أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد الحاج - أن يكون ماضيك - اسود - لايعني ان حاضرك - بمبي - !















المزيد.....

أن يكون ماضيك - اسود - لايعني ان حاضرك - بمبي - !


احمد الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 6551 - 2020 / 5 / 1 - 23:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كثيرا ما اسمع من يوجه عبارات النقد والاحتقار ﻷناس كانوا فقراء ثم اغناهم الله من فضله فأصبحوا ذا شأن يشار اليهم بالبنان ، وﻻ ادري ايظن هؤلاء ان الفقر ﻻزمة ﻷناس من دون آخرين على وفق نظرية السادة والعبيد، او نظرية السوبرمان و الدماء الزرقاء والحمراء ، التي صاغها الفيلسوف الالماني ” فريدريك نيتشه ” والتي تبناها من بعده هتلر فخسر من جرائها بلاده وحزبه وعاش ذليلا خائفا يتربص في ملجأ تحت الارض مع عشيقته ، ايفا براون ، بمعية كلبهما الالزاسي حتى انتحارهما وحرق جثتيهما بأمر منه ، مع ان هتلر كان لقيطا واعلى رتبة حصل عليها قبل الفوهرر وهي كلمة المانية تعني القائد ، كانت رتبة عريف في الجيش ، ولعل الالتباس الحاصل هنا يكمن في حاف معفن اصبح زعيما وحرص كل الحرص على ان تحفو الامة بأسرها أسوة به ، وان تفقد ابناءها وآباءها وامهاتها كما فقدهما صغيرا ، بحروب عبثية يخترعها اختراعا للتخلص من خصومه من جهة ولتحقيق مبتغاه من جهة اخرى ثأرا وانتقاما لماضيه البائس مدفوعا بعقد نقص مركبة تركت آثرها في نفسيته وعقليته على سواء في جمهوريات ” الموز ” وهو مصطلح سياسي عادة مايطلق على دويلات هزيلة تحررت من الاستعمار شكليا اﻻ انها ظلت تابعة له سياسيا واقتصاديا وعسكريا واقعا ، جمهوريات تجتاحها الفوضى العارمة والعصابات المسلحة والفساد والرشى والتهريب ويتزعمها طغاة ، عتاة ، جبابرة من الطراز الاول .. وويذهلون عن حفاة حرصوا على حماية الامة ومستقبلها من الماضي التعيس الذي عاشوه صغارا او شبابا ..وشتان مابين حافيين ، اولهما متحمس يبني ويعمر .. وثانيها معقد يهدم ويدمر ، واذا كانت جمهوريات الموز قد غادرت استعمارها صوريا مع التبعية له حقيقة ، فأن ” جمهوريات العنجاص ” تغادره بأرادته هو لتستعيده وتستدعيه بين الحين والاخر مستعينة به لأنقاذها من الفوضى التي يخلفها طغاة يطفون على السطح بعيد كل عملية تحرير او استعمار كتحصيل حاصل فوق تلال من الجماجم يتخذونها سلما لهم للجلوس على عرش ” البطيخ ” .
واذكر بعوائل ثرية تحول احفادها بسبب ظروف شتى الى – مجادي – والعكس صحيح ، ودوام الحال من المحال والاغرب ان بعض المنتقدين لفقراء اغتنوا عاش هو أو احد ابويه او كليهما فضلا عن اجداده على الهامش ذات يوم وحسبه تقليب البومات الصور بالابيض والاسود على ان يرتدي القفازات قبلها خشية ان تتقافز عليه بقايا العث ليتأكد بنفسه من تغير الاحوال نحو الاسوأ او الافضل وليحرص على حمد الله في السراء والضراء ، ولن اتحدث هنا عن حفاة الدمار من تجار الحروب الذي تسلقوا اغصان الظروف المؤاتية وتقافزوا فوقها كالقرود وتمرغوا في اوحالها كالخنازير فالاسماء كثيرة وحاضرة في أذهان الجميع ممن يعير احدهما اﻻخر بنقيصة كانت فيه وما زالت في الحقبة الحالية والتي قبلها وقبلها وقبلها ، تماما كقول البغادة ” غراب يقول لغراب وجهك أسود ” اﻻ انني سأتناول فقراء وصلوا بعد طول مثابرة وبإرادة حديدية ﻻتلين الى الحكم لينقلوا بلادهم من الحضيض الى اعلى المراتب المتقدمة دوليا واقليميا وعلى الصعد كافة ولعل من اشهرهم ،مهاتير محمد ، رابع رئيس وزراء لماليزيا بين1981- 2003، و الذي بدأ حياته بائعا لفطائر الموز والوجبات الخفيفة لتوفير الدخل لأسرته الكبيرة والفقيرة ، فتمكن من بناء بلاده والنهوض بها حتى اصبح متوسط دخل الفرد الماليزي 8862 دولارا !!
