أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف 1 ايار-ماي يوم العمال العالمي: العمال والكادحين بين وباء -الكورونا- و وباء -الرأسمالية- ودور الحركة العمالية والنقابية - سارة طالب السهيل - كورونا  يخلخل الرأسمالية الغربية ويقود ميزان القوي العالمية نحو الشرق   ‎














المزيد.....

كورونا  يخلخل الرأسمالية الغربية ويقود ميزان القوي العالمية نحو الشرق   ‎


سارة طالب السهيل
سارة طالب السهيل

(Sarah Taleb Alsouhail)


الحوار المتمدن-العدد: 6552 - 2020 / 5 / 2 - 14:50
المحور: ملف 1 ايار-ماي يوم العمال العالمي: العمال والكادحين بين وباء -الكورونا- و وباء -الرأسمالية- ودور الحركة العمالية والنقابية
    


‎يقود فايروس كورونا العالم تغيير كبير في نظامه السياسي والاقتصادي والاجتماعي، فهو في مظهره القريب عمل على ابعاد الناس عن بعضهم وعزلهم، لكنه في الوقت نفسه جمعم على مشاعر انسانية واحدة وهي الخوف والالم والامل في الشفاء والبحث عن الامان ومراجعة كل الانظمة  الدولية الفاعلة في عالم ما بعد الحداثة التي يسيطر عليها الغرب خاصة الولايات المتحدة الامريكية.
‎فأمريكا التي قادت العالم دون منافس بعد زوال منافسها الاتحاد الروسي، أسقط  فيروس كورونا عنها ورقة التوت التي كانت تتستر بها، فبدت هشة غير قادرة على احتواء الفايروس وحماية شعبها كما تجلى غرورها وأنانيتها في عدم تقديم يد العون للضحايا في العالم.
‎كما سقطت ورقة التوت أيضا عن دول الاتحاد الاوربي الذي تقاعس عن نجدة ايطاليا وتركها تواجه الموت منفردة حتى قدمت لها الصين يد العون لانقاذ شعبها من الموت المحقق، بل ان بعضها استولى على معدات طبية منقولة جوا للبعض منها في سرقة علنية!
‎لم تستطع الدول الغربيةوعلى رأسها أمريكا برأسماليتها المتوحشة وبترساناتها النووية وقدراتها الاقتصادية مواجهة كورونا ودفعت الشعوب الغربية حياتها ثمنا باهظا لاطماع الكيانات الاقتصادية الكبرى والتي اهملت البحوث العلمية الطبية واهتمت بالرواج التجاري للسلع الترفيهية والعسكرية، وأغفلت  القيم والاخلاق في زحام صراعها لحصد الاموال والثروات.
‎فشل الغرب في مواجهة كورونا بينما نجحت الصين وكوريا الجنوبية وسنغافوره في احتوائه ومدت يد العون للدول الأخرى في العالم، هذه الحقيقة التي أدركتها شعوب العالم  في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ البشرية، لتنقلب موازيين القوى في العالم، وتتغير مفاهيم القوة الحقيقة وتنتقل من القوة العسكرية والاقتصادية الضخمة الى القوة العلمية التي تفيد البشرية وتغيرت المعادلة ليصبح البقاء للانفع والاصلح وليس للأقوى عسكريا.
‎ينطبق ما نشهده اليوم على مفهوم الدفع الحضاري وهو سنة كونية وضعها الخالق العظيم لاعمار الكون واصلاحه وتحقيق التوازن فيه وضمان بقائه حيا نابضا بالحياة، وكما يقول الله في محكم كتابه " ولولا دفع الناس بعضهم ببعض لفسدت الارض "، فالتدافع الحضاري لبني البشر يمثل صيرورة وسنة كونية إلهية لصلاح الارض والمجتمعات من خلال التغيير الذي يحول المتدافعين لاتخاذ موقف ينتقل بهم من العداوة الى التعاون الحميم والى التسامح والتآخي بين الافراد والمجتمعات والحضارات ليجتمع بنو البشر علي اهمية الاشتراك في تحقيق مصلحتهم ونفعهم وحمايتهم وأمنهم.
‎هذا الدفع الحضاري سيخلخل العولمة الغربية ورأسماليتها المتوحشة لانها لا تقيس الأمور إلا بميزان الربح والخسارة، وتزلزل امريكا عن عرش القيادة العالمية، استعدادا لعالم متعدد الاقطاب قد تقوده الصين مع روسيا وبعض الكيانات الدولية الاخرى التي أثبتت جدارة في احتواء كورونا.
‎ولاشك ان ميزان القوى بعد كورونا سيميل نحو الشرق، والشرق أجدر على قيادة المنظومة العالمية بما فيها من حضارات عريقة وأديان سماوية واخلاق سامية وحكمة، لكن الغرب جعلنا خلال السنوات الماضية نتجاهل قيمتها حتى أعادها فيروس كرورنا الى صدارة الاهتمام والاهمية.
‎وقد يشهد العالم بعض الانغلاق على ذاته، خاصة وان الشركات والحكومات تتخوف من نظم التجارة الحالية العابرة للحدود بعد أن ثبت ان انفتاح العالم قد جلب معه أمراضاً مميتة، ولكن ذلك يمنح الفرص للدول الوطنية لكي تستعيد عافيتها من الهيمنة الغربية، وتطلق مشروعات وخطط تنموية وصحية وعلمية بأيدي ابنائها وتعيد بناء منظومتها الحضارية والاخلاقية على أسس من موروثها القيمي والديني.
‎وهنا فقط يمكن للعرب ان يعيدوا الاعتبار لمورادهم البشرية اولا عبر الاهتمام بالانسان بتغذيته وتعليمه وتهذيب اخلاقه، والاستفادة من خبرائه وعلمائه في اعادة توجيه الموارد الطبيعة واستثمارها بأحدث الطرق العلمية لخير مواطينها مع الضرب بيد من حديد على كل الفاسدين والمفدسين في اوطاننا العربية.
‎أظن انه حان الوقت لكي نستعيد عافية قوميتنا العربية التي تجزأت وتهمشت، وهذا لن يتحقق بدون وقف الاقتتال والاحتراب بين الدول  العربية او بين الكيانات السياسية داخل الدول العربية الواحدة. واذا ما نجحنا في وقف هذا الاقتتال يمكننا البدء فورا في تحقيق التكامل الاقتصادي والعلمي والطبي بين ارجاء وطننا العربي، حينئذ فقط يمكن للدول العربية ان تسهم في منظومة النظام العالمي الجديد الذي قد يتشكل بعد كورونا.
‎العالمية لهذا الوباء إلى حد كبير، في حال قدّمت المنظمات الدولية مزيدا من المعلومات في وقت مبكر، الأمر الذي كان من شأنه أن يوفر للحكومات الوقت للتأهب وتوجيه الموارد اللازمة إلى حيث يكون المواطنون في أمسّ الحاجة إليها.



