أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - هويدا طه - ثلاث تساؤلات بمناسبة تشفير بث مباريات كأس العالم















المزيد.....

ثلاث تساؤلات بمناسبة تشفير بث مباريات كأس العالم


هويدا طه

الحوار المتمدن-العدد: 1583 - 2006 / 6 / 16 - 11:52
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


(1) احتشاد المواطنين في المقاهي.. فرصة؟
المسألة التي تشغل بال كل من يتابع نمو الحركة المعارضة لنظام مبارك في مصر هي.. كيف تخرج حركة الاحتجاج ضد النظام من حالة (مئات) الناشطين الذين يعملون وحدهم بمعزل عن عامة الناس.. إلى حالة تصبح فيها (جموع) المحتجين بعشرات الآلاف؟! هذه هي المعضلة الأساسية.. كيف يتمكن هؤلاء الناشطون الذين يعدون بالمئات من حفز مختلف الفئات في الشعب المصري المنهك للمشاركة في ذلك الاحتجاج، وإقناعهم بأهمية تكثيف عدد المحتجين حتى يثمر النتيجة المرجوة: إسقاط العائلة الحاكمة التي أوصلت حياتهم إلى هذا الجحيم من الفقر والإذلال وضياع الكرامة.. وكشف الفساد والمفسدين.. والاستعداد لبناء مصر من جديد، حل هذه القضية لا يمكن تحميله لهؤلاء الناشطين وحدهم.. فقد قدموا أكثر من غيرهم عندما خرجوا إلى الشارع وواجهوا- ومازالوا يواجهون- قوات الأمن بصدورهم العارية.. إلا من إيمان حقيقي بضرورة التغيير كي يصير البلد الذي نعيش فيه وطنا حقيقيا.. وليس كما هو الآن.. سجن كبير..
الإجابة على (كيف) هذه لابد أن يدلي فيها كلٌ بدلوه.. فالفضائيات على انتشارها وأهمية تأثيرها بل وأهمية الاستمرار في استغلال المتاح منها.. ليست كافية، لأنها أولا (لا تتبنى) مباشرة قضية المصريين العادلة.. فهي مشغولة بالزرقاوي حيا أو ميتا.. حماسا أو كرها! وثانيا لأنها لا تصل إلى كل قواعد المصريين.. فإذا كان الوصول إلى (جموع) المصريين تلك لحثهم على المشاركة في صنع مستقبلهم ومستقبل أبنائهم هو المشكلة الملحة الآن.. فإن تجارب الأمم التي نجحت نخبتها في جذب قواعد شعوبها للخروج من السلبية والمساهمة في حركات التغيير تصب في حقيقة مؤكدة مفادها:"الذهاب إلى جموع الناس وليس انتظار مجيئها"، صحيح أن إمكانيات حركة كفاية محدودة إلى حد عدم توفر ما يلزم كي تنتشر بين الناس ماديا.. أي بالعناصر والكوادر والمواد المطبوعة والمسجلة ووسائل التنقل حيث تترامى أطراف القاهرة نفسها عوضا عن باقي محافظات مصر.. إلا أن (العيشة الضنك) التي يحياها الناس قد تكون عاملا يسهل الاستجابة لمن يستحثهم للخروج على الحكومة، عدوتهم الأزلية منذ فجر التاريخ.. وهي حاليا تنتمي لنظام بدأ عده التنازلي ولا يحتاج إلا لتوحيد (الجموع) في مجابهته كي يهوي إلى دركه الأخير، والمسألة- في أحد جوانبها- تكمن في أن (تذهب إلى) أكبر جمع من المصريين لتقول لهم ذلك ثم تتركه يتفاعل في نفوسهم في الأيام التالية، وطالما نجحت شركة ART في توصيل المصريين إلى هذه الحالة من الغضب لاحتكارها بث مباريات كأس العالم دون غيرها من القنوات.. واستعدت المقاهي لاستقبال تلك الآلاف من المصريين موفرة لهم فرصة مشاهدة ما حرموا منه في منازلهم.. فلماذا لا توضع (خطة عاجلة) للتواجد بينهم بأقصى قدر ممكن.. وبطريقة تجعل الحدث فرصة لإلقاء الحجر في مياه حياتهم الراكدة سياسيا؟! صحيح أن مثل هكذا خطة كان يجب الاستعداد لها مبكرا.. ولكن لم يفت الوقت.. فقط شيء من الذكاء في تنفيذها.. والذكاء في هذه الحالة يوجب أن ينتظر الناشطون إلى أن.. تنتهي المباراة!
( 2 ) بعد الفن والرياضة والدين.. فيم سيتاجرون مستقبلا؟
لست من هؤلاء الذين يتابعون مباريات كأس العالم ولا حتى كأس عيال الحارة! كما أني لا أعرف- ولا يهمني حتى أن أعرف- الفرق بين كرة القدم وتلك الكرات الأخرى مختلفة الأحجام والألوان! لكن تشفير بث المباريات هو أكبر من مجرد حدث رياضي.. حدث يثير مزيدا من الشعور بالقلق والشجن و(الاغتراب) في عالم صار كل شيء فيه قابلا للاتجار به.. حتى الفن والدين والرياضة، كثيرا ما يحتج المتحمسون لليبرالية الاقتصادية ومفاهيم (حرية السوق) بأن المنافسة هي أم الابتكار والتقدم.. وهي السبب في تطوير (السلع)، لكن البشرية ظلت ولا تزال تعاني من هذه (الحرية الشرسة الجشعة) التي تتلاعب بحاجات الناس.. فتحرم منها من تشاء وتتيحها لمن يشاء.. طالما يملك ضخ الربح ومزيد من الربح في جيوب هؤلاء (الأحرار)! كانت السلع في البدء هي بالأساس حاجات الناس (المادية).. مواد الغذاء والكساء والبناء وغير ذلك من الحاجات اللازمة للحياة كوسائل التنقل وباقي وسائل عمران الأرض، لكن هذا التطور المروع لمفهوم (الاتجار بكل شيء) توحش مع وصول التكنولوجيا إلى ما هي عليه الآن.. فوصل إلى حد الاتجار بالفن والاتجار بالرياضة والاتجار بالدين والاتجار بكل ما هو جميل.. انضم اتحاد العالم لكرة القدم أو الاتحاد العالمي أو الفيفا أو أيا كان اسمه إلى تلك (الزمرة المتوحشة) المسماة بالشركات عابرة القارات.. فراح يبيع حق مشاهدة المباريات (لطالما كان ذلك الحق مشاعا متاحا لكل البشر طوال العقود الماضية) وراح يشتريه هؤلاء (الأحرار.. أحرار في الاتجار بكل شيء).. وبدأت جموع الناس في الأرض تذهل عاجزة أمام هذا النوع الجديد من التجارة الذي لا حول لهم ولا قوة أمامه.. كان الأمر قديما: كن فقيرا فلا تأكل ولا تلبس ولا تسكن.. لكنك كنت ما زلت حينها قادرا رغم فقرك على التمتع بذلك (الجمال المشاع البعيد عن أنف التجارة).. الآن كن فقيرا فلا تأكل ولا تلبس ولا تسكن ولا تمتع عينك وأذنك وروحك بأي فن أو رياضة أو جمال للطبيعة والإنسان أو حتى جمال الله وحنانه.. كن فقيرا فلا تكون إنسانا بالمرة!
