أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فتحي سالم أبوزخار - رحل أيدير وسيظل سفير الأغنية الأمازيغية














المزيد.....

رحل أيدير وسيظل سفير الأغنية الأمازيغية


فتحي سالم أبوزخار

الحوار المتمدن-العدد: 6553 - 2020 / 5 / 3 - 14:23
المحور: الادب والفن
    


نعم كما يحصل مع سائر الخلق أذعن الفنان حميد شريت المعروف بـ أيدير سفير الأغنية الأمازيغة لمشيئة الله عز وجل ليغادرنا بجسده الطاهر وليستمر صوته يعيش معنا سفيراً للأغنية الأمازيغية وهو يُعبر عن خوفه من وقوع أي ظلم عليها وهي تناضل من أجل الاستمرارية والحياة بعد أن صدح صوته وبكل اللغات ليقول عن لسان اللغة الأمازيغية نتش أليغ ⵏⵜⵛ ⴰⵍⵉⵖ.. أنا موجودة!
ولا يمكننا اليوم إلا أن نترحم عليه ونُعيد ونكرر كلماته وهو يغني عن فقدان رفيقه بعد الموت : "الأفضل أن نخلد أسمه أفضل من البكاء .. an refd ism is xir ma nru" .. نعم سنخلد أسمك " أقما أيدير agma I-dir- ".

لقد تعرف الكاتب على الراحل أيدير بعد بزوغ ملامح الحركة الأمازيغية في ليبيا وربما كان ذلك مع خطاب الدكتاتور معمر القذافي في زواره بتاريخ 15 أبريل 1973 وإعلانه الثورة الثقافية، التي عطل فيها كل القوانين وتمرد على جميع الثقافات لتكون الأمازيغية أحدى ضحاياه! فكان اللقاء الأول مع الراحل أيدير في 1976 مع أغية أبابا أينوفا (A Vava Inouva ) والتي تعكس معاناة الطفلة غريبا، والتي لا تفرق في معاناتها عن الأمازيغية الغريبة على أرضها، التي تخاف الأخطار التي تهددها من وحوش الغابة وما أكثرهم المترصدين للأمازيغية والمتربصين بها من وحوش السلطات العنصرية! فلقد تسلل أيدير إلى ليبيا سفيراً دائما وبدون مراسم عند الخارجية الليبية، مع صدور أول ألبوم له، والتي ما كانت لتسمح بقبوله سفيراً لأنه أمازيغي! مع أن الكثير من شباب ليبيا ناطقين بالأمازيغية وغير ناطقين رحبوا بالراحل أيدير من خلال أغنيته أبابا أينوفا (A Vava Inouva ) ، بل هناك من حفظ مقاطع من الأغنية وهو لا يعرف كلمة واحدة بالأمازيغية .. نعم اعتمدت أوراق الراحل كسفير للأغنية الأمازيغية من قبل شباب ليبيا أمازيغ وعرب في 1976! إلى أن اكتشفته المخابرات القذافية فباتت أشرطته من الممنوعات والمحرمات وصارت مصادرة من جميع المحلات خلال حقبة الاستبداد القذافي!


وتستمر المسيرة مع سفير الأغنية الأمازيغية:
"أولا وقبل كل شيء أنا فنان أمازيغي .. وهذا لأنني يجب أن أبقى على قيد الحياة .. وهويتي يجب أن تبقى على قيد الحياة" هذه الكلمات للراحل خلال مقابلة بإدارة المذيعة: عزيزة نآيت سي بها خلال قناة فرانس 24 في برنامج ضيف ومسيرة، ومع هذه الكلمات التي لا يُخفي فيها اعتزازه بهويته الأمازيغية بل يعلنها بكل فخر، ومع أنه أضطر لتعلم العربية عندما ترك قريته بالقبائل ليكمل دراسته بالثانوية بالجزائر العاصمة إلا أنه أكتشف أن بلاده التي تدعو لعدم الانحياز وتدافع عن حرية تعبير الشعوب تحرمه من استعمال لغته! وعرف أيضاً حجم الظلم الواقع على والدته بعدما اضطر للترجمة لها بالأمازيغية لتفهم نشرة الأخبار بالعربية، ومن هناك تولدت عنده التساؤلات وربما الهواجس والخوف على الهوية الأمازيغية.. وهذه الخلفيات بالتأكيد دفعت بالفنان أيدير ليناضل بكلماته الأمازيغية مع قيثارته ويصدح بها للعالم ويقول أنا أمازيغي وأفتخر بالرغم من معارضة والدته للغناء في بداية مسيرته وهو يدرُس علوم الجيولوجيا! والتي استمرت بعد ذهابه لفرنسا ليكمل الدراسات العليا في مجال المناجم والتعدين! ومع أول تسجيل له بالإذاعة في 1973 أضطر لتغيير أسمه إلى أدير، كان لأحد أقاربه متوفى ، ليحتمي وراءه حتى لا تعلم به أمه!

