أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف يوم المرأة العالمي 2021: التصاعد المرعب في جرائم العنف الأسري في ظل تداعيات وباء كورونا وسبل مواجهتها - فؤاده العراقيه - فيروس العقول أخطر بكثير من فيروس كورونا














المزيد.....

فيروس العقول أخطر بكثير من فيروس كورونا


فؤاده العراقيه

الحوار المتمدن-العدد: 6553 - 2020 / 5 / 3 - 03:46
المحور: ملف يوم المرأة العالمي 2021: التصاعد المرعب في جرائم العنف الأسري في ظل تداعيات وباء كورونا وسبل مواجهتها
    


مع بداية تفشي الوباء تشَفى المغيبين بالشعب الصيني متصورين بأن الله قد أنزل هذا الوباء كعقاب لهم ، في حين كان الشعب الصيني مشغول بالكيفية التي بها يخرج من هذا الوباء, فبنوا بأسبوع واحد اكبر مشفى تتسع لآلاف المرضى, بل وصنعوا الروبوتات لخدمة المصابين ولتوزيع الطعام عليهم, ليخففوا العبء عن المصابين والأطباء ,بحيث يعيش المريض بنعيم وراحة افتقدها المريض في مستشفياتنا ,حيث الداخل بها يموت قهرا وبؤسا وتلوثا ,وبالتالي يأتي أحدهم فرحا بما حدث بالصين وينعتهم بالإلحاد بعد أن أصيب بفيروس الجهل والتخلف لتكون نسبة الوفيات بهذا الفيروس أضعاف مضاعفة كما يحدث معنا, حيث كلما اصابتنا مصيبة تبدأ الجموع بتشهير سيوفها وكأنها بحرب وجدوا بها الفرصة للانتقام من بعضهم البعض فتنتشر فيروسات عقولهم اسرع من النار في الهشيم ومن ثم يتوسع الخلاف بسرعة وينقسموا الي الف مجموعة ومجموعة ,منهم من كان مشغول بالدعاء عسى أن يلتفت الله له, ومنهم من ينتقد وبشدة كل من يهول الحدث ,ومنهم من لا يرتضي بتخفيف الحدث, وتعددت المشاكل كالعادة وللمرأة النصيب الاكبر منها متمثلا بالعنف الأسري سواء كان جسديا أومعنويا أو إقتصاديا .
وهذه بعض من العيّنات
رجل يضرب زوجته بالكيبل بالتعاون مع اخوه، كلما طلبت الزوجة حقا من حقوقها، وهذا السلوك كان قائما وتعودوا عليه طوال فترة الزواج حيث كانوا يمارسون ساديتهم وعقد ذكورتهم عليها فلم تجد سبيلا للخلاص سوى أن تحرق نفسها احتجاجا على القهر والظلم الواق الذيعان عليها حيث لم يكتفى الاهل بضرب ابنهم لها بل شاركوه حفلات الضرب ولمدة ٨ أشهر متتالية ليطفح بها الكيل ويفيض فتقوم بحرق نفسها رغم معرفتها بالعذاب الذي تتحمله وكأن عذاب الحرق كان أهون عليها من الجحيم الذي كانت تتحمَله , الغريب بأن القطيع هنا لم يكتفي بهذا الإضطهاد والتعذيب بل حمَلوها جريمة انتحارها حيث وصفها البعض بعدم الإيمان فقالوا عنها بأن انتحارها حراما وإن مصيرها سيكون النار , بدلا من أن تستفز الحادثة عقولهم لتسأل هل ما حدث لها كان حلالا؟ وهل أفعالكم والصمت الذي تمارسوه إزاء مثل هذه الجرائم حلالا؟ ويا ليتكم تصمتون بل تحمّلوها الذنب رغم عذاب الحرق الذي شعرت به قبل وفاتها ,وتبررون جرائمكم وتقولون كان بإمكانها أن تتخلص من زوجها بسهولة, فعن أي سهولة تتحدثون وانتم ادرى بالقوانين وبحبل المحاكم الطويل وبالعصمة التي أعطت للزوج الحق بتطليق زوجته ورميها للشارع وقتما يشاء ,ووقت ما يشعر بالملل منها، دون حقها . وكذلك إيمانكم والحلال لديكم هو إن حق الزوج بضرب زوجته وإهانتها ,وعليها السكوت على الإهانات التي تعرضت لها طوال فترة زواجها, يساندكم بهذا قانونكم الفاسد الذي أفسد عقولكم النتنة. وهذه الملاك هي ليست أول ولا آخر إمرأة يرتكب بحقها جريمة القتل حيث لحقت بها فتاة مراهقة تنتحر بسبب العنف الأسري والتهميش .
ورجل يقتل زوجته خنقا بمروحة المنزل ويدعو أهلها لتناول وجبة العشاء في بيته ليغطى عن فعلته الإجرامية على أنها حادث موت مفاجئ .