في مدينتي.. الإسكندرية.. كانت الشواطئ متاحة كمساحة شاسعة يتمتع فيها الفقراء بجمال الطبيعة بأقل قدر من التكلفة.. فأغلق معظمها أمامهم عندما هجم هؤلاء (الأحرار) على أفضل مناطقها وبنوا فيها المنتجعات التي لا يمكن للفقراء حتى أن يمروا أمامها، تاجروا في البحر ونسيمه.. بنوا حوله جدارا عازلا فقبع الناس في بيوتهم.. فإذا بهؤلاء الأحرار في الاتجار بكل شيء يشترون أصول الأفلام المصرية التي تشكل تراثا عزيزا على المصريين فلم يعد ممكنا مشاهدتها إلا بشراء أجهزتهم وبطاقاتهم المشفرة.. فانتظر هؤلاء المطاردون مشاهدة مباريات كرة القدم العالمية فإذا بشركة أخرى اشترت حق بيعها لمن يملك ثمن تلك البطاقة المشفرة.. يحاصر الفقراء ويحرمون لا من السلع المادية فقط ولكن يحرمون حتى من أي نوع من (التمتع) يمكن أن يكون متاحا لهم.. وكأنهم لا يستحقون لكونهم فقراء أن يبتسموا أو يمرحوا أو حتى يتفرجوا.. لم أشتر تلك البطاقة لأنني لا أهتم بكرة القدم.. لكنني أفكر فيمن أعرف من أهل وجيران وأصدقاء وفي تلك (الحسرة) التي تلوح في عيونهم وهم يعجزون عن شراء تلك البطاقة اللعينة.. ثم أفكر في هؤلاء المؤمنين بحرية السوق.. وفي هؤلاء الأحرار في الاتجار بكل شيء.. وأتساءل ترى بم سيتاجرون في الأجيال المقبلة؟! الماء والهواء؟ تمر سريعا بخاطري أخبار جمعتها من مراكز البحوث تشير كلها بأن هؤلاء الأحرار يفكرون (يفكرون؟! بل يخططون!) لبيع قناة السويس بل وبيع نهر النيل!.. أحاول الاختباء من الفكرة.. أغمض عيني وأغطي رأسي هربا.. كأنني أحاول بالانكماش تحت الغطاء حماية القناة والنهر من البيع! يكفينا ما تحمله جيلنا من آلام بيع أشياء لم نكن نفكر يوما أنها ستعرض للبيع.. حتى الإله باعوه! لكنهم يبيعونه هذه المرة لهؤلاء الفقراء العاجزين عن المتعة على الأرض! صنف آخر من التجار يبيع الدين.. السلعة الوحيدة التي يغرون بها العاجزين عن شراء الأشياء الأخرى.. يتاجرون في جنات الله وكأنها (منتجعات) توفر مجانا كل ما هو عزيز على الأرض.. الخمر والحور العين والفاكهة والأعناب والزيتون! يكسبون من بيع (منتجعات الله آجلة التسليم) ما يمكنهم هم- الآن- من شراء (منتجعات الساحل الشمالي)!.. الفقير إذن- وأمام عجزه المشهود عن شراء أية سلعة أرضية- هل تتصورون كم يكون مغريا له ذلك العرض على يد التجار الشرعيين.. فقط ادفع (روحك) ثمنا لحورية واحدة.. والباقي فريي!
( 3 ) ماذا تضيف ملايين أخرى إلى ملياردير؟!
في برنامج ما وراء الخبر على قناة الجزيرة نوقشت يوم الجمعة الماضي قضية "تشفير بث مباريات كأس العالم" وأدلى الضيوف كل بدلوه في المسألة.. تبين من النقاش أن تلك المشكلة لا تعاني منها مناطق أخرى في العالم.. بقدر ما تعاني منها الشعوب العربية.. التي وقعت فريسة لواحد من هؤلاء التجار.. دفع لاتحاد كرة القدم العالمي مبلغا ضخما مقابل أن يستعيده من جيوب الناس مبلغا أضخم! لا تملك أمام تلك القضية إلا أن تفكر في هذا التاجر.. فهو من أغنى أغنياء العرب.. يملك فضائيات وأراض ومشاريع في مجالات متنوعة هنا وهناك في أنحاء العالم العربي من المحيط إلى الخليج.. يخدمه قطاع كبير من المتخصصين في كل شيء حتى في الثقافة! يضيف إلى ملايينه ملايين أخرى كل يوم.. تتساءل ماذا يفعل هؤلاء الأغنياء بتلك الأموال؟! هل حقا يحتاجون المزيد؟! لماذا؟! أي سلعة تلك التي تنقصهم؟! يحتاج البشر المال لتوفير مسكن- وليكن فاخرا- وسيارات- ولتكن فاخرة كذلك- ومصروفات تخدم تلك الأشياء الفاخرة وتجلب لهم كل الحاجات والأشياء اللازمة للاستمتاع بالحياة- مهما كان التصور لما هو ممتع- لكن إذا توفر كل ذلك.. ماذا تفعل بالأموال الزائدة؟! ماذا ينقص هؤلاء إلى درجة أنهم تحت (ضغط الحاجة) يتجهون إلى ابتزاز الناس وسرقة القليل المتبقي في جيوبهم المهترئة؟! هل هم من هؤلاء الذين ربما ترّصدهم أحمد مطر.. الشاعر الجميل.. في قصيدة عنوانها (المفترى عليه)؟ وفيها يقول ذلك المفترى عليه:".. رصيدي كله ليس سوى عشرين مليارا.. فهل هذا كثير؟! آه لو يدري الذي يحسدني كيف أحير.. منه مأكولي ومشروبي وملبوسي ومركوبي.. وبترول الفوانيس وأقساط السرير.. ما الذي يبغونه مني؟ أأستجدي لكي يقتنعوا أني فقير؟... يقولون ضميري ميت؟.. هل أتاهم خبر عما بنفسي أم هم الله الخبير؟ كذبوا.. فالله يدري.. أنني من بدء عمري.. لم يكن عندي ضمير!"







