أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عادل احمد - افول العالم القديم ومهامنا!















المزيد.....

افول العالم القديم ومهامنا!


عادل احمد

الحوار المتمدن-العدد: 6554 - 2020 / 5 / 4 - 00:45
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


دق فايروس كورونا اخر مسمار في نعش سياسات الليبرالية الجديدة للبرجوازية. ان كل ما بنته الطبقة البرجوازية الغربية من سياسات بعد الحرب العالمية الثانية والتي روج لها أمثال جوزيف شومبيتر والاقتصاديين الآخرين في نظريات (الفوضى الخلاقة)، وصلت الى طريق مسدود وعرى وباء كوفيد ١٩ كل عيوبها وبين حقيقتها وملامحها الغير الإنسانية. ان السياسيين الليبراليين الجدد وأقتصادييهم كانوا في أوج سرورهم وفرحهم عندما أعلنوا انتصار اقتصاد السوق الحر والعولمة على الاقتصاد المخطط للدولة في الاتحاد السوفيتي والكتلة الشرقية في نهاية ثمانينيات القرن الماضي. وأعلن مفسروا ومفكروا الطبقة البرجوازية ومنهم ميشيل فوكوياما بنهاية التاريخ وإعلان النظام الرأسمالي الليبرالي بانه انضج نموذج لنمط الحياة البشرية! واليوم نفس المفكرون للطبقة البرجوازية يعلنون النهاية الحتمية لسياسات الليبرالية الجديدة واقتصادها.. وتراجعوا عن مواقفهم السابقة ويتحدثون يوميا وبشكل صريح عن عيوب وعدم كفائة هذه السياسات. وبين زمن كورونا بان النظام الرأسمالي ليس فقط نظاما لا يعير أية اهتمام لحياة البشرية، وانما هو عائقا واقعي امام تقدم البشرية والإنسانية..
ورأينا بان لا رساميلها ولا بنوكها ولا مصانعها الربحية ولا تكنولوجياتها العسكرية والفضائية ولا مصالحها القومية بإمكانها ان توقف التراجيديا الإنسانية من وراء فايروس فقط فايروس كورونا المستجدة.. وراينا كل الكذب والادعاء من وراء تضخيم التكنولوجيا العسكرية والصواريخ العابرة للقارات والتكنولوجيا النووية والفرط الصوتية والليزرية وحاملات الطائرات العملاقة.. والتي صرف فيها تريليونات من الدولارات تحت بند حماية المصالح القومية الكاذبة والتي لم تكن شيئا الا لتخويف العالم والبشرية إذا أرادت ان تمد يدها لتغيير هذا النظام الوحشي والظالم.. ورأينا كيف وقفت جميع البورصات والمؤسسات المالية حائرة امام معيشة وحياة مليارات من البشر على الكرة الأرضية.. ورأينا الكذب والادعاءات الكاذبة للإعلام وساسة البرجوازية بان الأغنياء والرأسماليين هم من يقف وراء توفير الأكل والمسكن والمعيشة للمليارات من البشر وتوفير السعادة لهم!.. ان كل هذا الكذب وكل هذا التضليل كان من اجل صرف التفكير الإنساني بتغير العالم نحو الأفضل، نحو المساواة والعدل والسعادة الحقيقية.. ولكن لسوء حظ الطبقة البرجوازية فكل ما تبنت من سياسات وأكاذيب تعرت وظهر وجهها الحقيقي امام انتشار وباء كورونا وموت عشرات آلاف من اعز أبنائنا وآبائنا وأمهاتنا بسبب عدم وجود الرعاية والحماية الصحية حتى في أغنى وارقى الدول الصناعية أمثال أمريكا وروسيا وبريطانيا وفرنسا.. ورأينا كيف حال السعادة البشرية والتي تكمن في الصحة الجيدة والعيش الكريم في النظام الرأسمالي العالمي..
بالرغم من تسميم المجتمع لعشرات السنين بأكاذيب الطبقة البرجوازية، رأينا كيف برزت افاق الإنسانية والعمل الاجتماعي والتعاوني ومساعدة بعضنا البعض الى الأفق جراء هذا الوباء القاتل.. ورأينا من هم الأناس الحقيقيين الذين ينقذون المجتمع والإنسانية من شر هذا الوباء في المستشفيات والعيادات الصحية وحتى المتقاعدين اللذين تطوعوا ليخدموا في مجالاتهم من اجل إنقاذ المصابين بهذا الوباء.. ورأينا بان الذي ينقذ حياة المواطنين ويحميهم ليس الصواريخ والقنابل وحاملات الطائرات، وانما العاملين في المجال الصحي والعاملين لايصال المواد الغذائية الى المواطنين بطريقة علمية.. إذن لا البنوك ولا المؤسسات المالية ولا حتى بعض الحكومات التي أستغنت عن بعض من تراكم رأسمالها وأرباحها .. فالكل يفكر كيف سيرجع الى ما قبل كورونا من اجل أرباح اكثر. ولكن الضمير الإنساني موجودة بكل قوته امام شر هذا الوباء وكذلك التعاون والروح المشتركة هي سمات بارزة في يومنا هذا..
ان كل هذه الصورة هي الوجه الأول لما يجري امام عيوننا وهو وجه الطبقة البرجوازية؛ ولكن الوجه الآخر هو وجه الطبقة العاملة وفي مقدمتها شيوعية هذه الطبقة. فتح وباء كورونا مجالا واسعا امام الطبقة العاملة والشيوعية لتعيد دورها التاريخي وان تترك بصاماتها في الأحداث ومستقبل العالم من اليوم. ان حضور الشيوعية في نقدها لكل ما يجري بشكل جدي وفعال ومستمر وبالنظرة الثاقبة والمحكمة، وطرح إقداماتها العملية والملموسة وإجراءات عاجلة لاحتواء ماساة النظام الرأسمالي وفضحه وتنظيم الجماهير في كل المجالات وتسليحها بالأفق الاشتراكي والعمالي.. وإبراز البديل الاشتراكي والعمالي ونموذجه وخاصة أننا راينا النموذج البرجوازي للصحة كيف تحول بين ليلة وضحاها الى النموذج الشبه اشتراكي، وكذلك كيف فتح قسم من البنايات لإسكان المشردين في الشوارع وتوفير المستلزمات المعيشية.. وكذلك قسم من منظمات المجتمع المدني التي تحولت الى منظمات خدمية لمساعدة الآخرين وتوزيع المواد الغذائية مجانا وبدون مقابل لمتضرري الوباء والحجر الصحي، وإجبار قسم من المصانع لإنتاج ما يحتاجه المجتمع من مواد صحية ووقائية او لتوفير ما يحتاجه المجتمع من المواد الغذائية.. ان كل هذه الظواهر تسهل الدعاية الاشتراكية وتسهل تصوير عالم اخر يختلف عن العالم البرجوازي. ان الفرصة الحالية المتاحة توفر الفرصة لدخولنا العملي الى واقعنا الحقيقية بشكل ثوري. ولكن كل هذا مرهون بكيفية عملنا والنهج السياسي والتنظيمي الثوري المتمثل بالعمل الحزبي والشيوعي والعمالي.
وصل النظام الرأسمالي الى الدرجة التي بإمكانه فيها ان يجر المجتمع البشري الى البربرية عندما يفقد في دورته افقا للخروج المؤقت من ازمته المزمنة والتي هي من اهم خصائص هذا النظام. ان عدم وجود أفق لخروج البرجوازية من مشاكلها تعني بالضرورة استخدام القوة والحروب وأشاعة الفقر المدقع والبطالة المليونية وابشع الطرق الوحشية لقمع المجتمع وخاصة الطبقة العاملة والجماهير الكادحة والفقيرة والمحرومة.. وامام خطورة هذه الوضعية ليس امام البشرية الا ان تستعيد الدور الاشتراكي والعمالي من اجل رسم ملامح مستقبل البشرية.. هذا ممكن فقط برجوعنا اكثر الى ماركس وتحزبه الشيوعي وهذا ما تتطلبه البشرية في كل مكان وبشكل جدي وفعال وبطرق ثورية.