الهوية والإنسانية:
مع اعتزازه بهويته تمسك بإنسانيته وحرص على البيئة فقد أسس جمعية إيكول أكسون التي تهتم بتشجيع الأطفال على غرس الأشجار وكذلك رعاية الطبيعة وخاصة الغابات. كذلك بعد ألبومه " صيادو الضوء" و "أبناؤنا" قرر أن يوسع من دائرة اهتمامه بالاشتراك في الغناء مع فنانين من خلفيات وثقافات أخرى.
فتمسكه بالهوية الأمازيغية لم يبعده عن إنسانيته واحترامه للثقافات الأخرى فأصدر ألبوم الهويات 1999 والذي شاركه فيه مجموعة من الفنانين من ثقافات مختلفة.. فجمع اللغة الأمازيغية مع عدة لغات أخرى وسير الحان ثقافات مختلفة في تناغم مع بعض الألحان بخلفية ثقافية أمازيغية. وهذا تجسد لحقيقة الاختلاف التي هي ناموس كوني أراده الخالق سبحانه وتعالى: "ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين"

مع التمسك بالهوية لم ينسى الوفاء!
بالرغم من أنه عاش الراحل أيدير ما يقرب من أربعين سنة في فرنسا إلا أنه ظل متمسكا بجنسيته الجزائرية ولم يأخذ الجنسية الفرنسية. إلا أنه لا يعني ذلك وجود أي خلاف مع الشعب الفرنسي! فمع تمسكه بانتمائه لجبال القبائل حيث كان له سنة 2012 ألبوم "أدرار أينو ⴰⴷⵔⴰⵔ ⵉⵏⵓ" جبلي إلا أنه سبقه بألبوم في 2007 "فرنسا الألوان " مع مجموعة من الشباب بفرنسا ليعطيها حقها في طبيعة التنوع الذي تعيشه والقبول الذي يلقاه المواطنين بمختلف أثنياتهم العرقية والدينية!

بل وقبل رجوعه لبلده الجزائر قرر، وبعد أن قال كل ما عنده، في 2017 إصدار ألبومه الأخير الذي حمل عنوان: "هنا وهناك" الذي أراد فيه أن يرد الجميل لفرنسا، للبلد الذي احتضنه ووجد فيه السلام والآمان الذي به أستطاع خدمة لغته وهويته. وكان ذلك واضحاً وجلياً بعد أن ألتقى بأناس كُثر ساعدوه في نضاله الذي عاشه خلال أربعين سنة، فأراد من خلال هذا الألبوم مشاركة بعض المطربين والفنانين الكبار من فرنسا بحيث يكون الغناء باللغتين الفرنسية والأمازيغية ويختم به مسيرته الفنية ... رحمة الله عليه.. ياكوش اتيرحم ماس ايدير د تانميرت ق ئيخفاون ن ئيمازيغن ماني ئيلان



#فتحي_سالم_أبوزخار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل سيمسح للانقلابي الداعشي حفتر التفاوض ببرقه ؟
- الداعشي حفتر .. يطلب التفويض الشعبي بعد التقويض الحربي
- كورونا مع العبط الأيماني والنفاق الاجتماعي وميراث الفكر الجم ...
- هل من مؤامرة لاستهداف أحرار جادو بشكشوك؟
- الداعشي حفتر المهزوم .. يستنجد بالعنصرية ضد الأمازيغ
- لا ملجأ من الكورونا إلا إلى رب الكورونا .. والكورونا جائحة و ...
- لا ملجأ من الكورونا إلا إلى رب الكورونا .. والكورونا جائحة ف ...
- يا معالي السراج وبدون إحراج
- السلام والآمان في فوهة مدافع البركان
- يقتل الفيروس الداعشي حفتر المدنيين ويستميت ليصل مركز التحكم ...
- أين السلام؟ والتهيئة الأممية لتكرار مجزرة سربرنيتشا في طرابل ...
- مصراته الزاوية وزواره أمن قومي لليبيا وصمود جبهة جنوب طرابلس
- فبراير بردا وسلاما على انصار الدولة المدنية وبركان غضب على د ...
- يستحيل على الإرهابي الداعشي حغتر استيعاب السلام
- يا مجلس الأمن .. هل إرهاب الداعشي حفتر بات مشرعناً؟
- أين ستكون برلين من سلام عادل وشامل ودائم؟
- لإمازيغ الأحرار يعلقون احتفالية رأس السنة 2970 تضامناً مع أس ...
- الجهل سينتهي عندما يقدم كل شيء على حقيقته .. لإعادة تأهيل زر ...
- الداعش القبلي حفتر ..يستنجد بالقومية والدين! يتعدى على طلاب ...
- على خاطر أصغارنا .. أمي يا ناس .. و المجتمع الدولي بدون أحسا ...


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فتحي سالم أبوزخار - رحل أيدير وسيظل سفير الأغنية الأمازيغية