خوسيه موخيكار ،رئيس الارغواي السابق بين 2010- 2015، الملقب بـ” افقر رئيس في العالم ” و الشهير بركوب سيارة فولكس فاغن قديمة – عكركة – وبالسكن في منزل بسيط مع زوجته عضو مجلس الشيوخ ، تبرع بـ 90% من راتبه الرئاسي للفقراء والجمعيات الخيرية !!
رئيس البرازيل لولا دا سيلفا الذي حكم البلاد بين 2003 – 2011 كان ماسحا للاحذية في طفولته ثم اجتهد فاصبح رئيسا وأنقذ الاقتصاد البرازيلي من الانهيار فاختارته مجلة التايم الأمريكية ” الشخصية الأكثر تأثيرا في العالم” .
الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بدأ حياته بائعا للبطيخ والسميط لتوفير تكاليف دراسته الابتدائية والإعدادية ومن ثم محترفا لكرة القدم بين عامي 1979- 1981مرتديا القميص رقم 5 لصالح نادي مصحلة اسطنبول للترام والانفاق والكهرباء وكان معروفا بضرباته القوية حتى لقب بيكنباور تركيا !!
– إبراهام لنكولن الرئيس 16 للولايات المتحدة ، محرر العبيد و رمز الديمقراطية الأمريكية كان يعيش وعائلته الكبيرة في كوخ خشبي صغير ، توماس إديسون صاحب الـ 1200 براءة اختراع ، فصل من المدرسة بسبب فقره الشديد!!
باراك اوباما “الرئيس الأميركي رقم 44 الذي بدأ حياته بائعا للايس كريم في “هاواي ليتمكن من دفع مصاريف الجامعة ، ساركوزي رئيس فرنسا بين 2007 – 2012، كان يبيع المثلجات ويوزع الورود لدفع مصاريف دراسته للقانون، والامثلة كثيرة جدا ﻻيتسع المقام لذكرها .
واكرر ما بدأته ، على الناس ان تفك الارتباط وتوضح اللبس وتصحح المفاهيم بين حافيين إثنين ،ساقتهما الاقدار ليكون لهما شأن كبير ويتولى كل منهما مسؤولية البلاد والعباد ،فليس كل حاف في طفولته ، منتقم من محيطه ومدمر لشعبه وسارق لخيراته متى ما واتته الظروف ليكون سيدا عليهم ، وﻻ كل من عاش فقيرا معدما عليه ان يبقى كذلك ، ولا كل من عانى الفقر في طفولته ينوي تحويل الشعب الى فقراء يوم بتولى الحكم - عثرة بدفرة - ، بعضهم يسعى الى الحكم للقضاء على الفقر ونهائيا حتى لايعيش الشعب كما عاش هو وأسرته على الكفاف ، وبعضهم يريد تحويل الشعب بعد وثبته للحكم الى نسخة طبق الاصل عنه بوم كان يستجدي المارة مع اسرته في مقتربات الطرق والساحات وعلى ابواب المساجد وقرب الترفك لايت ،يريد ان يتيم كل اطفال بلاده كما عاش يتيما ، يريد ان يرمل كل نساء بلاده كما عاشت امه ارملة ، يريد ان يمرض كل الاباء في صفوف الشعب كما عاش والده مريضا ، بل ويريد ان يمنع عنهم العلاج كما منع العلاج عن ابيه لضيق ذات اليد ، يريد ان يعطل المدارس والجامعات التي كان يضطر تحت وطأة الفقر ان يتسرب منها لغرض الكدية او العمل مبكرا، يريد ان يعيش الشعب في رعب دائم كما عاش هو في طفولته ، وهذا هو الصنف الاخطر الذي يتوجب منعه من الوصول الى الحكم بأية وسيلة مشروعة كانت لأن هذا المعقد النفسي سيدمر البلاد ويسبي العباد اذا ما تولى حكما في يوم ما " والشواهد على هذا الطراز اللئيم جدا والخبيث جدا في العراق كثيرة لعلها تفسر لماذا يصر بعض السياسيين على التدمير وليس التعمير ، على الحرب بدلا من السلم ، على الجهل بدلا من العلم ، على المرض بدلا من الصحة ، على الفشل بدلا من النجاح " وعلى الجميع ان يتعظ بغيره ﻻ بنفسه فمن عاش ماض ” اسود ” ﻻيشترط بأن يعيش حاضرا لونه ” بمبي” وكفى بالباذنجان المستورد الى ارض السواد .. واعظا . اودعناكم اغاتي