#عادل_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف نحارب فايروس كورونا وفايروس المجاعة؟
- عالم ما بعد فايروس كورونا!
- أي نوع من التنظيم نحتاجه؟
- من أكتوبر ١٩١٧ الى أكتوبر ٢ ...
- موقف الشيوعيين من الهجوم التركي!
- الاحتجاجات في العراق الى أين؟
- الثورة من جديد في مصر!
- ماذا يجري في الخليج؟
- المالكي والخوف من انهزام المؤسسات الدينية..!
- البريكست والديمقراطية !
- الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي في النضال الطبقي!
- الاحتياج الى الإرادة اللينينية
- المقابر الجماعية والمشكلة الكوردية!
- حول انتشار الجريدة العمالية!
- محافظ كركوك الجديد والصراعات القومية!
- التنظيم العمالي والوعي الطبقي! على هامش الاتفاقات الأخيرة في ...
- موسم موجة الحرارة في العراق والاحتجاجات!
- التأكيد العملي لمبادئنا
- الحرب الاقتصادية بين الصين وأمريكا ودور الطبقة العاملة!
- كركوك و كيفية إنهاء الصراعات!


المزيد.....




- في ظل الحرب.. النفايات مصدر طاقة لطهي الطعام بغزة
- احتجاجات طلابية بجامعة أسترالية ضد حرب غزة وحماس تتهم واشنطن ...
- -تعدد المهام-.. مهارة ضرورية أم مجرد خدعة ضارة؟
- لماذا يسعى اللوبي الإسرائيلي لإسقاط رئيس الشرطة البريطانية؟ ...
- بايدن بعد توقيع مساعدات أوكرانيا وإسرائيل: القرار يحفظ أمن أ ...
- حراك طلابي أميركي دعما لغزة.. ما تداعياته؟ ولماذا يثير قلق ن ...
- المتحدث العسكري باسم أنصار الله: نفذنا عملية هجومية بالمسيرا ...
- برسالة لنتنياهو.. حماس تنشر مقطعا مصورا لرهينة في غزة
- عملية رفح.. -كتائب حماس- رهان إسرائيل في المعركة
- بطريقة سرية.. أميركا منحت أوكرانيا صواريخ بعيدة المدى


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عادل احمد - افول العالم القديم ومهامنا!