أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - الانهيارالأمريكي الإيراني واللاصعود العراقي/3أ















المزيد.....

الانهيارالأمريكي الإيراني واللاصعود العراقي/3أ


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 6551 - 2020 / 5 / 1 - 14:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عبدالاميرالركابي
هل الإمبراطورية الامريكية المفقسة خارج رحم التاريخ، تنتمي من حيث الطبيعة والبنية التكوينية الى الغرب والى مثال او نموذج"الإمبراطورية الرومانية"، او الى الشرق واشكال امبراطوريات الصين وفارس وغيرها من امبراطوريات اسيا؟ مثل هذا التساؤل ومن ثم مايترتب عليه من بحث، لم يسبق ان ورد من قبل في اي من مناسبات النظر والتقييم، او تعيين المواصفات الكيانية بمناسبة الظاهرة الامريكية، مع ان نمط سلوكها واشتراطات وكيفيات وجودها كانت وماتزال تستدعي التوقف والفحص.
لكن هل أنماط الامبراطوريات أصلا كما عرفت في التاريخ واحده، او ثنائية الشكل والصيغة شرقية وغربية، ام ان هنالك صيغة ثالثة، ربما تكون، لابل هي الأصل والمبتدأ الذي عنده ومعه عرف نمط التنظيم الامبراطوري، ذلك هو النمط الامبراطوري الازدواجي، الذي اختص به وببكورته، العراق، او ارض الرافدين منذ "سرجون الاكدي" اول حاكم للعالم (2334/2279 ق م) او كما عبر هو :" انا حاكم زوايا الدنيا الأربع"، وهي صيغة نابعة من، ومحكومة لاليات الاستحالة الأحادية، والقهرية العبودية، أساسها ودافعها الداخلي، الوحدة الثنائية لا الواحدية،مايعزز قوة الحاجة الى معوض خارجي عن الريع غير القابل، ولا الممكن استحلابه داخليا، ومن اجل ضمان استمرار وحدة الكيانية حيث لاوحدة الا بالازدواج، ما يجعل حفظ الازدواج منوطا باستقلال المركز الامبراطوري داخل صيغة "امبراطورية /مدينة" تستمد مسببات استمرارها من خارج الكيان، وتنتهي كلماتقلصت وشحت المقومات والافق الخارجي، وهو ما تمثل في اعلى اشكاله تجسدا، في النموذج البابلي بعد الاكدي في الدورة الأولى اولا، وبصورة اعلى واكثر كمالا في حالة "بغداد" الدورة الإمبراطورية الازدواجية الثانية والأخيرة.
كتب على المجتمعية الأرضية ان تبدا بالامبراطورية الازدواجية الرافدينية، مع حضورها عبر الدورات، وان تنتهي وتختتم بنوع من امبراطورية تنتسب لها، ولنمط محركاتها وبنيتها، ومناحي ونقاط ضعفها التي تودي بها كايقاع ثابت الى الانقطاع والغياب، ان كوسموبوليتية المدينة الامريكية الأكثر حيوية وفاعلية وسكانا( المقصود نيويورك لا واشنطن )، ليس لها مثيل، او مشابه في التاريخ، سوى بغداد باحتوائها على أمم الشرق ومنجزها المشترك، وكان نيويورك، وامريكا هي الصيغة المتخيلة والثالثة ( مع اسقاط الإمبراطورية التاسيسية الاكدية لاوليتها) مابعد بغداد وريثة بابل، حيث العالمية السكانية بديلا لتعددية التمازجية الاقوامية الشرقيةالواصلة الى الصين/ بغداديا، وحيث القفزة الفارقة زمنيا، وعلى صعيد المنجز البشري الانتاجوي وتراكماته، وبالذات الانتقال للإنتاج الالي والمصنعي، أي تحقق المفتقد غير الممكن ولا المتوقع حصوله في ارض المنشا والبداية المجتمعية، حيث البنية لاتتيح إمكانية الانتقال الالي. لغياب المقومات اللازمة لانبثاقه، من بين تضاعيف بنية لاتوفر اسباب بلورته وانتاجه، لتعارض مثل هذا النوع من التصير مع كينونتها ومسببات تحقق المظمر التحولي المجتمعي الازدواجي فيها(6).
الإمبراطورية الامريكية هي الإمبراطورية الازدواجية الرابعة تسلسلا في التاريخ، بعد ثلاث امبراطوريات من نوعها، سابقة عليها، تاتي في وقت تكون فيها ارض المنشا والازدواجية قد قاربت طور التحوّلية، مايعني انتهاء التجسد الامبراطوري فيها، في وقت يكون "فك الازدواج" قد صار متلازما مع عملية "التحول" المنتظر والمؤجل منذ الاف السنين، مايحيل التجسد الكياني الازدواجي الرافديني واخره بغداد، الى الماضي، والى دورات اللاتحقق المنقضية، هذا في وقت يمر العراق بحقبة اخيره من حقبات تشكله الحديث، يخضع ابانها للفبركة الغربية التي تشمل في الوقت نفسه الإمبراطورية الامريكية الازدواجية الرابعه، الامر الذي يستمر لحين تراجع الطبقية، وغلبة المنتجية، أي تراجع النموذج و ( الدولة/ الامه) لصالح العولمة وسلطة الشركات متعددة الجنسية، وغلبة الربحية كغاية وكينونه، ومع انتهاء حضور وفعالية حاضنتها البنيوية المجتمعية،الوطنية، مايهيء الأسباب لزوال وطاة الفبركة ونمطها في الدولة والنموذج المتوهم، وينهي وقتها التفاعليه التاريخية التقليدية بين ضفتي المتوسط، ويخرج من الفعل عامل الأحادية الانشطارية الطبقية، لتحل محله فعالية مستجدة ومباشرة تعقد بين مركزي، الازدواج الامبراطوري التاريخي الرافديني، وذلك المفقس خارج الرحم التاريخي، يكون اول مظاهرها وقوة تجليها اجهاز الإمبراطورية الرابعه على هيكلية الفبركة العراقية، ممثلة بدولتها بصيغتها الأخيرة الريعية العائلية الحزبية العقائدية، وهي تقوم بمثل هذا العمل التدميري غير قاصدة ولا واعية للمبررات والحوافز الذاتيه الكامنه غير المنظورة، والوجودية المصيرية، غير الممكن ولا المتاح التعرف عليها ساعة وقوعها.
