أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان سلمان النصيري - رِفقاً بالبرتقالة !!















المزيد.....

رِفقاً بالبرتقالة !!


عدنان سلمان النصيري

الحوار المتمدن-العدد: 6550 - 2020 / 4 / 30 - 04:15
المحور: الادب والفن
    


فما ادراكم ما الـ "برتقالة" انها خير من الف "نارنجة بطعم لاذع "، وهي التي جعل الله فيها بخلقه من سحر الجنان، مادامت بقطوفها غير دانية للعاشقين.
وهذا ماعكفت عليه واحدة من الفنانات البغداديات الناشئات، ان تجرب بالاونة الاخيرة اعادة تأدية هذه الاغنية الشعبية الخفيفة والبسيطة بكلماتها ضمن ألبومها الجديد، تحت شعار: "البرتقاله وعيون الغزاله في زمن الكورونه".. ولم يأتي اختيارها بطراً او اعتباطاً هذه المرة، الا نزولا لرغبة الجمهور الواسع من العرب والعراقيين في بلاد الاغتراب وغير الاغتراب في ظل الوضع الراهن المشوب بمشاعر الروتين والاحباط في اجواء سياسة الحجر الصحي العالمي ، بالرغم من أن هذه الفنانة كانت ذاهبة بمشوارها لتتبنى مشروع تجديد اغاني الشجن القديمة، وبكل ما كانت تحمل من احاسيس ونقاء عراقي وعربي اصيلين، تعكسها طبيعة مشهدية الماضي الجميل في حقبة الخمسينات وما قبلها ، وقبل أن تتبدل صورة الإنسان بتشوهات حسية ونفسية على كافة الصعد داخل مجتمعاتنا الشرقية، نتيجة للسياسات العديدة الغاشمة، ومن اولها استشراء ظواهر النزاعات والحروب، التي أثرت على طبيعة مشروعية نظرة اكثر الناس في طريق المنافسة من أجل البقاء، وبعد ان وقع اغلبنا تحت تأثير محاولات التشبث المحموم في طريقة الصعود على قمم الأسطح، تيمنا بنظرية الاقوى والاصلح ،وكما تحدثت النظرية الزرادشتيه ، فغدونا نتسامى على بعضنا مثلما تفعل حبات الذره المتفرقعة داخل المقلاة.. ولم تسلم الساحة الفنيه بذاتها من بعض هذه الإرهاصات والنزعات الأنانية التي صارت وبكل أسف تقترن بشكل جلي مع مسيرة الفنان الذي اخذ يتمترس داخل جلده المدرع بالاشواك مثل قنفذ، احترازا من عدم افتراسه بواسطة الضواري المتسكعة في حلكة الظلام. وقد تكون مثل هذه الظاهرة لها ما يبررها في حق البقاء المتجرد من ابسط مظاهر النبل والاخلاق بعيدا عن نكران الذات الانانية، وكما بالمثل القائل: (لو متُّ ضمئاناً فلا نزلَ القطرُ).. ووجدنا في تصاعد حمّى الأعراض للحد النرجسي الباعث على الغل والحسد والتطويح، امورا مرفوضة جدا في عالم افتراضي شفاف يتمنى ان يرتقي اليه كل فنان يمارس دوره الحقيقي بالموسيقى والغناء وهو يتمثل بكل من اقترن اسمه وهويته الى العالم الملائكي أوالميتافيزيقي المتمثل بالحوريات والربّات، وكما نقلت لنا اساطيرالاقدمين عند بزوغ اول الحضارات بفنونها الانسانية الراقية، وممارستها باسمى الاحاسيس التي كانت تتمثل بالالهة "ابولو" وبناتها، "يوتيريبي والناي"،و"ايراتو وتيريسيكوري مع القيثارة".
وعوّدا الى مانريد تسليط الضوء عليه ، فان اغنية "البرتقالة" للفنان الراحل "علاء سعد"، قد حظيت يومها على استذواق شعبي منقطع النظير سواءاً في العراق أو بالدول العربيه الاخرى.. وهي مازالت لحد يومنا هذا، تشكل عطاءا، يُقتبس من روحها الكثير من الحركات الراقصة والتحديث الموسيقي وبساطة التلحين والكلمات، وخصوصا في مناسبات الاعراس والافراح الخاصة .