#هويدا_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليلة بكت مصر مع أسيرها وراعي بقر برتبة وزير لا هو حبيب ولا ه ...
- شجر الصفصاف الذي ينتج كمثرى في شوارع القاهرة
- المدونون: ورد الجناين اللي بيفتح في مصر
- لينا الفيشاوي أصغر رواد التغيير في مصر
- كيف يساهم مصريو الخارج في إحداث فوضى خلاقة بمصر؟
- شموخ بسطاويسي كمان وكمان.. وبطل جديد في معركة الاستقلال
- !.. جمال مبارك: كل ما أشوفك أبقى نفسي آ
- مطلوب فضائية إيجار مؤقت: الطريق إلى سبتمبر مبارك
- ريموت كنترول3
- عندما تجد شيئا في مصر تفخر به
- برامج المحليات على أوربت نجاح لم تحققه قنوات مرموقة
- قل لي ماذا تناقش.. أشاهدك
- مكي وبسطاويسي رمزا معركة العدل في بر مصر
- الخطابة وما تفعله بالناس
- جولة بالريموت كنترول 2
- أنتجته مافيا الدين في مصر: مجتمع مختلٌ ثقافياً
- بغداد ورام الله والقاهرة.. تعددت الأسباب والسقوط واحد
- رحيل الماغوط: الحزن مثل الله موجود في كل مكان
- جولة بالريموت كنترول
- الحرية الإعلامية في العالم العربي.. حملٌ كاذب


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - هويدا طه - ثلاث تساؤلات بمناسبة تشفير بث مباريات كأس العالم