل حينما ينهار المعبد على رؤوسنا ووطننا؟

النقد ليس إثارة للفتنة كما يروّج المتحاصصون اليه في محاربتهم إياه وإظهاره أمام جمهورهم وكأنه وسيلة لسلب طائفتهم أو قوميتهم حقوقها، على الرغم من أنهم اوائل من يغمط حقوق أبناء طوائفهم وقومياتهم، بل وسيلة لتقويم الأوضاع السياسية الشاذّة في البلد والذي يعملون على إستمرارها. ونقدنا يجب أن يكون جريئا وبصوت عال بل وبعال جدا ونحن نواجه هذا الكم الهائل من الخراب والدمار، قبل أن يستفحلا وينتقلا من حالة الى ظاهرة "هي ظاهرة بالفعل اليوم". كما وأنّ النقد ليس أداة للهدم قدر ما هو أداة للبناء علينا التثقيف به وتشجيعه من خلال سلوكياتنا كأفراد وكأحزاب ومنظمات لتقويم ما هو معوج، والا لبقى الأعوجاج على حاله ليسوء أكثر مستقبلا. وحول ضرورة النقد والعمل به يقول لينين "أنّ ماركس برز ثوريّا ينادي بإنتقاد لا هواده فيه لكل ما هو كائن" *

لن يقف العراق على قدميه الا بهدم نظام المحاصصة الطائفية القومية الذي أوقف العراق على رأسه وهو مهمّة الشبيبة الاكتوبرية اليوم، بتحويلهم الأنتفاضة الى شبح يجول أرجاء العراق ليزرع الرعب في صفوف قوى المحاصصة وليهدم أوكار الفساد والخيانة فيه، أنّه وطنكم فلا تبخلوا عليه بشيء وأنتم تخوضون من أجله ومن أجل مستقبل أجيالكم معركة كرامة ووجود.

* ماركس انجلز ، منتخبات المجلد الاول ص 28



#زكي_رضا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- پيشمرگة، أي پيشمرگة .. حشد، أي حشد..؟
- حكومة مصطفى الكاظمي ميْتة قبل أن تولد
- هل جُنَّ مقتدى الصدر ..!؟
- أربعة عقود على جريمة تهجير الكورد الفيليين
- -ليست الحريّة مائدة تهبط من السماء على طالبيها-
- تبرعات سخيّة للشعب العراقي
- خيانة العراق في زمن الكورونا
- شيعة العراق بين بذاءات البعث ومعمّمي الطائفة
- فهد في سؤال وطنّي عراقّي
- رد على السيّدة نور عمر
- البعثيون والصدريون وجهان لشباط أسود واحد
- ساحة التحرير عروس الساحات
- لنشيّع تحالف سائرون الى مثواه الأخير
- حراك السردين .. حراك أكتوبر
- بسم الله! يا عراق
- لو كنت مكان السيد علي السيستاني لفعلتها
- مقتدى الصدر حصان طروادة إيراني بالعراق
- رفسنجاني مرّ من هنا .. إيران مرّت من هنا
- المرجعية تمسك العصا من الوسط
- السافاك والإسلاميين وبنات الهوى


المزيد.....




- كاميرا مراقبة ترصد لحظة اختناق طفل.. شاهد رد فعل موظفة مطعم ...
- أردوغان وهنية يلتقيان في تركيا السبت.. والأول يُعلق: ما سنتح ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- الدفاع الروسية تكشف خسائر أوكرانيا خلال آخر أسبوع للعملية ال ...
- بعد أن قالت إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.. أستاذة جا ...
- واشنطن تؤكد: لا دولة فلسطينية إلا بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل ...
- بينس: لن أؤيد ترامب وبالتأكيد لن أصوت لبايدن (فيديو)
- أهالي رفح والنازحون إليها: نناشد العالم حماية المدنيين في أك ...
- جامعة كولومبيا تفصل ابنة النائبة الأمريكية إلهان عمر
- مجموعة السبع تستنكر -العدد غير المقبول من المدنيين- الذين قت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - النقد ودوره في بناء عراق جديد