#احمد_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرامي لاتصير من -ربيع الجياع - لاتخاف !
- -دراما رمضان -العربية كانت للتمييع والتخليع فصارت للتطبيع وا ...
- نساء أحببن محمدا ﷺفنطقنَّ الشهادتين رغما عن أنف المشك ...
- عراقية لها في رثاء زوجها نمط خاص !
- قلوب تهفو الى مكة والمدينة بينها لمشاهير أجانب أسلموا فحجوا ...
- ألق يتجدد طيفا من بغداد الى كتارا
- قبل أن ينقرض الرجال ..الرجال!!
- رمضان بين “مواقع الرحمة “و”قنوات الصرف الصحي” الفضائية !!
- أنقذوهنَّ قبل نضج التين والعنب ..ملاك ليست الأولى ولن تكون ا ...
- مبادرات إنسانية لتجاوز الحقبة الكورونية !
- هااااااي -جيسيكا مير-معك أطفال العراق ...ووولكن ؟!
- النظارة الزرقاء+ المُخبرين والمُخبرات = إنهيار الحضارات !
- ركلات -الإقصاء والإخصاء - الترجيحية!
- الامبريالية الالكترونية -وإستحمار- العقول !
- سنريهم آياتنا في الآفاق ...
- كورونا والنظام الدولي البيلدبيرغي اللاإنساني الجديد !
- كل شيء عن الدراما..الإذاعة..التلفزيون..المسرح..السينما العرا ...
- اذا كنت حريصا على صوم رمضان في عصر الكورون فأقرأ هذا المقال
- اللقاح الذي بدأ بحكاية جدة لينتهى بإسدال الستارعلى أخطر وباء ...
- اﻷ---فواه عاشقة اﻷ---رانب ﻻ---تقيم أمة ...


المزيد.....




- -الأغنية شقّت قميصي-.. تفاعل حول حادث في ملابس كاتي بيري أثن ...
- شاهد كيف بدت بحيرة سياحية في المكسيك بعد موجة جفاف شديدة
- آخر تطورات العمليات في غزة.. الجيش الإسرائيلي وصحفي CNN يكشف ...
- مصرع 5 مهاجرين أثناء محاولتهم عبور القناة من فرنسا إلى بريطا ...
- هذا نفاق.. الصين ترد على الانتقادات الأمريكية بشأن العلاقات ...
- باستخدام المسيرات.. إصابة 9 أوكرانيين بهجوم روسي على مدينة أ ...
- توقيف مساعد لنائب من -حزب البديل- بشبهة التجسس للصين
- ميدفيدتشوك: أوكرانيا تخضع لحكم فئة من المهووسين الجشعين وذوي ...
- زاخاروفا: لم يحصلوا حتى على الخرز..عصابة كييف لا تمثل أوكران ...
- توقيف مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد الحاج - أن يكون ماضيك - اسود - لايعني ان حاضرك - بمبي - !