ينتهي الزمن الأول من التفارقية الرباعية ومايتصل به من هيمنة النموذج والتفكر الأوربي الحديث، ومعه تحلل اخر متبقيات الدورة الثانية العثماني، مع 2003 بعد تمهيدات تستمرمنذ ماقبل انتهاء القرن العشرين بعقدين، ومن يومها يدخل العالم زمن التحول الأعظم. في وقت تتوقف فيه الديناميات الأحادية الراسماليه عن التصيّرالحي، مخلية مكانها للفصل الثاني التكنولوجي، والإنتاجوية مابعد المجتمعية، بينما تقع المعمورة والكائن البشري والمجتمعات تحت حكم الانتاجوية صفر التدميرية، ومابعدها، فيحل زمن ازمة العبور من الانتاجوية المصنعية البرجوازية المنتهية الصلاحية، غير القابله للديمومة، بالتوازي مع بدء مؤسساتها التقليدية بالتهاوي، واجمالي مخططها الحياتي بالتعفن، ومجالها الإنتاجي بمراكمه الكوارث على البيئة والصحة واجمالي مرتكزات السوية المجتمعية التقليدية، في دلاله ذات طابع تاريخي عضوي، يقول بتضمن المنتجية الأحادية بالأصل والمنشا، على نهاية انسدادية قاتلة، تراكم الانسداد الحياتي والعنف البيئي والمجتمعي لأسباب دافعه موجبة حتميا واجباريا للانقلابيه العظمى.
ليس بناء الأمم والدول هو منتهى او مآل المجتمعية، بل اللاصعودية الدولوية والمجتمعية، الامر الذي ستعرفه وتدشنه كيانية مابين النهرين ب "فك الازدواج"، بينما كيانية الازدواج الرابعه تضطلع وقتها بمهمتين جوهريتين، الأولى انهاء هيكلية الصعودية المفبركة للدولة المقحمة، والثانية فتح باب المنفذ المؤدي بها الى مابعد الفبركة الغربية المهيمنه عليها، وعلى كينونتها الازدواجية هي بالذات، الامر الذي يتحول الى قوة فعالة غير عادية تحت وقع الانهيار، فالولايات المتحدة الامريكية ينطبق علهيا مع اختلال الاشتراطات والزمن، ونوع النشاة، قانون الانقطاع والصعود في دورات عرفناها في الحالة الرافدينيه، بما انها كبنية امبراطورية محكومه تكوينا لنوع من الهشاشة البنيوية، تمنعها، وتحول بينها وبين القدرة على التعايش مع الضغوط الأحادية، خلافا لما توحي به، ويفترض ان يتناسب مع حجمها ومكانها. ذلك في حين تلعب عوامل ناجمه عن كينونتها الذاتيه دورا في تقليص وطاة فعلها، ومدى صلابة رد فعلها المضاد، بما لايعفيها من احتمالات الانهيار والتمزق، الامر الذي صار اليوم، ومنذ غياب الاتحاد السوفياتي،كعامل خارجي ضخم يلعب دور الحاجة التلاحمية الداخلية، وغزو العراق ومااعقبه من مقاومة عراقية مسلحة، ومع مابدا من تضخم هائل في موقع أمريكا وقتها بالاخص مع تفردها على مسرح القوة والحبروت العالمي، اقرب للحدوث خلافا لظاهر العظمة الشديد البروز والايهام، بالاخص مع تنامي مكانة المعسكر الصيني الروسي ومحالفيه، الاقتصادية والتكنولوجيه، الامر الذي صار يبيح الاعتقاد مع العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين، بقرب حصول مايمكن اعتباره نوعا من عودة القطبيه الدولية الجديدة، المرتكزه هذه المره على قاعدة الراسمالية على الجبهتين المتصارعتين، مع اشكال تجليهما وتاقلماتهما المستجده.
نحن على نقيض ذلك، على موعد مع لحظة مدوية من لحظات الانهيار الكبرى، سوف تجعل من ذكرى انهيار الاتحاد السوفياتي مجرد حادثة عابره، تتصاعد عندها إشكالات الكوكب لدرجة غير قابلة للاحاطة، من ابرز وجوهها انهيار الكيانية الامريكية من الداخل، تحت وطاة انسداد الأفق المساعد على اللحمة الكيانية، وتركيب الاقتصاد الأمريكي شبه الوهمي/ الدولار/ بجانب أساسي منه، ولعل ازمة 2008، مع مايرافق جائحة كورونا، بالإضافة لرئاسة ترامب للولايات المتحدة،كمظهر بحد ذاته ودلالته، ومايبدو من تنامي ميول استقلاليه لدى بعض الولايات. ولايجب ان ينظر الى ترؤس ترامب للامبراطورية المفقسه خارج رحم التاريخ خارج قانون التردي المحكومة به الكيانات الإمبراطورية عموما، ومنها الازدواجية خصوصا مايشير اليه قبول أمريكا اليوم واجهة رئاسية لها تنتمي لعالم "الماخور".
مع ذلك لن يعرف العالم حتى مع انهيار او انكماش الولايات المتحدة الامريكية، نسقا تقليديا من الصراعية الراسمالية، فالراسمالية انتهت عالميا ك "نظام"، واشكال التنظيم المواكبة لها، وبمقدمها الدولة باعلى اشكالها، ومعها الكيانية الوطنية والقومية، تسير الى زوال، على المستوى المفهومي، بعد ان اختفت كمعطى واقعي، هذا في وقت يصير العالم فيه بمواجهة انقلابية عظمى، نحو مابعد المجتمعية، ليس للراسمالية، ولا أي من اشكالها المستجده الشرقية خصوصا، أي امل بالاستمرار، بينما ستزداد حضورا على مستوى الكوكب، التفاعلية بين مركزي الازدواج، وبينما يذهب العراق الى وعي الذات عبر الثورة ومعها، الى الرؤية الكونية الانقلابة الموافقة للتحول الكوني المجتمعي، فان الولايات المتحدة ستجد وقتها نفسها، خارج الفبركة، لتصير هي الأخرى مجتمع " فك ازدواج"، يهتدي بالرؤية التحولية التاريخيه الرافدينية المتنامية من هنا وصاعدا على وقع ثور 1 تشرين، ولتسهم كما هو مفترض بها في توفير مقوم وشكل فعل وسيلة الإنتاج التحولية، والاداة المادية المفتقدة المننتظرة / التكنولوجيا التي سينقلها العراق مفهوما ونموذجا تطبيقيا، من عالم الإنتاج لارضاء الحاجات الجسدية الحيوانية، الى انتاج الكائن البشري المتحرر من حاجات الجسد، أي "الانسان" على انقاض " الانسايوان".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• الهوامش ستجمل مع نهاية الحلقة الاخيره.