#سارة_طالب_السهيل (هاشتاغ)       Sarah_Taleb_Alsouhail#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صابر حجازي يحاور الكاتبة والأديبة سارة طالب السهيل
- عنف التابوهات يولد عنفا موازيا في تحطيمها
- مسدسات الاطفال البلاستيكية في ديالى - العراق
- ملفات شائكة… الموصل بعد التحرير | كورد ياو
- صحوة لحماية قصار القامة
- العنف ضد الخادمات رق وعبودية في الألفية الثالثة للميلاد!
- هدية مصر لمكتبة آشور احياء لحضارة وثقافة العراق
- العنف في التاريخ العراقي قديمًا وحديثًا
- رعاية اليتامى و أبناء الشهداء واجب مقدس
- في يوم المرأة استعادة لاشراق النجاحات وتحدي العقبات
- معشوقتي أمي ينبوع حنان سرمدي
- اطفال -جهاد النكاح- قنابل موقوتة مالم نعالج اوضاعهم
- العنف حتى فى المدارس
- الهجرة والتهجير وبإسم الدين
- طاقات الكلام بين التحليق والانهزام
- من أين يأتي الحب؟!
- تجنيد الأطفال جريمة إنسانية
- فيوضات الحب تبني الحضارات وتنشر السلام
- كبار الأدباء والمبدعين يحيون يوم الثقافة الفلسطينية بالمجلس ...
- الكاتبة سارة طالب السهيل تشارك فرحة الأطفال بالسنة الجديدة ب ...


المزيد.....




- لماذا أصبح وصول المساعدات إلى شمال غزة صعباً؟
- بولندا تعلن بدء عملية تستهدف شبكة تجسس روسية
- مقتل -36 عسكريا سوريا- بغارة جوية إسرائيلية في حلب
- لليوم الثاني على التوالي... الجيش الأميركي يدمر مسيرات حوثية ...
- أميركا تمنح ولاية ماريلاند 60 مليون دولار لإعادة بناء جسر با ...
- ?? مباشر: رئيس الأركان الأمريكي يؤكد أن إسرائيل لم تحصل على ...
- فيتو روسي يوقف مراقبة عقوبات كوريا الشمالية ويغضب جارتها الج ...
- بينهم عناصر من حزب الله.. المرصد: عشرات القتلى بـ -غارة إسرا ...
- الرئيس الفرنسي يطالب مجموعة العشرين بالتوافق قبل دعوة بوتين ...
- سوريا: مقتل مدنيين وعسكريين في غارات إسرائيلية على حلب


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف 1 ايار-ماي يوم العمال العالمي: العمال والكادحين بين وباء -الكورونا- و وباء -الرأسمالية- ودور الحركة العمالية والنقابية - سارة طالب السهيل - كورونا  يخلخل الرأسمالية الغربية ويقود ميزان القوي العالمية نحو الشرق   ‎