وقد يخطئ من يظن بان كلمات هذه الاغنية المبنية على البساطة "ركيكة"، وكما يزعم بعض المتحاملين من اصحاب الامزجة الهمايونية على هذه الاغنية، التي جاءت تعبر بشكل عفوي وسلس غير متكلف بالتعقيد عن لغة العشق للمحبوبة، وبشكل مشهدية ابداعية متكاملة، على ضربات الايقاع والعزف الراقص، الذي إستحوذ على مسامع اكثرالاذان المرهفة لموسيقى استطاعت ان تحرك فيهم سواكن الروح المكلومة بالاحباط والحزن، أو ترجّف الاكتاف والارداف للبعض الآخر المنفلت من عقاله في اجواء الفرفشة، وخصوصا من قبل الصبايا والصغار والمهووسين بالانغام الراقصة السريعة.
فللحرية الحقيقية مذاهب ومشارب مختلفة بالتذوق . بالرغم من بعض السلوكيات المكبلة في العتمة داخل المعتقدات والافكار االمتقولبة، اوالوافدة مع موجات سلفيات الأسلمة و التكفير . وعندما نتناول الاغنيه بالتحليل والنقد بشكل محايد ، نجدها تجربة مختلفة ، وكانها لوحة ابداعية متكاملة العناصر، تستحق الثناء من اهل الحس والتذوق والتجديد ، وهي تتميز بطبيعة اخراجها التقني المبدع وبحبكة ذكية بين عناصرها، ولعل من اجمل مايميزها، عندما كانت خارجة عن مألوف التعقيد والتقليد في اللحن والكلمات ، وكانت كالاهزوجه أو الهلهوله العراقية الباعثه على رسم مشهدية الفرح والعرس والغبطة والسرور..
وبكل اسف فقد كان ذلك مدعاة إضافية لإثارة هواجس وارهاصات "قابيلية حسودة" متصدية لقتل هذا الإنجاز المبدع، الذي فاق بصداه الواسع على استحواذ الشارع يوم ذاك. ومن ثم ليكون مبعثا لاشاعة الاستهداف وبشتى ادوات المحاصرة والتهميش تحت ذرائع متعددة ، لم تجد ما يبررها سوى طبيعة العيش بالعتمة واعتناق المذهب السوداوي والعوز الفكري اوالافلاس الابداعي ، الذي جعل من أصحابه يعتنقون سلفية التقولب والتقليد الببغاوي لنمطيات موروثة فحسب.
ومن جانب آخر فإن كل ماانتجت عنه هذه الاغنية التي يريد منها البعض أن يجعلها أكثر إثارة للجدل وباتهامات شتى ، كما في ادعاء خروجها عن المألوف، أوالتنكر لها من اجل محاصرتها وتحييدها عن دائرة الانتساب للفلكلور،بالرغم من تحفظ الاكثرية من الجيل الاول والجديد وهم مازالوا يتغنون بها. فكل ما انتج عن ذلك يشكل تجني مسعور بغباء، لان ابسط تعريف للفولكلور هو الذي يترجم عبرالنقل لاي انجاز اجتماعي على الواقع، قد يحمل أحد العناوين الفنية اوالادبية اوالفكرية أو حتى القيمية، فهو بلا أدنى شك سيكون مرٱ---------------ة تعكس للآخرين مشهدية او حدثا خارج
محدود الزمان والمكان، وقد تتعامل مع هذه الحدث المشهدي الشعوب الاخرى التي تريد ان تبحث وتتوقف على اية تجربة لها بصمتها الخاصة في عملية الاستقراء و الاستنباط وبغض النظر عن نسبة التقييم في السسلب او الايجاب ، وهي تبقى بمثابة سمة مميزة او كبراءة اختراع تسجل جميع حقوقها لاصحابها الأصليين بمختلف انتماءاتهم الاجتماعية والقومية.
ويكفي استدلالا بعازف الساكسفون العراقي (وسام خصاف )، حيث لازال يصول ويجول في ديوانيات وجلسات الطرب الخليجي، بعد ان أفرزته مشهدية "البرتقاله الاغنية" التي صارت تتناضح بكرمها وتستنسخ منها اكثرمن لمحة فنية، ولحد يومنا هذا.
