أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فارس محمود - كلمة حول الانشقاق الجاري في الحشد الشعبي!














المزيد.....

كلمة حول الانشقاق الجاري في الحشد الشعبي!


فارس محمود

الحوار المتمدن-العدد: 6554 - 2020 / 5 / 4 - 00:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"بشرى لجماهير العراق"! هذا مانقله عدد من المتظاهرين في ساحة التحرير بفرح غامر. الحماس يدب بافئدتهم وهم يتحدثون امام الكاميرات: " لقد انضم الينا اخواننا في الحشد الشعبي، الحشد الشعبي العراقي، الحشد الشعبي المرجعي، ها انتبهوا انه حشد المرجعية، وليس حشد اؤلئك، اي الحشد الولائي التابع لـ(ذولاك)، عادوا الينا اخوتنا، اهلا وسهلا بكم، هذه مكانكم و...."
هذا ما تناقلته وسائل الاعلام وشبكات التواصل الاجتماعي بالف شكل وشكل على المساعي لنصب جماعات الحشد الشعبي "المرجعي" لخيامها في التحرير.
اكدنا مرارا وتكراراً لايمكن سحق الانتفاضة بالعنف ولا عبر الالاعيب السياسية، بل يستطيعون فقط افراغها من محتواها عبر الاوهام واشاعة الاوهام وغياب افق سياسي واجتماعي واضح وقيادة وتنظيم.
على الجماهير ان لاتبلع طعم "حشد شعبي المرجعية"! ان السؤال الذي يطرح قبله لماذا للمرجعية حشد اساساً؟! لماذا لديها مليشيات؟! السبب بسيط انها طرف في العملية السياسية، لها مصالح اقتصادية كبيرة، لها مشاريع، ميزانيات، اغتنت بشكل خرافي بعد 2003، لها دور وسلطة ومكانة سياسية، رغم سعيها للظهور بانها "فوق السياسة"، "فوق الاحزاب" وانها تترفع عن "مثل هكذا ادوار"، ولهذا، ليس لها مشكلة جدية مع السلطة الحاكمة. ان اختلافها معها ليس اختلاف ماهوي، بل هامشي حول هذه المسالة او تلك. انها صمام امان السلطة المليشاتية الفاسدة.
لنأتي الى موضوعة الانشقاق: ان ما حدث هو انشقاق حاد في صفوف الحشد الشعبي. اذ اعلنت 4 فصائل مليشياتية اساسية موالية للمرجعية عن انشقاقها عن "هيئة الحشد الشعبي" التي يهيمن عليها الجناح المتغطرس والمنتشي بمكاسبه الخيالية بسرعة صاروخية، الجناح لموالي لولي الفقيه والجمهورية الاسلامية في ايران، والمعروف بـ"الجناح الولائي" والاخر موالي للمرجعية، "حشد المرجعية". انه تطور نوعي كبير.
ان لهذا الانشقاق اليوم اسبابه:
اولا: شعور المليشيات المنشقة بالغبن، التهميش، اللامساواة، "غياب التشاركية" وغيرها. ان اختلافهم وصراعهم على المناصب والرتب، تعيين المسؤولين، الامكانيات التسليحية، والنشاطات الاقتصادية، درجة التدخل في القرارات المتخذة وغيرها. ان هذه المليشيات المنشقة مستاءة من رؤية الحشد وهو "يستولي على كل شيء في البلد"، على النفط، التجارة، الدبلوماسية وتعيين السفراء، تعيين رئيس الحكومة الى الهيمنة على ابسط امور المجتمع. وارتباطا بهذا عمليات السلب والنهب التي يقوموا بها يومياً بالاخص في القطاع النفطي وتهريب النفط والمنافذ الحدودية والاستيلاء على اراض شاسعة ثمينة باسعار بخسة وممارسات لجانهم الاقتصادية و.. و...لم يرضى جناح المرجعية الذي يقوده عمليا الثالوث: الصافي، الكربلائي، ومحمد رضا السيستاني وهو يرى الامور تسير نحو هيمنة الحشد الولائي على كل مفاصل الدولة.
ثانيا: الاختلاف الاكثر جوهرية هو اختلاف توجهين سياسيين: توجه ولاية الفقيه لنظام الجمهورية الاسلامية، وتوجه المرجعية في النجف، والقائم على اساس الولاية الجزئية او " ولاية الامة على نفسها" اي بمعنى اخرى تشييع المجتمع من الاسفل عبر تشييع الناخب والمواطن.
ثالثا: سعي جناح السيستاني لفصل صفه عن التيار الاخر وذلك للطابع الاجرامي الشديد لجماعات التيار الولائي ولجرائمهم الفظيعة التي ارتكبوها امام المنتفضين وكذلك في المناطق الغربية. لايريد هذا التيار ان يلحق بسمعته حتى رذاذ من ذلك الاجرام، وبالتالي، تبرئة النفس من جرائم مايسمى بالحشد الولائي. او حتى اذا ساهمت فصائلهم في هذه الجرائم، فيريدوا الظهور باعين الجميع بانهم ابرياء من الجرائم التي ارتكبت على ايدي "الولائيين"! فتيار السيستاني محرج كثيرا من ممارسات الحشد، ويسعى لصيانة سمعته من هذه الممارسات.
رابعا: التوازن على الصعيد الاقليمي والمحلي من حيث اولاً، ان الصراع الامريكي – الايراني، لايسير لصالح الجمهورية الاسلامية، بل على الضد من مصالح ايران وخاصة خلال الاشهر الاخيرة. الحصار الاقتصادي الذي انهك اقتصاد ايران وعمق سخط المجتمع الايراني ضد حكومته. الضربة الموجعة التي تلقتها ايران بمقتل سليماني والمهندس بهذه الطريقة العنجهية والمتغطرسة والمتفوقة، وما اعقب هذا من عدم القدرة على تعويض سليماني ونفوذه وبالتالي ما الحقه من تصدع في صفوف مواليّ النظام.
خامسا: اضافة الى ميزان القوى في العراق، التيارات المليشياتية الموالية لايران هي في تراجع جدي وشديد، والفضل في ذلك يعود لهجمة المنتفضين على التيارات الموالية لايران، اذ الحقت الانتفاضة ضربة قاسية بنظام الجمهورية الاسلامية، وطاردت الجماهير في العراق المليشيات الموالية لايران واحرقت مقراتهم وبيوت مسؤولييهم، ناهيك عن احراق قنصلياتهم في البصرة وغيرها. ويسود جو طاغ بالضد منهم.
واخيراً، اعلان حشد المرجعية هو من اجل سلب اية شرعية "للجناح الولائي" من هيئة الحشد الشعبي، والذي كان قد ولد اساسا بناء على فتوى المرجعية في حزيران 2014، مستثمرا تلك فتوى السيستاني لبناء نفوذه ومنها النفوذ السياسي المستمد من وقوف السيستاني "وراء ظهر" الحشد. ومع سحب ايدي المرجعية عنه، ستفقد غطاء في غاية الاهمية لها. اعلان الانشقاق عنها، يلحق ضربة قاصمة بهيئة الحشد "الولائي". "الحشد الولائي" بامس الحاجة لدعم السيستاني ليكون غطاءا شرعيا ودينيا لهم. السيستاني هو من لايحتاجهم. واذا ما اخذنا بنظر الاعتبار الحديث عن ان هناك 20 فصيل اخر "ساخط" يسعى للانشقاق ايضا من ضمنهم الحشد العشائري في المناطق الغربية، ستلحق هذه الانشقاقات ضربة لايمكن علاجها بالتيارات المليشياتية الموالية لايران ولنفوذ ايران في العراق، ضربة لايمكن مقارنتها الا بسقوط الجمهورية الاسلامية ورحيل ولي نعمتهم مرة واحدة وللابد!
ان هذا الوضع مثالي لتيار السيستاني لفصل صفه وتعقب مصالحه السياسية، ضمان ادامة العملية السياسية وبدور خاص له، بعيدأ عن "طرف منبوذ" على صعيد اجتماعي واسع. بيد ان صفحة حرية الجماهير ورفاهها هي صفحة اخرى بالضد من كل هذه الاطراف.