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانهيارالأمريكي واللاصعود العراقي؟/2
- الانهيار الامبراطوري الأمريكي واللاصعود العراقي؟/1
- انتفاضة عراق ممنوع من الوجود/6 ب
- فبركات وطنية وقومية اقرب للخيانه؟/6أ
- الفبركة وما ينقص الثورة الكونية الأعظم؟/5
- هل يُعدم العراق بفبركتهِ اُحادِياً؟/4
- فبركة عراق ومتبقيات ايديلوجية متهافته/3
- فبركة عراق ومتبقيات ايديلوجية متهافته/2
- فبركة عراق ومتبقيات ايديلوجيه متهافته/1
- الانفجار الكبير والكون اللامرئي
- نهاية المجتمعات لا التاريخ ولا الطبقات/2
- نهاية المجتمعات لا التاريخ ولا الطبقات/1
- كورونا: انقضاء الزمان ونهاية المجتمعات؟/2
- كورونا: انقضاء الزمان ونهاية المجتمعات؟/1
- الخروج من النهضة الزائفه: نداء؟/2
- الخروج من النهضة الزائفة؟/1
- نداءات الديمقراطيين: -حلاوه بقدر مثقوب-
- -فهد- نزيل ثقافة الموت/ خاتمه
- اشباه القرامطه يرطنون بالروسيه/ملحق ج
- حزب -فهد- والازدواج/ملحق ب


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - الانهيارالأمريكي الإيراني واللاصعود العراقي/3أ