وبالمقارنة في الافتراض، فلكل منصف لا زال يحمل بجعبته ادنى معايير المعرفة النقدية وهو يعتزم الاتهام بتسفيه "البرتقالة الأغنية" ، فاول ما سيكتشف بانها لم تكن مختلفة سوى بالاتقان وبحبكة الاخراج التحديث الموسيقي وخلافا لرديفاتها الأغاني القديمة الراقصة، المحسوبة من قبل على الفلكلور، بل قد يفوقانها إثارة وصخب وخلاعة.. كما في "الهجع" و"الهدل" و"العتبه كزاز" ...الخ حيث انهن ومع كل مثيلاتهن يعتبرن من الاغاني الراقصة الاكثر مجنا . وبنفس الوقت فما مازال الكثير يعتبرهن من اصول التراث والفلكلور الشعبي .. وقد يُعزى السبب الحقيقي للوقوف وراءها او غض النظر عنها ، لكون مطربيها يشكلون أعمدة للفن ولهم نتاجات ضخمة تجعلهم بمصاف الرصانة والحصانة . وكان الاوّلى على كل اصحابها من الاحياء " ونحن ندعوا لهم بطول العمر ودوام التوفيق " ومن كل مريديها مع كل " اهل المعرفة"، أن يستمدوا مسؤولية مباشرة بالوقوف والتصدي لكل الهرطقات الغريبه والمثيرة للهواجس والأفكار، المتمثله بواقع فوضى النقد، وبمحدودية الدرايه الطاغيه على الساحة الفنية، وعليهم ان لايتركوا نهايات حلقات الجدل النقدي بخيوطها سائبة، يتشبث بها كل من "هب ودب" من فلاسفة الافلاس وراكبي موجات صرعات "ثقافة اخر زمن" على "الفيسبوك"، وهم من الذين ينطبق عليهم المثل القائل :"جاءوا بالكحيلة حتى ينعلوها.. صارت المردانه تمد برجليها"(والتنعيل هنا هو تثبيت لحذوة الفرس).
واخيرا نرجو عدم تفوييت الفرصة على كل من يبتغي استخدام نمطية السياسة الانتقائيه بالنظرة الواحدة، أوالميّل للثقافة الاحادية المستحوذه للاراء الاخرى، عند القيام بفلسفة الامور وفقاً لتبرير بعض الغايات المبطنة التي لا يعلم كنهها الا الله وأصحاب الأنا المريضة، من المتشائمين والمتعكزين على وهم الخيال في ميادين المنافسة .
وختاما فلايسعنا الا ان نقول رفقا بفنان مبدع مثل المرحوم "علاء سعد" عندما استطاع أن يحقق مالم يقدر عليه "اكثر فنانين جيله و لحد الان" .. وعشمنا الاخير على كل رفاق دربه ومن يقتدي فيهم، بان تجعلوا من كل كلمة طيبة منكم صدقه جارية عليه وعليكم، ورحمة له ولكم.. وليتذكر كل من يريد ان يبخس احدا من الناس اشياءه، ولو امتلك "حبة خردلة على رفوف الفن والفلكلور" فسوف لن يبرئ من لحاق الحيف به عاجلا ام اجلا، وفقا لمعطيات الواقع المزري الذي نحن نساهم فيه سلبا او ايجابا ، وسط حالة فوضى من "الحيص بيص".



#عدنان_سلمان_النصيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وَحيّ النَحسْ بخُرافة الغراب !!
- ارهاصات ترسمها نفثات دخان !! (قصيدة السرد)
- كابوس أميّة الفيسبوك !!
- ثمالة العصافير !!
- ألاحرار ووسم العبيد!! (قصيدة سرد)
- طگ بطگ..وبالقلم العريض !!
- عصمةُ النَطْحِ لذي القرنيّن !!
- توقف.. حتى إشعار آخر !!
- يا مُسافحة ألحب!!
- خيال نرجسي!!..(قصيدة سرديه)
- لحن الامل !!
- سيدي ألقاضي في مأزق !!
- خريف مُبْكِر!!
- تراجيديا ساخره!!
- فقاعة النزوة !!
- علي ويّاك علي .. نُصه إلَك و نُصه إلي !!
- عقول ممزقه.. ببراثن الجهل و الغطرسه!!
- الاحساس بالدونيه ..الدافع الاول للتبجيل والتقديس!!
- تنبؤات فأره.. فرقة (حسب الله) ستستلم مقر الجامعه العربيه !!
- العبيد لا يمنحون الحريه للبنان !!


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان سلمان النصيري - رِفقاً بالبرتقالة !!