وامرأة معاقة يتم اغتصابها أمام زوجها المعاق ويتم تصويرها بطريقة بشعة ولمدة ثلاثة أيام متتالية , لا أرغب في الكتابة عن مثل هذه الجرائم كما لا أرغب في الكتابة عن جرائم تعذيب الإنسان للإنسان وللحيوان تارة أخرى, ولا أدري السبب في رغبتي هذه فربما أجد فيها مساسا لانسانيتي، أو ربما ينتابني شعور بأنني أنبه ذاكرة القارئ عن البشاعة التي يعيش وسطها, في محاولة بائسة وخفية لنسيانها لما تحمله من ألم وطعن لإنسانيتنا ,جريمة اغتصاب إمرأة من ذوي الاحتياجات الخاصة هي من ابشع الجرائم على الإطلاق وهي دليل على وحشية الحيوان القابع بداخل المغُتصبين ، فهل استثارت غرائزهم هذه المرأة لكونها ترتدي ملابسا ضيقة أو كان جسدها ممشوقا أو شعرها منسدلا دون حجاب؟ اكيد مثل هذه الجرائم تدحض فكرة إن حجاب المرأة عفة وستر لها ويبعد عنها التحرش,والأدهى من هذا أنشغل الناس بعد هذه الجريمة بهوية المغتصبين ومن أي فئة كانوا, وكل يرمي الفعل على فئة دون الأخرى ,وتناسوا بأن المجرم هو مجرم مهما كانت هويته، المجرم واحد مستعد للاغتصاب وللقتل من أجل لحظات من المتعة الحيوانية، ومن أجل رغبة مكبوتة لتحرير غرائزه .
والكثير من الجرائم التي يندى لها الجبين خجلا ,وتشمئز لها النفوس ألما , في مجتمعات فاسدة بقوانينها الغبية إلى حد النخاع وبأفكارها الذكورية التي تمنح الحق للذكر، سواء كان اخ أو زوج، بضرب الفتيات والنساء بحجة تتأديبهن، فعن أي تأديب تتحدثون وانتم ينقصكم الأدب بالتزامكم للصمت إزاء الكثير من الجرائم التي أخذت تنتشر بسرعة ولكنها لم نكن نسمع بها كما نسمع اليوم ,لكون الناس تعودت على إخفاء جانب حياتهم القبيح خوفا من العار الذي سيلحق بهم ، ولكن في الآونة الأخيرة بتنا نسمع الكثير عن هذه الحوادث والغالبية تعزوها للحجر المنزلي ع اساس إن أعصاب الناس انهارت ونفسيتها تعبت, ولكن بالحقيقة عند الأزمات يظهر الجانب الأسود والحقيقة المظلمة حيث كانت مخفية ومتسترة تحت غطاء العائلة والأسرة التي كانت لاهية بدوامة حياتها الفارغة. الجهل والفقر كارثة على المجتمعات, وتوازي القنابل الموقوتة التي تنفجر عند الأزمات، فلا هي بسبب الحظر كما يعزو لها ولا هي بسبب الفقر, بل هوالجهل المتسبب الوحيد لها .



#فؤاده_العراقيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما يحتمله الإنسان مُرغما لا يُدرج من ضمن القوّة
- بحث في كتاب (الأنثى هي الأصل ) للكاتبة والأديبة نوال السعداو ...
- صورة مُزرية لذكر شرقي
- وفاة البروفيسور عالم الفيزياء Stephen Hawking خسارة كبيرة لل ...
- لنكسر حاجز الصمت أمام ظاهرة التحرّش
- رد على مقال الشاعرة فاطمة ناعوت (سأقولُ يومًا لأطفالي إنني ز ...
- اسطوانة الدعارة المشرعنة في العراق (تعدد الزوجات)
- وداعا جان نصار
- ايهما الاهم _ جمال ألعقل ام ألشكل ,أم هما متساويان ؟
- الحجاب حرية شخصية
- تأملات في مفاهيمنا المعكوسة
- تعديل أم تخريب لقانون الاحوال الشخصية العراقي
- الخروج عن المالوف
- صيادلة أم مافيات دواء ,أطباء أم قصاصي رؤوس
- ما بين التحريم والتحليل
- لا غايات تُبرر بوسائل مغلوطة
- هل هي روح صديقتي أم هي الذكرى ؟
- للذين صفّقوا وهلهلوا للانتصارات أقول لهم
- قانون تعدد الزوجات ومحاولة العودة لسوق النخاسة والسمسرة بالن ...
- اليوم يوم للمرأة ودلال .. وغدا سيكون قهرها حلال


المزيد.....




- في ظل الحرب.. النفايات مصدر طاقة لطهي الطعام بغزة
- احتجاجات طلابية بجامعة أسترالية ضد حرب غزة وحماس تتهم واشنطن ...
- -تعدد المهام-.. مهارة ضرورية أم مجرد خدعة ضارة؟
- لماذا يسعى اللوبي الإسرائيلي لإسقاط رئيس الشرطة البريطانية؟ ...
- بايدن بعد توقيع مساعدات أوكرانيا وإسرائيل: القرار يحفظ أمن أ ...
- حراك طلابي أميركي دعما لغزة.. ما تداعياته؟ ولماذا يثير قلق ن ...
- المتحدث العسكري باسم أنصار الله: نفذنا عملية هجومية بالمسيرا ...
- برسالة لنتنياهو.. حماس تنشر مقطعا مصورا لرهينة في غزة
- عملية رفح.. -كتائب حماس- رهان إسرائيل في المعركة
- بطريقة سرية.. أميركا منحت أوكرانيا صواريخ بعيدة المدى


المزيد.....

- واقع التمييز والقسوة إزاء المرأة في عهود العراق القديمة والم ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف يوم المرأة العالمي 2021: التصاعد المرعب في جرائم العنف الأسري في ظل تداعيات وباء كورونا وسبل مواجهتها - فؤاده العراقيه - فيروس العقول أخطر بكثير من فيروس كورونا