#فارس_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجزرة بحق النساء يجب ان تتوقف فوراً!
- مرحلة جديدة، وامكانية عالم اخر!
- -كبار السن- وفاشية -البقاء للاصغر سناً-!
- -اضطهاد المراة- ضرورة طبقية راسمالية!
- حول -جرة اذن- مقتدى الصدر - تكتيكان... وهدف واحد!
- خطاب قديم... وعبرة راهنة!
- مَنْ -تجاوز- على مَنْ؟!
- محطات من تاريخ الحزب الشيوعي العمالي العراقي - تاريخ حافل با ...
- ليس بوسع الف -فضيلة- ان -يقمطوا- مجتمع متوثب للحرية!
- حوار مع رفيق حول ماهية الحشد الشعبي وامور اخرى!
- تعاطف مع الضحايا ام امتياز للاسلام السياسي؟!
- اوضاع المراة.. وضرورة حركة نسوية مقتدرة!
- اعدام 40 امراة -داعشية-... -حل- سقيم!
- تحرر المراة قضية الطبقة العاملة!
- وانتصر 14 شباط، -عيد الحب-!
- كلمة حول الضجيج الاخير ب-اخراج المحتل-!
- فنزويلا امام مخاطر انفلات الفاشية وسيناريو مظلم
- انه انموذج شيوعية اجتماعية محبوبة!
- ذكرى -6 كانون الثاني- ودعوات -الخدمة الالزامية-!
- تغيير الافكار امر ممكن، ولكن لا يمكن تزييف التاريخ!!


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فارس محمود - كلمة حول الانشقاق الجاري في الحشد الشعبي!